راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 09-10-2009, 12:54 AM
الصورة الرمزية متصفح
متصفح متصفح غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
الدولة: الكويت
المشاركات: 1,165
افتراضي سيد عمر.. وكفى (1870 - 1950)






إعداد: فرحان عبدالله الفرحان
هكذا عرف في الكويت في اول القرن العشرين، انه سيد عمر الكويتي الازميري التركي الجزائري الحجازي المكي الجمومي، ولكل واحدة منها قصة.
انه سيد عمر بن عاصم بن احمد بن الحسين الحسني، انه سيد عمر الذي قلب الموازين في تفكير الكثيرين، وجعل الذين يأنفون من الصناعة، وتربية الحيوانات، خصوصا الابقار، ويعتبرونها عيبا، جعلها موردهم الاصلي.
هذا هو سيد عمر الذي كانت اسرته (الحسنية) نسبة الى الحسن ابن علي رضي الله عنهما تسكن في مواطنهم الاصلية في قرية تسمى الجموم، واليوم اصبحت جزءا من مكة المكرمة، وكانت الاسرة تتواجد وتسكن هذه المنطقة منذ ولد الحسن بن علي رضي الله عنهما وهذا فرع من آل الحسن يسكن في هذه القرية.
كانت الاسرة تسكن الجموم القرية منذ فجر الاسلام، وظلت في هذا المكان، حيث تفرق الكثيرون من ابناء علي رضي الله عنه في اصقاع الارض عندما كانت الدولة العثمانية تحكم العالم الاسلامي، فكانت تولي آل البيت بيت رسول الله ابناء فاطمة الزهراء عناية خاصة، وكانت تتعامل مع بعضهم كرسل وكموجهين وناطقين باسم هذه الدولة، ولهذا تجد تواجدهم وتفرقهم في العالم الاسلامي الفسيح في هذا العصر.
عند تقدم الغرب في الصناعة والحضارة وابتدأ منذ اربعة قرون يقضم ويستولي على اجزاء من العالم الاسلامي والعربي، كانت تركيا الدولة العثمانية تنظر الى سلالة الرسول بمكانة خاصة، حيث تعلم انهم سيؤدون لها عناية واهتماما في الدول المحاذية للغرب.
كانت اسرة سيد عمر تعيش بصورة هادئة في الجموم قرب مكة فصارت الارادة لهم للتوجه الى الجزائر في شمال افريقيا للدعوة ضد الفرنسيين المستعمرين القادمين، فيما بعد ذلك في القرن الثامن عشر واخذ اجداد سيد عمر في الجزائر بالحث والدعوة لاطاعة الوالي والدفاع عن الولايات التابعة له ومنها الجزائر.
ظل رجالات هذه الأسرة، أسرة سيد عمر، قرناً كاملاً يكدون ويعملون دفاعاً عن الإسلام والدين ويبثون روح الوطنية والولاء للدولة والوالي، لأن الحكومة التركية لم ترسلهم إلى الجزائر وحدهم بل أرسلت أمثالهم إلى كثير من البلاد منها الهند وأفغانستان وأندونيسيا.
المهم الاستعمار الأوروبي الذي يحمل الحضارة والثقافة والصناعة الحديثة قادم وفعلاً تحركت فرنسا إلى افريقيا وفُتحت شهيتها للاستيلاء على هذه البلاد أسوة ببريطانيا في استيلائها على القارة الهندية.
أخذت فرنسا توسع من سيطرتها ونفوذها في هذه البلاد: المغرب، الجزائر، تونس وموريتانيا وغيرها، فاضطرت أسرة سيد عمر عاصم إلى مغادرة الجزائر، إلى أين؟! إلى المصدر.. إلى القيادة، فيممت نحو تركيا.تحركوا في السفينة نحو أقرب ميناء في تركيا وهو أزمير، فحطت رحالها في هذه البلدة، ذلك في أول القرن التاسع عشر. هنا في أزمير ولد للسيد عاصم ولد فسماه عمرا تيمناً باسم سيدنا عمر بن الخطاب رضي الله عنه، خرج عمر إلى عالم الوجود في أسرة كلها علم ودين وسلطنة عثمانية هذه الأسرة مقربة منها فتعلم هناك وكانت اللغة العربية سهلة عنده لأنه تعلمها في البيت والمدرسة، والأتراك ينظرون الى هذه الأسرة السيدة الحجازية نظرة اعزاز واحترام، حيث هم رسل الامبراطورية التركية، وقد كلفت آباءهم من قبل للذود عن حياض هذه الامة ونقلتهم الى الجزائر لتأدية واجب هناك.
في ازمير وتركيا تفتحت عينا سيد عمر على الاجواء التي تتعايش فيها اسرته مع هذا الواقع، وهو يتابع ما يقوم به آباؤه من نشاط واتصال مع السلطات العليا في هذه السلطنة، وتربى وهو يسمع ويرى كل ما حوله.
عندما شب عمر عاصم واصبح على قدر المسؤولية، اخذ المسؤولون الاتراك يكلفونه مهمات في الخارج والاتصال لخدمة هذه الامبراطورية ومن ضمنها في نهاية القرن التاسع عشر كلف بالذهاب الى الهند لحث وتشجيع المسلمين هناك، خصوصا رجال العلم والرأي ورجالات الفكر للوقوف مع الدولة العثمانية والدفاع عن هذه الدولة والتكاتف.
في اثناء انطلاقه من اسطنبول مارا بالعراق مر على الكويت ليأخذ سفينة منها الى الهند، وهنا قابل امير الكويت الشيخ مبارك الصباح فاستأنس الشيخ مبارك من هذا القادم من تركيا، وانه شخص آخر يستطيع ان يعطي وذو افكار جديدة، وان كان هذا من الدولة العثمانية التي هو على خلاف معها، استأذن سيد عمر من الشيخ مبارك لانه ذاهب الى الهند في مهمة
فقال له الشيخ مبارك بعد أن تنتهي مهمتك نحن نرحب بك في الكويت، الشيخ مبارك توسم به خيرا، وقال له لماذا لا تأتي مع أهلك، وتقيم معنا وتقوم بالتدريس، الاسلوب نفسه اتبعه مع الارسالية الاميركية عندما طلب منهم ان يفتحوا أو ينشئوا مستشفى في الكويت، وهو المستشفى الاميركي. وعد السيد عمر الشيخ مبارك خيرا، وبعد ان ذهب الى الهند سنوات، وهو يعمل ويدعو وينشط هنا وهناك، رجع الى تركيا عن طريق الكويت، وقابل الشيخ مبارك ووعده ان يذهب الى تركيا ويأتي بعائلته لينشئ المدرسة المباركية.
بعد أن ادى رسالته في رحلته هذه، وقدم تقريرا مفصلا الى الحكومة والسلطة التركية، استأذن للذهاب الى الكويت، وفي رحلته الثانية الى الكويت وصل مع ابنه محمد وابنته عائشة، حيث توفيت امهما في ازمير، وجاء مع زوجته الثانية ام احمد الذي ولد في الكويت.
اوكل الشيخ مبارك لسيد عمر بفتح المدرسة المباركية، وقد تعاون مع الشيخ يوسف بن عيسى ومجموعة من الميسورين الكويتيين لبنائها وتأثيثها التي غدت، فيما بعد مدرسة ومنتدى ومعلما يعتمد عليه في تربية الاجيال الكويتية منذ بداية القرن العشرين. عندما تسلم المدرسة المباركية كان المدرسون فقراء والطلبة اكثر فقرا، وهكذا كانت الحال في الكويت مع بداية القرن العشرين وما قبله، المدرسون يعملون وهم في حاجة الى رواتب لكي يعيلوا عائلاتهم ويسدوا رمقهم، وكان سيد عمر يبث فيهم روح العمل، وكان اول عمله وهو بسيط بأن طلب من كل مدرس قبل المجيء الى المدرسة ان يتوجه الى البحر كل صباح ويحدق (يصطاد سمكا) لوجبته اليومية، وهذا ليس عيبا، ثم توجهه الى بعضهم وعلمهم كيف يربوا الاغنام والابقار ورعايتها طبيا وبيطريا حتى ان احد المدرسين اصبح متخصصا في تربية الحيوانات الغنم، البقر، ويستطيع ان يعطيها بعض الادوية بتوجيهات سيد عمر.
وأوعز إلى احد المدرسين النابهين وهو محمد ابن الشيخ اسماعيل بن غانم، واسماعيل بن غانم كان صديقا لسيد عمر اوعز له، بالتوجه الى الهند وقضاء فصل كامل لتعلم تصليح الساعات في الهند والرجوع الى الكويت، مع ادوات التصليح، حيث أخذت تنتشر المهنة في الكويت في تلك الحقبة، وأوعز الى مدرس آخر بتعلم دباغة الجلود، وعلمه كيف يستعمل قشور الرمان في ذلك، ومن ثم يأخذ الجلد الجديد ويدبغه ليصنع منه أحذية وغير ذلك.
كما طلب من بعض المدرسين أن يأتوا بالصوف ويخلطونه مع القطن ويصنعون منه خيوطا ومن ثم ينسج على اشكال كثيرة. وكانت هذه الفكرة ان راجت في كثير من البيوت في الكويت واصبح الكثيرون يغزلون النسيج.
في اوائل القرن العشرين ابتدأت مكائن الخياط تنتشر في الكويت بدل الخياطة اليدوية التي كان يتعاطاها كثير من البيوت في الكويت لبيع الملابس الجاهزة من قماش خام المريكن التي كانت تخاط في البيوت يدويا، فكانت مكائن الخياط سدت ثغرة ووفرت وقتا واعطت جودة احسن من الخياطة اليدوية البطيئة. هذه المكائن ابتدأ بعضها يتعرض للتوقف ولا بد من التصليح واعادته للعمل مرة ثانية، وفعلا يتصدى سيد عمر لهذه المهمة ويقوم هو بنفسه في منزله بعد دوام المدرسة بتصليح هذه المكائن لاعادتها للعمل وبهذا سد ثغرة كانوا في حاجة لسدها.
•••
كنت قد نشرت في عدد «القبس» الغراء في يوم الجمعة 22 ربيع الآخر 1430 (17/4/2009) نبذة عن احد المدرسين في هذه المدرسة المباركية وهو ملا عثمان عبداللطيف العثمان الطالب النشط في هذه المدرسة الذي اختاره سيد عمر مدرسا ولم يتجاوز عمره بعد سبعة عشر عاما. والصورة كانت تضم سيد عمر عاصم في بداية هذه المدرسة مع ملا عثمان، ومحمد بن اسماعيل، وابن سيد عمر محمد وهو يعتمر العقال الكويتي القديم، ويعتبر محمد هذا ابن سيد عمر قد ورث من ابيه الشيء الكثير، فكان يصلح السيارة اذا توقفت، وذلك في اوائل القرن العشرين، وكان يساعد والده في تصليح مكائن الخياطة ويقوم بتمديدات الكهرباء ويعرف اين يقع الخطأ، وكانت المدافع القديمة هو الذي يقوم بتصليحها ويتولى اطلاق مدفع الافطار في رمضان والعيدين ذلك بتعليم وتوجيه من والده سيد عمر عاصم وكما يقولون الولد سر أبيه. واخيرا فهذا هو سيد عمر عاصم الذي ترك بصمات في الكويت متعدد الجوانب والمواهب، الحسني نسبة الى الحسن بن علي رضي الله عنهما.
هذا هو الذي قلب الموازين وجعل أعين من مدرسي المدرسة المباركية تتفتح على اعمال كثيرة، حيث الكل يلهج بسمعته فأقول: رحمهم الله، ورحم سيد عمر الذين درسونا في المدرسة المباركية العتيدة هذه التي كانت وكأنها جامعة اليوم.


جريدة القبس - 9/10/2009
__________________
بـيـض صـنائعنا سـود وقـائعنا *** خـضر مـرابعنا حـمر مـواضينا
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
محمد حسين بن نصرالله معرفى (1870 – 1934 م) AHMAD الشخصيات الكويتية 0 03-11-2010 01:36 AM
زيارة الشيخ فهد السالم الفاتيكان 1950 bo3azeez الشخصيات الكويتية 2 12-10-2010 12:27 PM
أخو حمد وكفى .. أبرع لاعب دامة عرفته الكويت AHMAD المعلومات العامة 3 18-10-2009 09:26 AM
ملا عثمان وكفى (1899 ــ 1985) - فرحان الفرحان IE الشخصيات الكويتية 1 19-04-2009 06:48 AM
الكويت 1950 IE الصور والأفلام الوثائقية التاريخية 1 10-06-2008 11:03 PM


الساعة الآن 02:04 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت