عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-03-2009, 03:38 AM
الصورة الرمزية الأديب
الأديب الأديب غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Sep 2008
المشاركات: 448
افتراضي الكويت في ( مجلة المنار )


بلادنا في الإعلام العربي قديماً
الكويت في الأعداد القديمة لمجلة المنار

إعداد إبراهيم الخالدي:

على العكس مما قد يتبادر إلى الأذهان بأن الكويت لم يكن لها ذلك الحضور الإعلامي قبل ظهور النفط، فغن الباحثين يكتشفون يوماً بعد يوم أن الكويت رغم صغر مساحتها، ووجودها في الطرف الشرقي للوطن العربي، فإنها كانت حاضرة في الصحف العربية والأجنبية منذ القرن التاسع عشر الميلادي، وربما قبل ذلك.

واليوم سنتصفح الأعداد القديمة لواحدة من المجلات العربية القديمة التي كانت تصدر في القاهرة في أواخر القرن التاسع عشر الميلادي، ونعني مجلة المنار لصاحبها المصلح المعروف رشيد رضا، ونرى كيف كان حضور اسم الكويت في تلك المجلة التي كانت تعد في تلك الفترة مدرسة علمية وإعلامية تتلمذت عليها أجيال من دعاة التيار الديني المستنير.

ولكن تعالوا في البداية نتعرف قليلاً على رشيد رضا، فنذكر أنه (الشيخ محمد رشيد بن علي رضا بن محمد رضا الحسيني) المولود سنة 1291هـ (1865م) في قرية القلمون قرب طرابلس، ونشأ في بيت علم وتقوى من أسرة متديّنة تنتسب إلى الإمام الحسين، وقد تأثر بأمّه التي وصفها في كتاباته بأنها كانت على جانب عظيم من الدين مع العلم الكافي لمثلها.

وقرأ (رشيد رضا) القرآن الكريم، ومبادئ العلوم الدينيّة واللغويّة في كتّاب القرية ثم التحق بمدرسة تركية ابتدائية، ولما أنشأ العلامة حسين الجسر مدرسته في طرابلس التحق بها سنة 1302هـ، وتخرّج في العلوم العربية والشرعية والعقلية في مدّة ثمان سنوات، وكتب له شهادة العالميّة.

وكان رضا سريع الفهم قوي الحفظ للمعاني والمقوّلات، وأحاط بالتراث الإسلامي إحاطة عميقة، وتصدّى للتدريس والخطابة والإمامة في المسجد، وكان لا يتورع عن إلقاء المواعظ الدينيّة في المقاهي لإرشاد العوام، ودعوة النساء في دار أسرته لتصحيح عقيدتهن، وتغيير زيّهن بما هو أستر حتّى تكون المرأة في الشارع كما تكون في الصلاة.

واتصل بالشيخ جمال الدين الأفغاني، وصاحبه الشيخ محمد عبده، وكانت له عند الأفغاني كلمة مسموعة، واتجهت أنظاره إلى مصر ليتخلّص من الاستبداد، فهاجر إليها سنة 1315هـ (1898م).
وفي القاهرة أنشأ صحيفة (المنار) متخذاً منها سجلاً لأحداث عصره، ومنبراً للدفاع عن قضايا الحرية، واستمرت في الصدور حتى سنة 1354هـ (1935م) دون كلل، وقد بلغت قبيل وفاته 34 مجلداً كما أسس (جمعيّة الدعوة والإرشاد) ومدرستها سنة 1330هـ (1912م) لتخريج الدعاة، وأصدر كتباً كثيرة منها: (الحكمة الشرعيّة) و(الوحي المحمدي) و(تاريخ الأستاذ الإمام) ثلاثة مجلّدات و(حقيقة الربا) و(الخلافة والإمامة العظمى) و(الوهّابيون والحجاز) و(شبهات النصارى) و(صحيح الإسلام) وله منظومة شعريّة هي (المقصورة الرشيديّة)، ولرشيد رضا رحلات كان القصد منها تحقيق أهدافه الدعوية، وحضور بعض المؤتمرات، وكان ينشر أخبارها في (المنار)، وقد جمعها د. يوسف أيبش في كتاب خاص.

وتوفي رشيد رضا بالقاهرة سنة 1354هـ (1935م)، ودفن بقرّافة المجاورين بجوار الإمام محمد عبده، وبوفاته توقفت مجلة المنار عن الصدور بعد أن ظلت على مدى أربعين عاماً حديث المثقفين، ومدار اهتمامهم.

وفيما يلي نتصفح سوية أعداد مجلة المنار، ونتتبع حضور اسم الكويت فيها، وبالطبع فإننا أهملنا مرات كثيرة ورد فيها اسم الكويت لكون وروده عرضياً كالحديث عن أسماء البلاد العربية أو ما يخص مؤتمر الكويت، وما أشبه...

والآن نبدأ الجولة:
< في شوال 1315هـ (فبراير 1898م):
نقلت المنار عن نشر جريدة المؤيد في عددها (2421) لرسالة وردت عليها من محرر جريدة (وكيل) في بنجاب الهندية ذكر فيها: (ربما لا يخفاكم أن شركة إنكليزية تبذل جهدها وتعمل بكل همة سعيًا للحصول على امتياز من الباب العالي بإنشاء خط حديدي من بورسعيد إلى البصرة أو الكويت عن طريق الجوف).
وهذا الخبر يسجل أول ورود لاسم الكويت في بداية صدور المنار.

< في 14 ربيع الأول 1316هـ (الثلاثاء 2 أغسطس 1898م)
تتابع (المنار) موضوع الخط الحديدي، فتذكر أنه قد جاء في الجرائد الأوروبية أن (الكونت ولدمير كاينتز) ابن أخت سفير روسيا من فيينا طلب من حضرة مولانا السلطان امتيازًا بإنشاء سكة حديدية جديدة من ميناء طرابلس الشام إلى الكويت على خليج العجم، وقد أنشئت شركة مختلفة لمدها ، وهاتان المسألتان من أهم المسائل المالية الحاضرة الآن)

< في 14 ربيع الأول 1317هـ (الأحد 23 يوليو 1899م)
رغم مرور عام كامل إلا أن المنار ما تزال تتحدث عن السكة الحديدية، وتتهم إنكلترا بمحاولة الاستيلاء على المشروع، وتسخيره لمصالحها، فتقول أن رغبة إنكلترا في الاستئثار بمد السكة الحديدية من طرابلس الشام إلى الكويت على خليج العجم. كل ذلك ما حمل إنكلترا عليه إلا محافظتها على الهند أو يقال أن امتلاكها للهند جرّ للقيام بهذه الأعمال والشؤون مصادفةً واتفاقًا.

< في 16 شعبان 1318هـ (الأحد 9 ديسمبر 1900م)
تتنقل المنار للحديث عن جهود الإمام عبد الرحمن الفيصل آل سعود لاستعادة ملك آبائه في نجد، ولاحظ أن هذا الخبر قبل ظهور ابنه عبد العزيز على الساحة السياسية، وقبل معركة الصريف.

وتذكر المنار أن الأمير عبد الرحمن اغتنم فرصة كون الأمير عبد العزيز الرشيد بن متعب اغتصب إمارة نجد بقتله الأمير عبد الله الرشيد أميرها السابق منذ نحو سنتين (للعلم: لا أساس لهذه المعلومة)، وغير مرضيّ عنه, فتحالف أي الإمام عبد الرحمن مع أمير الكويت وأخيه أمير البحرين وأمراء عنزة , و طي على استرجاع إمارة نجد التي غصبها آل الرشيد من آل فيصل.

فاجتمع من هؤلاء نحو أربعين ألفًا ما بين فارس وهجان, وزحفوا على بلاد نجد, فتثاقل الأمير عبد العزيز عن ملاقاتهم لعلمه بأن قومه ناقمون عليه, وتحصن في بلدة حائل التي هي قاعدة الإمارة، وجمع نحو ثلاثين ألفًا معتمدًا على جودة أسلحته، فإن عنده بطاريتين من المدافع كان أهداهما إلى الأمير محمد الرشيد السلطان عبد العزيز وكثيرًا من بنادق مرتين.
وقد علمنا أن الزاحفين أوغلوا في البلاد، فقطعوا نحو ثلاث عشرة مرحلة لم يلقوا فيها إلا يسيرًا من المناوشات, واستولوا على مدينة الرياض التي كانت قاعدة الإمارة على عهد آل فيصل.

ويرجح العارفون بأحوال البلاد وأهلها أن الأمر ينتهي بسقوط إمارة آل الرشيد، ورجوع الإمارة إلى آل فيصل، ويرون أن هذا أصلح للبلاد أيضًا لأن الأمير عبد الرحمن فيصل هذا من أعلم أمراء الجزيرة, فهو واقف على عقيدته على مذهب السلف, عارف بالمذهب الحنبلي, مطلع في الحديث والأدب, بصير بأحوال الزمان, خبير بالسياسة، فإنه سبقت له سياحات طويلة في العراق و الأستانة العلية و الهند, وكانت إقامته منذ بضع سنين في البصرة تارة، وفي الكويت أخرى, وكان له راتب من الحضرة
السلطانية قدره 65 ليرة عثمانية في الشهر, ومقدار من الأرز والتمر يعطى من ريع الأراضي السنية في ولاية البصرة كما أن لإمارة نجد مرتبًا من الأرز والتمر يصرف لها في كل سنة.
(ولاحظ أن خبر المنار تعيبه الكثير من الأخطاء التاريخية).

< في 16 رمضان 1319هـ (الجمعة 27 ديسمبر 1901هـ)
نشرت المنار موضوعاً أسمته (فتنة الكويت)، وواضح أن الخبر الوارد من مكة ليس فيه نصيب كبير من الصحة، ولكن يعكس الإرهاصات التي سبقت الإعلان عن اتفاقية الحماية بين الكويت وبريطانيا، ومحاولات الأتراك التحكم بمقدرات الكويت.

تقول المنار في موضوعها:
كان من أمر هذه الفتنة أخيرًا أن الدولة العلية رفعت رايتها على بناء الإمارة،
فأنزلها الإنكليز المرابطون هناك في البحر، ورفعوا مكانها راية شيخ الكويت أو أميره.
وقد كتب إلينا من مكة المكرمة ما نصه: ( يدور عندنا في بعض الأندية (ولا نادي) الحديث في فتنة الكويت التي نخشى أن تطير منها شرارة إلى الحجاز، فتثير الكامن وتظهر الحقيقة، وينجلي المجاز، فما تنفع القوات وأساسها خراب، وما تنفع الطاعة وصاحبها في خلاب) وهذه العبارة تثير كامن الوساوس، وتبعث ميت الهواجس، وتدل على أن هناك أمرًا خفيًا، واتفاقًا سريًا، ولعله يكون أمرًا فريُّا.

< في غرة ذي القعدة 1320هـ (الجمعة 20 يناير 1903هـ)
تحدث المنار في مقدمتها كان يطرح وقتئذ عن تأسيس جمعية باسم (جمعية أم القرى) يكون مركزها في السنين الأولى في بور سعيد أو الكويت ثم ينتقل إلى مكة بعد الرسوخ.

< في 16 ذي الحجة 1320هـ (الاثنين 16 مارس 1903هـ)
نشرت المنار تحت عنوان (فكاهة بدوية في أخبار البلاد العربية) عما رأته من فكاهة في نص خطاب أرسله بدوي نجدي إلى مثله من النجديين الذين يختلفون إلى هذه الديار للتجارة، ونصه:

(ورد علينا جواب من بمباي، ويذكر فيه بأن ابن سعود كان على ابن سبهان
وابن جراد على النبقي، ومعهم سبعة أسلاف من شَمَّرَ وحروب وقحاطين
وصليلات، وقطعهم قطعًا، ومعهم جميع ذخرة ابن رشيد وجيشه، والذي سلم منهم
زَبَنَ بريدة، وابن رشيد نازل على الحفر، ويوم جاءه الخبر شدّ وشمّل. ويذكر صالح
الحسن وأهل القصيم معهم قيمة 200 ذلول نازل البطان، و جابر ابن صباح وقومهم
على الصبيحية. هذا الذي ورد علينا، والكون في 28 شوال).

وتحاول المنار بعد ذلك تفسير مفردات هذا الخطاب، فتذكر:
(ابن سبهان وابن جراد: قائدان من قواد ابن رشيد – والنبقي: واد في أرض
القصيم – والأسلاف: الطلائع الذين يتقدمون الجيش، وله أصل في الفصيح. قال في الأساس: وسَلَف القوم تقدموا سُلوفًا، وهم سَلَف لمن وراءهم وهم سُلاف العسكر – وحروب: يريد به طوائف من بني حرب، وعلى هذا النحو جمع قحطان وصليلة – والذُّخرة: مؤنث الذُّخر بمعنى الذخيرة - وقوله (زَبَنَ بريدة) أي لجأ إليها، وهي قرية من قرى القصيم الكبيرة، والزبن في اللغة الدفع، ومنه سُمي الشرطة وأعوان النار زبانية لأنهم يدفعون الناس ويدعُّونهم، وجاء في كلامهم (تحته جمل يزبن المطيّ بمنكبيه) أي يسبقها كأن البدوي هنا يريد أنهم لجئوا إلى بريدة مدفوعين بقوة أعدائهم.

والحفر: بين البصرة وبلاد نجد كما يقولون – وشمّل: سار إلى جهة الشمال،.وفي الفصيح شمل به أخذ ذات الشمال – والبطان: قال لنا من أرسل إليه الكتاب.. الصواب البطانيات: مياه ينزلون عليها في جهة الدهناء - والذَّلول: الناقة المذللة عربية فصيحة – الصبيحة: بالقرب من الكويت، وهي منسوبة إلى ابن صُباح، وجابر هذا هو ابن مبارك الصُّباح شيخ الكويت – الكون: يريد به الغزو الذي ذكره).

< في 16 شعبان 1322هـ (الأربعاء 26 أكتوبر 1904م)
تحدثت المنار أنها قد تلقت قصيدة من الكويت يزعم ناظمها أنه رد على المنار, وما هي إلا سب وشتم لا يليق بالمؤمن أن يرد على صاحبها إلا بكلمة (سلام)، ولم تفصل أكثر في أسباب هذا الهجوم عليها.

< في 16 رمضان 1322هـ (الخميس 24 نوفمبر 1904م):
تتحدث المنار عن النزعة التوسعية لإنكلترا في المنطقة، وتقول: (نرى إنكلترا لا تنفك تسعى في تقوية نفوذها في الكويت وبلاد العرب والسبب في هذا وذاك الخوف على زقاق البوسفور من روسيا وعلى الخليج الفارسي منها ومن ألمانيا وتتمنى لو تقدر الدولة العثمانية بقوتها على حفظ الخليجين).

< في غرة ربيع الأول 1323هـ (السبت 6 مايو 1905م):
تحدثت المنار عن رسالة وصلتها من بلاد العرب كتبها رجل كبير من أهل نجد في (غرة صَفَر) يخبر فيها ما ملخصه:
أرسلت الدولة إلى الشيخ عبد الرحمن الفيصل بأن يواجه والي البصرة مع (الشيخ مبارك)، فتوجه الشيخ عبد الرحمن من نجد إلى أطراف الزبير، وطلع الشيخ مبارك، والتقوا مع الوالي على مسافة ساعتين من بلد سيدنا الزبير، وقدّم الشيخ عبد الرحمن الطاعة لمولانا أمير المؤمنين، وكذّب جميع ما نسب إليه، وأنه خاضع لأوامر مولانا أمير المؤمنين إلا أن ابن رشيد ليس له يد على أهل نجد.

وبعد ذلك توجه الوالي إلى البصرة، وبلغ الآستانة ما كان، وليلة 9 ذي الحجة وصل تلغراف من أمير المؤمنين بتولية الشيخ عبد الرحمن على نجد، ورفع يد ابن رشيد، وأن يكون في القصيم عسكر (رسم طاعة)، وأمرهم راجع إلى الشيخ عبد الرحمن وابنه عبد العزيز آل سعود وبلغ الوالي عبد الرحمن بذلك.

وبعد ذلك مشى العسكر الذي كان بأطراف النجف إلى نجد، وهو ستة طوابير، وفي نجد عند ابن رشيد ثلاثة طوابير، وبهذا السبب صار عند أهل نجد شك في ممشى العسكر زيادة على ما في نجد (والجميع حدر نظر ابن رشيد)، والمشير بنفسه طلع، ومعه ابن هذال شيخ عنزة، وشوشوا أهل نجد، واستعدوا للفتنة إن كان العسكر جاء محاربًا، وإن كان مصلحًا فلا حاجة إلى هذه الكثرة، والظاهر أن الفتنة لا تسكن على هذه الحال، وعبد الرحمن ما توجه إلى نجد بل تربص بالكويت ينتظر نتيجة وصول العسكر إلى أهل القصيم، وابنه عبد العزيز الظاهر أنه جهز غزوانه (أي غزاته)، ونحر القصيم (قصده)، وأهل القصيم مستعدون.

وعلقت المنار على رسالة النجدي:
(لم يذكر الكاتب ماذا كان بين الوالي والشيخ مبارك صاحب الكويت، وقد بلغنا من مصدر آخر دون هذا المصدر أن الشيخ قال للوالي إنه خاضع للدولة، ونادم على تورطه مع الإنكليز، ولكن الدولة قد أعوزتها السياسة الحكيمة في هذا الزمان، ولذلك غلبتها سياسة الأجانب في البلاد التي لا يوجد فيها أحد يميل إليهم أو يعبأ بمدنيتهم كاليمن وحضرموت والكويت.

وقد جاء أمس في برقيات رويتر أن الباب العالي سأل ناظر خارجية إنكلترا عن البوارج الإنكليزية الراسية في ميناء الكويت، فأجاب بأنه لم يأته نبأ عنها، وأنه لا يقبل البحث معه فيها على أن البوارج أنزلت العسكر، فاحتلت الكويت.

< في غرة رجب 1324هـ (الخميس 21 أغسطس 1906م):
تذكر المنار ضمن أخبار نجْد:
(ذكرنا من قبل ما كان من اعتداء ابن الرشيد، وتنكيل ابن سعود به وبقومه ، وبعد أن قُتِلَ صار ولده متعب أميرًا مكانه، وقد كان من أمر ابن سعود بعد ذلك أن استولى على أكثر عربان ابن الرشيد، وزحف إليه حتى نزل على ماء يقال له العدوة يبعد عن حايل (بلد ابن الرشيد) نحو ست ساعات، فاستعد متعب للحصار، وضاقت عليه الدنيا لأن بلده ليس فيها من القوت ما يغنيها عما يأتيها من العراق،

فتوسل بابن عون باشا شيخ الزبير بأن يوسط ابن صُباح شيخ الكويت في الصلح بينه وبين ابن سعود، فذهب شيخ الزبير بنفسه إلى الكويت على ما كان بينه وبين ابن صباح منذ سنوات من الشَّحْناء، فأكرم ابن صباح وفادته، وقبل شفاعته، وكتب إلى ابن سعود يرغب إليه بأن يرجع عن محاصرة متعب بن الرشيد حتى يتذاكر معه فيما ينبغي، فأجاب ابن سعود رغبته، ولا ندري على أي شيء تم ذلك الصلح، ولعله على ترك ابن الرشيد على ما بقي له هو وبلده، وما يحيط به إلا شيئًا قليلاً كما علم مما تقدم.

< في ربيع الآخر 1328هـ (إبريل 1910م):
تحدثت المنار عن جانب من جغرافية المنطقة القريبة من الكويت وقبائلها، فتقول:
(تأتي منحدرًا من الشام على ضفاف الفرات قاصدًا العراق، فترى عرب عنزة إلى أواسط العراق ثم ترى شمَّر على أفخاذهم عبده فسنجارة حتى تنتهي إلى نصف الفرات الآخر فترى عرب المنتفك وعرب الظفر إلى قرب البصرة، ثم تنحدر فترى مطير الدوشان فعريب دار، ثم تنحدر من الكويت فتري العجمان فالمناصير وآل مرة وبني هاجر وعربًا لا يحصيهم إلا خالقهم ، فهذه القبائل من العرب الذين عددتهم معاملتهم مع أهل النجف وكربلاء فزبالاء وسوق الشيوخ والسماوة والخميسية، فبغداد منحدرًا إلى البصرة ثم الزبير والكويت فالحساء والقطيف وقطر).

.
__________________
ومنطقي العذب للألباب مستلبٌ *** ومبسمي نضَّ فيه الدر والنضرُ
لازم منادمتي وافهـم مناظرتي *** واسمع مكالمتي يفشو لك الخبرُ

رد مع اقتباس