كلام لوثروب وعلق الأمير شكيب على هذا الكلام بقوله "إن أكبر المسئولين عن انحطاط الإسلام هم العلماء الذين جعلوا الدين مصيدة بالتزلف إلى الأمراء وقلما أتى أمير من الأمراء أمراً نكراً إلا وأتوا له من الآيات والأحاديث ما يثبتون له مشروعية ذلك العمل بصرف الآيات عن معناها وتحريف الكلم عن مواضعة وبروايات الأحاديث الضعاف والموضوعة. وقد أفتى علماء سوريا ببغي الشريف حسين تقربا إلى جمال باشا (السفاك) فلما زالت دولة الأتراك بايع أولئك العلماء الشريف حسينا الذي كان باغياً، ولما سقطت الشام بيد فرنسا عد العلماء الشريف أجنبياً، وإذا عابهم الإنسان على هذا التلون قالوا نعمل هذا تقية. انتهى كلام الأمير. ولله در القائل: وهل أفسد الدين إلا الملوك وأحبار سوء ورهبانها |
الاحتفالات بالمواليد وحكمها فأعياد الميلاد هذه كلها بدع لم تعرف في زمن السلف الصالح، وأما حكمها شرعا فهي على حسب ما يقترن بها. فإذا كان الاحتفال مقترنا بذكر السيرة الحسنة للمحتفل به كذكر ماله من الأعمال الطيبة والإحسان على الفقراء والمساكين، فهذه بدعة لا تصادم الشرع وإن كان الإحتفال مشتملا على المفاسد كشرب الخمر، واختلاط الرجال بالنساء والثناء الكاذب بما لا يستحقه المحتفل به فهذا حرام والله أعلم. من قصيدة لصنعاني في زيارة النبي صلى الله عليه وسلم: ومن بعد ما طفنا طواف وداعنا رحلنا لمغني المصطفى ومصلاه فو الله لو أن الأسنة أشرعت وقامت حروب دونه ما تركناه ولو أننا نسعى على الروس دونه ومن دونه جفن العيون فرشناه لكان يسيراً في محبة أحمد وبالروح لو يشري الوصال شريناه ولولاه ما اشتقنا العقيق ولا قبا ولولاه لم نهو المدينة لولاه هو القصد إن غنت بنجد حداتنا وإلا فما نجد وسلع أردناه وما مكة والخيف قل لي ولا منى وما عرفات قبل شرع أراناه به شرفت تلك الأماكن كلها وربك قد خص الحبيب وأعطاه لمسجده سرنا وشدت رحالنا وبين يديه شوقنا قد كشفناه وصلنا إليه واتصلنا بقربه فلله ما أحلى وصولا وصلناه وقفنا وسلمنا عليه وانه ليسمعنا من غير شك فديناه ورد علينا بالسلام سلامنا وقد زادنا فوق الذي قد بدأناه كذا كان خلق المصطفى وصفاته بذلك في الكتب الصحاح عرفناه وكم قد نشرنا شوقنا لحبيبنا وكم من غليل في القلوب شفيناه ومسجده فيه سجدنا لربنا فلله ما أعلى سجوداً سجدناه بروضته قمنا فهاتيك جنة فيا فوز من فيها يصلي وبشراه ولما بلغنا من زيارة أحمد منانا حمدنا ربنا وشكرناه ومن بعد هذا صاح بالبين صائح وقال ارحلوا ياليتنا ما أطعناه وقمنا نؤم المصطفى لوداعه ولا دمع إلا للوداع صببناه فوا حسرتاه من وداع محمد وأواه من يوم التفرق أواه فلا عيش يهنى مع فراق محمد أأفقد محبوبي وعيشي أهناه دعوني أمت شوقا إليه وحرقة وخطوا على قبري بأني أهواه |
نوع من التعصب أقول: لم يذكر الرازي أمثلة لمخالفة المقلدين للنصوص فإن أردت الإطلاع عليها فراجع كتاب أعلام الموقعين لابن القيم في وجه 338 إلى وجه 440 من الجزء الثاني من الكتاب المذكور والحق أن الأئمة لهم العذر الواسع في هذه المخالفة من وجوه عديدة ليس هذا محلها وإنما أعطيك مثلا منها. وذلك مثل رد السند بقراءة الفاتحة لكونها فرضا، فالمخالف يقول: قال الله تعالى: {فاقرءوا ما تيسر من القرآن} ، ويقول الرسول للأعرابي [اقرأ ما تيسر معك من القرآن] وعلى هذا فقس ولكن الواجب على المقلدين اتباع الأئمة في كل شيء فالأئمة أنفسهم أمروا باتباع الحديث إذا صح، فهو مذهبهم. |
من التاريخ |
من الشعر العربي ولي وطن آليت أن لا أبيعه وأن لا أرى غيري له الدهر مالكا عمرت به شرخ الشباب منعما بصحبة قوم أصبحوا في خلالكا وحبب أوطان الرجال إليهم مآرب قضاها الشباب هنالكا إذا ذكروا أوطانهم ذكرتهمو عهود الصبا فيها فحنوا لذلكا المرء يجمع والزمان يفرق ويظل يرقع والخطوب تمزق ولأن يعادي عاقدلا خير له من أن يكون له صديق أحمق وزن الكلام إذا نطقت فإنما يبدي عيوب ذوي العقول المنطق ما الناس إلا عاملان فعامل فعامل قد مات في عطش وآخر يغرق وإذا الجنازة والعروس تلاقيا ألفيت من تبع العرائس ينطق ورأيت من تبع الجنائز باكيا ورأيت دمع نوائح يترقرق خير الصديق هو الصدوق مقالة وكذاك شرهم المنون الأكذب فإذا غدوت له تريد نجازه بالوعد راغ كما يروغ الثعلب وفينا رسول الله يتلو كتابه إذا لاح معروف من الفجر ساطع أرانا الهدى بعد العمى فقلوبنا به موقنات أن ما قال واقع يبيت يجافي جنبه عن فراشه إذا استثقلت بالمشركين المضاجع أضاحك ضيفي قبل إنزال رحله ويخصب عندي المحل وهو جديب وما الخصب للأضياف أن يكثر القرى ولكنما وجه الكريم خصيب |
مضحكات باع رجل عبدا ثم قال للمشتري إن به عيبا فقال له: وما هو؟ فقال إنه يبول في فراشه. فقال المشتري: إذا وجد فراشا فليعملها. حفر أعرابي قبر غلام بدرهمين في زمن الطاعون فلما دفع له الوالي الأجرة قال الأعرابي أبقها عندك حتى يجتمع عندك ما أشتري به ثوبا. قيل لأعرابي ما اسم المرق عندكم فقال اسمه السخين، فقيل له: فإذا برد فما اسمه؟ قال نشربه قبل أن يبرد. جاء أعرابي إلى تاجر يطلب منه قيمة كفن لميت عنده فقال التاجر اذهب وأتنا بعد أيام نعطك الكفن، فقال له الأعرابي أصلحك الله هل نسلخه ونملحه إلى أن يأتي الكفن. سخافة الأعراب فقال الثاني: أعجبها حذارة وكيسا. فقال الثالث: أصدق منها لحية وتيسا. فلما سمع الزوج رجز الصبيان بها هرب وتركها، ويقول الجاحظ كان الرجل من نمير إذا قيل له ممن أنت قال نميري مفتخرا بهذه القبيلة ولما هجاهم جرير بقوله: فغض الطرف إنك من نمير فلا كعبا بلغت ولا كلابا أتوعدني لتقتلني نمير متى قتلت نمير من هجاها قوم هم الأنف والأذناب غيرهم ومن يساوي بأنف الناقة الذنبا أقول إن القبائل والعشائر كالأفراد منهم المحسن والمسيء والصادق والكاذب والشجاع والجبان والكريم والبخيل ورفيع النفس والدنيء والحليم والأحمق ومهما ترقت القبيلة فلا تخلو من السقط فيها. والله يقول {ولا تزر وازرة وزر أخرى} ويقول {إن الحسنات يذهبن السيئات}. وإذا كان في القبيلة بعض النقص في أفرادها ولها محاسن فيجب أن تمحى مساويها، ومن تساوت حسناته وسيئاته عد من أهل الفضل، فما بال هؤلاء الأعراب سخفاء العقول ينتقصون القبيلة بكذبة شاعر، ويرفعونها في ثناء شاعر وإن لم يكن صحيحا. ولقد ذم الله هؤلاء الشعراء بقوله {والشعراء يتبعهم الغاوون، ألم تر أنهم في كل واد يهيمون، وأنهم يقولون ما لا يفعلون} ولله در القائل: الكلب والشاعر في رتبة يا ليت أني لم أكن شاعرا ما هو إلا باسط كفه يستمطر الوارد والصادرا والله لولا خرافات الهوى ما كنت إلا رجلا تاجرا |
الأوقاف ومجلس شورى الكويت (1) أن الوقف الخيري يثبت بلا معارضة وإن مات صاحبه فيه. (2) أن أوراق القضاة السابقين معتبرة ولو كانت خالية من الشهود ما لم تظهر بينة قاطعة ببطلانها. (3) إذا كان الوقف في عمل خيري من أضحية وصدقة وجعل الواقف النظارة لأحد ذريته فهو تابع للوقف الخيري فيمضي بلا توقف. (4) إذا كان الوقف على الذرية أو على غيرهم ولكن المرجع لعمل خيري. مثل أن يقول بيتي وقف على ذريتي ومن بعدهم على المساجد أو عمل خيري فهو معتبر بلا منازعة. (5) إذا كان الوقف على شخص معين أو جماعة معينين ونص الواقف أن يعملوا أعمالا خيرية من صدقة أو عمل بر معروف فعليهم أن يعملوا بوجوب نص الواقف وإن عجزوا عن أداء ما فرض عليهم يؤجر الوقف ويصرف عنه ما نص الواقف عليه وإن فضل شيء يدفع إليهم. (6) إذا كان الوقف على شخص معين ثم مات فالوقف يرجع ملكا لورثة الواقف الأقرب فالأقرب. (7) إذا كان الوقف على الذرية وذرية الذرية ولم يتنازعوا فيه فهو باق على وقفيته، وإذا تنازعوا فيه فالحكم هو إذا كان للوقف غلة فهو يبقى على وقفيته وتوزع الغلة بينهم بالتساوي وإذا لم يكن له غلة فالحكم يجري فيه على مذهب مالك وهو إن استوفى شروط الوقف فهو باق على وقفيته وإن لم يستوف شروط الوقف فهو باطل ويكون ملكا (المستوفي للشروط أن لا يموت الواقف فيه أو يفلس قبل حوز الوقف عليه). والمستوفي للشروط إذا تنازع أهله يكون حكمه حكم وقف الغلة وهو أن يوزع الحاصل بينهم وإن لم يكن له غلة ينقل بوقف عامر له غلة. |
ماذا نريد من الأزهر (1) تفسيراً لكتاب الله يكون روحا لجميع التفاسير الإسلامية معتمداً على أصح ما ورد من أقوال المفسرين من جميع الفرق الإسلامية خالياً من أقوال مسلمة أهل الكتاب ومن الخرافات الإسرائيلية يتمشى مع المعقول ولا يخالف الواقع ولا يتكلف في تفسير ما غمض من الآيات الشريفة إذ ربما يأتي زمان تنكشف فيه الحقيقة. (2) نريد كتاباً جامعاً للأحاديث الصحيحة يستمد من كتب الحديث العتيدة خالياً من ذكر ما جرى بين الصحابة من الشقاق ومن التحامل على بعضهم وخاليا من الأحاديث التي دست في شأن الأمم الإسلامية من قدح ومدح تاركا كل حديث يخالف العقل والواقع. (3) نريد كتابا في الفقه يشتمل على العبادات ويستمد من جميع المذاهب الإسلامية يراعى فيه اليسر على العباد سالكا طريق السلف الصالح قبل حدوث المذاهب والتعصب لها وأما المعاملات ولو أخذت المشيخة من كتب المذاهب ما يتمشى مع العصر فليس ذلك بكاف لسد حاجة المسلمين لأن الحوادث تتجدد بتجدد الزمان فإذن لا بد من لجنة شرعية ترفع إليها الحوادث المستجدة في المعاملات وغيرها وهي بدورها تستمد من أصول الدين الحنيف وتحكم باجتهادها في تلك القضايا المرفوعة إليها على أساس العدل ومراعاة المصالح وتكون هذه اللجنة مستمرة في عملها مع مرور الزمان وعليها تدوين ما تقرره في كتاب وتلحقه بكتاب الفقه الذي مر ذكره هذا ما نريد من الأزهر راجين تلبية الطلب والله الهادي الموفق. |
بيان حقيقة التاريخ |
دواء المسلمين أقول إن السبب في انحطاط المسلمين أمران وهما: فساد الأخلاق وتدهورها. والجهل بالصنائع الحديثة التي تفوقت بها أوربا على المسلمين وإذا عمل المسلمون بما قاله العلامة الزنجاني اتفقت كلمتهم وحسنت أخلاقهم وصاروا كالجسد الواحد ولكن هذا ليس بكاف لحياتهم وتفوقهم إلا مع معرفة الصناعات الحديثة التي هي القوة للدفاع عن راية الإسلام. ففرض كفائي على المسلمين أن يتعلموا هذه الصناعات، وإن لم يفعلوا فجميعهم آثمون ومحاسبون أمام الله يوم القيامة والله يقول {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} ولا قوة اليوم إلا بمجاراة أوربا بصناعتها الحربية وغيرها. |
الساعة الآن 02:12 PM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت