راسل ادارة الموقع جديد المشاركات التسجيل الرئيسية
  #1  
قديم 05-10-2009, 11:11 PM
عنك عنك غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Oct 2008
الدولة: الـكـويــت
المشاركات: 412
افتراضي خضير بوشعبون - الأنباء

خضير بوشعبون: بدأت حياتي العملية لدى خاتون فضة وكنت أشاهد زوجها القسيس يقرأ الخطبة على المرضى



حياة ثرية عاشها ضيفنا لهذا الاسبوع خضير شعبان بوشعبون، حيث تنقل بين حياة البحر والعمل عند القسيس ثم في أحد المكاتب وبعدها في مؤسسة الموانئ. ولد في الحي القبلي عام 1936م، وعاش في تلك المنطقة الجزء الغربي من مدينة الكويت القديمة، عاش يتيم الأب وبعدما بلغ الرابعة من عمره اخذه عمه واخاه الكبير جاسم، حيث تزوجت الأم وقتها من رجل آخر. بدأ حياته العملية منذ عمر مبكر وأول عمل له كان في المستشفى الأمريكاني عند خاتون فضة زوجة القس التابع للكنيسة الموجودة خلف المستشفى وبعد ذلك اشتغل مع خاتون وسمية. من هي هذه السيدة وماذا كانت تعمل وأثناء عمله مع خاتون فضة عرضت عليه ان يتزوج ويسافر الى أميركا. ويحدثنا عن ذلك المستشفى واعداد المرضى من الرجال والنساء والأطفال.
خضير بوشعبون عمل مع عمه في سفينة التشالة الخاصة بعائلته وكان يحمل السراج لهم. ماذا كان يعمل عمه في تلك السفينة مع جاسم اخيه وبعد سنوات بين العمل في المستشفى الأمريكاني والعمل البحري التحق باحد مكاتب التجار للعمل مع مجموعة من العمال والموظفين وله قصة هنا وحادثة في مكان آخر ومشاهدة الأفلام العربية.
وبعد ذلك انتقل للعمل في الجمارك والموانئ ولكن صعوبة في التعيين قابلته، فتم رفضه إلا ان الحظ ساعده ووقف معه احد المواطنين فاشتعل في منطقة اليارد. وكان الميناء على ساحل السيف بالعاصمة وبعد ذلك نقل الى الشويخ، تدرج بالعمل فصار سائق باص وسائق تريلا، براحة عباس أو براحة حمود الناصر البدر. ماذا شاهد فيها من مظاهر الحياة القديمة الشاوي ودكان حاجية ودكان عباس والكنيسة الصغيرة. مظاهر اجتماعية متعددة.. القمبار صيد السمك بالليل، قصص وحكايات كثيرة مؤلمة ومفرحة، طفولة بريئة وشباب متوقد ورجولة خشنة صلبة قوية لممارسة العمل المهني. خضير شعبان بوشعبون وحديث من الماضي فإلى التفاصيل:
يقول الحاج خضير شعبان بوشعبون ولدت في الكويت عام 1936 في الحي القبلي بفريج براحة عباس سابقا تعرف ببراحة حمود الناصر البدر، وفي ذلك الحي حضرة النامي وبيت الوالد كان يطل على تلك البراحة وعلى يمين بيت الوالد كانت تسكن عائلة عباس علي وكان عباس يعمل في المستشفى الأمريكاني والبراحة كان فيها دكان الحاج عباس خورشيد ودكان عبدالوهاب عباس جزء من بيت سعود البدر وتوجد حوطة كبيرة من البراحة باتجاه ساحل البحر نقعة اليسرة بيت يوسف الحميضي وعبدالرحمن وبيت ثنيان.
واذكر بعض البيوت وديوانية يوسف الحميضي وديوانية حمد صالح وبيت البحر، اما من البراحة باتجاه القبلة فكان مسجد الساير الموجود حاليا وبيت المشعل وعلى ساحل البحر مقابل المستشفى الأمريكاني نقعة الخرافي وهي آخر نقعة على الساحل القبلي.
ويمتد منها خارور ماء (لسان مائي ممتد لليابسة) ولقد شاهدت جالبوت الذويخ وشوعي النوخذة ابن عليان مع سفن غوص.
والمستشفى الأمريكاني يقع على مرتفع وهو مازال موجودا وكان هناك بيت عربي سكن لموظفي المستشفى وموظفي شركة النفط.
