راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية

 
 
        

اخر المواضيع

 
 

 
 
العودة   تاريخ الكويت > منتدى تاريخ الكويت > تاريــــــخ الكـويت
 
 

موضوع مغلق
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع انواع عرض الموضوع
  #11  
قديم 09-09-2008, 01:33 PM
صافي صافي غير متواجد حالياً
ضيف
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 66
افتراضي

الصباح والخليفة يدعون انهم من عنزة !!
افتوني اثابكم الله
  #12  
قديم 10-09-2008, 05:06 AM
lahoob28 lahoob28 غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
المشاركات: 9
افتراضي

ليس إدعاء فعلا آل صباح وآل خليفة هم من عنزة.
  #13  
قديم 10-09-2008, 08:05 PM
القرين القرين غير متواجد حالياً
عضو شرف
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 541
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صافي
   الصباح والخليفة يدعون انهم من عنزة !!
افتوني اثابكم الله

الاخ صافي...

انت شرايك..تعتقد من وين..؟

ممكن نعرف وجهة نظرك...
  #14  
قديم 11-09-2008, 02:30 AM
حمر عين حمر عين غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Aug 2008
المشاركات: 24
افتراضي

اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة صافي
   الصباح والخليفة يدعون انهم من عنزة !!
افتوني اثابكم الله

آل صباح وآل خليفة من بني عتبة (العتوب)
والعتوب من عنزة بن أسد هذا اللي اذكره عثمان بن سند (ولد عام 1766م)
لكنه استدرك وذكر انهم متباينو النسب لم تجمعهم شجرة نسب،
لكن تقاربوا فنسب بعضهم لبعض.

وبالمجمل المشهور ان العتوب من عنزة
او بمعنى اصح اغلب اسر العتوب من عنزه

في العموم آل صباح وآل خليفة شيوخ وامراء ومعروفين ومايحتاج تسئل زود
لان مثل مايقولون الكتاب يبين من عنوانه

بقى شغله لفتت انتباهي وهي مذكرات مدحت باشا والي بغداد واستلم بعدها رئاسة وزراء الدولة العثمانية ذكر في كلامه عن الكويت وعدد سكانها ان أهلها جائوا من الحجاز هم وجماعة من مطير وقال ان اول من شيدها رجل من هذه القبيلة اسمه صباح

هذي المعلومات شاذه جداً لكن منين جاب؟؟
هو زار الكويت والتقى بالشيخ عبدالله الصباح حاكم الكويت بذاك الزمن وكتب وصف لها في مذكراته ...

ياليت اكون جاوبت على سؤالك تحياتي لك

التعديل الأخير تم بواسطة حمر عين ; 11-09-2008 الساعة 02:33 AM.
  #15  
قديم 18-11-2008, 08:47 AM
عنك عنك غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: الـكـويــت
المشاركات: 412
افتراضي

العتوب اسم يطالع الباحث في تاريخ البحرين و الخليج العربي بوضوح شديد ... فقد استطاعت هذه القبيلة التي تكونت اصلا من تحالف مجموعة من بطون القبائل بالجزيرة العربية أن تحتل مكانا بارزا في تاريخ هذه المنطقة لتصبح بعد ذلك أساسا لحقبة جديدة وهامة من هذا التاريخ ... وفي مستهل القرن، الحادي عشر الهجري الثامن عشر الميلادي.
تقدمت العتوب التي كونت لنفسها خبرة كبيرة بالبحر صيدا و تجارة و قتالا لتحاول سد الفراغ بعد أن وهنت قبضة الخلافة العثمانية ورزحت البحرين تحت حكم مجموعة من الولاة الذين حكموها باسم الدولة الصفوية في فارس... ورغم محاولة اثارة الفتنة بين العتوب وهم عرب والهولة وهم عرب أيضا فقد عادت القبيلتان للتحالف ولكن الظروف لم تكن مواتية فاتجهت مسيرة العتوب الى البصرة لتمتد بطونها بعد ذلك فتعاود التواجد على شواطئ الخليج.
ورغم الحلقات الكثيرة التي مازالت غامضة في تاريخ العتوب وخاصة في بداية وصولهم للبحرين الا ان هذا البحث واعتمادا على ماتم العثور عليه من وثائق يكشف النقاب عن بعض ما غمض من تاريخ العتوب ويحدد بصفة قاطعة بعض ما أختلف حوله المؤرخون كثيرا حول تاريخ ظهورهم بالبحرين.
كانت البحرين احدى مناطق شبه الجزيرة العرب و تمتد حدودها من الكويت شمالا الى قطر جنوبا ومن نجد غربا الى الخليج شرقا تسكنها قبائل عربية من عبدالقيس وبني وائل وتميم وغيرهم من القبائل العربية، وعندما انبثق نور الاسلام وتاسست دولته كان هذا الاقليم جزءا من أجزاء الدولة الاسلامية في عهد الرسول (ص) والخلفاء من بعده وكذلك في زمن الدولة الاموية و صدر الدولة العباسية، وتخللت هذه الحقب بعض الثورات ولكن لم يكتب لها النجاح حتى قامت ثورة القرامطة وتاسست الدولة القرمطية في البحرين، وانتهى حكم القرامطة على يد العيونيين الذين ينتمون الى قبيلة وائل واسسوا دولتهم في البحرين ثم ضعفت دولتهم و تجزات المنطقة لفترة، ثم جاء المد المغولي على يد (هولاكو) وفتح بغداد وشملت سيطرة المغول البحرين وبعد ان انحسر المد المغولي سيطرت على ضفاف الخليج (امارة هرمز): وهي امارة تغلب عليها الصبغة العربية وان كان امراؤها من بقايا المغول ولكن لغة هذه الدولة العربية واغلب شعبها من العرب و حري بنا نحن المؤرخين العرب في الخليج ان نهتم بتاريخها حيث كانت جزر البحرين و سواحل عمان وسواحل فارس المطلة على الخليج العربي تشكل جزءا من هذه الدولة.
سيطرة الجبور:
في نهاية القرن التاسع الهجري (الخامس عشر الميلادي) سيطر (الجبور) على اقليم البحرين بزعامة أميرهم أجود بن زامل الجبري واستطاع ان يحتل جزر جزر البحرين وبعض سواحل عمان ويضمها الى امارته مستغلا الظروف التي تهيأت له انذاك.
وفي مطلع القرن العاشر الهجري (السادس عشر الميلادي) بدأ الغزو البرتغالي للخليج وخضعت امارة هرمز للبرتغال وتحالفت معهم وامتد نفوذ البرتغال وامارة هرمز الى جزر البحرين ثانية بعد حرب مريرة مع امراء الجبور في الاحساء. وفي اوائل القرن الحادي عشر الهجري (السابع عشر الميلادي) ضعف امر البرتغال في الخليج فدبت الفوضى والاضطرابات في الاقطار التي يسيطرون عليها ومنها جزر البحرين ونشب الخلاف بين سكانها فرفع ابناء الشيعة شكواهم الى الشاه (عباس الصفوي) طالبين من الدولة الصفوية مساعدتهم على خصومهم فجهز الشاه جيشا لاحتلال البحرين بقيادة (قولي خان) فاحتلها سنة 1031هـ - 1622م ونصب الصفويون على البحرين (سندوك سلطان) وفي 1043هـ - 1633م عزل سندوك الا انه توجه بهدايا للشاه منها سيف (تيمور لنك) فأعاده الى البحرين ثانية ثم عزل وخلفه (بابا خان) 1077هـ - 1666م فكان ظالما غشوما فطلب اهل البحرين عوله فعزل وعين (سلطان بن غزل خان) ثم خلفه الامير (مهدي قلي خان) الذي عزل سنة 1113هـ الموافق 1701م لظلمه وجوره ونصبوا في محله (قزاع سلطان) فقال احد الشعراء موضحا أحوال البلاد المعاصر لدخول العتوب بقوله :
مهدي قلي صرفوه عن بحريننا *** عام الفتور وحكموا قزاعا
ملأ الفجاج ببغيه وفجوره *** فلذا أتى تاريخه (قد زاغا) ([1])
وكانت البحرين مهيأة لقبول أي حاكم عربي يسود في عهده الأمن وتستقيم العدالة الاجتماعية فلما قدم العتوب كان الظرف مناسبا لهم لفتح البحرين عام 1112هـ - 1700م فحاولوا القضاء على النفوذ الاجنبي فيها كما سياتي ذكره.
بدء تاريخ العتوب:
العتوب جمع عتبي وهو حلف يضم أفخاذ كثيرة تنتمي لعدة قبائل هاجرت من مساكنها في نجد واستقرت على ضفاف الخليج بقرب البحرين، ومنطقة البحرين ليست غريبة على عشائر تنتمي لبني وائل وتميم فهي مساكنهم منذ القدم والبحرين كانت ز لاتزال تعتز بشاعرها طرفة بن العبد الوائلي واميرها المنذر بن ساوي التميمي.
وتحالفت هذه القبائل مع بعضها البعض وتصاهرت فيما بينها وأصبحت تمثل قبيلة العتوب الواحدة، واقدم من ذكر ذلك عنهم الشيخ (عثمان بن سند) المتوفي عام 1250هـ الموافق 1834م، قال: (والذي يظهر أن بني عتبة متباينو النسب لم تجمعهم في شجرة أم وأب ولكن تقاربوا فنسب بعضهم لبعض، وما قارب الشئ يعطي حكمة الفرض)، وتحالف العشائر العربية معروف في جزيرة العرب منذ اقدم العصور.
لقد كان التاريخ ضنينا علينا بمعرفة بدء هذا الحلف أو كيف ولماذا اختاروا اسم العتوب الذي اطلقوه على انفسهم، هل هو اسم لأقوى هذه العشائر فانتمى الاخرون اليها؟ او جاء ذلك مما أورده بعض المؤرخين الذين فسروا ذلك بانهم عرفوا بتسميتهم هذه بعد ارتحالهم من موطن اقامتهم اي بعد عروجهم او عتبهم نحو الشمال؟ والتسمية هنا حركية اشتقت من الفعل (عتب) أي تحول و انتقل و ما نقوله هو ان من عشائر العتوب من ينتمي لقبيلة عنزة وقبيلة تميم وسليم، ومن العشائر التي تنتمي اعنزة آل خليفة و آل صباح و الجلاهمة والفاضل ومن هاجر معهم من منطقة الافلاج وهم ينتمون (لجميلة وائل) ولا يزال بعض ابناء عمومتهم يسكنون تلك الجهات، واهم العشائر التي تنتمي لتميم وسليم البنعلي بجميع بطونهم وافخاذهم.
لم يضع المؤرخون تاريخا ثابتا لبداية هجرتهم ولا وصولهم الى ساحل الخليج العربي او زمنا معينا لدخولهم قطر ولا وقتا محددا لتواجدهم في البحرين ولعل السبب في ذلك هو اعتمادهم على مصادر ووثائق غربية في معظمها.
وبعد امعان النظر واطالة الفكر وعمق البحث وجدنا فيما خطه علماء من اهل البحرين في مخطوطاتهم وهم ادرى بشعابها حين ترجموا لعلمائهم انهم اشاروا بصورة غير مباشرة الى وقائع تاريخية أرخوها بحساب الجمل أو السياقة وبعد مقارنة نصوص هاتيك المخطوطات بمثيلاتها في نسخ أخرى من خارج البحرين وجنا أن العتوب كان لهم وجود عامة منذ نحو ثلاثمائة سنة خلت.
من هذا المنطلق كان عام 1112هـ الموافق 1700م بداية البحث لتحقيق تواجد العتوب في البحرين من الخليج العربي وذلك فيما عاصرهم من الدول والمشيخات فساقنا البحث الى وثائق باللغة العثمانية بخطها العربي اذ عثرنا في ارشف رئاسة الوزراء العثماني في دفتر المهمة رقم 111 وعلى الصفحة 713 منه وثيقة مؤرخة في 21 رجب 1113هـ الموافق 23 كانون أول (ديسمبر) سنة 1701م ارسلها والي البصرة (علي باشا) الى السلطان العثماني والصدر الأعظم باسطنبول (وصورة الوثيقة مع ترجمتها في نهاية البحث) وترجم الوثيقة عدة اساتذة في جامعة اسطنبول منهم البروفسور (خليل ساحلي أغلي) و (احمد اغراقجة) وغيرهما وبعد المقارنة بين الترجمات انتهينا الى تحليل نصوصها والوصول الى الحقائق الآتية:
أولا:
تواجد العتوب في مستهل القرن الثامن عشر في منطقة البحرين حيث ورد في نص ننشر صورته في نهاية البحث وهو مؤلفة مؤرخا الوقائق مع العتوب في البحرين قولة:
قضيت القبيلة المعتدية *** وعام تلك شتتوها فأحسبه
وبحساب الجمل لمجموع حروف الكلمة (شتتوها) يصبح التاريخ سنة 1112هـ - 1700م. ومن ذلك ثبت لنا تواجد العتوب في عام 1112هـ وهذا يدلنا على ان العتوب كانوا من سكان هذه المنطقة قبل هذا التاريخ حيث استقروا وتعودوا على ركوب البحر وقيادة السفن وهذا يحتاج لفترة زمنية ليست قصيرة.
ثانيا:
ان القوة البحرية التي اسسها العتوب للنقل (القطاعة) والغوص مزودة بأدوات عسكرية كالمدافع و البنادق مما جعلها قوة بحرية كان لها اثرها على مياه الخليج وسواحله في ذلك الوقت.
ثالثا:
عدم وجود قوة بحرية ضاربة في الخليج الا قوة العشائر العربية القاطنة على ضفافة بشطريه العربي والفارسي، اما قوة عمان فقد وجهت نحو التوسع خارج الخليج في هذه الفترة التاريخية.
رابعا:
مع بداية مطلع القرا الحادي عشر الهجري او مطلع القرن الثامن عشر الميلادي كانت الامبراطورية الصفوية قد دب اليها الهرم نتيجة للفوضى والاضطرابات والفتور مما اطمع الشعوب الواقعة تحت نيرها أن تطالب بالاستقلال وان تقوم بحركات عسكرية للتخلص من سيطرة الفرس كما دخلت في حروب مع الافغان و الترك و هذه الفترة توافق حكم (سلطان حسين بن الشاه سليمان) الذي جلس على كرسي الحكم من سنة 1105هـ حتى 1125هـ الموافق (1693م – 1712م).
خامسا:
من الحقائق التي ذكرناها نتبين ان الوالي الفارسي على البحرين بات يخشى هذه القوة البحرية المتزايدة للعتوب خاصة وللقبائل العربية الاخرى عامة فاغرى قبائل (الهوله) وهم من العرب الذين تحولوا الى الساحل الشرقي من الخليج وأصلهم الحوله الا ان الفرس يطلقون عليهم الهولة – شأنهم في نطق (الحاء) (هاء) فغلب عليهم هذا الاسم، اغراهم البتعرض ومناوشتهم في البحر، خاصة وان العتوب باتوا ينافسونهم في النقل البحري (القطاعة) والغوص، واخذت هذه القبائل تتعرض لبعضها البعض مما جعل مياه الخليج غير أمنة. وعرف العتوب ان ذلك كان بايحاء وتوجيه من والي البحرين (مهدي قلي خان) المشهور بظلمه وجبروته. فقرروا مهاجمة البحرين وقد تم ذلك فاستطاع العتوب السيطرة على البحرين و التجأ الوالي الى القلاع يتحصن فيها هو وخاصته وجنده.
وكتب القاضي الشيخ محمد بن عبد الله بن ماجد الى الهوله يطلب منهم النجده حيث كانت الدولة الايرانية اضعف من ان تنجدهم لانشغالها في الحروب مع الافغانيين فاتى الهوله بقوة كبيرة هاجمت العتوب ونشبت معركة بحرية في راس تنورة لم يحالف النصر فيها العتوب وانسحبوا من المعركة حاملين عائلاتهم ومرتحلين الى البصرة كما توضحه الوثيقة التركية.
العتوب في هجرتهم الى الكويت:
شرحت لنا الوثيقة العثمانية المؤرخة في 21 رجب 1113هـ - 1701م هجرة العتوب و الخليفات ومن معهم من أوطانهم بعد أن خاضوا حربا ضارية في سبيل تحرير البحرين من العجم و تكبوا في سبيل ذلك 400 قتيل ويمموا نحو البصرة نقلتهم 150 سفينة كل سفينة مزودة بمدفعين أو ثلاثة مدافع وتحمل السفينة اربعين مسلحا يحمل كل واحد منهم بندقية. ووصلت هذه السفن الى البصرة واتصلوا بواليها طالبين منه المساعدة امام الدولة الفارسية والسماح لهم بسكنى اية جهة تخضع لسلطة الدولة العثمانية فكتب والي البصرة (علي باشا) الى السلطان العثماني رسالة شارحا فيها حال العتوب كما يتضح من الوثيقة المنشورة انهم بهجرتهم انسحبوا وهم محافظون على قوتهم البحرية نحو البصرة لأنهم ومن والاهم من العشائر برعوا في ركوب البحر وصار لهم سفن تحمل المدافع والجنود المسلحين واصبحوا من القوى التي تسيطر على الغوص والتجارة في الخليج العربي. وقد أشارت الوثيقة الى أن سفن التجارة لم تكن تستطيع ان تمر ببندر (ميناء من موانئ الخليج في طريقها الى البصرة دون أن تتعرض لقوتهم) الا من اصطلح معهم بدليل ان الفتنة التي اندلعت بينهم عطلت التجارة مع ميناء البصرة كما ورد في نص رسالة الوالي العثماني قي البصرة ولما كانوا هم أهل سفن وبحر فقد نزلوا بلدة القرين كما تذكر الروايات التايخية، فتأسست الكويت بعد عام 1113هـ - 1701م بقليل و لاشك ان هذه القوة البحرية تحتاج الى خبرة في ركوب البحار وبناء الاسطول وصيانته ومعرفة في الطرق والدول سواء في الخليج العربي او خارجه وهذه الخبرة تحتاج الى زمن حتى استطاع العتوب وحلفاؤهم ان يتكاثر عددهم هناك وان يبنوا اسطولا كبيرا مسلحا عليه رجال مدربون يعرفون الطرق البحرية بعد أن هاجروا من الجزيرة العربية وكانت تسود بينهم البداوة فلابد من فترة زمنية سبقت سنة 1113هـ الموافق (1701م) لكي يتحول ساكن الصحراء الى ملاح ماهر في ركوب البحار ومحارب يجيد استخدام السلاح في عرض البحر، ولابد من الاشارة الى اهل الافلاجكانوا ياتون الى سواحل الخليج العربي يركبون الغوص لانهم قد عرفوا السباحة والغوص في العيون الكثيرة في الافلاج، وما حولها فليس ببعيد ان منهم من كان يأتي طلبا للرزق في ساحل الاحساء وجزر الخليج.
(والافلاج) جمع فلج بفتح اوله وثانيه، ويعني النهر الصغير أو الماء الجاري من العين لانفلاجه اي انفتاحه، بحيث ان اماكنها تجمل معنى الماء الكثير او الجاري او السريع فمثلا (الغيل) والغيل في اللغة ماء على سطح الارض ثم (السيح) وهو ماء ظاهر يجري على الأرض و (الهدار) وهو سيل مجلجل متدفق و (برك) و (سحاب) وهو الوادي الذي تقع عليه مدينة ليلى و (القمع) و (المعيذر) و (نباع)، وطولمنطقة الافلاج نحو مائتي كيلومتر، ومن وديان الافلاج اكثر من ثمانية عشر واديا.
واورد الهمداني عن (عين الراس) وهي من عيون الافلاج ان امرأة اقتحمت ناقتها العين فوقع سوار المرأة في جوف العين وعثر عليه في عين الاحساء.
ويعتقد بعض المؤرخين والاثريين ان الافلاج موطن الفينيقين لأنهم عثروا على مدافن ومنازل اثرية قديمة يقال لها (قصيرات عاد) وفي وادي الغيل بالافلاج عاش (قيس وليلى العامرية) عند (جبل التوباد).
ووادي الهدار تجتمع سيوله في وادي الجدول شرقي قرية البديع التي استوطنتها (جميلة) من (عنزة) وتبعد 32 كم عن (ليلى) ويسقى وادي الهدار قرية تاريخية تسمى صداء، واشتهر من الجميلين (فيصل الجميلي) الذي شيد قصرا في البديع لا يزال الى الان يتناقل ابناء البديع قصة القصر وصاحبه، قيقول مؤرخ الافلاج (ابن عيسوب) ان فيصلا الجميلي كان يحمل لشريف مكة كل عام الاتاوة المفروضة عليه وبينما هو متوجه ذات مرة الى مكة لدفعها كعادته اذ مر على ضب حفر جحرة في سبيل الوادي واقام سدا من الحجارة خلف جحره. كما حفر ضب خندقا عميقا حوله، فبنى القصر وحفر حوله خندقا ملأه بالماء وامتنع عن دفع الأتاوة وحاصره جيش الشريف وعاد الجيش خائبا وقال القائد للشريف (وجدنا سلمى اسفلها ماء و اعلاها سماء).
وفي القرن الحادي عشر نزح ال صباح و ال خليفة من الهدار، وفي اوائل القرن 12 اجتاح الدواسر الأفلاج و لازال فيها من عنزة و الدواسر والستور الى الآن، ولواستعرضنا الأحوال السياسية في عرض الخليج العربي ايام نزوح العتوب ومن معهم اليه لرأينا أن الأوضاع كانت مضطربة لعدم وجود قوة تهيمن على المنطقة فليست للدولة العثمانية قوة تحمي ممتلكاتها على الأقل، ودولة العجم في ضعف و تدهور، و اليعاربة في عمان مشغولون في فتوحاتهم بأفريقية، وبنو خالد وهم آل عريعر قد وجدوا الفرصة سانحة لاقامة حكمهم على طول ساحل الأحساء فالقطيف والعشائر العربية بدأت تكون نفسها فهي في صراع على البقاء، واسباب الرزق محدودة فالقبائل العربية النازحة من الجزيرة العربية في صراع مع القبائل العربية المستقرة على سواحل الخليج ومنهم الهوله على التجارة والملاحة وقد استغل العجم تلك المنافسة الاقتصادية فأثاروا بينهم الفتنة.
ونزل العتوب قرب (سلوى) في اخر البحر وكانت ميناء الى يبرين وفيها مياه واثار زراعة ونخيل، وهناك اثر لمكان يطلق عليه (قرين بن وائل) وهو مربط حصان بن وايل (من بني وايل) قرب (سلوى) وان حطمه البدو في السنوات الأخيرة يحتمل ان العتوب وهم من بني وائل نزلوا من الاحساء عن هذا الطريق خاصة وان وادي الهدار ينعطف نحو الاحساء ثم الى قطر ومنها الى البحرين وذلك قبل ذهابهم للكويت.
هكذا ثبت لدينا ان العتوب تمكنوا من فتح البحرين في سنة 1112هـ وسنة 1113هـ (1700-1701م) ولم يستقروا فيها فمن المحتمل جدا ما ذكر من انهم نزلوا (قطر) قبل ذهابهم الى الكويت سنة 1082هـ (1671م) ويؤكد ذلك احتمال مساعدتهم لال عريعر في احتلال القطيف وما اعطوهم من نخيل لازالت قائمة يتوارثها الخلف عن السلف منذ سنة 1082هـ (1671م).
واذا قيل (وفي غياب المصادر العربية المعاصرة التي يمكن الأطمئنان اليها يمكن للباحث اعتبار عام 1716م (1128هـ) هو أقرب التواريخ تحديدا لنزول جماعات العتوب منطقة الكويت)، نقول ان المصادر العربية المخطوطة والمطبوعة التي ذكرناها والوثائق المحفوظة التي اهتدينا اليها تشير مؤكدة ان العتوب وحلفاءهم من القبائل العربية الأخرى كانوا في الخليج قبل هذا التاريخ وتجمع هاتيك المصادر على تواجدهم في البحرين في سنة 1112هـ وسنة 1113هـ الموافق 1700 – 1701م ونستنتج ان هجرتهم كانت في ايام حكم براك بن عريعر في الاحساء و القطيف وذلك في الفترة ما بين 1080م – 1091م الموافق (1669-1780م) كما تناقل الخلف عن السلف وبذا نضع اليوم هذه الحقيقة التاريخية التي ليس فيها احتمال او شك او تردد ما دامت الوثائق محفوظة ومرفقة بالبحث.
ظروف الهجرة:
ولابد للباحث لكي يصل الى الحقيقة التاريخية ان يستعرض الظروف السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية في تلك الفترة التاريخية التي مرت بها الجزيرة العربية وما حولها بحيث ادت الى هجرت العتوب من قبلها الى اطرافها. ولا شك ان اسبابا تضافرت مع بعضها البعض فادت الى نزوح بعض القبائل العربية ومنهم عرب العتوب ومن معهم من نجد الى سواحل الخليج، فان خروج البرتغاليين من الخليج اتاح الفرصة امام بعض التجمعات القبلية للهجرة من مواطنها في شبه الجزيرة العربية متجهه نحو الساحل الغربي للخليج العربي خاصة اذا علمنا ان سنة الحياة القبلية قوامها الترحال وراء الرزق من خصب وزراعة وتجارة وتلك سمه من سماة الحياة القبلية في الصحراء منذ القدم وقد اندفعت بعض القبائل نحو سواحل الخليج العربي طلبا للخيرات كالؤلؤ والاسماك وما تجلبه السفن من تجارة تأتيها من البلاد القاصية والدانية واذا اضفنا ما تعرضت له قبيلة (عنزة) التي منها (العتوب من قحط شديد في أواخر القرن السابع عشر مما ادى الى قلة الخيرات بالنسبة لعدد القبائل فقد حدث قحط عظيم يسمى (صلهام) هلك فيه عدد كبير من الناس والدواب وذلك في (وادي عدوان) واستمر من سنة 1076هـ - 1078هـ (1665م – 1667م).
وهكذا فأنه نتيجة لتتالي القحط والأوبئة في أواخر القرن الحادي عشر اصبحت البلاد في ضائقة اقتصادية اقتصادية وهلك الكثير من الناس بسبب القحط ونشبت الحروب بين القبائل للتنازع على البقاء لقلة خيرات البلاد نتيجة لتعرضها للكوراث الطبيعية المتتالية وهنا ينطبق عليهم قول احد ادباء سدير في قصيدة منها:
غدا الناس اثلاثا فثلث شريدة *** يلاوى صليب البين عار وجائع
وثلث الى بطن الثرى دفن ميت *** وثلث الى الأرياف جال وناجع
كل هذه الاسباب دفعت بعض القبائل الى الهجرة صوب مناطق غنية بالخيرات كالعراق والحسا وسواحل الخليج، ونظرة فاحصة لما أورده (ابن بشر) و تاريخ بعض الحوادث الواقعة في نجد في تلك الحقبة التاريخية يدلل على ماذهبنا اليه ومن اشهر القبائل التي نزحت من نجد الى العراق و الشام في هذه الفترة بعض البطون من قبيلة عنزة وهم "العمارات" اتجهوا نحو العراق و (الرولة) نحو الشام و (الفدعان) الى الجزيرة الفراتية و (لسبعة) باتجاه حماة. وسبب هجرتهم كان نتيجة لحرب مع بعض القبائل العربية فأجلوا عنزة من نجد وبقيت بقية من عنزة وهم ساكنو القرى ومنهم (جميلة) سكان قرى الهدار فطمع فيهم الدواسر وانتهزوا فرصة خلاف وقع بين الجميليين فناصرت الدواسر بعضهم على بعض الأخر.
ويذكر الشيخ ابراهيم بن محمد ال خليفة بيان السبب في ارتحال ال صباح واخوانهم ال خليفة من وطنهم الاصلي في قوله (اما سبب ارتحال ال صباح وال خليفة من الهدار فقد كان لسبب نزاع حصل بينهم وبين بني عم لهم من بطن (جميلة) من عنزة واخيرا تغلبوا على خصومهم واخرجوهم من البلد فلجا الخصوم الى قبيلة الدواسر في الوادي فزحفوا معهم على الهدار على ان البلد لم تخل من مناصر لهم اضافة الى مساعدة الدواسر فتم لهم الاستيلاء عليها واخرجوا منافسيهم المتغلبين من ال صباح واخوانهم ولايزال الدواسر وبقية من جميلة وائل يسكنون الهدار الى الان.
الخلاصة ان العتوب وحلفاءهم نزحوا من نجد في وقت مامن القرن الحادي عشر الهجري (السابع عشر الميلادي) على الارجح واتجهوا صوب الشمال الشرقي مع انحدار وادي الدواسر على درب تكثر فيه الابار والعيون فمن مدينة الأفلاج (ليلي) حيث كانت مساكنهم الأصليه واتجهوا نحو الاحساء ولعلهم سلكوا طريق القوافل نحوها فحطوا رحالهم عند بئر (أسيلة) ثم انتقلوا منها الى بئر (انسالة) واتجهوا بعدها نحو الشمال الشرقي محاذين شعيب (المقيمى) وقرب (الخرج) ضربوا درب (المزاليج) نحو (المبرز) من ارض الهفوف وانهم اتخذوا دربا جنوبيا اخر اوصلهم الى المبرز بعد تركهم الخرج حيث نزلوا بئر حرض فبئر وطينان ومرورا في عين الزليفية حتى وصلوا الاحساء.
وان العتوب حين جاءوا من الافلاج ومروا في يبرين ثم الخن والجيب فمباك واتجهوا صوب سلوى في قطر، هذه الطريق التي سلكها العتوب من شعب الهدار حتى الاحساء فقطر فالبحرين تمليها لظروف الطبوغرافية بالاضافة الى الظروف الاقتصادية ووجود ابار المياه والشعاب التي تؤدي بالتالي بالمهاجرين صوب ساحل الخليج من ارض الاحساء فالبحرين ذلك الساحل الغني بالزراعة كالتمور والفواكه والخضر وبالمياه العذبة من عيون وابار مع النشاط التجاري والملاحي كلها عوامل جذبت المهاجرين.
وهناك عوامل سياسية هي ظهور قوة الخوالد ويدعون (ال حميد) الذين استفادوا من ضعف العثمانيين في الاحساء فورثوا نفوذهم في العقد التاسع من القرن الحادي عشر الهجري الموافق (القرن السابع عشر الميلادي).
وكان براك بن عريعر اول من اسس حكم ال عريعر وقد فتح الاحساء ثم استولى على القطيف سنة 1082هـ (1671م) مستدلين في ذلك بقول احد شعراء القطيف:
رأيت البدو ال حميد لما *** تولوا احدثو في الخط ظلما
اتى تاريخهم لما تولوا *** كفانا الله شرهم (طغى الماء)
وفي اغلب الظن ان العتوب ساعدوا ال عريعر في استيلائهم على القطيف حيث استقبلوهم عند هجرتهم واسكنوهم بين ظهرانيهم حين كان لبنى عريعر السيطرة على سواحل الاحساء وحصلوا على نخيل لا زالت قائمة الى الان ويحتمل نزوح العتوب من نجد في هذه الفترة التاريخية، ثم ان العتوب استقروا في قرية (فريحة) قرب الزبارة في قطر وهي ميناء يقابل البحرين، وكانت قطر انئذ تحت امرة آل مسلم وهم من بني خالد ويستمدون سلطانهم من ال عريعر، وبما ان العتوب من سكان الافلاج في نجد وما الافلاج الا جمع (فلج) وهو نهر صغير فلا غروا اذا ما رايناهم يتاقلمون في بيئتهم ويحسنون استخدام السفن ويعمل بعضهم في الغوص مع اخوانهم ابناء الخليج ولما كان مسكنهم في فريحه فان ارتباطهم بالبحرين كان ارتباطا جذريا لان الاسواق والتجارة وبيع اللؤلؤ كانت في البحرين فلاغرو اذا مارايناهم يتنقلون بين البحرين وقطر لأنه لم تكن هناك وقتئذ حواجز تمنعهم كالجزازات والاقامة والجمارك بل كان التنقل ميسورا بين البلدين حتى التملك كان ميسورا دون وجود قوانين تحدده.
والان وبعد ان استعرضنا نصوص المخطوطات والوثائق وجب علينا ان نستعرض بعض النصوص التاريخية في هجرة العتوب وتواجدهم في الخليج.
النصوص التاريخية:
اشار (ديكسون) الى ان العتوب نزلوا في طريق هجرتهم من (الافلاج) الى قطر التي كانت وقتئذ تخضع لنفوذ بني خالد ومن قطر تفرقت الاسر العتوبية الى سائر موانئ الخليج لتتجمع من جديد في الكويت، ولكن الاستاذ (ديكسون) لم يحدد تاريخ هجرتهم ولا دخولهم للخليج العربي.
كما اشار مستر (واردن) وهو من موظفي بومباي الى ان اسلاف العتوب (ال خليفة و ال صباح) وصلوا الكويت في حوالي سنة 1716م الموافق 1129هـ واستقروا في قطر خمسون عاما قبل ان يجتمعوا في الكويت فيمكن ان تكون هجرتهم قد حدثت سنة 1076هـ - 1666م.
وهنا يرجح واردن زمنا تقريبيا دون ان يضع حدا واضحا يستند فيه على وثائق مخطوطة واضاف الاستاذ (المنصور) الى ان العتوب بعد هجرتهم من (الافلاج) استقروا في قطر مدة تقرب من نصف قرن في ظل قبيلة (ال مسلم) الخاضعين لنفوذ بني خالد ولم يحدد الاستاذ زمن هجرتهم تحديدا ثابتا. ويشير كيلي الى ان عرب العتوب وهم من عنزة نزحوا الى ساحل الخليج العربي في اواخر القرن السابع عشر.
بعد ان استعرضنا بعض النصوص التاريخية في المخطوطات والوثائق التي تدل على تواجد العتوب بالبحرين في مستهل القرن الثامن عشر الميلادي، والدوافع التي دفعتهم الى الهجرة من مرابعهم في نجد الى سواحل الخليج العربي وجزره نرى ان نلقي الضوء على الاحوال السياسية والاقتصادية وما نتج عنها في هذه الفترة التاريخية في البحرين خاصة والخليج العربي بصورة عامة، فقد كانت هناك ثلاث قوى تتطاحن للسيطرة على ثروات الخليج:
1.القوى الاوربية.
2.الفرس.
3.عمان
اما العثمانيون فلم يكن لهم كبير الاثر في هذه الحقبة التاريخية.
[1] . (قد زاغا) وهو عام 1113هـ وتفصيلها بحساب الجمل هو: ق = 100، د = 4، ز=7، أ=1، غ= 1000، أ=1، فيكون المجموع 1113هـ



د. علي أبا حسين
الوثيقة – العدد الاول، السنة الاولى
رمضان – 1402هـ ، 1982م

ملحق :
صورة الوثيقة الموجودة بارشيف رئاسة الوزراء العثماني في مدينة اسطنبول بدفتر المهمة رقم 111 صفحة 713 و المؤرخة في 21 رجب 1113هجـرية - 23 ديسمبر 1701 ميلادية ومشار فيها للجزء الخاص باتجاه العتوب للبصرة.
دفتر المهمة رقم 111 صحيفة طم 713
جاء في قائمة قدمها على ياشا والي البصرة الى الاعتاب العالية
ونحيط بعلمكم العالي ايضا
أن في البحرين هي إحدى بنادر العجم ،أوناس من الاعجام وعلى مذهبهم ، وللعجم اهتمام كبير بهذا المكان وتقيم عشيرتي العتوب والخليفات وهما عشيرتان تابعتان للعجم ومقرهما الأماكن القريبة من بندر دليمة ( دلمون) وهاتان العشيرتان على مذهب الشافعي ومذهب ابن حنبل برمتهما ويقيم حول بندر كونك سبع أو ثماني عشائر من الحولة (هوله) ، وهم أعراب على مذهب الأمام الشافعي .
وقد ألقيت الفتنه بين أهل البحرين وبين هؤلاء العشائر فصاروا يعادون بعضهم البعض وقد تقابلوا وقتتلوا مرارا على وجه البحر . وقتل البعض منهم بخدعة وتعطلت ميناء البصرة فلم يعد يقدمها التجار ولا المراكب من الخوف منهم .
وغالب ما يعمل بين البنادر هنا في البحرين مراكبهم . فإذا ما لقي أحدهم مركبا لأخر راسيا في البحر أخذه .
وقد أغارت أحد المرات في البحرين عشيرة الحولة (الهوله) ، على عشيرة العتوب وهي حليفة لعشيرة الخليفات (الخليفة) وأخذوهم على حين غفلة فقتلوا منهم مقدار 400 نفسا ونهبوا أموالهم ولاذ من نجى من الباقين بالفرار فالتجؤا الى الخليفات (الخليفة) وتم الاتفاق بين العتوب والخليفات على ان هذه هي من فتنة العجم من أهل البحرين فقالوا هيا نسير إلى البحرين فنقتل رجالهم ونخرب ديارهم .
وهكذا غاروا على البحرين وحرقوا البيوت الكائنة خارج القلعة ونهبوا اموالهم وقتلوا رجالهم ثم عادوا الى اماكنهم .
واتفق العتوب والخليفات بعدها على ان لا يقر لهم في ديار العجم قرار وقالوا هيا بنا نسير الى البصرة فندخل اراضي الدوله العثمانية ونحتمي بحماها .وهكذا وردوا البصرة وهم لا يزالون فيها ويبلغ عددهم مقدار الفي بيت . وقد جاء عبدكم قاصدهم يقول " نحن باجمعنا مسلمين وقد تركنا ديار الفزيل باش( كناية عن العجم للباسهم الأحمر على الرأس ) وفتناهم وجئنا ملك سلطان المسلمين دخيلين . والامر لكم . هذه هو رجائهم . ولم نعين لهم بعد مكانا للإقامة . فسيبقون مدة على هذا الحال فإذا ما قر قرارهم على أن يتقرون في البصرة إما أن نعين لهم مكان يستقرون فيه . ولهم من المراكب مقدار 150 مركبا. ولكل مركب مدفعين أو ثلاثة مدافع وما بين الثلاثين أو أربعين حامل بندقية . وشغلهم نقل التجار من مكان إلى أخر .
وقد انفذنا الى عشيرة الحولة ( الهوله) قاصدا ندعوهم لنصلح بينهم وبين الخليفات (الخليفة) والعتوب فان ورود وقفول التجار من البصرة يتوقف على هذا الصلح . فإذا تم الصلح فسيتم أمن جانب البحر شرهم . فإذا امكن الاصلاح بينهم يظهر لدي أمر بقاء الخليفات والعتوب في البصرة فهو الأن غير معلوم .

منقول اضغط .

خليل ساحلي أوغلي
21رجب 1113هـ
  #16  
قديم 18-11-2008, 08:50 AM
عنك عنك غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: الـكـويــت
المشاركات: 412
افتراضي

مما لا شك به بان الاحداث التاريخة التي صاغة تاريخ الخليج العربي، الاجتماعية و السياسية و الاقتصادية، لم تكن وليدة الصدفه كما انها لم يكتب لها تحديد مصيرها بمعزل عن ثاثير دول العالم الكبرى تركيا و بريطانيا و هولندا و ايران ... ، و انما كانت احداث الخليج نتيجة حتميه لتصفية حسابات سياسية، تنساب بشكل هرمي من اعلى الى اسفل، وهي عادة ما تبداء باهداف دولة كبرى و تنتهي على شكل صراع أو ثأر عشائري، يجب ان نعي بانه يجب اعادة النظر بشكل اكثر منهجية في كل ما كتب من تاريخ، و ذلك بربط نتائج الاحداث بالاسباب الحقيقية لها، و اختيارنا لتاريخ قبيلة العتوب كانموذجا لاتمام هذه الدراسة كان بسبب توفر المصادر التاريخية بمختلف انواعها، وسهولة الحصول عليها، ونحن نرجوا من خلال اثبات وجود هذا التداخل و التعقيد التاريخي الكبير ايضاح اهمية اعادة دراسة مختلف الاحداث التاريخية بتاني اكبر و شموليه أعمق، مع الابتعاد عن النظره السطحية التي امتاز بها المورث التاريخي لكتابة القرون الثلاثة المنصرمة.




مشيخات البنادر الخليجية .

العتوب انموذجا:

العتوب أو بني عتبه حلف قبلي متباين النسب و تنتمي لهذا الحلف عدة اسر و عشائر عربية من اشهرها آل خليفة و آل صباح و آل بن علي و آل جلاهمة و آل فاضل و آل رومي و آل غانم وغيرهم، و يروى الكثير عن اساطير هجرتهم الاولى من بطن نجد في جزيرة العرب الى سواحل الخليج، و كان الاختلاف في اصل منشائهم واضحا مع مطلع القرن العشرين الميلادي وخصوصا في كتاب تاريخ الكويت للمؤرخ عبد العزيز الرشيد الذي ذكر بان عتوب الكويت مختلفين في اصل منشائهم فمنهم من يرى أن هجرتهم كانت اصلا من نجران جنوب الجزيرة العربية و منهم من يرى بانهم مهاجرين من خيبر غرب جزيرة العرب، ولكنه و كما يعتقد – هو- بان شيخ ادباء البحرين الشيخ ابراهيم بن محمد آل خليفة حسم هذا النزاع قرابة عام 1345هـ، حول اصل منشاء العتوب و ذكر انهم هاجروا من الافلاج (الهدار) وسط الجزيرة العربية، و على كل حال فان فرع البنعلي احد اهم واقدم هذه الفروع لا يزالون يسردون القصة بشكل مختلف تماما ويمكن الرجوع لهذه التفاصيل في مخطوطة راشد بن فاضل البنعلي (مجموع الفضائل)، في حين يجمع كافة المؤرخين المعاصرين على صحة رواية الشيخ ابراهيم بن محمد ال خليفة و القائله بان العتوب هاجروا اصلا من الهدار بالقرب من الافلاج في بطن الجزيرة العربية.

في حين ان المعلومات والوثائق المتوفرة لدينا نحن ابناء هذا الجيل عن عرب العتوب، تصفهم بانهم عرب ليسو من البدو على الإطلاق بل هم ينحدرون من مجموعة عشائر بحرية تعتمد في معيشتها على ثلاث ركائز أساسية الغوص على اللؤلؤ و النقل البحري و صيد الأسماك، و كانت هذه العشائر (العتوب) تسكن في بندر (الديلم) على الساحل الفارسي في الفترة السابقة للعام 1100هـ، وتقع بلدة الديلم هذه في منتصف الطريق بين أبو شهر و عبادان ويروى بان هذا الميناء ينسب إلى احد شيوخ قبيلة تميم في الجاهلية ديلم بن ضبة التميمي و قد يفسر هذا القول انتساب الكثير من الاسر والعشائر القطرية الى بني تميم، ويدعم هذه الفرضيه قصيده اورها الربان الشهير احمد بن ماجد في شعره الملاحي عام 913هـ، حيث يقول و اصف الطريق البحري من البصره إلى أبو شهر بمحاذات الساحل الفارسي:
واجر من خارج إلى ري شهر
زامين في الإكليل اعزم وجر
هناك جنــــابه كـــن عـليم
وبعدهــا شــط (بني تميم)[1]
ثم أبو شهر تــــرى والأخوار
إن شيت تدخل اسمع الأشوار

و يسكن بندر الديلم عرب بني عتبة و عرب آل خليفات، هذا اذا ما استندنا على الوثيقة العثمانية المؤرخة عام 1113هـ والتي اوردها الدكتور فائق طهبوب ([2]) في كتابه (تاريخ البحرين السياسي)، وعرضها بشكل غير منظم وغير مفهوم على الاطلاق ([3])، و ذكر ان الوثيقة تشير الى وجود العتوب في بلدة فريحة و في الهامش يذكر – هو - ان اصل الوثيقة تذكر بلدة الديلم و ترجمتها بلدة فريحة، و هذا ما لا يفهم، كما ان الشيخه مي محمد ال خليفة اشارت الى هذه الوثيقة ايضا في كتابها (محمد بن خليفة الاسطورة والتاريخ الموازي)، و علقت عليها و ذكرت بانها غير مهمه و تحتوي على مغالطات تاريخية، و اخيرا جاء الشيخ سلطان بن محمد القاسمي ( حاكم الشارقة) و أورد ترجمة أكثر وضوحا في كتابه (بيان الكويت) و الذي اوضح فيها، ان العتوب و الخليفيات كانوا يسكنون بندر الديلم قبل العام 1113هـ.
و ياتي هنا دورنا كمؤرخين في تقييم صحة هذه الوثيقة، و يتم ذلك عادة بمقارنة ما جاء بهذه الوثيقة بوثيقة اخرى قد تذكر او تشير الى هذه المعلومات، وهذا ما دفعني الى اعادة البحث في تاريخ بندر الديلم الذي لم اكن اعيره اي اهتمام قبل اطلاعي على الوثيقة التي ترجمها الدكتور سلطان بن محمد القاسمي، وكانت نتيجة البحث، العثور على وثيقة (لاهاي داغ) الهولندية ([4]) المؤرخة قرابة عام 1250 هـ و التي تذكر وجود الخليفات في بندر الديلم في ذلك العام، وهذا يعتبر مدعما للوثيقة العثمانية التي ذكرت العتوب و الخليفات في بندر الديلم، ثم لفت انتباهي احد الاخوه ([5])، الى اشارة اخرى ذكرها المؤرخ الشيعي "مهدي التاجر" عن موضوع حرب الهوله مع العتوب في هذا العام 1112هـ، نقلا عن مخطوطة لؤلؤة البحرين للشيخ البلادي البحراني، و من خلال هذه الدلائل المشار اليها سابقا، نتحقق من صحة الوثيقة العثمانية و التي ستغير و بلا شك زاوية دراسة تاريخ عرب العتوب 180 درجه.
على كل حال، كان العتوب والخليفات كباقي عرب الخليج على علاقة بجزيرة البحرين نظراً لوجود مغاصات اللؤلؤ القريبة و مزارع النخيل التي تمثل احد أهم البضائع التي يتم نقلها من البحرين والاحساء والبصرة، و لا نعلم متى سكن العتوب بندر الديلم و لكن الوثائق تثبت بداية ظهورهم من هذا الموضع([6])، و في هذا الصدد يذكر الهولنديون ان العتوب لم يكنوا في تلك الحقبة الزمنيه بمهارة الهولة في الملاحة و اجادة الحروب البحرية و هذا ما جعل شيوخ عرب الهوله يتفقون ضدهم و يتقاسمون مغاصات اللؤلؤ القريبة من البحرين و يعتبرونها من املاكهم الخاصة، وهذا ما دفع الهوله الى مهاجمة العتوب ([7]) و أبعادهم عن مغاصات اللؤلؤ عام 1112هـ، و كردة فعل لمهاجمة قبائل الهولة الساكنين بالقرب من بندر كنج عند مدخل الخليج للعتوب ثار عرب (العتوب و الخليفات) و هاجموا جزيرة البحرين و أحرقوا بعض مزارع النخيل، و كانت البحرين في تلك الفترة تتبع حكم الشاه حسين بن الشاه سليمان الصفوي ([8]) وهو الذي حكم في الفترة من (1105هـ - 1133هـ)، و نجد في وثيقة أخرى ما يثبت اعتداء عرب العتوب و الخليفات على جزيرة البحرين في مخطوط لؤلؤة البحرين تاليف الشيخ البلادي البحراني، والذي اشار الى تعرض البحرين الى هجوم من قبل العتوب و استنجاد اهالي البحرين بعرب الهوله على الساحل الايراني.
و نتيجة لهذا الاعتداء واستنجاد سكان البحرين بعرب الهوله، و تمكن الهوله من السيطره على الوضع في جزيرة البحرين، اعترف شاه إيران بعرب الهوله (آل حرم) شيوخ لجزيرة البحرين تابعين للحكم الصفوي، في حين ان الشاه أمر حاكم إقليم فارس أو من ينوب عنه بإرسال قوة برية تخرج من شيراز وتهاجم بندر الديلم لتأديب العتوب و الخليفات و كنتيجة حتميه لتحرك هذه القوات هاجر العتوب و الخليفات الى ميناء ام قصر وهذا ما قصد به العتوب كما هو مدونا في وثيقة عام 1113هـ ([9])، بانهم تركوا ارض العجم "الديلم" الى الاراضي التركية و وصلوا بندر ام قصر القريب من البصرة و طلبوا حماية الدولة العثمانية و لكن طلب العتوب قوبل بالرفض خوفا من ردة فعل الإيرانيين المتمثلة باشتباكات بحرية او برية مع رعايا العثمانيين و القبائل الموالية للحكم الصفوي ممثلة بقبيلة بني كعب في المحمرة و الهولة في حوض الخليج العربي، والذي يعني بالتالي تضرر تجارة تركيا المرتبطه بالهند (ممثلة في شركة الهند الشرقية التي كانت صديقة لتركيا).
و نتج عن هذا الرفض هجرة العتوب و الخليفيات من أم قصر إلى بلدة القرين على الساحل العربي و سكنوا بالقرب من كوت أو (قصر) حاكم الاحساء ابن عريعر الخالدي، وضل العتوب في سكون وعزله عن الاحداث السياسية حتى عام 1134هـ، حيث أن الأوضاع السياسية في منطقة الخليج بدأت في التغير ومما لا شك به ان تغير الاحداث السياسية عالميا توثر في نهاية المطاف على وضع عرب الخليج، الذين كانت تربطهم مواثيق مع تركيا او ايران كل حسب موقعه الجغرفي في حوض الخليج العربي، و في هذه الفترة تولى عرش ايران الشاه طهماسب الثاني والذي كان حكمه بداية اعلان ضعف و سقوط الدولة الصفوية، إذ أن القوات الأفغانية اجتاحت إيران عام 1136هـ واحتلت اصفهان ([10]) و امتد النفوذ الأفغاني حتى و صل إلى جزيرة البحرين و تم تنحيه شيوخ ال حرم (الهوله) عمال الشاه طهماسب الصفوي و تم تنصيب الشيخ جبارة النصوري (الهولي) حاكما على جزيرة البحرين و ذلك نتيجة الوساطه التي قام بها الشيخ جباره النصورين بين الأفغان و حكام هرمز، و في هذه الفترة استغل السلطان العثماني سليمان خان ضعف الحكم الصفوي و احتل مدينة تبريز ([11]).
وفي عام 1144 هـ قام القائد نادر خان بعزل الشاه طهماسب و عين الطفل عباس الثالث الصفوي شاه على إيران وأعلن الحرب ضد الأفغان و العثمانيين و طردهم من إيران واعد أسطولا بحريا أرسله إلى جزيرة البحرين وتم بالفعل عزل الشيخ جبارة النصوري (الهولي) و عين على البحرين حاكم من ابناء العجم وذلك سنة 1148هـ ([12])، وبعد مقتل نادر شاه المفاجئ استولى عرب آل حرم على البحرين مرة أخرى، وفي هذه الأثناء تقسمت إيران إلى عدة أقاليم وكان اقوى هؤلاء الولاة كريم خان زند حاكم شيراز، الذي أصدر أوامره إلى عاملة حاكم بندر أبو شهر باسترداد البحرين من العرب المتمردين (آل حرم) فهم باسترجاع البحرين عام 1151هـ و طرد الهوله والعمانيون، فحاصر الشيخ ناصر آل مذكور البحرين مدة الشهر ثم خرج له عرب ال حرم من قلعة الديوان ([13]) و انهزم ال مذكور ثم استنجد بعرب الكويت العتوب وذلك بعد أن قدم لهم عروض مغريه جدا منها، أعفائهم من ضرائب الغوص في مغاصات البحرين و بالفعل هاجم بتلك الجموع البحرين و استولوا عليها.
وفي هذا الفترة و خصوصا مع تحالف العتوب مع كريم خان زند قوية شوكتهم أكثر و عظمت تجارتهم في الخليج و تراجعت قوة الهولة وتم كبح جماحهم، و نرجح – نحن – ان العتوب ومن خلال تحالفهم مع كريم خان زند و خدماتهم له في انتزاع البحرين كانت من الاسباب الرئيسية التي اوجدت للعتوب موضع قدم في سواحل قطر المواجهة لجزيرة البحرين، وبالتالي تاسيس بلدة فريحه أولا ثم الزبارة عام 1188هـ و هذا يعطي دلالة بان فرع البنعلي (العتوب) هم الذين ناصروا كريم خان زند نظرا الى كونهم هم المؤسسين لبلدة فريحة([14]).
و استطاع كريم خان زند احتلال البصرة عام 1187هـ - 1773م ([15])، و يذكر لوريمر و يوافقه في ذلك مايلز ان كريم خان الزندي كان منزعجا من النجاح التجاري الذي أحرزته البصرة بعد انتقال شركة الهند إليها من بندر عباس، و يذكر عثمان بن سند ان احتلال كريم خان للبصرة لم يكن بسبب ضعف الدولة العثمانية و انما بسبب فساد والي بغداد محمد عجم الذي اخفى الامر عن السلطان خوفا في انكشاف فساده وتسلطه على خيرات بغداد، و نتج عن احتلال الايرانيين للبصرة انتقال شركة الهند الشرقية الإنجليزية من البصرة الى ابو شهر، في حين انه و بعد مقتل كريم خان زند قرابة عام 1193هـ ([16])، وبعد وصول خبر مقتل كريم خان زند إلى الجنود العجم في البصرة انسحب صادق خان (اخو كريم خان) و جنوده من البصرة دون قتال و استرد الأتراك العثمانيين البصرة.
ونتيجة لتدهور الأوضاع بالبصرة هاجر الشيخ رزق إلى الكويت من البصرة قرابة عام 1188هـ، و يذكر انه وعندما سكنها كان زعيم العتوب عبد الله بن صباح العتبي و كانت العتوب في تلك الفترة ضعفاء الجانب على حد قول (عثمان ابن سند) و لكن و بعد ان اسند خاصة الناس و عامتهم الامر الى الشيخ رزق اصبحوا في منعه من امرهم – وانا - اعتقد بان هذا الكلام يدل على تحرك عثماني ربما خوفا من الايرانيين او لاسباب اخره لا نعلمها، و لكن الذي بين ايدينا هي وثيقة انجليزية (سريه) تحدثت عن احمد ابن رزق و ذكرت بانه من الرعويه التركيه وانه هو الذي قام ببناء القلاع في الفاو وام قصر([17])، و نحن نعتقد بان والده هو الذي قام ببناء قلعة الزبارة كما وصف ذلك (محمد شريف الشيباني- مؤرخ قطر)، ومن نتائج احتلال الايرانيين للبصرة ايضا هجرة العديد من تجار البصرة الى الكويت، فهل تكون فعلا هجرة الشيخ رزق الى الكويت هي نقطة انطلاق بدء الدعم العثماني للعتوب؟ وهل تم فعلا التخطيط الى تاسيس الزبارة لمنافسة البحرين في حالة استمرار الحكم العجمي (الزندي) لها أو للهجوم على البحرين واحتلالها؟ وهذا ما حدث فعلا حيث ان النتائج وان جهلنا بعض أسبابها، ولكن في المقابل كان هناك تحرك من قبل الشيخ رزق و خليفة بن محمد العتبي ([18]) إلى الاحساء وتم الاتصال باهلها و نتج عن ذلك نقل جموع من القبائل المقاتلين بواسطة سفن العتوب إلى البحرين (فتح البحرين) من الزبارة و الكويت و في عام 1196هـ.
وفي ذلك يقول احد شعراء العتوب:
ومالت دواسـرنا علينا وخالفوا
وصف ظفير جا من أقصى البعايد
أتانا قبل ناصر بجيش من العجم
وحـنا جعلنا هـم بليل شرايد

و مما لا شك فيه، بانه و نظرا لأهمية البحرين وقربها من الاحساء و مقتل كريم خان زند وما تبع ذلك من حرب اهليه في ايران، و ضعف دولة بني خالد نتيجة اختلاف أمرائهم على حكم الاحساء و تعرضهم لهجمات شيخ نجد عبد العزيز بن سعود، ونظرا لعملية الكر و الفر بين العثمانيين و الإيرانيين وتربص كلاهما بالآخر، كل هذه الاسباب مجتمعه أدة الى تفكير العثمانيين في استغلال سفن العتوب في نقل المقاتلين البدو (الظفير) بحرا من الكويت و ساحل (الاحساء) إلى جزيرة البحرين وطرد الإيرانيين منها ([19]).
الخلاصة و أهم النتائج:
1. العتوب حلف قبيلي بحري لاعلاقه له بالبداوه البته، و يعمل افراد هذا الحلف في النقل البحري و صيد اللؤلؤ والسمك، ويسكنون بندر الديلم.
2. تقاتل العتوب مع الهولة في مغاصات اللؤلؤ القريبة من جزيرة البحرين و ادى ذلك الى هجوم العتوب على البحرين و انتهى الامر الى استيلاء عرب الهولة على البحرين عام 1113هـ.
3. ارسل الشاه حسين الصفوي جيش لتاديب العتوب نظرا لاعتدائهم على جزيرة البحرين، ونتيجة لذلك وصل العتوب الى الكويت مرورا بميناء ام قصر، وتخلف عدد من الخليفات في بلدة الديلم بعد هجرتهم من بندر الديلم على الساحل الايراني.
4. اعتلى الشاه طهماسب الصفوي عرش ايران عام 1133هـ، و في بداية حكمه تعرضة ايران الى غزو الافغان و العثمانيين الذين احتلوا تبريز واصفهان، و استطاع الافغان بسط نفوذهم على جزيرة البحرين وذلك بتعيين الشيخ جبارة الهولي حاكما من قبلهم قرابة عام 1136هـ، مكافئة له على جهود الوساطة التي قام بها في جزيرة هرمز.
5. قام القائد نادر شاه الافشاري بعزل الشاه طهماسب الثاني وعين بدل منه الصبي عباس الثالث، اعلن الحرب على الافغان و العثمانيين و استطاع ارسال سفن الى البحرين و عزل الشيخ جبارة الهولي.
6. بعد مقتل نادر شاه استولى عرب آل حرم على البحرين مرة أخرى، وفي هذه الأثناء تقسمت إيران إلى عدة أقاليم وكان اقوى هؤلاء الولاة كريم خان زند حاكم شيراز.
7. أصدر كريم خان زند حاكم شيراز أوامره إلى عاملة حاكم بندر أبو شهر باسترداد البحرين من العرب المتمردين (آل حرم) فأمر قائده كلب علي خان و ال مذكور و العتوب باسترجاع البحرين عام 1151هـ و طرد الهوله والعمانيون.
8. نتج عن تحالف العتوب مع كريم خان زند و خدماتهم له في انتزاع البحرين من عرب الهوله، واتسعت بذلك تجارة العتوب و أسسوا بلدة فريحه قرابة عام1151هـ و الزبارة عام 1188هـ في قطر.
9. احتلال كريم خان زند البصرة عام 1187هـ - 1773م، وكان ذلك نتيجة انزعاجه من النجاح التجاري الذي أحرزته البصرة بعد انتقال شركة الهند الشرقيه إليها من بندر عباس.
10. بعد مقتل كريم خان زند قرابة عام 1193هـ، انسحب صادق خان (اخو كريم خان) و جنوده من البصرة و استرد الأتراك العثمانيين البصرة دون قتال.
11. بلا شك أن مقتل كريم خان زند و اشتعال الحرب الاهليه في ايران اضعفت آل مذكور في البحرين كثيرا مما دفع بالعتوب الى الاستيلاء على الجزيرة، بمباركة الاتراك في البصرة.

بقلم :



جلال خالد قاسم الهارون الانصاري




الهوامش :
[1] . خوري، ابراهيم، احمد بن ماجد، شعره الملاحي الجزء الثالث، ص181.

[2] . طهبوب، فائق حمدي، تاريخ البحرين السياسي، ذات السلاسل- الكويت، ص313.

[3] . من المفارقات في الترجمة التي اورها فائق طهبوب مثلا ان بندر الديلم المذكورة في الوثيقة ترجمتها بلدة فريحة، فهل يعقل ان تختلف مسميات البلدان عند الترجمة، و تذكر الوثيقة عبارة ( تركنا ارض العجم) على لسان عرب العتوب و يشرحها المؤلف يقصد انهم هاجروا من قطر، ولا يضح شرح ما كيف توصف قطر بارض العجم.

[4] .خوري، ابراهيم، سلطنة هرمز العربية، مركز الدراسات و الوثائق- رأس الخيمه، الطبعة الاولى 2000م المجلد الثاني ص225.

[5] . التاجر،مهدي عقد الالى في تاريخ اوال .

[6] . القاسمي، سلطان بن محمد، بيان الكويت.

[7] . هذه المعركه التي وقعت بالقرب من مغاصات البحرين بين الهوله و العتوب عام 1112هـ، هي نفس المعركة التي ذكرها مؤرخ البحرين النبهاني في كتاب التحفه النبهانيه و نسبها عن طريق الخطاء بأنها معركة وقعت بالقرب من راس تنوره بين العتوب و آل مسلم حكام قطر في تلك الفترة.

[8] . شجرة حكام الاسرة الصفويه.

[9] . القاسمي، سلطان بن محمد، بيان الكويت.

[10] . ج. سلوت، عرب الخليج.

[11] . المحامي؛ محمد فريد بك، تاريخ الدولة العليه العثمانية.

[12] . عقد الالى في تاريخ اوال، مهدي التاجر.

[13] . وثيقة (لاهاي داغ)، هولندا.

[14] . مجموع الفضائل، راشد بن فاضل البنعلي.

[15] . فارس، علي احمد، شركة الهند الشرقية البريطانيه ودورها في الخليج العربي، الطبعة الاولى، ص136.

[16] . ابن سند، عثمان، اخبار الولي داود.

[17] . القاسمي، سلطان، بيان الكويت، ص 404، وثيقة رقم / 347/ خطاب سري من الميجور نوكس إلى الميجور كوكس.

[18] . ابن سند. سبائك السجد.

[19] . البنعلي، راشد بن فاضل، مجموع الفضائل.

منقول اضغط .

التعديل الأخير تم بواسطة عنك ; 18-11-2008 الساعة 08:53 AM.
  #17  
قديم 19-11-2008, 10:22 PM
غتره و عقال غتره و عقال غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 54
افتراضي

الأخ العزيز عنك شكرا جزيلا على النقل الوافي و الكافي فقد أثريت الموضوع بحق

التعديل الأخير تم بواسطة غتره و عقال ; 20-11-2008 الساعة 12:09 AM.
  #18  
قديم 19-11-2008, 11:27 PM
عنك عنك غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: الـكـويــت
المشاركات: 412
افتراضي

الأخ غتره و عقال حفظه الله :

شاكر لك مرورك على الموضوع .
  #19  
قديم 11-10-2009, 02:47 PM
تاريخ تاريخ غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 4
افتراضي

والله وانعم واكرم بالعتوب وال بن علي جميع العوائل اللتى ذكرت ... الصباح تاريخيا من العتوب وسموا العتوب لترحالهم واذا وجدت قبيله بهذا الاسم فلا يعنى ذلك بحسب رايي انهم ينتمون لها ف ال صباح يفخرون بانهم من عنزه البكريه الوائليه من اعماق نجد ولم يقولوا يوما انهم من قبيله العتوب ولكن يقولون انهم سموا بالعتوب لهجرتهم ... فلا بن علي انتسب الى الصباح ولا الصباح انتسب الى بن علي ... هذا ما اراه والله الموفق
  #20  
قديم 11-10-2009, 03:01 PM
الصورة الرمزية متصفح
متصفح متصفح غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 1,165
افتراضي

احد ابناء اسرة الفاضل الكريمة (الفاضل ابناء عمومة الشيوخ)
قال انهم من تغلب وعنزة فقط مجازا
والموضوع موجود في المنتدى
__________________
بـيـض صـنائعنا سـود وقـائعنا *** خـضر مـرابعنا حـمر مـواضينا
موضوع مغلق


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
العتوب بشكل منفصل متصفح القسم العام 19 30-01-2023 03:09 PM
هجرة العتوب وحلفائهم airbus911 القسم العام 109 25-02-2019 06:46 AM
من هم سكان الكويت قبل العتوب؟؟؟؟؟؟ المؤرخ القسم العام 9 30-05-2018 01:25 PM
صدر حديثا كتاب" آل فاضل العتوب" للباحث التاريخي البحريني بشار الحادي expert97 البحوث والمؤلفات 7 09-04-2012 07:30 PM


الساعة الآن 03:25 PM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت