![]() |
تعريف الإجماع
في جمع الجوامع: "هو اتفاق مجتهدي الأمة بعد وفاة النبي في عصر على أي أمر كان" وقال الغزالي: "هو اتفاق أمة محمد خاصة على أمر من الأمور الدينية" وقال الآمدي: "هو اتفاق أهل الحل والعقد من أمة محمد على واقعة من الوقائع" وقد نفى الإمام أحمد الإجماع وقال: "من ادعى وجود الإجماع فهو كاذب" لأن سماع كل واحد من أهل الحل والعقد في جميع البلاد متعذر. فهذا قول الإمام أحمد، ونرى متفقهة هذا الزمان إذا خالفت أحداً منهم في مسألة فقهية ليس لها دليل، قال: هذه عليها الإجماع، بلا إحاطة بها من كل الوجوه. |
من الشعر
أبيات للحريري والعرجى: لحاك الله مثلي يباع ؟ لكيما تشبع الكرش الجياع وهل في شرعه الإنصاف أنى أكلف خطة لا تستطاع ؟ وإن أبلى بروع بعد روع؟ ومثلي حين يبلى لا يراع أما جربتني فوجدت مني نصائح لا يمازجها خداع؟ وكم أرصدتني شركاً لصيد فعدت وفي حبائلي السباع ونطت بي المصاعب فاستقادت مطاوعة وكان بها امتناع وأي كريهة لم أبل فيها وغنماً لم يكن لي فيه باع؟ ولم تعثر بحمد الله مني على عيب يكتم أو يذاع وإن سمحت قرونك بامتهاني وإن أشري كما يشرى المتاع وهلا صنت عرضي عند صوني حديثك يوم جد بنا الوداع؟ وقلت لمن يساوم في، هذا سكارب لا يعار ولا يباع وما أنا دون ذاك الطرف لكن طباعك فوقها تلك الطباع على أني سأنشد عند بيعي: أضاعوني وأي فتي أضاعوا أضاعوني وأي فتى أضاعوا ليوم كريهة وسداد ثغر وخلوني ومعترك المنايا وقد شرعت أسنتها لنحري أجرر بالجوامع كل يوم ألا لله مظلمتي وهصري إذا بلغ الرأي المشورة فاستعن برأي نصيح أو نصيحة حازم ولا تجعل الشورى عليك غضاضة فريش الخوافي قوة للقوادم وقفت على قبر لمية ناقتي فما زلت أبكي عنده وأخاطبه وأسقيه حتى كاد مما أبثه تكلمني أحجاره وملاعبه |
من الشعر
للمتنبي : وقد فارق الناس الأحبة قبلنا وأعيا دواء الموت كل طبيب سبقنا إلى الدنيا فلو عاش أهلها منعنا بها من جيئة وذهوب بذا قضت الأيام ما بين أهلها مصائب قوم عند قوم فوائد وكل يرى طرق الشجاعة والندى ولكن طبع النفس للنفس غالب يا أعدل الناس إلا في معاملتي فيك الخصام وأنت الخصم والحكم أعيذها نظرات منك صادقة أن تحسب الشحم فيمن شحمه ورم سيعلم الجمع ممن ضم مجلسنا بأنني خير من تعي به قدم أنا الذي نظر الأعمى إلى أدبي وأسمعت كلماتي من به صمم |
من الاصطلاحات الجديدة في العلوم
1- العلم الذي يبحث في الإنسان من حيث وجوده ورقيه، ومن حيث جسمه وروحه، يسمى (انتروبولوجيا) أي علم الإنسان. 2- العلم الذي يبحث في العقل يسمى (سيكولوجيا) أي علم النفس. 3- العلم الذي يبحث في الجسم، أو علم وظائف الأعضاء يسمى (فسيولوجيا). 4- العلم الذي يبحث عن العالم وما فيه من قوة وهيولا (أي مادة الشيء) والحركة والحياة يسمى علم الطبيعة. |
من قصيدة لراكان قال المعيصي بالضمي يبدع القاف ابدار سمحين الوجوه الكرام عسى لهم بآيات من حج أوطاف عز لحاضرهم وللحي دام يا راكب من عندنا فوق هياف بتيل ساج مقتفية الولام إلي دعم صدره على بعض الأسياف حدر ثلاث ينتهن الولام بواطن مثل الأدامي بالأوصاف راف زرفلن يشدن لجول النعام يمشن ثلاثاً عقب الأدما والأصلاف وبالرابعة يلفن ولد الإمام سلم على ربع كما وصف الأشراف اختص وأبو تركي برد السلام سلام أحلا من لبن كل مشعاف وأخن وأفوح من عنابير شام والله لولا جمعك اللي له أرداف ودوله هل العوجا سوات النظام أني لعد لهم على كل مزقاف أبفعل يرونه جديد وعام كنا كما حر تعلا بمشراف صيده من الجل الحبارى الجسام جاه أسمر في صايده سم الإتلاف طقه وحط أسيوف ريشه هدام ويقول الشاعر: بشاشة وجه المرء خير من القرى فكيف إذا حاز القرى وهو ضاحك |
الحكم بالعدل
قال الله تعالى: {وإذا حكمتم بين الناس أن تحكموا بالعدل} وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا كونوا قوامين بالقسط شهداء لله ولو على أنفسكم أو الوالدين} فالقسط هو العدل، فاحكم به ولو على نفسك ووالديك، وفي الحديث: [إن المقسطين عند الله على منابر من نور، الذين يعدلون في حكمهم وأهلهم وما ولوا]، وفي الحديث: [ما من عبد يسترعيه الله رعية يوم يموت وهو غاش لرعيته إلا حرم الله عليه الجنة] وفيه [شرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم]، وقد قيل: عدل السلطان أنفع للرعية من خصب الزمان. فالعدل هو قوام الدنيا والدين، وبه صلاح الخلائق، وبه تتألف القلوب، وتجتمع الشعوب، ويظهر الصلاح، وتتوفر أسباب النجاح، فتدبر صحائف التاريخ تجد ذكر الحاكم العادل حديث الناس في كل زمان، تتوالى عليه الرحمات. فقارن بين ذكر عمر بن عبد العزيز، والحجاج بن يوسف، تجد بذكر الأول تتابع الرحمات، وبذكر الثاني تتابع اللعنات. |
ما الذي أخر المسلمين
الذي أراه من سبب تأخر المسلمين هو ترك العمل بالقرآن، ومخالفتهم لما فيه من التعاليم العالية، فقد أمرنا الله بقوله: {وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة} فلم نستعد، ونجاري الأمم الحية في علومها، وصناعتها، وأمرنا بالاعتصام بدين الله، ونهانا عن التفرق بقوله تعالى: {واعتصموا بحبل الله جميعاً} فلم نعتصم وتفرقنا، وأمرنا بالدعوة لهذا الدين بقوله تعالى: {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة} الآية، فلم ندع إلى الدين وخالفنا أمره، فلو كان لدين الإسلام دعاة يدعون إليه لطبق البسيطة لأنه دين سهل معقول. وأمرنا بالأخلاق العالية، والفضائل الجلية، والعدالة بكل شيء، فلم نتخلق بأخلاق القرآن، ولم نتبع أوامره وننته عن زواجره، فهلم بالقرآن واقرأ وتدبر، وانظر ما فيه من الأخلاق العالية، من الصدق والأمانة والعفة والوفاء والإحسان والتعاون وترك المحرمات، نجد المسلمين مخالفين له. وقصارى ما عندهم أن يقرأوه تبركاً، لا أن يعملوا به، والله يقول: {فإذا قرأناه فاتبع قرآنه} قال ابن عباس: "إذا جمعناه في صدرك فاعمل به" والله أسأل أن يهدي المسلمين إلى الصراط المستقيم. |
من الحديث
[حب الوطن من الإيمان] معناه صحيح وليس بحديث. [الحرب خدعة] حديث متفق عليه. [الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب] رواه أبو هريرة. [الحسن والحسين سيدا شباب أهل الجنة] أخرجه أحمد، وقال: إنه حسن صحيح. [الحسود لا يسود] من كلام السلف وليس بحديث. [حفت الجنة بالمكاره، وحفت النار بالشهوات] متفق عليه. [لا ربا بين المسلمين، وأهل الحرب في دار الحرب] أخذ به أبو حنيفة. [صنفان من أمتي إذا صلحا صلح الناس، الأمراء والعلماء]. [يوم من إمام عادل أفضل من مطر أربعين صباحاً، أحوج ما تكون الأرض إليه]. |
زوج وزوجتين تزوجت اثنتين لفرط جهلي لما يشقى به زوج اثنتين فقلت: أصير بينهما خروفاً أنعم بين أكرم نعجتين فكنت كنجعة تضحي وتمسي تداول بين أخبث ذئبتين رضى هذا يهيج سخط هذي فلا أخلو من إحدى السخطتين لهذي ليلة ولتلك أخرى عتاب دائم في الليلتين فإن أحببت أن تحيا سعيداً قرير العين مقصور اليدين فعش عزباً وإن لم تستطعه فضرباً في عراض الجحفلين!.. من شعر الشافعي سأكتم علمي عن ذوي الجهل طاقتي ولا أنثر الدر النفيس على الغنم لأن يسر الله الكريم بفضله وصادفت أهلاً للعلوم وللحكم بثثت مفيداً واستفدت ودادهم وإلا فمخزون لدي ومكنتم فمن منح الجهال علماً أضاعه ومن منع المستوجبين فقد ظلم وله أيضاً: على ثياب لو تباع جميعها بفلس لكان الفلس منهن أكثرا وفيهن نفس لو تقاس بمثلها نفوس الورى كانت أعز وأجدرا وما ضر نصل السيف أخلاق غمده إذا كان عضباً حين أنبذته برى وله أيضاً: جمل ثيابك ما استطعت فإنها زين الرجال بها تعز وتكرم ورثبت ثوبك لا يزيدك رفعة عند الإله وأنت عبد مجرم وجميل ثوبك لا يضرك بعد ما تخشى الإله وتتقي ما يحرم |
ترجمة [معاني] القرآن
ترجم القرآن إلى عدة لغات، وإليك البيان (عن الهلال المؤرخ في 20 ذي القعدة سنة 1358هـ). 100مرة إلى اللغة الإنجليزية، 5مرات إلى البنغالية، 8مرات إلى اللغة الفرنسية، مرة واحدة إلى الرومانية، 13مرة إلى الألمانية مرتين إلى المجرية، مرة واحدة إلى اليونانية، مرة واحدة إلى اليابانية، مرتين إلى اللاتينية، مرتين إلى البرهمية، 8مرات إلى الإيطالية، 4مرات إلى الصينية، مرة واحدة إلى البرتغالية، 3مرات إلى السويدية، 5مرات إلى الإسبانية، مرة واحدة إلى الأفغانية، مرة واحدة إلى الصربية، 4مرات إلى البنجابية، 5مرات إلى الهولندية، مرة واحدة إلى السواحلية، مرة واحدة إلى الألبانية، مرتين إلى السندية، مرتين إلى العبرية، 4مرات إلى العواجدنية، مرة واحدة إلى الهندوكية، مرة واحدة إلى الجاوية، مرتين إلى الدانماركية، 3مرات إلى الأرمنية، مرة واحدة إلى البلغارية. |
المصالح المرسلة
هي التي لا يشهد لها أصل معين في الدين، ولكنها تستمد من أصول كثيرة، وشرطها أن لا تصادم النص الديني، وذلك مثل تقديم خطبة العيدين على الصلاة إذا خشي الإمام خروج الجماعة قبل الخطبة، فليس له أن يقدم الخطبة، لأن الوارد تقديم الصلاة على الخطبة. |
تركي السعود من قصيدة له طار الكرى من موق عيني وفرا وفزيت من نومي طرا لي طواري وأبديت من جاش الحشا ما تدرا واسهرت من حولي بكتر الهذارى بحط لنا في زاد قلبي ابحرا من مس ضيم للنسا والذرارى سر يا قلم واكتب على نورا أزكى سلام لابن عمي مشاري شيخ على طرق المعالي أمورا من لابة يوم الملاقاة ضواري يا حيف قوم بالشجاعة بطر في مصر مملوك لحمر العتاري من الزاد غادي له سنام ومسرى من الذل شبعان من العز عاري دنياك هذي يا بن عمي مغرا ولا خير في دنيا تواري النكارى توريك خير ثم توريك شرا ولذاتها بين البريا عوارى واسلم وسلم لي على من تورى واذكر لهم حالي وما كان صاري يوم كان خليل من خليله اتبرا حطيت الأجرب لي خليل مباري وحذفت عني برقع الذل برا ولا خير فيمن لا يدوس المحارى وحفظت نجد عقب ما هي تطر مستورة وإذا بها الجود جاري وذل العدو منها عياناً وفرا ويقضي بها القاضي بليا مداري ومن غاص غابات البحر جاب درا ويحمد مصابيع السرى كل ساري وأنا أحمد اللي جاب لي ما تحرا واذهب غبار الذل عني وطاري وشربت من صافي العسل عقب مرا وطاب الكرى مع لابسات الخزاري والعمر ما يزداد مثقال ذرة وما قدر المولى على العبد جاري ألاحظ على قوله (حفظت نجد.. الخ] أن هذا البيت ركيك من حيث المعنى، ولعل الرواية التي نقلت عنها ليست صحيحة. |
من تاريخ الدولة العمانية والسعودية