خلف المستشفى الأمريكاني توجد الكنيسة ملاصقة له وتوجد مقبرة صغيرة، في تلك السنوات عندما اشتغلت عند القس كان يوم الاحد يخرج القس ليلقي موعظة على الموجودين من المرضى وكنت أشاهد ذلك الموقف، القسيس اسمه مستر ديانك وقد زاولت العمل مع زوجته خاتون فضة، وكذلك مع خاتون وسمية التي كانت طبيبة بالمستشفى الأمريكاني، لقد تعاملت معها على اني من العاملين في المستشفى الأمريكاني وسمعت بخاتون مريم وكانت تأتي نساء أجنبيات الى خاتون فضة وبدورها تعلمهم اللغة العربية لأنها كانت تجيد الحديث باللغة العربية والتعليم داخل غرفة صغيرة خلف بيت د.اسكندر.
وكان يوجد خلف المستشفى الأمريكاني 3 قبور بجانب الكنيسة، القبر الأول لمواطن كويتي دفن هناك والثاني لرجل أمريكاني وحسبما سمعت ان القبر الثالث لكلب دفن خلف الكنيسة.
ويكمل خضير بوشعبون ذكرياته قائلا: لعبت الكرة الطائرة مع موظفي المستشفى الأمريكاني وكان لدينا ملعب مجهز ونلعب بعد العصر، ومن البيوت التي كانت موجودة بالقرب من المستشفى للعاملين بيت سليمان وبيت بنيامين واذكر من المواطنين الكويتيين عبدالكريم وعباس وقمبر مضمدين وابراهيم قمبر.
وعندما كنت ألعب كرة الطائرة في أحد الأيام اذكر اني جرحت في قدمي ونزفت الدم فقامت خاتون فضة بتضميد قدمي وتنظيفه ورجعت الى البيت.
خاتون فضة والزواج
ويمضي خضير بوشعبون في حديثه قائلا: في أحد الأيام خاتون فضة عرضت علي الزواج من إحدى الفتيات وقالت يا خضير اريد ان ازوجك واعطتني صورا لفتيات وشاهدتها وكان منهن فتاتان اشرفت على تربيتهما، وقالت سنرسلك الى أميركا للدراسة وتحصل على سيارة، وعندما قلت لجدتي هذا الكلام قالت تريد ان تصير نصرانيا عيب هذا الكلام.
واذكر ان القس كانت لديه سيارة شفر وكنا نوصل بعض النساء بالسيارة وشاهدت بعض النساء يحضرن ومعهن السدو ويعلمن الأجانب اللغة العربية.
وكان القسيس يلقي علينا موعظة كل يوم أحد وكنت احضر تلك الموعظة بحكم عملي مع خاتون فضة وكنت ملازما لها طوال اليوم.
واذكر كان القسيس أو من ينوب عنه يوزعون علينا دشاديش جديدة يوم الاحد قبل المحاضرة واشتغلت عدة سنوات ولكن كل شهرين اخرج وآخر عمل كان مع خاتون وسمية الدكتورة ماري وتركت العمل نهائيا في المستشفي الامريكاني.
وتحدث خضير بوشعبون عن الأعمال التي زاولها قائلا: بداية عملي كان عمري تقريبا اثني عشر عاما وكان عملي في المستشفى الأمريكاني واشتغلت مع خاتون فضة زوجة القسيس وكذلك مع خاتون وسمية د.ماري اليسون.
وأثناء العمل احيانا كنت أهرب من المستشفى فأجد عمي وأخي جاسم جاهزين للذهاب الى البحر، حيث كانا يملكان سفينة لنقل الصخور من عشيرج، فكانوا يأخذونني معهم ولمدة يومين أو أكثر أو أقل حسب المد والجزر.
اما الراتب فكان يعطى لعاشور وكان يعمل طباخا وهو بدوره يعطيه لأخي جاسم.
وعملي في المستشفى الأمريكاني كان غير مستمر فبين فترة وأخرى كنت اترك العمل وبعد العودة من البحر مع عمي واخي جاسم ارجع للعمل مع (الخاتونات) وكلمة خاتون اطلقت على السيدات الأجنبيات للتسهيل على المراجعين من المرضى الكويتيات، لأن الأسماء الأجنبية في ذلك الوقت كان يصعب لفظها على نسائنا، فكل من يعمل في الأمريكاني من طبيبات تعطى اسما عربيا ويسبقه كلمة خاتون بمعنى السيدة مثلا خاتون فضة يعني السيدة فضة وهكذا تسهيلا للنداء.
العمل في مكتب عبدالله الملا
ويسترسل خضير بوشعبون في سرد ذكرياته قائلا: اشتغلت موظفا عند عبدالله الملا وكان سكرتير حكومة الكويت وكان راتبي تقريبا ثلاثين روبية وكنت اقدم القهوة والماء للضيوف، اذكر ان المرحوم الشيخ عبدالله السالم كان في زيارة لعبدالله الملا في مكتبه وبحضور مجموعة من التجار، وقد وقفت عند مدخل المحل وفتحت الباب للأمير الشيخ عبدالله السالم رحمه الله، واثناء دخوله كنت بالربع الداخل من الباب وكان الشيخ عبدالله الجابر احد الموجودين من الزوار.
واكمل بوشعبون: كان المرحوم عبدالله الملا كل اسبوع يشغل فيلما والحضور من المواطنين وكبار الشخصيات يجلسون في البلكونة وكنت اشاهد معهم الافلام العربية التي تعرض، وفي الحقيقة كان ذلك الرجل لا يمنع احدا من الحضور ومشاهدة الافلام، سواء من الموظفين او المواطنين وقد شاهدت فيلم وفاة جورج ملك بريطانيا وكان المسؤول عن الموظفين في مكتب عبدالله الملا اسمه محمد النيباري والسائق محمد جري.
وفي يوم من الأيام اعطاني عبدالله الملا مكتوبا لكي اوصله الى قصر الشعب وكان يوم الخميس وصلت عند البوابة وكان الفداوي واقفا وبعد السلام طلبت منه السماح لي بالدخول لكي اسلم الرسالة، دخلت وجلست في الديوانية وبعد فترة لم استطع تسليم الرسالة فرجعت مرة اخرى الى مكتب الملا في ساحة الصفاة، يومئذ سافر المرحوم عبدالله الملا، فوضعت الرسالة على المكتب، حتى عودته ورجعت الى البيت وامضيت العطلة في لعب كرة القدم، ولما عاد عبدالله الملا من السفر ناداني وسألني ألم توصل المكتوب؟ فخفت، ولكن عبدالله الملا اخذ الرسالة وخرج من المكتب باتجاه قصر الشعب، وبعد فترة رجع عبدالله الملا ونحن العاملين كتبنا رسالة له طالبين زيادة بالراتب، يوم الاحد اعطانا اكرامية وزيادة خمس روبيات لكل واحد يعمل في المكتب، فتحول الخوف الى فرحة، وبعد ذلك تشاجرت مع احد العاملين في المكتب واسمه كاظم وتركت العمل وسلمت المفتاح لرئيس المحاسبين واخذت مستحقاتي، ورجعت الى البيت ومع عودة اخي جاسم اخبرته بأني تركت العمل، فغضب وقال انت متزوج.
العمل في الموانئ والجمارك
ويمضي خضير شعبان بوشعبون في ذكرياته قائلا: بعدما تركت مكتب عبدالله الملا توجهت لطلب العمل في الموانئ الواقعة في العاصمة على ساحل البحر، وكان علي الخبيزي مراقبا في الموانئ وجاسم العنجري مسؤولا فيها ومعي الاخ سالم، وعرض عليه العمل في اليارد ولكنه رفض العمل بنظام اسبوع ليلا وآخر نهارا وعرض علي العمل، فقبلت بالدوام على هذه الطريقة وباشرت العمل في اليارد، وامضيت سنوات وقابلت السيد عبدالله البرجس، وقال لي نريد سائقا فذهبت الى مكتب سفاح وتعلمت قيادة السيارة وبعد شهر نجحت وحصلت على الإجازة وذهبت الى مبارك الحساوي واخبرته بأني حصلت على إجازة وكان احد المسؤولين بالموانئ وقدمت له طلبا للعمل كسائق في المؤسسة، وقال اريدك سائقا عندي وغدا احضر بعد العصر بالدور الأول، وقابلته ومعه علي الخبيزي ومحمد قبازرد ومبارك الحساوي وتمت الموافقة على تعييني سائقا وارسلت الى منطقة الجليعة وعينت عند المرحوم الشيخ خالد عبدالله السالم رئيس الجمارك والموانئ، سائق سيارة صالون او الوانيت او على الجيب وكان رجلا طيبا يحب ويحترم العاملين عنده، وبعد ذلك عرض علينا زيادة الراتب عشرين روبية لمن يرغب بقيادة سيارة باص او تنكر مياه فوافقت وعينت سائق باص وحصلت على الزيادة، وفي الباص كنا ننقل العمال والموظفين، حيث كانت الدوائر الحكومية توفر سيارات لنقل الموظفين من والى العمل، كانت خدمة ممتازة للموظفين واذكر في يوم من الايام دخلت احد الفرجان الضيقة وصدمت المرزام وكسر.
بعد ذلك طلب حمد البحر رحمه الله من علي الخبيزي شراء تريلات وبدأوا بتدريب سائقي الباصات والتناكر لكي يعملوا على التريلات وسائقي الصالون تولوا قيادة الباصات والتناكر فكنت واحدا من الذين تحولوا الى سائق تريلا وباشرت التدريب وبعد اسبوع عينت سائق تريلا للنقل ولمدة سنة بعض السواق نقلوا الى مراقبين من كويتيين وغير كويتيين، في الوقت نفسه بحارة ونواخذة التكات قاموا بإضراب للمطالبة بزيادة رواتبهم فذهبت الى السيد خلف وقال العمل متوقف بسبب الإضراب وهو أول اضراب للعاملين في الموانئ والجمارك الكويتية.
وحضر المرحوم الوالد الشيخ سعد العبدالله السالم وتحدث معهم وعادوا الى عملهم وكان ذلك عندما كانت الموانئ في الشويخ بداية النقل والعمل، خلف عرض علي ان انتقل للعمل في التكات (الساحبات) يومئذ كنت قد اشتريت سيارة جديدة اعمل عليها بعد نهاية الدوام (تاكسي) وانقل ركابا إلى العبدلي، المهم ذهبت الى خليفة الشطي وطلبت منه العمل على التكات وقابلت محمد السميط ووافق على العمل وبعد ذلك قابلت النوخذة المرحوم يعقوب اليتامى وقال ماذا تعرف؟ فقلت سكوني أو مشغل ماكينة فقال نعينك بحارا في البداية ومع مرور الوقت نعمل على تغيير عملك.
فخرجت منه ولم أوفق وبعد فترة دخلت المستشفى وبعد الخروج باشرت العمل وقابلت المرحوم يعقوب اليتامى وعينت بحارا على التك مع النوخذة بادار وبعد ذلك نقلت مع نوخذة آخر اسمه بوعباس وبدأت العمل من لنج الى «تكات» وبعد فترة نقلت الى «تك» آخر مع نوخذة آخر وعين معنا بحار لاعب دامة وهو يمتاز عليهم باللعب وبعد فترة عين ذلك البحار مجدميا علينا وبعد فترة عين علينا أبورجيب مجدميا في ليلة صيف كان الهواء هادئا وأبورجيب أراد ان ينام وهو يدخن ونام وقد أردت ان اجرب هل هو نائم أو مستيقظ وحركت البايبات فتحرك ولم ينم كانت غشمرة ولكن ثقيلة.
بعد ذلك عينت مجدميا في «تك» محفوطة والنوخذة ابوسالم وكنا ننقل الماء الى المراكب ونوصل المرشدين ايضا الى المراكب، كذلك كنا نسحب البواخر، وامضيت سنوات العمل حتى التقاعد.
سيارة التاكسي
ويكمل خضير بوشعبون: أثناء عملي في الموانئ اشتريت سيارة شفر وبدأت اشتغل في نقل الركاب (تاكسي) سرا بين النقرة وحولي والشرق وكذلك نقل الركاب الى العبدلي ـ والراكب يدفع 10 دنانير من الكويت الى العبدلي ـ والى مدينة البصرة بـ 20 دينارا، وذات يوم نقلت رجلا مع زوجته ولما دخلت سوق البصرة قال الراكب اذهب عند «الطبقة» فقلت له هذه الطبقة تذهب الى ايران فقال لا بل الى اراضي عراقية، فعبرت معهم بواسطة «الطبقة» فقال: الآن صار الليل ادعوك لأن تنام عندنا حتى الصباح وبعد ذلك تعود.
امضيت ليلتي عندهم ولكن لم تغفل عيناي وفي الصباح اعطاني اجرتي، واشتريت طروح ورطب ولحم وأجبان، ورجعت الى البيت.
ومرة اخرى ايضا نقلت زوج وزوجته وعندما دخلت البصرة قال الراكب وصلنا الى ماركيل قرب مطار البصرة وبالفعل أوصلتهم وعرض علي ان انام عندهم، فقالت المرأة: اذا صار لك عودة الى البصرة ارجو ان تحضر معاك دراجة للطفل، وبعد فترة حصلت على ركاب وسافرت الى البصرة واخذت الدراجة معي.
وحضر الرجل وتشاجر مع زوجته بسبب الدراجة واخذت اجري.
ومن المشاكل مع الركاب أوصلت رجلين عراقيين من الكويت الى العبدلي واحد منهم سألني قائلا: انت من اي فخذ فقلت ماذا تقصد فقال من اي قبيلة أو عشيرة فقلت له من عشيرة ابوشعبون مع السؤال والجواب تشاجر الاثنان وأخذت اجرتي ورجعت الى الكويت.
ايضا نقلت 4 ركاب من الكويت الى البصرة وفي الطريق سألني احدهم هل تستطيع قيادة سيارة تريلا فقلت نعم سبق ان اشتغلت عليها فقال نحن نستورد شواصي سيارات من ألمانيا الى تركيا والى الكويت، وفي الصليبية نصبغها وننقلها الى سورية وهناك نركب عليها صناديق ومنها الى الإمارات واتفقت معهم ضمن 17 سائقا وبدأت بنقل الشواصي الى دولة الامارات والى قطر ووادي حتا ومرتين سافرت الى سورية ومنها الى أبوظبي، وكانوا 3 اخوان يعملون مع بعضهم البعض، واحد يعيش في الكويت والثاني في أبوظبي والثالث في المانيا ويستوردون الشواصي.
وفي احدى المرات سافرت الى وادي حتا وعند المخفر في العين اعطوني سيارة صالون لتوصيلها الى سلطنة عمان وسافرت فيها ولحقتني سيارة النجدة واستوقفتني وقلت ان السيارة لأحد المسؤولين وقال أنت كويتي؟ فقلت نعم، وقال تعرف ابوسلطان؟ فقلت نعم، فقال العسكري: كنت اشتغل معه في اليارد في الشويخ.
الزواج والأولاد
قال ضيفنا خضير بوشعبون: تزوجت الأولى بنت عمتي والدها اسمه حسن اشكناني ولي منها بنت واحدة، وتزوجت الثانية بنت معيوف القلاف، أولادي منها: أربع بنات، والأولاد حسن كان يعمل في «الداخلية» وحاليا في «الاسكان» متزوج وعنده أولاد، حسين ويعمل بـ «الداخلية» ومتزوج، بدر مراقب في «الاشغال» ومتزوج، عبدالمحسن متزوج ويعمل في «الشؤون» عبدالرضا بـ «الدفاع» ومتزوج، عبدالله يعمل في «الاطفاء» وبناتي مدرسات، وكنت دائما أوصيهم بحب الوطن والدراسة ومستقبل بلدهم وأولادهم وأهاليهم.
عائلة بوشعبون
تحدث ضيفنا عن عائلته فقال: والدي وأعمامي كانوا يملكون سفينة نوع البوم، وكان جدي قاسم حسين العبدالله هو النوخذة ولم أدرك تلك السفينة، والدي شعبان كان مع اخويه رمضان وابراهيم. وتلك السفينة كانت تعمل «قطاع» بين ايران والبصرة وميناء الكويت ولكنها غرقت أثناء نقل الرمال من الشويخ الى عبادان وغرق البوم ايضا، وبعد ذلك صنعوا سفينة جديدة نوع «تشالة» لنقل الصخور من عشيرج وعمي ابراهيم تسلم التشالة وكان يساعده اعمامي واخي جاسم، واشتغلت معهم وأنا صغير وكنت احمل السراج في الليل، خاصة اثناء الجزر منطقة عشيرج. ومما اذكر من مشاركتي في العمل على السفينة اننا خرجنا بالتشالة من نقعة ثنيان «نقعة الماي» والهواء «خواهر» الهواء ساكن فاستعملوا «المردي» عمود خشبي طويل لدفع السفينة وبعد ذلك استخدموا المجاديف لدفع السفينة، وفي يوم من الأيام شاهدت طائرة مائية متوقفة على الماء عند «البوية» وشاهدتها وقد طارت، ومما اذكر انني جمعت عددا من المحار بعد فلقها لم اجد شيئا بداخلها، ولم اشارك في التكسير ولكن كنت احمل السراج وخاصة اذا بدأوا بالتكسير في الليل أثناء الجزر.
البحارة من عائلتي ورجل اسمه كاظم عطا الله وآخرون وعلي من البحارة، طريقة التكسير لا تعتمد على الجزر فإذا بعدت مياه البحر ينزل البحارة وكل واحد بيده هيب طويل وبدأ الرجال بتكسير الصخور ويجمعونها على شكل «كود» كومة من الصخور وينتظرون المد للبحر ويحركون السفينة بين الاكواد ويضعون الصخور بداخلها حتى تمتلئ وتبدأ رحلة العودة الى الكويت وتدخل نقعة الماء أو نقعة العثمان.
أدوات التكسير أهمها الهيب: عمود من الحديد القوي احيانا نستخدم الصخين، وكنت معهم اجلس داخل السفينة، نحمل الصخور ويردد البحارة بعض الاهازيج اثناء العمل مثل يا وليد قول لأمك تجي يا وليد والمايه سجي أو يقولون «لا إله إلا الله لا إله إلا الله».
وعند خطف الشراع البعض يردد بعض أبيات الزهيري وأحيانا يتحدث البحارة مع بعضهم البعض وعمي دائما يبعدني عن سماع حديث الكبار، وأكلف بتقطيع البصل وعمل الشاي واجهز السعف وتنقية العيش وتنظيفه حتى نصل نقعة الماء وأحيانا خلف نقعة الخرافي تنزل الصخور حسب الطلب، وعملت في الصخور مع الاهل وتركت العمل في المستشفى الامريكاني.
حياة الطفولة
ويكمل بوشعبان: توفي والدي وكان عمري سنة وبعض الشهور، فالوالدة اشرفت على تربيتي مع اخواني، والدتي بنت حسن الخشاوي ولي شقيقة، وخالي عبدالرضا كان صاحب بقالة في سوق الحلوى القديم.
الوالد رحمه الله تزوج أكثر من واحدة فعندي اخوان من الاب وآخرون من الأم، والدتي أشرفت على تربيتي حتى بلغت الرابعة من العمر، ثم اخذني عمي ابراهيم وعشت في بيت جدي والوالدة بعد ذلك تزوجت، فأخذ العم ابراهيم اختي عنده.
وعندي اخوان من الام واخوان من الاب والوالدة كانت تزور بيت عمي لرؤيتي انا واختي والجلوس معنا يوما كاملا.
ذكرت عندما بلغت الرابعة أخذني عمي ومع مرور السنين بدأ الحديث بين أخي الكبير وأعمامي حول الميراث وخاصة البيت الذي كان ملكا لجدي، والدي توفي قبل جدي وهو بدوره أوصى بأن يعطى أولاد شعبان ويورثوا مع أعمامهم يعني أنا وإخواني وهذه وصية من جدي كتبت الوصية، وفي ذلك الوقت كنت اشتغل عند المرحوم عبدالله الملا وحضر أخي جاسم وقال اذهب إلى المحكمة لانه حصل معارضة على الورث والمحكمة أنصفتنا وحسب الوصية التي كتبها ملا حسين وسيد جواد كتبها حصلنا على الميراث.
وبثمن حصتي مع اخي جاسم اشترينا بيتا في الشرق، وبعد ذلك انتقلت اختي معنا.
وبعد زواجي عزلت عن أخي فسكنت عند خالي ووالدتي، جدتي أم شعبون كانت تعالج النساء من الأمراض مثل أبو عدوني وآلام البطن والقولون والسرسوف كانت تعمل تمرية لمعالجة الأمراض عند النساء ايضا كانت تشرف على ولادة النساء وتغمز الاطفال مرضى البلاعيم وترفع لسان الموت وتستخدم قشور الرمان مع عود من عثق النخيل وعندها زبائن يترددون عليها للعلاج من النساء.
ذكريات البراحة
تحدث خضير بوشعبون عن براحة عباس او براحة حمود الناصر البدر قائلا: كانت براحة كبيرة ممتدة لمسافة 2 كيلومتر طولا واما العرض فيختلف من مكان إلى آخر، عرفت ببراحة حمود الناصر البدر لوجود بيت البدر فيها وبعد سنوات طويلة سكنها رجل اسمه عباس خورشيد وفتح فيها دكانا، والأطفال والنساء والرجال كانوا يذهبون للدكان للشراء ويقولون دكان عباس فعرفت البراحة بهذا الاسم، ولكن الأصل براحة حمود الناصر البدر وكان الأطفال يلعبون فيها واحتفالات العبد والدوارق وام الحصن والقليلبة، جميع هذه الالعاب كانت توضع في تلك البراحة ومن الطرف الشرقي كانت حفرة النامي ودفنت تلك الحفرة وبنيت حولها البيوت وبيت والدي يطل على الحفرة وبيت النامي وبيت ابن ناصر، وشاوي الغنم اسمه مزيد وهو الرجل الذي كانت لديه مجموعة من الجمال يجهزها للحجاج. وكانت الجمال تنوح في براحة عباس.
وقد شاهدت تلك الجمال وجموع الحجاج يوم سفرهم إلى الديار المقدسة مكة والمدينة المنورة وكان يطل عليها حوطتان كبيرتان وفي احداهما تم انشاء وفتح دكان بقالة للمرحوم محمد الخليفة (ابو جاسم). ومن يريد البحر يتجه إلى الشمال من براحة عباس، أيضا دكان النجدي ودكان حاجيه الذي كان رجلا كبيرا بالسن يقرأ القرآن على الإنسان المريض ويعالج بعض الأمراض كذلك يعالج من تضر به الغريالة (سمكة صغيرة سامة) تؤلم جدا وفيها كنبة صغيرة للنساء في بيت صغير، من براحة عباس الى البحر اذكر دكان ملا عيسى محمد الشرف وهو رجل دين امام وخطيب كذلك يعالج الامراض ويقرأ القرآن الكريم على المريض ومدرسة ملا محمد الحرمي.
ايضا أذكر نقعة الماي وسفن نقل المياه من شط العرب وبركة الماء ونقعة الصقر والخارور قرب ديوانية الصقر.
اذكر من جيراننا في الحي القبلي بيت عائلة النامي ويسار بيت جاسم وكان يملك حميرا لنقل المياه، كما أذكر حمد كفيف البصر وبيت علي بن ناصر واخوهم عنده دكان وشاهدت والدهم رجلا كبير السن وهو احد المحاربين في معركة الجهراء اسمه عبدالرحمن الناصر وبيت محمد الخليفة أبوجاسم صاحب الدكان في البراحة، وكان من جيراننا ايضا بيت علي الجزاف والمضمد ابومجيد وكان يعمل في المستشفى الامريكاني وبيت عبدالله اليعقوب وبيت جبر وشعبان باقر المصارع الكويتي وبيت عبدالله وبيت محمد نصار سائق سيارة تاكسي وبيت خلف الحمر احد اللاعبين الرياضيين في كرة القدم وحمد بن حانود وهو بائع العرفج وأمضى حياته اعزب، وبعد وفاته وجدوا اكياس فيها روبيات معلقة خلف ابواب البيت ووجدوا ايضا مبالغ مدفونة تحت جربة الماء.
واذكر اصدقائي الذين كنت ألعب معهم عاشور نمكي وخلف وحسين فريدون وهو أكبر مني سنا مات بسبب الأكل الزائد وعبدالله الفضل وأولاد المراغي وسعد النجدي وبيت علي الطويل وحيدر حاجة ساه وغريب اخو نجم واذكر السكة السد. وبراحة عباس في الاعياد فيها الدوارف وجميع الالعاب وكان الصغار يلعبون والكبار يجتمعون والبراحة تضم الكثير من الرجال ومن يبيع الباچيلة واذكر المخزن الخاص للبقالة وبيت نجم وسليمان وهو صاحب العربانة والصغار يركبون بالعربانة ايام العيد واذكر الدندرمة.
ايام رمضان بعض الاولاد يشترون البرسيت ويلعبون والبنات يلعبون الحبصة والحبلة والأولاد يلعبون الهول وبعض الالعاب الشعبية، ولا ننسى الهوشات والمشاجرات، الملابس من قماش المريكن أبوالنيسو والبافتة والململ قماش خفيف جدا والغترة «مبكرة» مربعات، بعض النساء يصبغن دشاديش الأولاد بقشر الرمان أبوالجويت، خاصة اذا كانت الدشداشة قديمة فالأصباغ تخفي الاوساخ وتظهر الدشداشة وكأنها جديدة ايضا، قبل العيد بعض النسوة يذهبن الى البحر لغسل الملابس استعدادا للعيد.
ويكمل خضير شعبون ذكرياته عن احوال الفريج قديما قائلا: كان في كل بيت جليب ماء وبالوعتين واحدة للحمامات والثانية مياه غسل الأواني عندما يحفر في أي بيت حفرة الطين يرمى بالخارج فالنساء تأخذ من الطين كمية وذلك لاستخدامها في غسل الملابس في البحر باعتقاد ان الطين ينظف من الأوساخ بدلا من الصابون غير الموجود أصلا ومع استخدام المضرابة.
وبعد ذلك تم استيراد صابون ماركة ابوالديك قالب طويل يقطع وتباع القطعة بآنتين أو أربع آنات ومما اذكر كان يوجد رجل معتوه يسمى خميس حلاوي والأولاد يغنون ويصفقون خلفه ويقولون «خميسوه حلاوي ياكل تمر خضراوي» وكنت اشاهده خلف المستشفى الأمريكاني واحيانا كان يسبح في البحر.
وكان عندنا في براحة عباس مواطن كويتي اسمه حسين فريدون رجل عاقل قوي وفي يوم من الايام كان راجعا من العمل جائعا وطلب أكل فقالت له زوجته كل تمر حتى يجهز الغداء، من العادات القديمة في البيوت ان كل بيت فيه قلة تمر «قوصرة تمر» فذهب الى الغرفة واكل كمية كبيرة من التمر وخرج من الغرفة وبعد ذلك سقط ومات رحمه الله، واذكر ان اخوانه كانوا يشتغلون في المستشفى الامريكاني.
قصة بحرية
عام 1958 ابن خالي كان يملك سيارة صغيرة ودائما كنت معه وفي يوم من الايام قال اريد الذهاب الى البحر لصيد السمك ولكن «القمبار» وهو الصيد في الليل على نور السراج وشيش أو سيف قديم أو ما يسمى كابر فتوجهت مع بعض الاصدقاء الى ساحل الدعية وكنا في شهر محرم. واعترض واحد من الاصدقاء على رحلة الصيد وكنا مجموعة احمد خشاوي واخي ومحمود اشترينا «كباب» وبعد الاكل دخلنا البحر وكنت حاملا اللوكس «السراج» دخلنا في عمق البحر، واحد من الاصدقاء دفع الحديدة لضرب السمك فضرب اللوكس وصار نصفين وقطع السمكة الحاقول وأصيب اخي في بطنه فنقلناه الى المستشفى الأميري فقام الطبيب بتخييط الجرح ثم رجعنا الى البيت واخي يصرخ من الألم.
الأعمال التي زاولها خضير بوشعبون
زاول خضير شعبان قاسم حسين بوشعبون الأعمال التالية:
في المستشفى الامريكاني مع خاتون فضة زوجة القسيس، مع خاتون وسمية دكتورة واسمها ماري اليسون، بعض الأعمال في المستشفي الأمريكاني. في البحر مع عماي واخي جاسم بتكسير الصخور، في مكتب المرحوم عبدالله الملا، موظف في الموانئ والجمارك منطقة اليارد، سائق عند المرحوم الشيخ خالد العبدالله السالم، سائق باص وتنكر، ثم سائق تريلا، بحار على التكات «ساحبات السفن»، ثم مجدمي رئيس بحارة على التكات، سائق سيارة تاكسي ملك خاص، سائق لنقل الركاب بين الكويت والبصرة، وسائق تريلا بين دول الخليج العربي.
منقول الانباء .
رد مع اقتباس
إضافة رد


الذين يشاهدون محتوى الموضوع الآن : 1 ( الأعضاء 0 والزوار 1)
 
أدوات الموضوع إبحث في الموضوع
إبحث في الموضوع:

البحث المتقدم
انواع عرض الموضوع

تعليمات المشاركة
لا تستطيع إضافة مواضيع جديدة
لا تستطيع الرد على المواضيع
لا تستطيع إرفاق ملفات
لا تستطيع تعديل مشاركاتك

BB code is متاحة
كود [IMG] متاحة
كود HTML معطلة

الانتقال السريع

المواضيع المتشابهه
الموضوع كاتب الموضوع المنتدى مشاركات آخر مشاركة
النوخذه / خضير بن عيسى رحمه الله ( 1850 - 1936 ) AHMAD المعلومات العامة 10 16-01-2021 06:54 PM
النوخذة فالح بن خضير وعلي بن سعد بن خضير الأديب الشخصيات الكويتية 6 26-01-2011 09:17 AM
خضير عبدالله الشهاب عنك الشخصيات الكويتية 3 12-08-2009 07:34 AM
جمال عبدالناصر يشكر خضير الشهاب على تبرعاته الأديب الوثائق والبروات والعدسانيات 2 07-07-2009 10:29 PM
فالح بن خضير المطيري PAC3 الشعيبة 5 06-06-2009 01:58 AM


الساعة الآن 11:31 AM.


Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت