راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > المعلومات العامة
 
 

إضافة رد
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #1  
قديم 14-02-2014, 11:32 PM
ندى الرفاعي ندى الرفاعي غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 693
افتراضي صورة الكويت في ذاكرتي عندما كنت مبصراً

صورة الكويت في ذاكرتي عندما كنت مبصراً







كانت تلك الفترة استمراراً لعصر النهضة الكويتية في المجالات كافة

كنا نخرج للعب في فترات النهار لعدم وجود إنارة في الطرقات

الشاوي يمر بالأغنام بين البيوت ولا يتجرأ صبي أن يتعرض لها

عاصرت بناء المرافق الحكومية والطرق المسفلتة في خيطان

المدارس ترعى جميع الطلاب دون تفرقة بين المواطنين والمقيمين

عايشت التسامح الديني عندما كان يُسمح للتلاميذ النصارى بالبقاء أو الخروج في حصص التربية الإسلامية


تنشط ذاكرتي البصرية كثيرا وتبتهج مخيلتي وأنا في وطني بالرياض عندما أتابع برامج الاذاعة والتلفزيون لدولة الكويت الحبيبة، أتذكر السبعة عشر عاما التي عشتها في الكويت قبل فقدي لحاسة البصر وعودتي الى مسقط رأسي بلادي الغالية المملكة العربية السعودية عام 1977م، أستمتع عندما أسترجع المواقف والأماكن والمصطلحات الكويتية القديمة التي عايشتها في تلك الفترة، أنجذب كثيرا عندما يكون الحوار في البرامج والمسلسلات واللقاءات بين أشخاص من ذلك الجيل، لكونهم يستخدمون في مناقشاتهم مفردات وأحداث الفترة التي عشتها في الكويت.أبتهج وأنا أستمع الى حديث الشاعر بدر بو رسلي، والمحامي خالد العبدالجليل، والسيدة غنيمة الفهد، والمعلق خالد الحربان، لأنهم يستخدمون في كلامهم مفردات اللهجة الكويتية الأصيلة.تطرب أذناي عندما أستمع الى الأناشيد الوطنية لدولة الكويت الحبيبة.
نقش حب الكويت في قلبي مع بدايات الستينيات الميلادية، كانت تلك الفترة استمرار عصر النهضة الكويتية في كافة المجالات: الثقافية، والعلمية، والاقتصادية، والفنية.
كان لتنقل أسرتي في مسكنها من نقرة الطواري، ثم خيطان القديمة، ثم الفيحاء فالسرة، وأخيرا في منطقة الروضة، أثرا في تشكيل شخصيتي من تنوع للعلاقات الاجتماعية والعادات واللهجات والتي استمرت معي حتى الآن.

في نقرة الطواري

كانت مع بداية الستينيات، لا أذكر منها سوى لمحات بسيطة عندما كنت قريبا من الأربع سنوات، كان البيت صغيرا يتكون من غرفتين ومطبخ وحمامين أحدهما للاستحمام، كانت الغرف تطل على فناء صغير لكنه كان كبيرا في عيني في ذلك الوقت، يوجد في الحوش سلم يؤدي الى سطح يعلو الغرف، كان البيت يطل على سكة ضيقة.تمر تلك الفترة في مخيلتي كأنها حلم.

في خيطان القديمة

تأثرت شخصيتي كثيرا بتلك الفترة، تنقلت أسرتي في مسكنها داخل خيطان بين عدة شقق، كان ارتفاع معظم العمارات لا يتجاوز ثلاث طوابق، كانت الشقق صغيرة جدا لكن وجود أفنية للعمارات يجعل المكان واسعا للعب.
كان خروجنا للعب في ذلك الوقت في فترات النهار فقط لعدم وجود انارة في الطرقات، كانت البقالات قريبة من معظم العمارات فلم نكن بحاجة الى الابتعاد عن منازلنا.
لم تدخل أنظمة البلدية حيز التطبيق في الأحياء بعد، فقد كان الشاوي يمر بالأغنام والأبقار بين البيوت وأمام العمارات، ولا أتذكر ان أحدا من صبية كان يجرؤ ان يتعرض لها بأذى.
اصطحبني والدي يرحمه الله معه لحضور تشييع جنازة الشيخ عبدالله السالم يرحمه الله عام 1965م.
سجلني والدي في الصف الأول الابتدائي بمدرسة أبرق خيطان، ثم انتقلت الى مدرسة خيطان المتوسطة حديثة البناء.
أتذكر أنني ورفاقي كنا نمر في طريقنا من والى متوسطة خيطان على بدايات وضع أساسات انشاء جمعية خيطان التعاونية، كانت ممرات الجمعية الاسمنتية مكانا ممتعا لللعب بالدرجات الهوائية.
عاصرت في تلك الفترة افتتاح سينما غرناطة القريبة من مسكننا، حضرت فيها مع مجموعة من أبناء الجيران عرض أول فلم عربي، كان الافتتاح مزدحما فلم نجد مقاعد شاغرة الا في الصف الأول وكانت قيمة التذكرة 50 فلسا.
كنا في طفولتنا نستغل أية فرصة للمرح، كان فصل الشتاء الممطر ممتعا جدا، كنا نفرح بالمطر، فذلك يعني تنافسا بين الصبيان على لبس الأبوات البلاستيكية التي تغطي معظم الساق، كنا نتعمد المشي بها في المستنقعات، حيث لم تكن الطرق قد سفلتت بعد.
وعندما بدأ الشروع في تمديد أنابيب الصرف الصحي المقابلة للعمارة التي نسكنها، كنا نستغل اللعب على الأكوام الرملية الناتجة عن عمليات الحفر، كانت عمليات الحفر موازية للطريق العام المؤدي الى المطار، كنا نلعب ونلهو بالرمل دون ان نفكر بتبعات ذلك علينا، كانت نهايات اللعب عقوبات صارمة من أمهاتنا عندما نعود الى منازلنا، لأن جيوب بنطلوناتنا القصيرة وثيابنا وأحذيتنا وجواربنا تمتلئ بالرمال اضافة الى شعور رؤوسنا وداخل آذاننا وأعيننا.وبسبب تنوع الجنسيات تعرفت على ألعاب عربية شعبية مختلفة كان من أكثرها متعة (البيسبول المعدلة).
كان لاقامتنا في عمارة تسكنها ثقافات مختلفة من المقيمين، ومجاورتها بيوتات كويتية قديمة أثر في تكوين صورة اجتماعية وتراثية جميلة ميزت لي الفرق بين حياة الشقق وحياة البيوت التراثية.كان تصميم البيوت القديمة من الداخل والخارج يمتاز بالبساطة، فقد كانت أبوابها الرئيسية تطل على السكك مباشرة ولم يكن للبيوت أسوار خارجية، كان فناء تلك البيوت يتوسط الغرف والحمامات، وكانت فيها من الداخل لمسات فنية بسيطة عبارة عن لونين من الدهانات على الجدران، كان تصميم واجهات البيوت يعتمد على براعة زخارف الأبواب والنوافذ الخشبية وما يحيط بها من شبك حديدي بتصاميم مختلفة، أما عن تصميم واجهات العمارات وتفصيل شققها فقد كان طرازا حديثا متطورا كثيرا مقارنة بتلك البيوتات الطينية.

المرافق الحكومية والطرق

عاصرت في خيطان بناء المرافق الحكومية والطرق المسفلتة والمضاءة.
كان التعليم ولايزال يلقى رعاية خاصة من حكومة الكويت، فقد كانت المدارس في المرحلة الابتدائية جاذبة ممتعة، حيث كانت تحرص على رعاية جميع الطلاب دون تفرقة بين المواطنين والمقيمين من خلال: الكشف الصحي السنوي المستمر، والتطعيم السنوي للوقاية من الأمراض التي كانت تنتشر في العالم في ذلك الوقت، كانت المدارس تقدم لأبنائها وجبتي طعام: الأولى افطار، والثانية غداء، كانت الوجبات صحية ومغذية في ظل سوء التغذية الذي كان يعانيه معظم التلاميذ.
عايشت في الكويت منذ الصغر التسامح الديني عندما كان يسمح للتلاميذ النصارى البقاء أو الخروج من الفصل في حصص التربية الاسلامية، لم يؤثر ذلك على علاقاتنا بهم.
استمتعت أثناء الدراسة بالرحلات المدرسية للمتاحف والحدائق.
كانت الكويت منذ ذلك الوقت من الدول القيادية ذات الثقل السياسي، فقد كان يزورها كثير من القادة والزعماء، وكان أكثر ما يفرحنا بزيارتهم أننا كنا نخرج من المدارس للترحيب بهم على جانبي الطريق القادم من المطار والمار بمحاذاة منطقة خيطان.
كانت المدرسة تقدم لكل تلميذ مواطن كويتي أو مقيم كسوة ملابس سنوية صيفية وشتوية عبارة عن قميص وبنطلون ومعطف، كما كانت توزع علينا الكتب والدفاتر، كانت صورة أمير الكويت الشيخ صباح السالم يرحمه الله مطبوعة على الأغلفة، وهو ما أصل حب أبناء الكويت لحاكمهم العادل.
كنا في تلك الفترة نتشوق لعيدي الفطر والأضحى، لأننا كنا ننتظر ساحة المراجيح والألعاب بفارغ من الصبر.
أتذكر زحام ومتعة سوق بو خمسين فلس وسوق المقاصيص وسوق واجف وسوق الجمعة.
اختلطت لهجتي في خيطان بلهجات الجيران من الدول العربية المختلفة والمقيمين معنا في العمارة، وبلهجات الكويتيين خارج العمارة.
لم نكن في خيطان نحرص على متابعة التلفزيون، لأننا كنا نلعب كثيرا في حوش العمارة، كان ارسال التلفزيون الكويتي بالأبيض والأسود وكانت فترات العرض قصيرة، تبدأ قبيل المغرب وتنتهي في وقت مبكر من الليل، وكانت العروض الكرتونية قليلة وباللغة الانجليزية، كنا ننتظرها يوميا ونتابعها وان كانت معادة، لم نكن نفهم أحداثها، اكتشفت مؤخرا ان بعض تلك الحلقات الكارتونية التي كانت تعرض لنا في منتصف الستينيات عبارة عن مقاطع تأصل العنصرية ضد السود في الولايات المتحدة، بحثت عنها في أيامنا الحالية لأفهم ما كان يدور فيها من أحداث بعد ان أجدت اللغة الانجليزية عن طريق الشبكة العنكبوتية فوجدتها محجوبة عن العامة لأنها تذكر بالعنصرية.

في الفيحاء

انتقلت أسرتي مع بداية السبعينيات الى بيت صغير في قطعة سبعة بمنطقة الفيحاء، كانت تلك الفترة نقلة جديدة في حياتي، تعرفت فيها على المجتمع الكويتي بشكل أكبر، كان الجيران كلهم من الأسر الكويتية المعروفة، كان معظم أبنائهم يدرسون معي في متوسطة الفيحاء.ومن أهم الجيران الذين ارتبطت بهم وكأنني أحد أبنائهم، أسرة البارون (سعد، د.صالح، عبدالوهاب، بسام).
كانت متوسطة الفيحاء على بعد مئات الأمتار من منزلنا، كنا نذهب مشيا على الأقدام، كان سور المدرسة عبارة عن شبك من الحديد يستطيع المارون مشاهدة الطلبة وهم يلعبون، كانت تلك المدرسة واسعة مفتوحة الأفنية شرحة.
كان الطابور الصباحي في غاية المتعة، فقد كانت تقدم فيه الفقرات المتنوعة، وكان المعلمون يمرون علينا لمتابعة تقليم أظافرنا وتصفيف شعورنا، ونظافة أبداننا، يتأكدون من وجود منديل في جيوبنا، وما يزيد الطابور الصباحي قوة وفاعلية أنه كان ينتهي يوميا برفع علم الكويت على السارية متزامنا مع عزف السلام الأميري، وقد أصل ذلك الاجراء تعميق الوطنية في قلوب جميع الطلبة بما فيهم المقيمون.
توقف صرف وجبة الغداء واستمر صرف وجبة الافطار في الفسحة الأولى، كانت مكونات الوجبة تختلف بين فصل الشتاء وفصل الصيف، كما كانت تتنوع مكوناتها حسب أيام الأسبوع، كانت وجبة الشتاء في بعض الأيام عبارة عن شوربة عدس وشريحتين من الخبز والجبن وبيضة مسلوقة وبرتقالة أو تفاحة، تستبدل الشوربة باللبن في فصل الصيف، أما يومي الاثنين والخميس فكانا مفضلين لدى الجميع، لأن الوجبة كانت عبارة عن كوب حليب ساخن وبسكوت أو قطعة من الشيكولاة.ومما أذكره بكثير من الاعجاب أننا كنا ندرس الى جانب المناهج العادية مواد مهنية (نجارة، وكهرباء، وهندسة) ظل تعلمنا لأساسيات تلك المهارات باقي معنا حتى أيامنا هذه.
كانت المدرسة تفتح أبوابها للطلبة بعض أيام الأسبوع بعد صلاة العصر ليستمتعوا بمرافق المدرسة ويمارسوا بعض الأنشطة الرياضية تحت اشراف بعض المعلمين.
كنا في المدرسة نعرف التوجه العام للموضة من خلال قصات الشعر وملابس بعض المعلمين الكويتيين، كان اتجاه الموضة في تلك الفترة نحو تطويل الشعر، ولبس القمصان المخصرة وبنطلونات الشارلستون.
أتذكر من الأسماء التي زاملتها في المدرسة أبناء: الخليفة، القعود، والجسار.
كانت الفيحاء منظمة في تخطيطها كما هي الحال في باقي المناطق، توجد فيها مساحات مفتوحة تمارس فيها لعبة كرة القدم.كنت أتابع يوميا حافلات الأندية الرياضية وهي تقل ناشئي المنطقة للتدرب في أنديتها، نشأت عرباويا لأن والدي كان كذلك، ثم تحولت لتشجيع نادي الكويت، ثم نادي التضامن، ثم انتهى بي المطاف بتشجيع نادي السالمية لأن معلم مادة الجغرافيا الذي كان يدرسنا في المدرسة هو الأستاذ محمد جاسم والذي كان يلعب مدافعا في نادي السالمية، كان الأستاذ محمد جاسم يملك من الأخلاق الفاضلة ما جعلنا نحبه ونحب ناديه.

فرح وحزن

تضاربت مشاعر الفرحة والحزن لدي عندما فاز منتخب الكويت على منتخب المملكة العربية السعودية في دورة الخليج الثالثة التي أقيمت على أرض الكويت، لم أكن أعرف شيئا عن لاعبي المملكة، كنت أحب الأسطورة جاسم يعقوب، وحمد بو حمد، وفاروق ابراهيم، مرزوق سعيد، على الملا، وسعد الحوطي، وفتحي كميل.
ارتبطت في الفيحاء بشكل كبير بأخي رائد الذي يصغرني سنا، وكان كفيف البصر، وبأبناء الأقارب الذين كبرنا معهم وهم: خالد أحمد الحسين، عامر عبدالرحمن الفريح، خالد عبدالباري العليان يرحمه الله، تعرفت من خلالهم على الألعاب الكويتية الشعبية (المقصي، العنبر، الدوامة، الدامة، التيل، كوت بو أربعة).
ومع بديات مراهقتي أحببت الفن الكويتي الأصيل، كنت من محبي: عبدالكريم عبدالقادر، حسين جاسم، مصطفى أحمد غريد الشاطئ، فيصل عبدالله، عائشة المرطة، أحمد عبدالكريم، عبدالمحسن المهنا، صالح الحريبي، كما كنت أحب فن الصوت الكويتي ولا أزال، فعشقت: عوض الدوخي، حمد خليفة.
كنت أحب متابعة البرامج التلفزيونية ومنها: من حياة الشعوب، عالم الحيوان، ما يطلبه المشاهدون، نافذة على العالم.أحببت كثيرا من المقدمين أمثال: السيدة فاطمة حسين، ماما أنيسة جعفر، أمل عبدالله، أمينة الشراح، منى طالب، دولت شوقي، هدى المهتدي الريس.ومن الرجال السيد رضى الفيلي، عبدالرحمن النجار، جاسم شهاب، محمد مناور، خالد الحربان، أحمد عبدالعال.
كنت من محبي متابعة المسلسلات والأفلام التلفزيونية الأجنبية والتي كانت تعرض حلقاتها بشكل أسبوعي، ومن أشهرها على سبيل المثال لا الحصر (باتمان، ستار تراك، طرزان، جحيم المعركة، كتيبة الفداء).
كانت الساعة الرابعة عصرا وقتا مقدسا ننتظره أنا واخوتي، كان وقت شرب الشاي وتغميس البقصم، بدأت في تلك الفترة متابعة بعض البرامج الاذاعية وخصوصا: برنامج أخبار جهينة، وبرنامج نافذة على التاريخ. أما برنامج حبابة فقد كان له جوه الخاص أيام رمضان، كنا ننتظره بفارغ الصبر بعد افطار كل يوم مباشرة.

ليلة القريش والقرقيعان

تعرفت في مجتمع الفيحاء على المناسبات السنوية مثل ليلة القريش، شاركت مع أبناء الجيران في فعالية القرقيعان في ليالي رمضان، كنا نتنقل بين بيوت المنطقة كنا نسير لمسافات طويلة دون ملل أو خوف، كانت البنات يقرقعن حولنا دون ان يتعرض لهن أحد، كان الجميع يتمتع بالمسؤولية وبالغيرة عليهن.
كانت الكويت تنعم بفعاليات جميلة أيام الأعياد، فقد كانت تقام في تلك المناسبات مهرجانات السيرك العربية والعالمية، يعرض فيها الفن والتحدي والخرافة.
كان الناس في ذلك الوقت يستفيدون من شبكة النقل العام (المواصلات) خصوصا اولئك الذين لا يملكون سيارات، استقللت المواصلات للذهاب بها مع أحد أخوالي عندما كان يزورنا من المملكة لحضور أفلام سينما الحمراء والأندلس، أما أكثرها متعة بالنسبة لي فكانت في سينما حولي الصيفي ذات السقف المفتوح، كانت الأجواء فيها مختلفة عن بقية صالات العرض، فقد كان العرض يبدأ بعد ان يحل الظلام بعد المغرب، كنا في فترة انتظار ما قبل العرض نستمع الى أغاني الطرب الأصيل لأم كلثوم، وعبدالحليم، ونجاة الصغيرة وغيرهم من فطاحلة الغناء المصري، كان موزع المشروبات الغازية الباردة يتنقل بين المقاعد يسوق لما عنده في الصندوق بصوت عال قبل بداية العرض، وكانت أجمل لحظة هي عندما يقوم ذلك البائع بفتح القارورة بطريقة جميلة يصدر عنها صوت فرقعة.
أتذكر كيف كنا نستمتع في بيتنا بالفيحاء عندما يصب ماء الصليبي في البيت، حيث كنا نلهو به ونغسل حوش البيت.
أتذكر عندما كان والدي يرحمه الله يأخذنا للتنزه في البر في منطقة الفنطاس والفحيحيل والمنقف، كان تلك المناطق أماكن مفتوحة وبها بعض الأشجار.

الترويح السياحي

عاصرت منذ بدايات السبعينيات برنامج الترويح السياحي الصيفي، كانت تقام فيه الحفلات الغنائية الشعبية في الحدائق العامة بين صلاتي المغرب والعشاء.
كان لأقربائنا من أهل الكويت أبناء المرحوم باذن الله فرحان الفريح وعائلاتهم، العم عبدالله والعمة دلال يرحمهما الله، والعم عبدالرحمن والعمة آمنة أطال الله في أعمارهما أثر كبير في احساس أسرتي بالانتماء الى الأسرة الممتدة، شاركناهم حضور الفعاليات المختلفة ومنها: الذهاب الى البر أيام الربيع الجميلة، السفر الى لبنان، حضور مسيرات يوم الاستقلال التي كانت تقام سنويا، وما ينبغي ان أؤكد عليه ان تلك الفعالية الوطنية كانت تعمق الفخر بالكويت للمواطن والمقيم على حد سواء.

في السرة

كانت منطقة السرة قليلة المنازل عندما انتقلت لها أسرتي، كانت معظم الطرق غير معبدة الا من طريق يتوسطها محاذيا لقصر الشيخ عبدالله الجابر.
أتذكر الوجه الصبوح لجارنا الملاصق لمنزلنا الشاعر الأديب الكويتي محمد الفايز يرحمه الله، كنت أفرح عندما أراه وهو يلقي قصائده بأسلوبه المميز في التلفزيون، كنت أفاخر أصدقائي بأنه جارنا كعادة الشباب في كل زمان.
كان أول حضور لي لمسرحية كويتية كانت (علي جناح التبريزي وتابعه قفة) للمخرج الراحل صقر رشود في عام 1975م.
كانت متوسطة الروضة أقرب مدرسة لمنطقة السرة، كنت مع أول أيام انتقال أسرتي الى السرة أضطر الى الذهاب الى المدرسة مشيا على الأقدام، كنت أضطر الى عبور الطريق العام الذي يفصل منطقة الروضة عن السرة، الى ان تم تأمين حافلة مدرسية.
كانت قدرتي البصرية لا تزال جيدة مع استخدامي لنظارة طبية، كنت ألعب الكرة مع أبناء الجيران في الأراضي غير المبنية، أتجول مع (الربع) داخل السرة وخارجها كل عصرية، كان من أعز أصدقائي الذين لا تزال صورتهم محفورة في قلبي وذاكرتي: سلمان عبدالوهاب النصف، وليد البورسلي، عبدالله الشايجي، محمد الرشيد، جمال التنيب، جاسم الشطي.
بعد انهائي المرحلة المتوسطة في منطقة الروضة، أكملت الدراسة في ثانوية العديلية، كانت الثانوية قريبة من نادي كاظمة الرياضي، وملاصقة لمعهد المعلمين.

تلفزيون في كل فصل

لم تتوقف وزارة التربية عن تطوير العملية التعليمية، ولا أدل على ذلك من اعتمادها لبرامج تلفزيونية تربوية موجهة لطلبة المدارس، فكان يوجد في كل فصل تلفزيون يتم فيه عرض البرامج لكل مادة وفق جدول مواعيد محددة، عايشت في تلك المرحلة نعرة الشباب وعزوفهم عن تناول الوجبة المدرسية المجانية، كانت حياة المرحلة الثانوية صاخبة عنيفة مليئة بالشقاوة، لكن اتزان وحسن تصرف مديرها الأستاذ الفاضل (القرطاس) حافظ على ثبات واستقرار المدرسة.
أحسست في تلك الفترة بصعوبة استمراري في الدراسة بسبب صعوبة القدرة على القراءة ومتابعة السبورة والتجارب المختبرية على الرغم من أنني كنت أرتدي نظارة طبية، لكن لم يكن لها مفعول.
أتذكر عندما أخذني والدي لطبيب العيون وعندما تمكنت من رؤية جميع العلامات اتهمني بالكذب فاضطررت للحلف له الى ان تم تحويلي الى أخصائي عيون آخر، فشخص المشكلة التي اتضح منها أنني مقبل على ضعف حاد مع مرور الأيام.
توقفت عن الدراسة عاما كاملا، كنت محبطا حزين النفس، وبعد ان اطمأنت نفسي واستقر بي الحال عدت الى مقعد الدراسة بثانوية العديلية، وتم تصنيفي ضمن طلاب التعليم الخاص، لم تكن خدمات التعليم الخاص في ذلك الوقت كافية فقد كلف المشرف الاجتماعي اثنين من المكفوفين الدارسين في المدرسة ليتولو تدريسي طريقة برايل، وهو جهد كبير عليهم، كنت أنتظر ساعات فراغ جداولهم فلم أستفد كثيرا.

محاولة رفض الواقع

كان نظام الدمج في التعليم العام يلغي عن الكفيف مواد الرياضيات والفيزياء والكيمياء.
لم أكن في تلك الفترة قادرا على قراءة الكتب بأية طريقة سوى طريقة الاستماع، لم تكن هناك كتب مدرسية مسجلة على أشرطة تعينني على متابعة الدروس، هنا أتذكر تعاون أحد طلاب الفصل عندما طمأنني بأنه سيقوم بتسجيل الكتب بصوته، كم كان ولايزال أبناء الكويت رائعين محبين للخير مهما كلفهم ذلك من جهد.
أتذكر تناقص عدد الأصدقاء من الجيران بسبب عدم قدرتي على مسايرتهم نتيجة الضعف الحاد للنظر، ازداد بقائي في البيت مددا أطول مما كنت أعتاد عليها، كانت ثانوية العديلية هي أقرب الثانويات لمنطقة السرة، لذا فلم أستطع التزاور مع أصدقاء الدراسة لبعد منازلهم، كان أغلبهم يقيم في مناطق بعيدة عن منطقة السرة.
أتذكر أول محاولة رفض واقع تدهور البصر لدي، ان قمت بسرقة مفتاح سيارة والدتي ظهيرة احد الأيام، حاولت قيادتها بعيدا عن منزلنا، منعني من ذلك ارتطام السيارة بحافة عمود انارة قرب البيت، تأثر أحد أبواب السيارة قليلا، خفت وانزعجت كثيرا بدأت أفكر بنوع العقاب الذي ينتظرني من والداي، وعند اكتشاف والدتي حفظها الله بالحادث عندما كنت أعيد المفتاح الى مكانه، طمأنتني وهدأت من روعي، وكم كانت المفاجأة الأخرى، فعندما استيقظ والدي وعرف بما حدث لم يوبخني، وانما عاتبني عتابا لم ألمس بعده مفتاح السيارة قط.

في منطقة الروضة

كانت الروضة هي آخر مطاف لنا في التنقل بين المناطق، أحست الوالدة يحفظها الله ان مستقبل ابنائها سيكون أفضل بالعودة الى المملكة العربية السعودية، لاحظت والدتي تدهور حالتي النفسية، تدخلت وبشكل قوي لاقناع والدي يرحمه الله بضرورة العودة الى المملكة العربية السعودية، وتم لها ذلك.
عزيزي القارئ، أحببت في عرضي لتلك المسيرة المتواضعة، نقل جزء يسير مما عايشته وأتذكره عندما كنت مبصرا في كويت الحب، وسأظل دوما أحمل للكويت عرفان الطفولة الجميلة التي مازلت أتمتع بمخزونها الثقافي في الستينيات ومنتصف السبعينيات حتى اليوم.






السيرة الذاتية

أنور حسين النصار، من مواليد مدينة الخبر بالمنطقة الشرقية بالمملكة العربية السعودية عام 1960م.
المؤهل العلمي:
ماجستير في التربية الخاصة من الولايات المتحدة الأمريكية.
المناصب التي يشغلها حاليا:
1 – مشرف تربوي للادارة العامة للتربية الخاصة بوزارة التربية والتعليم العالي.
2 – نائب رئيس مجلس ادارة جمعية المكفوفين بالرياض.
3 – محاضر بقسم التربية الخاصة بجامعة الملك سعود.
4 – مدير عام مكلف لمطابع خادم الحرمين الشريفين لطباعة القرآن الكريم بطريقة برايل بوزارة التربية والتعليم.
5 – مدير تحرير مجلة الفجر بطريقة برايل الشهرية.
6 – مدير تحرير مجلة مشعل بطريقة برايل للاطفال المكفوفين الفصلية.
7 – معد ومقدم برامج تأهيلية وتدريبية للمعلمين والمعلمات في مجال المكفوفين.
8 – المشرف الفني على انتاج اطلس الكويت البارز لمدارس التعليم الخاص بالكويت.




http://alwatan.kuwait.tt/articledeta...rquarter=20141
__________________

*****
๑۩۞۩๑

{إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّـيِّئَاتِ ذَلِكَ ذِكْرَى لِلذَّاكِرِين}
هود114
๑۩۞۩๑

*****
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
عندما تبرعت الكويت بـ 55 مليون جنيه لمصر bo3azeez تاريــــــخ الكـويت 2 26-05-2011 06:32 PM
عندما وقفت الكويت مع ليبيا bo3azeez تاريــــــخ الكـويت 1 24-03-2011 09:28 AM
أين تذهب عندما توشك دمعتك على النزول؟؟؟ بنت الزواوي القسم العام 11 06-07-2010 12:27 PM
عندما يمسخ شعب من هويته النوخذة القسم العام 16 03-04-2009 01:41 PM


الساعة الآن 05:22 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت