جزيرة مسكان أو مسجان - فرحان الفرحان

[AHMAD]

فرحان الفرحان - القبس
09/09/2011





مسكان أو مسكنان أو مسجان الأسلوب نفسه الذي مر على جزيرة فيلكا، التي أصلها فليك تصغير فلك ثم التأنيث فليكة ثم قلبت الى فيلكة، وهذا رأي الأستاذ بهجت الأثري الذي قدم لنا بحثا قيما عن حياة عثمان بن سند الفيلكاوي أو الفليكاوي، ذلك العالم الذي ولد في هذه الجزيرة قبل ثلاثة قرون ونصف القرن وهو من ابنائها ومن قرية القرينية.
وجزيرة مسكان ربما أصلها مسكنان وكان فيها حوضان لحفظ الماء العذب وربما يكون هذان الحوضان مسكنين للماء العذب، و الأقدمون اطلقوا عليهما «مسكنان»، ومع مرور الوقت أصبح مسكنا واحدا ثم اصبحت «مسجان» حسب لهجة أهل الكويت؟

كان أول من أشار الى هذه الجزيرة هو المرحوم الشيخ عبدالعزيز الرشيد في كتابه «تاريخ الكويت»، يقول مسكان تبعد عن الكويت (أي مدينة الكويت) نحو خمسة عشر ميلا، فيها مصباح للمسافرين ليلا، تبعد عن البويه، التي في خور البصيرة مايقرب من اثنين وثلاثين ميلا، وطولها ميل الا ربعا وعرضها أقل من نصف ميل، وتقع فيلكا جنوبا والمسافة بينهما ميلان.
وكان المرحوم حمد السعيدان قد ذكر في موسوعته عن مسكان التالي في صفحة 1402:
مسجان: (جزيرة مسكان).
جزيرة صغيرة من جزر الكويت مساحتها حوالي 1.5كيلومتر مربع، فيها بعض الأكواخ لصيادي الأسماك، كما ان فيها منارة لإرشاد السفن، أضيئت عام 1918، تبعد جزيرة مسكان عن ساحل الكويت (العاصمة) مسافة 24 كيلومترا، وهي قريبة من فيلكا، وتبعد عنها حوالي ثلاثة كيلومترات الى الشمال.
أما الشيخ جلال الحنفي في كتابه «معجم الألفاظ الكويتية» فيقول في صفحة 347 عن مسكان التالي:
م.سْجان: جزيرة صغيرة طولها نحو ميل وعرضها أقل من نصف ميل، تقع في الجنوب من «بوبيان» وتبعد عن الكويت نحو خمسة عشر ميلا، وفيها منار لهداية السفن في البحر كان قد وضع حوالي سنة 1918م، وتقع جزيرة فيلجة في الجنوب منها، وبينهما مايقرب من ميلين من عرض البحر.
مسحب الكبش: المجرة.. (ويقال له في بغداد «م.سحال الجبش» وقد جاءت هذه التسمية من ان جبرائيل كان يسحب الكبش.
و قد ذكرت هذه الجزيرة (مسكان) في معجمي «معجم المواقع والأمكنة» صفحة 259 التالي:
«مسجان» جزيرة صغيرة قرب فيلكا طولها ميل وعرضها أقل من نصف ميل وتقع في جنوب «بوبيان» وتبتعد عن الكويت نحو خمسة عشر ميلا، وفيها منار لهداية السفن في البحروكان قد وضع في 1918، وأصل «مسجان» هو «مسكان» أي المكان الذي تسكن فيه على اختلاف التعبير عند العامة.
لكن الفاضل خالد سالم محمد وهو أحد العلماء الذين أثروا في البحث عن فيلكا وبقية الجزر أفرد بحثا قيما عن هذه الجزيرة مسكان في كتابه «الجزر الكويتية.. تاريخها خصائصها»، ذلك في الصفحات من (33 ــــ حتى 41).
وكنت قد أفردت بحثاً عن اسرة (أبي راشد) هذه الأسرة الكويتية التي امتهنت في القديم مهنة صيد السمك وكان البحث في (2000/8/3) عن جزيرة مسكان، حيث ارتبطت هذه الأسرة ردحاً من الزمن في صيد السمك.
وكان لجزيرة مسكان ذكريات حميدة مع تاريخ الكويت، حيث كانت المورد الأول لسمك الزبيدي، حيث كان يصطاد من على سواحلها وكانت هي المقصد الاول لصيد الاسماك كما كانت معركة الرقة التي دارت رحاها في عهد الشيخ عبدالله الأول على مقربة منها، لهذا كانت لها مكانة في تاريخ الكويت.
كان الاستاذ شهاب عبدالحميد الشهاب العالم الاثري ومدير عام الآثار في المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب في غالبية توجهه الى جزيرة فيلكا لمتابعة الآثار هناك كان لا بد ان يمر في طريق عودته من الجزيرة الى الكويت في اللنج المخصص لذلك على بعض الجزر مثل: كبر ومسكان وكان يتأمل ويبحث ويدقق وكان قد اعد ابحاثاً في هذا المجال ويسرني هنا ان اقتطف نبذة مما اعده هذا العالم حول جزيرة مسكان وان اضيفه الى هذا البحث على القراء الكرام شيئاً جديداً لما كتبه الفاضل خالد السالم محمد من بحث في هذا المجال:

أعمال المسح الأثري لجزيرة مسكان عام 2008

قامت البعثة الكويتية السلوفاكية بأعمال المسح الأولي عن الآثار لجزيرة مسجان (مسكان) في ربيع عام 2008 وتم رصد عدد من المواقع الاثرية في الجهة الشرقية من الجزيرة عبارة عن أسس لجدران تنتشر، علها كسر فخارية مشابهة للكسر الفخارية المنتشرة على موقعي القرينية وقرية سعيدة في جزيرة فيلكا، ومن المحتمل، ان الموقعين يرجعان الى فترة تاريخية واحدة، كما تم رصد بعض المواقع في الجهة الجنوبية من الجزيرة مؤرخة في الفترة الزمنية نفسها.
كما تم رصد ثلاثة خزانات للمياه محفورة في باطن الأرض مرصوفة جوانبها كانت تستخدم لتخزين مياه الأمطار وهذه الخزانات الثلاثة متصلة ببعضها بعضا عن طريق قنوات حفرت على سطح الأرض تساعد في انسياب المياه من خزان الى آخر، ولوحظ ان هذه الخزانات الثلاثة قد وزعت وبينت في الأماكن المنخفضة في الجزيرة، وبامكانها تجميع مياه الامطار التي تسقط على الجزيرة، ويعتبر هذا النظام المائي فريداً من نوعه في دولة الكويت، وقد تم تجديد هذه الخزانات وترميمها.
ان فنار ارشاد السفن الذي ورد ذكره في المصادر التاريخية والذي كانت تشرف عليه عائلة بوراشد ما زال في مكانه الطبيعي ولم يصبه أي دمار وعبث، يقع بالقرب من منه مبنى تابع له من المحتمل انه اقيم على بناء أقدم منه، حيث انه بني على ربوة وذلك في الجزء الجنوبي من الجزيرة، كما تم رصد مقبرة عائلة بوراشد الذين وافاهم الأجل في الجزيرة ودفنوا فيها.
مما تقدم بايجاز فاننا نرى ضرورة المحافظة على جزيرة مسجان (مسكان) للأسباب التالية:
1 ــــ إن الجزيرة مازالت بكرا ولم تتعرض للعبث او الدمار ما عدا مباني الصفيح الخاصة بصيادي الأسماك المقيمين بالجزيرة.
2 ــــ نظام خزانات المياه الفريد من نوعه في دولة الكويت وهو بحالة ممتازة ومازال يستخدم من قبل صيادي الأ‍ سماك المقيمين بالجزيرة.
3 ــــ الفنار الذي كان مرشدا لأبوام الماء مازال قائما في موقعه وبحالة ممتازة ويعتبر أثرا تاريخيا مهما.
4 ــــ الظواهر الأثرية للمباني المنتشرة في الجزيرة والتي من المحتمل معاصرة لمواقع أثرية في جزيرة فيلكا.
5 ــــ إن الجزيرة تعتبر محمية طبيعية ولم تتعرض للعبث والدمار ومازالت النباتات والشجيرات تنبت فيها.
6 ــــ ان حماية الجزيرة تحقق هدفا مهما هو الحفاظ على التراث الثقافي المادي والتراث الطبيعي.
أمام هذا التقرير أرجو أن تلتفت الدولة الى هذه الجزيرة لحمايتها كمعلم أثري تاريخي والمحافظة عليها لنا وللتاريخ وللكويت.