لما ضعفت الدولة العباسية في القرن الرابع تولى عمان عدة أمراء ولكن لم يتأثل الملك لدولة عمان إلا سنة 1034هجرية، في أيام ناصر بن مرشد، وهو من العرب الأباضية، وهو الذي انتزع من البرتغال مسقط وصحار وغيرهما من بلاد عمان وبعد ناصر تولى عدة أمراء، آخرهم سيف بن سلطان وهو الذي جعل أحمد بن سعيد مستشاراً له، ولما مات سيف صار أحمد هو الآمر الناهي في عمان وذلك سنة 1154هجرية، وأحمد هو الذي خلص بلاد عمان من الإيرانيين، وبقي الحكم في آل بوسعيد حوالي سنة 1272هجرية حصل خلاف بين ولديه ماجد وثويني فاصطلحا على أن تكون زنجبار لماجد، ومسقط وما يتبعها لثويني. وأما الدولة السعودية فقد ابتدأت بمحمد بن سعود حين استولى على العوينه سنة 1159هجرية، وانتهت بعبد الرحمن الفيصل سنة 1390هجرية، بعد واقعة حريملة ثم عادت سنة 1320هجرية على يد الملك عبد العزيز بن السعود، واتسعت هذا الإتساع الذي لم يسبق له نظير في الدولة السعودية السابقة. والله أسأل أن يرشد الملك عبدالعزيز، ويحيط دولته بسياج من العلم والنظم الجديدة وله أكبر عبرة في دولة أسلافه ودولة الرشيد، إذ من الثابت أن دولة الفرد عمرها قصير إلا إذا كانت دستورية أساسها الشورى، والعمل بأكثرية الأصوات، والله أمر نبيه بالمشاورة بقوله {وشاورهم في الأمر}. |
إذا سمع النبي خبراً وسكت
قال ابن دقيق العيد: الأقرب أنه لا يدل على المطابقة لأن الرسول مؤاخذ على تقريره للباطل والذي نحن بصدده خبر يتوقف على التحقيق، وقد أقسم عمر على أن ابن صياد هو الدجال بحضرة النبي صلى الله عليه وسلم وسكت الرسول، وتبين بعد حين أن ابن صياد ليس هو الدجال. (عن فتح الباري). |
من الحديث
[إن الرفق ما كان في شيء إلا زانه، ولا نزع من شيء إلا شانه] رواه مسلم. [إن الروح إذا قبض تبعه البصر] في صحيح مسلم. [إن الصاحب الحق مقالاً] متفق عليه. [إن الله طيب لا يقبل إلا طيباً] أخرجه مسلم. [إن الله قد حرم النار على من قال لا إله إلا الله يبتغي بذلك وجه الله] متفق عليه. [إن الله جميل يحب الجمال] في صحيح مسلم. [إن الله لمؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر] في صحيح البخاري. |
لطيفة
حج عبدالله بن عمر العمري فرأى امرأة جميلة تتكلم بكلام رفثت فيه، فقال لها: يا أمة الله، ألست حاجة؟ أما تخافين الله؟ فسفرت له عن وجهها فإذا هي كالشمس حسناً، فقالت له: تأمل يا عمي فإنني ممن عنى العرجى بقوله: من اللاء لم يحججن يبغين حسبة *** ولكن ليقتلن البريَّ المغفلا فبلغ الخبر سعيد بن مسيب مفتي المدينة، فقال: والله لو كان من بعض بغضاء أهل العراق لقال لها: اغربي قبحك الله، ولكن هذا من ظرف عبّـاد الحجاز!.. |
المداراة والمداهنة
عن أبي الدرداء [إنا لنبش في وجوه أقوام وإن قلوبنا لتلعنهم] رواه البخاري [رأس العقل بعد الإيمان مداراة الناس]. والمداراة الرفق في تعليم الجاهل والرفق بنهي الفاسد عن فعله والأغلاظ عليه. والمداهنة منهي عنها، وهي إظهار الرضا بما هو مخالف للشرع من غير إنكار على فاعله. |
للمتنبي
هو البحر عص فيه إذا كان راكداً على الدر واحذره إذا كان مزيداً ودع كل صوت بعد صوتي فإنني أنا الصائح المحكي والآخر الصدا ومن نكد الدنيا على الحر أن يرى عدواً له ما من صداقته بد وما الحسن في وجه الفتى شرف له إذا لم يكن في فعله والخلائق |
العمامة كان علماء الهفوف في الأحساء، عمائمهم كالأبراج، وعلماء المبرز يستعملون المعصب (الغترة) فلام المرحوم الشيخ عبدالله بن أبي بكر شيخنا المرحوم عبدالله آل عبدالقادر، على لبس المعصب وترك العمامة فكتب هذه الأبيات: أترعى بالحشايا يا ريم رامه وتسكن من محانية خيامه وتأوي منه في حرم أمين وتروي حين تستسقي غمامه وتشعله من الهجران ناراً لعمرك ما وفيت له ذمامه كذلك شيمة الآرام قدماً متى جازين صباً عن كرامه فدونك يا عذول ثياب نسكي لعلي أستريح من الملامه أمن نسك الفتى أن ليس يهوى مليحاً أو يبت به غرامه تركت ملابس التلبيس عني ولم أجعل على جهلي علامة متى يروا العمامة يسألوني وليس العلم في طي العمامه إذا لبس العمامة غير أهل يريد جمالها كانت ذمامه دعوها للذي إن شاء أجرى ينابيع العلوم بلا سآمه وراح الواردون وهم رواء وقد ظنوا عمامته غمامه |
حقوق الوالدين
قال تعالى: {وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه، وبالوالدين إحساناً، إما يبلغن عندك الكبر أحدهما أو كلاهما، فلا تقل لهما أف ولا تنهرهما قول لهما قولاً كريماً، واخفض لهما جناح الذل من الرحمة، وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيراً}. قضى معناه حكم وأمر ألا تعبدوا أحداً سواه بل أخلصوا له العبادة ولا تشركوا بعبادته أحداً ثم عطف على هذا الأمر، وبالوالدين إحساناً، فأمرنا بالإحسان على الوالدين، لأنهما الأصل في وجودنا فعلينا أن نجلهما ونحترمهما سيما إذا بلغنا أحدهما أو كلاهما الكبر، وعجزوا عن القيام بشئونهما، ونهانا بقوله، فلا تقل لهما أف، أي لا تتأفف ولا تتضجر منهما بل عليك أن تقول قولاً كريماً، أي ليناً لطيفاً، إذا خاطبتهما. {واخفض لهما جناح الذل من الرحمة} معناه تذللا لهما ورحمة منك عليهما، وشتان بين من يخفض جناحيه لوالديه خوفاً منهما أو رجاء لما في أيديهما من الدنانير، وبين من يخفض جناحيه لهما إكراماً لهما ورحمة منه وشفقة عليهما. ومع ذلك فقل {رب ارحمهما كما ربياني صغيراً} أي ادع لهما أن يرحمهما الله برحمته جزاء لتربيتك التي قاسيا فيها السهر والتعب والكدر إذا أصابك أدنى أذى. وفي الحديث [ألا أنبئكم بأكبر الكبائر قلنا، بلى يا رسول الله، فقال: الإشراك بالله وعقوق الوالدين، وشهادة الزور]. |
من قصيدة لأمية بن أبي الصلب: غذوتك مولوداً وعلتك يافعاً تعل بما أدنى إليك وتنهل إذا ليلة ضافتك بالسقم لم أبت لسقمك إلا ساهراً أتململ كأني أنا المطروق دونك بالذي طرقت به دوني وعيناي تهمل فلما بلغت السن والغاية التي إليها مدى ما فيك كنت أؤمل جعلت جزائي غلظة وفظاظة كأنك أنت المنعم المتفضل فليتك إذا لم ترع حق أبوتي فعلت كما الجار المجاور يفعل من شعر النبط في هذا الموضوع: خفا الله واذكر آيتين قريتهم أبسبحان فيهم للذهين نذير الله قال الأف بالك تقولهم واجعل لهم كل الكلام قصير اخفض لهم جناح الذل وادع لهم كما ربياني بالمهاد صغير خفا الله واذكر حضرة مدلهمة يحاسبك فيها ناكر ونكير حملت بك تسعة أشهر في شر كلى لك البطن مني ماقع وجفير وحملت بك كرهاً وضعتك وفرشت لك حضني صار سرير ورضعتك حولين من مهجتي وحفظتك عن سكة ودوس حمير أبغيك عن ضيم الليالي تضنيني ما بيك تشفع لي بيوم أخير وعزيت بنت الناس وأنا نسيتني وحطيت فوق ما بالولاة امير واعلم لو حجيت بي فوق رأسك ثمانين حجة ما بلغت عشير |
لا خير في كثير من نجواهم
قال الله تعالى: {لا خير في كثير من نجواهم إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس} يجتمع القوم في المجالس والأندية ويتناجون فيما هب ودرج، وكلامهم هذا، منه ما فيه الإثم ومنه الأجر والثواب، وهو المراد بالآية الشريفة، حيث يقول: إلا من أمر بصدقة أو معروف أو إصلاح بين الناس، فالصدقة، الظاهر منها أنها صدقة التطوع لا صدقة الزكاة، لأن الزكاة فرض واجب أداؤه، وأما المعروف فهو لفظ عام يجمع أنواع الخير كلها كما قال الحطيئة: من يفعل الخير لا يعدم جوازيه لا يذهب العرف بين الله والناس |
من الحديث
[البركة مع أكابركم] قال الحاكم: صحيح. [بيت المقدس طست من ذهب مملوء عقارب] ليس بحديث ولكن الواقع يثبته بسبب ما يجري فيه من القتال والفتن. [التأني من الله والعجلة من الشيطان] حسن غريب. [التاجر الجبان محروم والتاجر الجسور مرزوق] يروى عن أنس مرفوعاً. [التائب من الذنب كمن لا ذنب له] حسنه ابن حجر [تبصر القذاة في عين أخيك ولا تبصر الجذع في عينك] رواه البيهقي مرفوعاً. [تجدون من شر الناس ذا الوجهين] متفق عليه. [تختموا بالعقيق] طرقه كلها واهبة. [ما أنزل الله داء إلا أنزل له شفاء] في البخاري. [تسحروا إن في السحور بركة] متفق عليه. [تسليم الغزالة على النبي] قال ابن كثير ليس له أصل ومن نسبه إلى النبي فقد كذب. [تصافحوا يذهب الغل من قلوبكم] مروي عن ابن عمر. [حديث تلقين الميت بعد الدفن] ضعفه النووي وابن الصلاح. [تنكح المرأة لأربع: لمالها، وجمالها، وحسبها، ودينها، فاظفر بذات الدين تربت يداك] متفق عليه. [تصافحوا يذهب الغل، وتهادوا تحابوا تذهب السخينة] حديث جيد. التهنئة بالشهور والأعياد، ولم يرد منها شيء إلا أن خالد بن معدان لقي وائل بن الأسقع في يوم عيد فقال له: يقبل الله منا ومنك، فأجابه، تقبل الله منا ومنك. |
حكم من الشعر
للمعري : ضحكنا وكان الضحك منا سفاهة وحق لسكان البسيطة أن يبكوا تحطمنا الأيام حتى كأننا زجاج ولكن لا يعاد له سبك فإذا رزقت خليقة محمودة فقد اصطفاك مقسم الأرزاق فالناس، هذا حظه مال وذا علم وذاك مكارم الأخلاق والمال إن لم تدخره محصناً بالعلم كان نهاية الإملاق لا تحسبن العلم ينفع وحده ما لم يتوج ربه بخلاق ربوا البنات على الفضيلة إنها في الموقفين لهن خير وثاق وعليكم أن تستبين بناتكم نور الهدى ، وعلى الحياء الباقي على قدر أهل العزم تأتي العزائم وتأتي على قدر الكرام المكارم وتعظم في عين الصغير صغارها وتصغر في عين العظيم العظائم من قصيدة لابن سناء الملك: سواي يهاب الموت أو يرهب الردى وغيري يهوى أن يعيش مخلدا ولكني لا أرهب الدهر إن سطا ولا أحذر الموت الزوءام إذا عدا توقد عزمي يترك الماء جمرة وحيلة حلمي تترك السيف مبردا وفرط احتقاري للأنام لأنني أرى كل عار من حلي سؤددي سدي ولو كان إدراك الهدى بتذلل رأيت الهدى أن لا أميل إلى الهدى ولو علمت زهر النجوم مكانتي لخرت جميعاً نحو وجهي سجدا أرى الخلق دوني أو أراني فوقهم ذكاء وعلماً واعتلاء وسؤددا |
من التاريخ
في سنة 1321هجرية سافرت إلى الإحساء لطلب العلم ومعي المرحوم أحمد ابن الشيخ خالد العدساني وداود بن صالح المطوع، وبصحبنا كتاب من الشيخ عبد الله العدساني إلى شيخنا المرحوم عبد الله بن علي آل عبد القادر، مضمونه التوجيه لنا، ولما وصلنا المبرز أنزلنا الشيخ في المدرسة، ومنعنا من تكاليف المعيشة، وصرنا في ضيافته مدة إقامتنا وكان من مكارم أخلاقه أن يرى لنا الفضل عليه في الممالحة بسبب أنسه بنا وانشراح صدره واستمررنا بالدرس، ولم يجب الشيخ عبدالله على كتابه، حتى مضى شهران، وأجاب بعد ذلك عن كتابه وأدرج فيه هذين البيتين قالهما ارتجالاً أثناء الكتابة، وهما: وإن سألت عن الإخوان ما فعلوا ** فهم على حالة بالجد منصفه لهم قلوب على التحصيل عاكفة ** كمثل أسمائهم ليست بمنصرفه ناجاني المحبوب عند اللقا ** فقلت لا أرضى سوى سيبويه فقال . دع عنك سمات الورى ** وقولهم، لا تجر يوما عليه فإنهم قد جوزوا فاصلا ** بين مضاف ومضاف إليه!.. |
تفسير
قال تعالى: {ولن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً}. من أهل العلم من قال: هذا في يوم القيامة إذا كان المراد بالسبيل النصر والغلبة، أو في الدنيا إن كان المراد بالسبيل الحجة، وكلا القولين ليس مقنعاً. وقيل: المعنى أن الله لا يجعل للكافرين سبيلاً على المؤمنين بمحو دولتهم. وأقول: فما الفائدة من دولة اسمية والأمر أمر المستعمر، كما قال الرصافي: ألا مبلغ عني الوزير رسالة له بينها لو كان يفقه توبيخ أراك بحمام الوزارة نورة وأما جناب المستشار فزرنيخ! فما حل بالمسلمين من الوهن والضعف وتسلط الأجنبي عليهم هو نتيجة أعمالهم السيئة. نسأل الله أن يرشدهم ويهديهم للحق. |
من الشعر العربي
وإن سألوا عن مذهبي لم أبح به وأكتمه .. كتمانه لم أسلم فإن حنفياً قلت ، قالوا بأنني أبيح الطلا وهو الشراب المحرم وإن مالكيا قلت، قالوا بأنني أبيح لهم أكل الكلاب وهم هم وإن شافعياً قلت، قالوا أنني أبيح نكاح البنت، وهو محرم وإن حنبلياً قلت، قالوا بأنني بغيض حلو لي ثقيل مجسم وإن قلت من أهل الحديث وحزبه يقولون تيس ليس يدري ويفهم تعجبت من هذا الزمان وأهله فما أحد من ألسن الناس يسلم وأخرني دهري وقدم معشراً علي ، وهم لا يعلمون وأعلم ومذ قدم الجهال أيقنت أنني أنا الميم والأيام أفلج أعلم نسب الشاعر جواز شرب الطلا للإمام أبي حنيفة، والطلا بعض العرب يسميه الخمر، والحقيقة هو الزبيب إن طبخ أدنى طبخ، شرب منه قدر لا يسكر، فهذا جائز عند أبي حنيفة، أما أكل الكلاب عند المالكية فهم يتمسكون بقوله تعالى: {قل لا أجد فيما أوحي إلي محرماً على طاعم يطعمه إلا أن يكون ميتة أو دماً مسفوحاً أو لحم خنزير} إلى آخر الآية. وأما ما نسب للشافعي من جواز نكاح البنت، فالمراد بها بنت الشخص من الزنا فعند الشافعي ليس لماء الزنا حرمة، وليته استغنى عن ذكرها، لأن النفس لا ترضى نكاح البنت وإن كانت من ماء الزنا. وأما نسبة التجسيم للحنابلة فهم أبرياء من ذلك، ولكن حيث أنهم يثبتون لله وجهاً ويداً وعيناً حقيقة مع مراعاة قوله تعالى: {ليس كمثله شيء} أي أن الله له وجه لا كالأوجه وعين لا كالأعين فخصومهم لاموهم بالتجسيم. بحجة أنك إذا أثبت لله وجهاً وعيناً بالحقيقة، فلا بد أنك تقع في التجسيم ، والله أعلم. |
لجرير يمدح عمر بن عبد العزيز :
كم في اليمامة من شعثاء أرملة ومن يتيم ضعيف الصوت والنظر ممن يعدك تكفي فقد والده كالفرخ بالعش لم ينهض ولم يطر يدعوك دعوة ملهوف كأن به خبلا من الجن أو مساً من النشر إنا لنرجو إذا ما الغيث أخلفنا من الخليفة ما نرجو من المطر أتى الخلافة أو كانت له قدراً كما أتى ربه موسى على قدر هذي الأرامل قد قضيت حاجتها فمن لحاجة هذا الأرمل الذكر؟ أراك عصي الدمع شيمتك الصبر أما للهوى نهي عليك ولا؟ وما حاجتي للمال أبغي وفوره إذا لم يفر عرضي فلا وفر الوفر سيذكرني قومي إذا جد جدهم وفي الليلة الظلماء يفتقد البدر ولو سد غيري ما سددت اكتفوا به وما كان يغني التبر لو نفق الصفر ونحن أناس لا توسط بيننا لنا الصدر دون العالمين أو القبر لابن لعبون : ألا يا بارق يوضي جناحه شمالا وأبعد الخلان عني على دار بشرقي البراحة تمخلت ما بها كود الهبني كان بها عقب ذيك الشراحة الى مريت باسم الله جني يفز القلب منها للنياحة اللي قامت حمامتها تغني وأنا ماني بمثلك بالوكاحة على ذا الطرق طرب وامتحني ولا ثوبي غدى يطرخ شلاحه يدن القاع ردنه وامتثني إذا قلت هاتي ناوليني ودنفت تناثر لها خليل ساف على ساف المستريح اللي من العقل مجذوب وإن شفت لك عاقل ترى الهم دابه اللي تصبوب وعيلته منه في صوب لا تسأل المفجوع يكفيك ما به |
الوفاء بالعهد
قال تعالى: {وأوفوا بالعهد، إن العهد كان مسئولا} وقال: {وأوفوا بعهد الله إذا عاهدتم} وقال تعالى: {يا أيها الذين آمنوا لم تقولون ما لا تفعلون كبر مقتاً عند الله أن تقولوا ما لا تفعلون}. العهد في اللغة يشتمل على معان كثيرة، والمراد هنا بالآية الكريمة هو كل ما عاهد الله عليه. وكل ما بين العباد من المواثيق فهو عهد، والعهد أيضا الوفاء لقوله تعالى: {فما وجدنا لأكثرهم من عهد} أي من وفاء، والعهد بعهده وبيمينه إذا حلف، وأن يفي بقوله إذا قال، فهذا الوفي هو المؤمن الحقيقي، أما المتقلب الذي يعاهد أو يعقد عقداً تجارياً، أو عملاً صناعياً، ثم ينكث، فهو داخل في الحديث الشريف: [إن آية المنافق ثلاث، إذا حدث كذب وإذا وعد أخلف وإذا أؤتمن خان] وفي حديث آخر: [إذا عاهد غدر] والعذر يصلح في كثير من المواطن، ولا عذر لغادر، ولا خائن. والوفاء أفضل شمائل الإنسان الكريمة، حيث أن الإنسان بوفائه يملك القلوب ويكون محل الثقة والاعتبار عند الناس، ولله در القائل: أولئك قوم إن بنوا أحسنوا البنا وإن عهدوا أوفوا وإن خاصموا اشدوا وإن كانت النعما عليهم جزوا بها وإن أنعموا لا كدروها ولا كدوا |
من الحديث
[مثل الجليس الصالح، وجليس السوء، كمثل صاحب المسك كير الحداد] متفق عليه. [المرء بسعده، لا بأبيه وجده] ليس بحديث ولكنه معنى حديث. [من أبطأ به عمله لم يسرع به نسبه] . [المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل] حسنه أبو داود وجعله ابن الجوزي في الموضوعات. [المرء مع من أحب] متفق عليه. [المرأة لآخر أزواجها يوم القيامة] رواه الطبراني. [مروا أولادكم بالصلاة وهم أبناء سبع واضربوهم عليها وهم أبناء عشر وفرقوا بينهم في المضاجع] حديث ضعيف. [المستشار مؤتمن وهو في الخيار إن شاء تكلم وإن شاء سكت، وإن تكلم فليجتهد رأيه] حديث حسن غريب. [مسح العينين بباطن أنملتي السبابة بعد تقبيلها عند سماع المؤذن، أشهد أن محمداً رسول الله] لم يصح إسناده وفيه مجاهيل. [المسلم من سلم المسلمون من لسانه ويده، والمهاجر من هجر ما نهى الله عنه] متفق عليه. [مطل الغني ظلم] متفق عليه. ومعناه أنه إذا كنت غنياً فتمنعك من دفع ما عليك من الدين بالمماطلة ظلم، وإن كان في نيتك الدفع بعد حين. [المعدة بيت الداء والحمية رأس الدواء] ليس بحديث بل هو من كلام الحارث بن كلدة طبيب العرب. [ملعون من أتى امرأة في دبرها] رجاله ثقات رواه أبو داود، والمراد بالمرأة الزوجة. [من ابتلي بهذه البنات بشيء فأحسن إليهن كن له ستراً من النار] متفق عليه. |
مضار الخمرة
قال الله تعالى: {يا أيها الذين آمنوا إنما الخمر والميسر والأنصاب والأزلام رجس من عمل الشيطان فاجتنبوه لعلكم تفلحون}، الخمرة معروفة وسميت بذلك لأنها تركت فاختمرت، وقيل سميت بذلك لمخامرتها العقل. والميسر هو القمار، والأزلام هي السهام التي كان عرب الجاهلية يستقسمون بها، مكتوب على واحد منها افعل، والثاني لا تفعل، والثالث مهمل ليست عليه كتابة. فإذا عزم أحدهم على أمر جعلها في خريطة وحركها ثم يمد يده إلى واحد منها، فإن خرج الأول عزم على الأمر، وإن خرج الثاني ترك ما عزم عليه، وإن خرج الثالث وهو المهمل أعاد العمل. وأما الأنصاب فهي كل ما عبد من دون الله، والرجس لغة القذر والعذرة، أي النجاسة. ولنرجع إلى مضار الخمرة. يقول الأستاذ فريد وجدي: "لم يصب الإنسان بضربة أشد من ضربة الخمر، ولو عمل إحصاء عام عمن في مستشفيات العالم من المصابين بالجنون والأمراض المعضلة بسبب الخمر، وعن من انتحر أو قتل غيره بسبب الخمر، وعن من يشكو في العالم من آلام عصبية ومعدية ومعوية بسبب الخمر، وعن من أورد نفسه موارد الهلاك والإفلاس بسبب الخمر،وعن من تجرد من أملاكه بسبب الخمر، لبلغت هذه الإحصاءات حداً مريعاً. وهذه مصيبة تقع على رأس من قضى الله عليه من عباده". وإليك هذه النادرة عن شرب الخمر: اجتمع قوم في بيت يسكرون فلما تمكنت من رؤوسهم الخمرة وصاروا لا يشعرون، ركب أحدهم سطح البيت فبال عليهم فأخذوا يتلقفون البول فرحين بنزوله عليهم، وهم يقولون "يا مطر يا بو شعاعة يا مطر سو القناعة!.." وهذه المقالة يقولها الأولاد الصغار عند نزول المطر الموسمي ويكشفون رءوسهم للمطر يتبركون به!… |
العبادات
تشمل العبادات على امتثال أوامر الله واجتناب نواهيه، وعلى التفكير في عظمة الله وفي حكمته الباهرة، وعلى الصلاة والصوم والزكاة والحج وتزكية النفس وحسن الخلق، وعلى التفكير في إبداع هذه الموجودات، فقد قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: [تفكير ساعة خير من عبادة ستين سنة]، ومنها العدل بين الناس وإصلاح ذات البين، ونظر الرجل إلى والديه حباً لهما، وطلب العلم، وطلب الحلال. فمما ذكرنا تعلم أن العبادة ليست مختصة بالصلاة والصوم كما يتصوره جهال المسلمين، حيث تراهم يحافظون على الصلاة والصيام ويتركون بقية ما أمر الله به، ولا يجتنبون ما نهى الله عنه، فكأن الدين مركب على الصلاة والصوم فقط، ويقولون: "إذا أدى الرجل صلاته فما عليه من خلاف" وكأنهم لم يسمعوا قول النبي صلى الله عليه وسلم: [من لم تنهه صلاته عن الفحشاء والمنكر لم يزدد من الله إلا بعداً]. |
المراد من اتخاذ الكافرين دون المؤمنين
قال الله تعالى: {لا يتخذ المؤمنون الكافرين أولياء من دون المؤمنين ومن يفعل ذلك فليبس من الله في شيء إلا أن تتقوا منهم تقاة، ويحذركم الله نفسه، وإلى الله المصير}. فالمراد من الأولياء الأنصار، أي لا يتخذ المؤمنون الكافرين أنصاراً في شيء تقدم فيه مصلحتهم على مصلحة المسلمين، فلا يجوز اتخاذهم لكل ما فيه خذلان للدين وإيذاء للمسلمين. أو تتخذهم لإضاعة مصالح المسلمين. أما ما عدا ذلك من ضروب المعاملات الدنيوية، فلا تدخل في النهي، وقوله تعالى: {إلا أن تتقوا منهم تقاة} معناه أن ترك موالاة الكافرين فرض واجب إلا في حالة الخوف منهم، فلكم حينئذ أن توالوهم بقدر، ما يتقي به ذلك الشيء المضر، لأن درء المفاسد مقدم على جلب المصالح، وعلى هذا يجوز لحكام المسلمين أن يحالفوا الدول غير المسلمة لأجل مصلحة المسلمين، ودفع الضرر عنهم، أو جلب المنفعة لهم، وليس لهم أن يوالوهم بشيء يضر المسلمين، وقد استدل بعض أهل العلم بهذه الآية على جواز التقية، وهي بما يفعل أو يقال مخالفاً للحق لأجل توقي الضرر، للمحافظة على النفس والمال والعرض. (انتهى بتصرف عن تفسير المنار). |
تاريخ الطيران
بدأ به عباس بن فرناس بالأندلس ولم يتم وجرت التجربة في مصر وتهشم صاحبها، والثاني (مورياد) ثم سادت هذه الفكرة وتلقتها الأيدي بالتحسين حتى كانت سنة 1903م فظهرت طيارات الأمريكي (ولبر رايت) ثم في سنة 1908م أتقن الطيار المذكور هذه الصنعة. وإلى الآن وهي سائرة في الإتقان والتحسين. |
من الشعر العربي
لأبي العيناء: من كان يملك درهمين تعلمت شفتاه أنواع الكلام فقالا وتقدم الفصحاء واستمعوا له ورأيته بين الورى مختالا لولا دراهمه التي في كيسه لرأيته شر البرية حالا إن الغني إذا تكلم كاذبا قالوا صدقت وما نطقت محالا وإذا الفقير أصاب قالوا لم تصب وكذبت يا هذا وقلت ضلالا إن الدراهم في المواطن كلها تكسو الرجال مهابة وجلالا فهي اللسان لمن أراد فصاحة وهي السلاح لمن أراد قتالا ما كنت أول سار غره قمر ورائد أعجبته خضرة الدمن فاختر لنفسك غيري إنني رجل مثل المعيدي أسمع بي ولا ترني والعيش لا عيش إلا ما تقر به عين ولا حال إلا سوف تنتقل والناس من يلحق خيراً قائلون له ما يشتهي، ولأم المخطىء الهبل قد يدرك المتأني بعض حاجته وقد يكون مع المستعجل الزلل درسوا العلوم ليملكوا بجدالهم منها صدور مراتب ومجالس وتزهدوا حتى أصابوا فرصة في أخذ مال مساجد وكنائس في الذاهبين الأولين من القرون لنا بصائر لما رأيت موارداً للموت ليس لها مصادر لا يرجع الماضي ولا يبقى من الباقين غابر أيقنت أني لا محا لة حيث صار القوم صائر لحميدان: يقول حميدان الشاعر أيضا وبجور تجويره يلي تنشدني عن تمرة مالك عقل با الله الخيره جماعتنا تجارتهم أرطا الضاحي واد الغيره وإلا فالتمر محاربهم حرب دلالهم به خيره يموت الميت ما ذاقه إلا العتوي رجل الضيره شطر بذراعه واكراعه عند اللقمه وعند الغيره واسلاح الليل إلى سلسله دلت تصفر مصافيره فهو يشخر وهي تنخر له يسمعه النايم بعشيره وهو يهمهم وهي ترهم ما يستر هذا من غيره ويسمع من شدة ما فيهم كل يثور تثويره!.. |
من الحديث
[كذب النسابون] قال الله تعالى: {وقروناً بين ذلك كثيراً} وقال: {وآخرين من دونهم لا تعلمونهم}. في الآيتين يظهر كذب ما كتب في كتب الأنساب حتى سلسلوها إلى آدم. [كلكم راع وكل راع مسئول عن رعيته] متفق عليه. [كل قرض جر نفعاً فهو رباً] رواه الحارث بإسناد ساقط. [كل معروف صدقة] متفق عليه. [لعن الله الراشي والمرتشي والرائش] رواه الحاكم وسنده صحيح. [لكل غادر لواء يوم القيامة يعرف به] متفق عليه. [لو أحسن أحدكم ظنه بحجر لنفعه] ليس بصحيح. [لو صدق السائل لهلك المسئول] لا أصل له. [من أقال مسلماً بيعته أقال الله عثرته] قال الحاكم صحيح على شرط مسلم. [من سبق العاطس بالحمد أمن من الشوص واللوص] حديث ضعيف، والشوص وجع الرأس واللوص داء البطن. [من سكن البادية جفا ومن أتى السلطان افتتن ومن تبع الصيد غفل] رواه العسكري مرفوعاً. [من سئل عن علم فكتمه ألجمه الله بلجام من نار يوم القيامة] حسنه الترمذي. [الله ليؤيد هذا الدين بالرجل الفاجر] في صحيح البخاري. [إن الله لا ينظر إلى صوركم ولا إلى أجسامكم ولكن ينظر إلى قلوبكم وأعمالكم] في صحيح مسلم. [إن الله يبغض الفاحش البذيء] أخرجه الترمذي. [إن الله يحب أن تؤتى رخصه كما يحب أن تؤتى عزائمه] رواه أحمد. [إن الله يدعو الناس يوم القيامة بأمهاتهم ستراً منه عليهم] ليس بصحيح. [أيما امرأة أدخلت على قوم ما ليس منهم فليست من الله في شيء ولن يدخلها الله جنته، وأيما رجل جحد ولده وهو ينظر إليه احتجب الله عنه وفضحه على رؤوس الأولين والآخرين] صححه ابن حبان. وهذا الوعيد للمرأة التي تحمل بالزنا سراً وتنسب الولد إلى زوجها. والرجل الذي يطأ زوجته وتحمل منه ويتبرأ من الولد أو يطأ العبدة المملوكة وإذا خشي من الحمل باعها كما يفعل الناس فهذا داخل في هذا الوعيد الشديد. |
القصّاص
هو الواعظ، وأول من قص في مسجد النبي صلى الله عليه وسلم، تميم الداري في زمن عمر رضي الله عنهما، بعد الإذن من عمر، وتميم هذا كان من نصارى اليمن وأسلم وقد اتسع بعده الناس بالقصص، فأخذوا يذكرون حكايات الأمم الماضية، وغرائب الحوادث، ترغيباً للمستمعين، والله أعلم بصحة ما يقولون من هذه الحكايات، والناس مولعون بغرائب الأخبار. وترى الواعظ الذي يذكر في وعظه ما هب ودب بلا تمحيص يكثر إليه المستمعون والذي يعتمد على الصحيح ينفرون عنه. |
آفة الرواة
من مقال للدكتور جواد علي: "الحمادون ثلاثة حماد الرواية، وحماد عجرد وحماد الزبرقان، هم ثلاثة كانت أسماؤهم واحدة، وعاشوا في عصر واحد، وكانوا من أصل واحد، وعلى رأي واحد، وكانوا من الموالي متهمين في دينهم، وفي أخلاقهم، وكانوا يروون الشعر ويتعاطونه وكانوا جميعاً أصحاب عبث ودعابة ومجانة، وكانوا على رأس طبقة الزنادقة". ثم قال: "وكانوا أصحاب علم بلغة العرب، واطلاع على مذهب الشعر في الجاهلية والإسلام، ووقوف على أسرار اللسان وحماد الرواية كان من أعلم الناس بأيام العرب وأشعارها وأخبارها وأنسابها ولغاتها، وهو الذي قال عنه بعض الرواة أنه قد أفسد الشعر، لأنه كان يقتدر على صنعته فيدس في شعر رجل ما يشاكل طريقته، ولذلك اختلط الصحيح بالسقيم". ثم قال الدكتور: "والكذب ثابت على حماد، والاعتقاد أن حماداً نفسه كان لا ينكر ذلك ولو كان حياً ولا هو من أشخاص الذين يرون في الكذب حرجاً" في موضع آخر: "وقد اضطرته المواقف على الانتحال والوضع، لكي يتفوق على خصومه فافتضح أمره وانكشف، كما انكشف أمر رواة آخرين، وقد ذكر الدكتور المصادر التي أخذ منها مقاله مثل تاريخ ابن خلكان وأمالي المرتضى والخصائص لابن جني والمسعودي وغيرهما. وأقول كيف السبيل للطمأنينة والتصديق لما كتب الأقدمون إذا رأيت أساطين الأدب كذبة دساسين، والشعراء يقولون ما لا يفعلون ونراهم يكيلون المدح لمن لا يستحقه ولسان حالهم يقول: أجزل العطية أزيدك من الثناء الكاذب، فهذا المتنبي أكبر شاعر يقول في كافور: قواصد كافور توارك غيره ومن قصد البحر استقل السواقيا من علم الأسود المخصي مكرمة أقومه البيض أم آباؤه الصيد؟ ونصيحتي لك أيها القارىء الكريم أن لا تثق بكل ما سطر بالكتب إلا بعد التمحيص والتدقيق، واجعل رائدك طلب الحقيقة لا التحامل على المتقدمين فالإنسان محل الزلل، وكل يؤخذ من كلامه ويرد، والله الهادي إلى الصراط المستقيم. |
انقطاع الصلة بيننا وبين كتب الأئمة
يقول المرحوم محمد الخضري التونسي في كتاب التشريع الإسلامي ما خلاصته أن كتب الأئمة المتقدمين تغذي الروح وتبعث الهمة والنشاط وتخرج الفقيه الكامل، ولكن مع الأسف أن هذه الكتب الثمينة قلما تجد عالماً يدرسها أو يطلع عليها بل قصر العلماء أنفسهم على الكتب التي كتبت في عصر التقهقر وتركوا كتب الأسلاف المنورة، وإنك إذا قارنت بينها وبين الكتب المتداولة رأيت بوناً بعيداً في حسن الكتابة، وسلامة الأسلوب، وسهولة المأخذ، ولنا الأمل بالله أن ترجع الأمة المحمدية إلى ما كانت عليه في زمن السلف الصالح. ثم ذكر ثلاثة كتب من كتب الفقه المتداولة في هذا العصر وهي: مختصر خليل، والمنهج لزكريا الأنصاري، وكنز النسفي. وذكر من كل كتاب فصلاً في موضوع واحد، وهأنا ذا أذكر بعضاً من كل باب. قال خليل في مختصره: يرفع الحدث وحكم الخبث بالماء المطلق وهو ما صدق عليه اسم ماء بلا قيد وإن جمع من ندى أو ذاب بعد جموده إذا كان سؤر بهيمة أو حائض وجنب أو فضلة طهارة أو كثير خلط ينجس لم يغيره أو شك في مغيره هل يضر أو تغير بمجاور، بدهن لاصق أو برائحة قطران إلى آخر الباب) ثم قال زكريا الأنصاري: "إنما يطهر من ماء مائع مطلق وهو ما يسمى ماء بلا قيد، فمتغير بمخالطة طاهر مستغنى عنه تغيراً يمنع الإسم غير مطهر لا تراب وملح ماء وإن طرحا فيه. إلى آخر الباب" ثم قال: وقال النسفي: "يتوضأ بماء السماء والعين والبحر وإن كان غير ظاهر أحد أوصافه وأنتن بالمكث لا بماء تغير بكثرة الأوراق أو بالطبخ أو اعتصر من شجر أو ثمر أو غلب عليه إلى آخر الباب". ثم قال: إن هذه الكتب الثلاثة لا تكاد تفهم ولهذا احتاجت إلى شرح، والشرح احتاج إلى حاشية، وإن هذه الكتب خالية من الاستدلال ولا ترشد إلى أثر الخلاف بين الأئمة ولهذا صار المتفقهون بيننا نازلي الدرجة، وهم إلى العامة أقرب، لأن معارفهم ضيقة. انتهى كلامه بتصرف. وأقول إن المرحوم الخضري انتقد كتب الفقه لخلوها من الدليل، وعدم فهمها لصعوبة العبارة وغفل عن انتقادها بالحيل وفروض المسائل التي لم تقع، وسوء التعبير في المسائل الجنسية، فاقرأ باب الخنثى المشكل وحكمه إذا أولج أو أولج فيه، ترى ما يخجلك أن تقرأه في حلقة التدريس ولك الويل إن أبديت شيئاً من الانتقاد، فإنهم يرمونك بالزندقة والابتداع، ولا يدفعون الحجة بالحجة التي هي أحسن، وكأنهم لا يعلمون أن بيان الحق أكبر من هؤلاء الفقهاء الذين يقدسون أقوالهم كأنها من كتاب الله الذي لا يأتيه الباطل من بين يديه ولا من خلفه. والله أسأل أن يذهب الغشاوة عن قلوب هؤلاء الجامدين ويهديهم إلى الصراط المستقيم. |
المناظرة في العلوم
ألفت الكتب في قواعد المناظرة، وأطلق عليها اسم أدب البحث والمناظرة، وقد كانت المناظرة في علم الكلام ثم توسعت في الفقه، وبيان الأولى من المذاهب ثم انحرفت إلى الخصومات التي أدت إلى التقاتل والغضب للمذاهب، ومالت نفوس الأمراء إلى ذلك، وهذا الفرع في المناظرة بعيد عن روح الدين الذي يريد التآلف والتوادد والإيثار، بل هي كما قال الإمام الغزالي تورث الحسد والترفع على الناس والحقد، وانتقام الخصم ومذمته، وتتبع عوراته، والفرح لمساءة الناس، والمناظر يريد السوء بأقرانه ويحدث من ذلك التباغض. وفي المناظرة الإستكبار عن الحق والمخادعة والمكر والرياء، حتى أن الغزالي نفسه قال لطاهر العباداني: "لا تعلق كثيراً لما تسمع مني في مجلس الجدل فإن الكلام يجري فيه على ختل الخصم، ومغالطته، ودفعه ومغالبته، فلسنا نتكلم لوجه الله خالصاً، ولو أردنا ذلك لكان خطونا إلى الصمت أسرع من تطاولنا في الكلام، وإن كنا في كثير من هذا نبوء بغضب الله فإنا مع ذلك نطمع في سعة رحمته". انتهى كلام الغزالي فراجع طبقات ابن السبكي. أقول: إن المناظرة ما هي إلا كمناطحة الثيران ومهارشة الديكة، وهي بدعة ما أنزل الله بها من سلطان، فالله أمر نبيه صلى الله عليه وسلم بقوله : {ادع إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة، وجادلهم بالتي هي أحسن}، والمسألة التي تريد أن تناظر أخاك بها إن كنت تعرف أن الصواب معك فعليك أن ترشده إليه سراً، وإن كان غائباً فاكتب إليه، فإن رجع للحق فذاك المراد، وإن لم يرجع فعليك أن تدعوا له بالهداية. هذا هو الدين الحقيقي. أما أنك تطلب من أخيك المناظرة بأمر ما ويحضر الجم الغفير المتفرج ليروا من المغلوب وينفض المجلس بترفع الغالب وانكسار المغلوب فهذا أمر بعيد مما يدعو إليه الدين من المودة والألفة. |
الساعة الآن 11:13 AM. |
Powered by vBulletin® Version 3.8.9 Beta 3, Copyright ©2000 - 2025
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت