تاريخ الكويت

تاريخ الكويت (http://www.kuwait-history.net/vb/index.php)
-   القسم العام (http://www.kuwait-history.net/vb/forumdisplay.php?f=89)
-   -   مقابلة ذكرى الرشيدي (http://www.kuwait-history.net/vb/showthread.php?t=3703)

الأديب 26-06-2009 12:01 AM

مقابلة ذكرى الرشيدي
 
القبس 17/11/2008م
(تطمح الى كتابة رواية على الصعيد الشخصي)

ذكرى الرشيدي: طبيعتي هادئة وناعمة..
لا أحب الصوت العالي ولا أستخدمه في المحكمة

ولدت عام 1970 في منطقة الرابية في ظل عائلة متبحرة في علوم الدين وشغف القراءة، وفي بيت تطبق فيه مبادئ العدل والمساواة والديموقراطية، مما دفعها لتحلم منذ نعومة اظافرها بالمحاماة لتنصر الحق على الباطل.

بنت تنتمي إلى قبيلة الرشايدة، ورغم ذلك فان انفتاح عقلية والدها شجعها على دخول اصعب ميادين الحياة، وهو ميدان المحاماة والعمل في القضايا ذات العيار الثقيل كالقتل والمخدرات والنصب والاحتيال، وكانت اصغر محامية بين المحامين الكويتيين عام 1993.

تدرجت دراسيا في مدارس الكويت الحكومية، ثم دخلت جامعة الكويت وتخرجت قبل انتهاء دفعتها بكورس، فحملت الليسانس في الحقوق من جامعة الكويت، ومن ثم دبلوم الدراسات العليا في القانون العام والماجستير في القانون الاداري من مصر، حصلت على شهادة من وزارة الخارجية الاميركية عن برنامج قانوني وعلى العديد من الشهادات في التحكيم والملكية الفكرية من كلية الحقوق في جامعة عين شمس،
هي مرشحة سابقة في الانتخابات البرلمانية في الدائرة الرابعة، وموت والدها منعها من الاستمرار في المعركة الانتخابية، لكنها عازمة كل العزم على خوض المعارك القادمة الى ان تصل إلى كرسي نيابي او وزاري.

التقيناها في مكتبها وبهدوئها وحديثها عبّرت عن آمالها وطموحاتها الكثيرة وعن بداية طريقها في السلك السياسي الذي ستستمر به الى النهاية.
انها المحامية ذكرى الرشيدي حيث كانت لنا معها هذه الاستراحة

> ذكرى الرشيدي إلى أي مدى مهنة المحاماة تشغل وقتك كله؟
ــ كل يوم أمضي وقتي منشغلة بالقضايا التي بين يدي، فأخرج من مكتبي يومياً الساعة الثانية عشرة ليلاً حتى في رمضان كنت أبقى للساعة الثانية فجراً، أتابع القضايا والأمور العالقة.

> هل أنت متزوجة؟
ــ لا.

طريق يمتعني
> أكانت هذه المهنة عائقاً منعك من الزواج؟
ــ لا، أبداً لا دخل لمهنتي بعدم زواجي، صحيح أن المهنة متعبة جداً وكل من يريد أن يعمل بأمانة، سيعطي كل وقته وجهده للعمل لقد دخلت المهنة لأنني أحبها وأرغب بها كثيراً، وحتى عندما كنت طفلة صغيرة كنت ألبس روب المحاماة وأمثل دور المرافعة، خصوصاً لتأثرنا بالأفلام المصرية وطريقة المحامي في الدفاع عن المظلوم،

فأما أؤمن بالعدل والمساواة وبالديموقراطية التي ربانا والدي – رحمه الله - عليها، لذلك كل هدفي هو نصرة الحق من خلال مهنتي، ومنذ أول أسبوع دخلت فيه ميدان المحاماة عملت في الجنائي رغم أن الكثير من المحاميات والمحامين لا يحبذون الجنائي، بل القضايا المدنية أو التجارية أكثر، وبالنسبة إليّ القضايا الجنائية ممتعة بالأخص عندما تظهر براءة انسان حُبس وهو مظلوم، وهذه قمة الاحساس في عملي، رغم أني أعمل في جميع أنواع القضايا.

> ماذا عن محاميات اليوم كونك في هذا الميدان منذ خمس عشرة سنة؟
ــ دخلت المهنة من باب المهنة الحرة، لا من باب العمل في الأماكن الحكومية، وهناك محاميات يستمر عملهن لفترة ويتوقفن عن العمل لأسباب اجتماعية أو يجدن العمل صعبا ومتعبا فيخرجن من المهنة وينتقلن إلى سلك حكومي، وهناك محاميات مستمرات في هذا العمل اثبتن وجودهن.

> تطالبن اليوم بتحويل الجمعية إلى نقابة.. فما الذي يعيق ذلك؟
ــ يفترض حصول هذا الأمر منذ زمن، ولا بد من وجود نقابة للمحامين وأستغرب لماذا لم يحصل ذلك علي الرغم من أن جمعيتنا تابعة لوزارة الشؤون الاجتماعية.. لابد أن هناك أمورا كثيرة تعرقل وجود نقابة للمحامين في البلد.

> إلى أي مدى حبال المحاكم طويلة في الكويت؟
ــ هناك قضايا يطول الوقت لتنفيذها، لذلك نجد بعض الناس يتنازلون عن حقهم فيها لإحباطهم من العراقيل الموجودة والاجراءات الطويلة، والبيروقراطية الدائمة، لكن بإمكاننا في الكويت لوجود الوفرة المالية عدم إطالة أمد التقاضي، فبامكانهم قبول عدد أكبر من وكلاء النيابة للقضاء، وفتح دوائر أكثر من الدوائر الموجودة حالياً.

> اليوم تطالبن كمحاميات كويتيات بالحصول على منصب القضاة.. ألست صغيرة في السن لتكوني قاضية؟
ــ أنا لا أريد أن أكون قاضية، لكني أطالب بالحصول على هذا المنصب، العمل القضائي يختلف كلياً عن عملي الذي فيه الكثير من الحرية، ففيه أقبل أو لا أقبل القضايا، وحتى تحركي سيحد إذا كنت قاضية، فلا بد أن يكون القاضي في مكان محدد ولديه علاقات محددة، نطالب بالقضاء لأننا متأخرون عن الباقين!

> تطالبن بعد أن عيّنت قاضية في مصر؟
ــ مصر سبقتنا منذ فترة طويلة في هذا، وبسبب أمور معينة توقف هذا الأمر لفترة والآن لديها قاضيات، ومعظم الدول العربية والدول الإسلامية لديها قاضيات، ولقد كانت في البصرة قاضية تقضي في الأحكام، وهذا دليل في تاريخنا الإسلامي، فلماذا نحن في الكويت نتعطل من هذا الأمر، ويكون كقانون الانتخاب الذي أخذ سنوات كثيرة رغم أن الدستور نص على المساواة بين الرجل والمرأة في هذا الحق الانتخابي،
ويأتينا قانون أبسط من هذا القانون، وهو غير دستوري، فيه عراقيل ليست من المجتمع، أما في دول الخليج التي استقلت بعد الكويت ونحن كنا السباقين في كل شيء نجد اليوم في الإمارات قاضية، نتأمل أن يحصل الشيء ذاته عندنا في بلدنا الذي يتمتع بالديموقراطية، ان خريجة القانون تعمل في كل المجالات التي يعمل فيها الرجل، وهي محققة ومحامية عن الدولة فكيف لا تصلح لتكون قاضية؟! وهي محامية في الفتوى والتشريع، والسفيرة عندنا تمثل الأمير والدولة، فما السبب بعدم اقرار حقنا ليكون لدينا قاضيات في بلد تخدم فيه المرأة في كل الجوانب القانونية. كما يمكن ابعادها عن قضايا القصاص إذا كان هناك اختلاف بشأن هذا العمل.

قضايا غريبة وسيئة
> المحاكمات على الهواء مباشرة عبر الفضائيات موضة درجت أخيراً في دول الغرب، واليوم تُطرح الفكرة ذاتها في مصر هل تجدين ذلك صائباً ويمكن تنفيذه في الكويت أيضاً؟
ــ أولاً: الجلسات عندنا علنية والصحافة تحضر الجلسات، وأنا لا أحبذ نقلها على الهواء، حيث هناك بعض القضايا رأي عام تؤدي إلى حساسيات في الشارع فيكفي أنها جلسات علنية داخل المحاكم تذكر فيها الأسماء.

> من أكثر فئة تأتيك لديها قضايا، النساء أم الرجال؟
ــ الرجال دائماً يزعلون مني ان كان في الانتخابات أو في القضايا كان لديَّ الكثير من القضايا النسائية تخص الاحوال الشخصية وبعض القضايا التجارية والمدنية وطوال مهنتي لم يكن عندي الا اثنتان من المتهمات نساء والباقي كلهم رجال.

> ما اكثر القضايا التي ترفع ضد الرجال؟
ـــ القضايا الجنائية الخاصة بالقتل والمخدرات والقضايا الاخلاقية كالنصب والاحتيال.

> هذه القضايا صعبة ووزنها ثقيل هل تلقيت تهديدات بسببها؟
ــ نحن كمحامين قبلنا العمل بهذه المهنة منذ البداية فاعتقد اننا نقوم بدور سليم في المجتمع, فلا نهاب اي شيء آخر, وفي ابسط القضايا ان كانت قضايا شخصية او تجارية او مدنية فتجدين الخصم يعاملك كخصمه وليس من رفع ضده القضية, وبالفعل يحصل في حالات كثيرة وليس معي انا فقط ان يتعدى الخصم على المحامين بالكلام.

> وماذا عن القضايا القوية كالقتل والمخدرات الا تخافين من ابعادها على حياتك الشخصية؟
ـــ اتابعها بكل قوة واقتناع واكسبها, والحمدلله مسيرتي في هذه القضايا جعلت لي سمعة كبيرة, وكونت قاعدة وفي اقل من سنتين فتحت المكتب, كما وعدت والدي بأن أكسب من عملي الخاص, والحمد لله مستمرة بهذا العمل وقضايا المخدرات او القتل او القضايا الاخلاقية لا اتردد ابدا بأخذها ولا اقلق من أي شيء,
فالاشخاص المتورطون بهكذا قضايا يعلمون كل العلم بأنهم يتعاملون مع محام وليس مع انسان عادي, فلا يكون تصور التهديدات بهذا الحجم, انا محامية دخلت هذه المهنة وأنا على علم بكل ما يحصل بهذه القضايا الجنائية الكبيرة التي فيها الخصومات الحادة جداً.

> هل هي على وزن شخصيات كبيرة في البلد؟
ـــ نعم, وحتى على وزن قضايا كبيرة في البلد وعلى وزن قضايا رأي عام, نحن لا نهاب الطرف الآخر وبالعكس هم الذين يهابوننا, فمثلا اذا كان خصمك هو القاتل وانا اترافع ضده, فعندها يرى قوة المرافعة ضده والمطالبة بتنفيذ اقصى العقوبة عليه فيصبح المحامي خصمه وانا لا التفت لهذا الامر ابداً.

> ما اغرب قضية مرت عليك؟
ـــ هناك قضايا اغرب من الغرابة تمر علينا فأصبحت عادية, نرى الامور السيئة الموجودة في المجتمع نتيجة ظروف معينة ولا نرى في الواقع القضايا الطيبة في المحاكم فتوجد ملفات لقضايا بعيدة عن تصور الناس العاديين وحتى عن خيالهم.

> مثل ماذا هذه الملفات السيئة؟
ـــ مثلا على مستوى قضايا الاحوال الشخصية فهناك قضايا كثيرة بين الزوج والزوجة كأسرار تسبب خلافات بينهما فمثلا الزوجة تأتينا عروسة وتقول بأنها لم تجده رجلا وقضايا حساسة في العلاقات الجنسية بين الزوجين.

وهذه القضايا قد تكون موجودة في السابق لكن الناس لم يلجأوا إلى المحامين اما اليوم فاللجوء الى المحاكم اصبح امرا عاديا على الرغم من صعوبته.

> ما اصعب قضية ترافعت فيها؟
ـــ قضايا كثيرة تندرج في التركات الكبيرة التي تأخذ سنوات طويلة في المحاكم وقضايا الاراضي.

صفات وقدرات
> ماذا يميز شخصية المحامية وقدراتها عن غيرها من العاملات في مجالات الحياة الاخرى؟
ـــ المحامية تبقى دائما تبحث وتحدث معلوماتها.
وحلّ المسائل القانونية ليس مجرد حفظ لنصوص القوانين فنصوص المادة قد يكون لها عدة تحاليل, والمحامية يجب ان تتميز بالقدرة على تحمل التعب والاجهاد والفكر المنشغل دائما بالقضايا والدقة في الالفاظ وحتى في الاجازة تتابع الموكلين والقضايا, فعمل المحامية يتطلب اولا حب العمل واعتباره هواية حتى لا تمل وتتعب, لانها طوال السنة لا تتوقف عن العمل.

> صوتك منخفض ونبرته هادئة، هل هذا الشيء يلائم محامية تترافع في المحاكم في قضايا جنائية؟
_ انا لا أؤمن ان المحامي او المحامية عليه استخدام نبرة الصوت العالية لاقناع من امامه, ونبرة صوتي في المحكمة ترتفع قليلا حتى يسمع الطرف الآخر ويكون كلامنا واضحا. وعموما طبيعتي هادئة ولا احب الصوت العالي, ولدينا محامون تعجبني طريقتهم الهادئة في المرافعات فيجذبون الاذن لتسمعهم, لكن الفكرة الشائعة عند الناس ان صوت المحامي عال ويصرخ اثناء المرافعات.

> ماذا عن اسلوبك انت؟
ـــ اسلوبي يقنع من امامي, وكل من يأتيني للاستشارة يشعر بالامان وبالامانة وهناك اشخاص تحتاجين الى اسلوب لتبسطي لهم الامور فهم لا يستوعبون كلامنا كقانونيين.

> هل تطلب ذكرى الرشيدي مبالغ كبيرة لتفتح ملف قضية معينة وتترافع فيها؟
ـــ طبعا استشاراتنا بفلوس, وما نطلبه يكون وفقا لمجهودنا ووقتنا, واستشاراتنا نعطيها بأمانة ونحلل الفلوس التي تدخل علينا, ومسألة الغلاء ترجع لتقدير كل محام لجهده.

> وبالنسبة لزملائك فهل استشاراتك اغلى من استشاراتهم؟
ـــ من الممكن, فهناك من يقول ان استشاراتي هي الاغلى بين استشارات المحامين الآخرين, انا اطلب مقابل تقديري للجهد الذي سأبذله.
الحمد لله سمعتي تجعل الناس تأتيني دون إعلان أو إعلام فنحن المحامين بعيدون عن تسويق أنفسنا، أعمالنا وسمعتنا تشهد لنا، فلذلك نكون مقصدا للجميع.
خطوة في هذا الطريق.

> هل القضاء في الكويت بعيد عن أي أمر سياسي؟
ــ قضاؤنا بعيد عن السياسة ونفتخر بذلك، لكن في بلدان العالم الأخرى القضاء مسيّس.

> ماذا عن التوافق والتعاون بين السلطات الثلاث، التشريعية والتنفيذية والقضائية؟
ــ بين السلطتين التشريعية والتنفيذية تداخل في العمل، فيفترض الفصل بينهما، لكن حسب واقعنا الكويتي فالسلطة التشريعية تزحف على السلطة التنفيذية، لكن السلطة القضائية بعيدة عن هذا التداخل تماما.

> ما رأيك بما يحصل داخل ساحة مجلس الأمة؟
ــ هذا الوضع لم نتأمل به ككويتيين ولا نريده، للأسف نحن في وضع مالي متأزم عالميا، وهناك من طالب بالتنبه لهذا الأمر ونبّهنا بأننا سنزداد سوءا في الوضع الاقتصادي، وبالفعل لدينا من يحلل ويعطي آراءه، لكن يبدو أن التنفيذ إما صعب جدا وإما يأتي متأخرا.

> ما الذي دفعك للترشح للكرسي النيابي وأنت على علم بكل الجو السائد داخل المجلس؟
ــ أنا أؤمن بالديموقراطية، ومنذ بداياتي في مهنة المحاماة كنت أكتب في الصحافة عن حق المرأة السياسي المسلوب منها، وكنت مع الكثير من النساء نطالب بهذا الحق، أيضا لدي ايمان قوي بوجوب مشاركة المرأة داخل المجلس النيابي، وأتمنى ان يكون لدينا نائبات في مجلس الأمة وفي كل دائرة، لماذا تحجب الكويتيات عن هذا العمل؟ وهل نساء البلدان الأخرى أكثر قدرة منا وأكثر علما وثقافة؟ أظن أننا على قدر عالٍ من الثقافة والعلم والنضج السياسي.

> ماذا عن هذا النضج السياسي الذي لعب دورا في الانتخابات السابقة وأظهر اقتراع النساء للرجال؟
ــ أعذر النساء لأنهن من بيئات مختلفة ولديهن نظرات مختلفة، وربما يؤمنّ بأن هذه المرشحة قادرة على العمل السياسي لكن ثقافتهن ضمن أن الرجل هو الاقوى لهذا العمل، نحن نحتاج الى وقت لتغيير هذه الثقافة،

لقد دخلت تجربة الترشيح للانتخابات وأنا أعلم أني نزلت في منطقة صعبة، وربما ينظر فيها الى ان ترشح المرأة مازال مبكرا عليه، لكن ثقتي بنفسي وأهلي وكل من حولي شجعوني على خوض هذه التجربة وهي بداية الطريق لوصول المرأة للنيابة.

> هل ستخوضين انتخابات الدورة القادمة؟
ــ بحيل الله، كما أن دخولي للانتخابات خطوة في هذا الطريق وسأستمر فيها الى النهاية.

> ماذا سيكون برنامجك إذا دخلت مجلس الأمة؟
ــ في أمور كثيرة تندرج في الأوضاع الصحية والاجتماعية والاسكانية، وكان لدي وجهة نظر في أمور كثيرة، حتى في الأمور القانونية التي تحتاج الى تعديل وتغيير، وأمور نتمنى أن تعدّل لمصلحة المرأة الكويتية حتى يُنصفها المجتمع الكويتي، وحقيقة أن هناك إجحافا للكويتية في الكثير من القوانين.

> هل ترغبين بالوزارة؟
ــ من داخلي أحب الخير لبلدي وأسعى لعمله، ومشاركتي في هذا المعترك السياسي الذي يحتاج الى القوة والجلد ستكون خدمة لبلدي من أي موقع كان، والأكيد بالنسبة لي أنها ستكون عن طريق النيابة أو الوزارة.

> أي وزارة تختارين؟
ــ أكيد أنظر للعمل في اطار تخصصي ومهنتي، واليوم نحن نتأمل في المستشار حسين الحريتي الذي كان قاضيا وأصبح وزيرا للعدل فهو أدرى بواقع وحال المحاكم والقوانين حتى أن الكثير من النواب قانونيون.

آمــال
> ماذا أعطتك مهنة المحاماة وماذا أخذت منك؟
ــ أعطتني الكثير من المتعة في ممارسة العمل، وأخذت مني الراحة.

> كيف هي علاقتك مع المحامين العرب؟
ــ لدينا تعاون مع دول عربية كثيرة، حيث ان مكتبي يتعاون مع مكاتب في مصر ولبنان والأردن والجزائر ومع الدول الخليجية حيث لدي مكتب في الامارات، وأتعاون مع «يحيى الجمل» في الكثير من القضايا الدستورية والادارية ونطلع على محاكمهم ونعرف بعض قوانينهم، ونحن في الكويت كدولة خليجية أجد أننا سبقنا الكثيرين في قوانيننا.

> ما المعاناة الموجودة في محاكم الكويت؟
ــ معاناتنا ادارية حيث صعوبة الإعلانات.
بالفعل هذا القسم يحتاج الى غربلة ويحتاج الى فنيّين، وبإمكانهم إعطاؤه لشركة متخصصة، فلكي يصل الإعلان الى الخصم يحتاج الى أشهر طويلة، والمضحك أن بعض المندوبين يكون العنوان واضحا أمامه ويطلب من يرشده ليصل إليه،

والمشكلة ايضا في ان إعلانات القضايا كثيرة وعدد مندوبي الإعلانات قليل، وللأسف الدولة لا توظف شبابنا وتنقذهم من البطالة التي يعيشونها، الناس لا يشعرون بالعدالة إلا إذا كانت سريعة التنفيذ،

والمشكلة الأخرى هي مشكلة المباني التي لاتزال الدولة تؤجرها، لديناوفرة مالية فلماذا لا تبني الدولة مباني محاكم على مستوى؟!
لقد زرت محاكم خليجية ووجدت الفرق الكبير بيننا وبينهم من حيث التكنولوجيا ونحن لاتزال السكرتارية تكتب بخط اليد عندنا، وفي اميركا توجد أجهزة تسبق الكمبيوتر في إدخال الكلام الذي يتحدث فيه المحامي والقاضي، وأجهزة تطبع على الصوت حتى لا تسقط أي كلمة سهوا.

> هل حصل أن أغرم بك موكلك؟
ــ حصل من قبل البعض، من جانبهم هم لا من جانبي أنا....

> وكيف تكون ردة فعلك؟
ــ أضع حدّا بيني وبين الآخرين وسيشعر من يجلس أمامي بذلك وإذا ذهب تفكيره بعيدا سيكون لي إجراء آخر معه.

> هل أحد من هؤلاء المعجبين طلبك للزواج؟
ــ نعم، حصل.. ولا اريد الدخول بالتفاصيل

> متى تعيشين المرح وتمارسين هواياتك؟
ــ هذه هي الضريبة التي ندفعها كمحامين، هناك هوايات ومتع في الحياة يحتاج إليها كل إنسان، وحتى الرياضة كنت سابقا أمارسها وكنت أهواها وبسبب ظروف عملي وانشغالي الدائم لم أعد أمارسها وبقي المشي البسيط أو الحركات الرياضية البسيطة لشد الجسم، ايضا لدي هواية وهي تصميم الأزياء، أصمم الأزياء ولديَّ أتيليه «ذكرى»، طبعا تصميم الأزياء يحتاج الى الذهن الصافي لا التصميم لمجرد التصميم وبالفعل أصمم الازياء عندما أكون مرتاحة ذهنيا.

> ماذا عن السفر؟
ــ أسافر للتقليل من الضغوط النفسية جراء العمل طوال الوقت، أحب السفر الى الدول الاوروبية صيفا والى لبنان في الشتاء للتمتع بالثلج.

> الإنسان يتأثر بمهنته ويقال أن المحامي كثير الجدل وكلامه باللغة الفصحى وينّظر عبر القوانين التي درسها. هل تفعلين هذه الأمور في البيت مع عائلتك وأصحابك؟
ــ أحيانا نتكلم بالفصحى، والأصح أننا نتكلم مع زملائنا في المكتب وفي المحكمة باللهجة المصرية حيث تأثرنا بوكلاء النيابة والقضاة المصريين الذين كانوا عندنا فنقول أحيانا للقاضي الكويتي يا سعادة الريس.. وفي البيت عندما يسمعونني يضحكون ويسألونني لماذا تغيرين كلامك؟

> ما طموحك لما بعد المحاماة؟
ــ طموحاتي وآمالي كثيرة، والله يقدرني على تحقيق ما أتمناه على مستوى المهنة وحتى في مشواري السياسي.

رواية شخصية
> حدثينا عن طفولتك وعلاقتك بالأب والأم ودورهما في تكوين شخصيتك وتوجهاتك؟
ــ ولدت عام 1970 في الرابية في ظل أم متبحرة في علوم الدين، مثقفة ومتعلمة، كانت دائما تحثنا على القراءة وتهدينا الكتب الثقافية والروايات، علمتنا جمال الدنيا بالاضافة الى مراعاة الأمور الدينية، كذلك والدي كان يشجعنا على التعلم وكان رجلا ديموقراطيا في البيت، قريبا مني كثيرا توفي عام 2006 قبل الانتخابات بعدة أشهر.

وكان المشجع والدافع والحافز الكبير لي لأدخل في معركة الانتخابات، ولم أستطع الدخول فيها للحالة النفسية الصعبة التي حلّت بي بعد وفاته، كان نصير المرأة ويحبها أن تتعلم وتعمل في ميدان العمل لتثبت وجودها، أنا رشيدية من قبيلة الرشايدة.

رغم ذلك فإنّ عقلية والدي ونظرته الثاقبة لدور المرأة في المجتمع جعلت بيئتنا ديموقراطية وأعطتنا الفرصة للتعلم والعمل في أصعب الميادين، لقد شجعني على دخول ميدان المحاماة، وفي ذاك الوقت لم تكن أعداد المحاميات كثيرة كما هي اليوم، كنا الثلاثة (أنا ومحامية ومحاميا) من أصغر المحامين في الكويت عام 1993.

> هل للمحامية مطالب محددة لصفات شريك حياتها؟
ــ لا، أبدا، الله يكتب هذا الأمر والذي سيتزوجني سيكون ملما بظروف عملي وقابلا لها، لذلك الذين خطبوني كانوا يعرفون هذا الأمر.

> أخطبك كثيرون؟
ــ طبعا.. ولم يحصل النصيب، وقد يعتقد البعض أن عملي هو سبب ذلك، لكني أقول ما كتبه الله هو الذي سيحصل، والزواج قسمة ونصيب.

> أشعر أنك لا تريدين الحديث عن هذا الموضوع؟
ــ نعم..

> ماذا عن إخوتك؟
ــ لدي اخوان وأخوات وأنا في المنتصف وأخي الكبير أبو محمد كان مديرا لحملتي وساندني كثيرا، وأختي الكبيرة «بشرى» أم طلال كانت رئيسة الحملة النسائية في الانتخابات، والحمد لله، الله أكرمني بإخوان وأخوات نحب بعضنا كثيرا.

> أنت محامية تدافعين عن الناس لكن ألست بحاجة لمن يدافع عنك في بعض الأحيان؟
ــ صحيح، يحصل هذا الأمر، فوالدي ـ رحمه الله ــ كان يدافع عني كثيرا واخواني وأخواتي ايضا يدافعون عني، لذلك لا يعني أن المحامي الذي يدافع عن الناس لن يحتاج لمن يقف إلى جانبه ويدافع عنه، وأجد أنه ليس كل إنسان يصلح ليكون محاميا فلابد أن تكون لديه الملكة القانونية.

> ماذا عن مراحل تدرجك الدراسي؟
ــ تعلمت في مدارس حكومــــــــية ثم دخلـــــت جامعة الكويت وتخرجت قبل دفعتي بكورس، تخرجت خلال ثـــــــلاث سنوات ونصف السنة، وعرض عليّ السفر الى اميركا لدراســــــــــــة الماجستير والدكتوراه، حيث رسالتي كانت عن القانون الدستوري الذي أحببت دراسته مذ كنت صغيرة، وكان معلمي الكبير ــ رحمه الله ــ عثمان عبدالملك الصالح قد أثر بي ورغَّبني بالقانون الدستوري

وكنت شاطرة فيه كثيرا، لذلك عندما جاءني عرض السفر لم أقبل لأنني رغبت في دخول المهنة اسرع، فأجلّت دراساتي العليا الى أن قطعت شوطا في المحاماة ومن ثم حصلت على ماجستير في القانون الإداري وعلى الدكتوراه التي كانت رسالتي فيها عن القانون الدستوري.

> ما آخر كتاب قرأت.ه؟
ــ أحب الشعر كثيرا فأقرأه، وأقرأ بعض الروايات العالمية وأقرأ كل كتاب أشعر أنه سيفيدني، فأي كتاب يقع بين يدي أقرأه، وأقرأ كتاب إمبراطور الشعراء «المتنبي» الذي كل فترة أعود إليه لأقرأه.

> ألديك رغبة في كتابة مذكراتك مستقبلا، تتحدثين فيها عن مشوارك القانوني والقضايا التي نجحت فيها؟
ــ بالفعل، ان مهنتي عطلتني عن أمور أتمنى أن أعملها وأن أبدأ على الأقل بكتابات معينة، فأطمح لكتابة رواية لأني كنت متفوقة في كتابة التعبير عندما كنت في المرحلة المتوسطة، فكانت المعلمة تقول لي لو كان هناك درجة أكبر من الدرجة الكاملة لأعطيتك إياها، فشجعتني كثيرا، لذلك كتبت قصصا مصغرة في ذاك الوقت، وبالفعل لدي القدرة على كتابة رواية على الصعيد الشخصي.

> من أسماك ذكرى؟
ــ والدي ووالدتي، كانت هناك مناسبة وهي ذكرى هجرة الرسول، صلى الله عليه وسلم، حيث ولدت في ذاك التاريخ وكذلك أختي يسرى لها حادثة سميت على أثرها وحتى أختي بشرى، واليوم سمّى كثيرون عندنا في العائلة بناتهن على اسمي.

> أتعيشي اليوم مع والدتك في البيت؟
ــ نعم أنا وأمي واخوة أصغر.

> الى اي درجة تخاف والدتك وتقلق عليك؟
ــ كثيرا، وتجد مهنتي متعبة جدا وبالنسبة لها عليّ أن أعمل في مهنة ناعمة وفقا لشخصيتي، وتشفق عليّ من الجهد الذي أقوم به.

> من تشبهين أكثر الوالدة أم المرحوم؟
ــ أشبه والدي المرحوم، لقد أثر فيَّ بتفكيره كثيرا، وكذلك أمي كان لها كل الدور في حياتي وقفت معنا وشجعتنا وكانت صديقة مقربة لنا كثيرا، ولولاها لما استمررت في غمار هذه المهنة الصعبة.

> ماذا عن أكلات الماما والطبق المفضل عندك من صنع يديها؟
ــ أمي طباخة ماهرة، الله يطول في عمرها، تطبخ لي كل شيء وأحب ورق العنب بالزيت الذي تبدع فيه.

> ماذا تسمعين من أغان؟
ــ أحب الموسيقى الكلاسيكية في كل الأوقات، وفيروز هي الـTop عندي، منذ الصباح أسمعها وأنا أقود سيارتي واسمع أحيانا الاغاني القديمة ولا أحب الأغاني السريعة، كذلك أعشق اغاني وردة وعبدالحليم.

> هل من موقف ما يستثير أحاسيسك؟
ــ نعم أنا حساسة جدا، وهناك مواقف تستثيرني كثيرا.

> هل بكيت إحدى المرات في المحكمة؟
ــ لا لم أبك، لكني تأثرت بموقف حصل أمامي، حيث كنا في جلسة تحقيق في جريمة قتل، أخ قتل أخاه، وحصلت مشاجرة، والأخت الشاهدة وقعت على الارض، وبالفعل هذه القصة وهذه المواقف الإنسانية تؤثر في نفسيتي كثيرا، على الرغم من سيطرتي على أعصابي، فأعود الى البيت متضايقة مزاجيا وأكون حزينة لكني لا أبكي في هذه المواقف، فدمعتي غالية تنزل على الغالين أمثال والدي والكهل والطفل.

> بماذا تختمين؟
ــ أطلب الرحمة لوالدي وأن يجمعني الله معه في الجنة، أشكر أهلي وكل من وقف معي في كل أمور حياتي، وأشكر أهل دائرتي الذين وقفوا معي وشجعوني وأعطوني أصواتهم.


الساعة الآن 02:43 AM.

Powered by vBulletin® Version 3.8.7, Copyright ©2000 - 2024
جميع الحقوق محفوظة لموقع تاريخ الكويت