
22-04-2009, 09:54 AM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 40
|
|
مقابلة مع سالم عيضة الجمحي
مقابلة مع /
سالم عيضة الجمحي
سالم عيضة الجمحي: خمسة وأربعون عاما أبيع الأقمشة في الفروانية
إعداد : سعود الديحاني
جريدة الرأي العدد 10588 - 27/06/2008
نحن اليوم مع شاهد عيان ادرك حقبة زمنية افلت ايامها وتوارت ملامحها ركب البحر على السفن الشراعية التي كانت تعتمد على سير الرياح وجريان الهواء وصل إلى موانئ شرق افريقيا وساحل عدن ثم الموانئ الخليجية ادرك بيع الماء على العربات اليدوية فكان احد بائعي الماء على هذه الطريقة يحدثنا سالم عيضة الجمحي عن تلك الحقبة فيذكر لنا برك الماء التي كان ينطلق منها ثم يحدثنا عن الطريقة والآلية في بيع مخزون عربته ثم ينقلنا الى عمله الاخر الذي استمر به الى يومنا هذا وهو يبيع الاقمشة بدأ به راجلا على قدميه ثم اسس محلا تجاريا يبيع فيه الاقمشة بجميع انواعها
احاديث متنوعة ومتعددة بمواضيعها نقضيها معه فلنترك له ذلك:
ولادتي كانت في عسد الجبل تلك المنطقة الريفية ذات صبغة بدوية اهلها يمتهنون زراعة الحبوب بأنواعها وخصوصا الذرة والبطاطا الحلوة والمياه التي يتزود منها اهل عسد الجبل هي عيون تنحدر من اعلى الجبال وموزع بالسوية بين الاهالي كل له نصيب والماء فائض ينتهي بالوادي ولا تجف تلك العيون بل الماء متوافر بها وبالاخص الرئيسة منها وهي تنحصر في الارض المرتفعة والنخيل من الاشجار التي لها عناية في بلدنا وقد كان قسم من اهل بلدنا يعملون بالجمال التي تنتقل بين بلاد حضرموت لنقل البضائع منها واليها اما والدي رحمه الله فقد قدم للكويت مع السعيد بن علي ايام البحر والغوص واستقر فيها وعمل يوم كان اهلها ليس لهم عمل بالغوص والبحر وقد تعلم مبادئ القراءة والكتابة في احد المساجد التي كانت في القبلة وقد ذكر لي انه يقال الملا راشد او صالح وقد رحل والدي من الكويت واستقر في البحرين وعمل في مينائها وقد زرته مرتين وانا عندما خرج من بلادنا كان عمري بحدود عاما وقد تزوج في البحرين ومات فيها.
زنجبار
بدايات انطلاقتي العملية كانت نحو زنجبار فلقد عملت بحارا على مركب ذي شراع ينقل الاطعمة والبضاعات المختلفة كالارز والطعام والسمك المجفف من السفن التي كانت في منطقة القصيعر إلى زنجبار ولكن البضاعة المعتمدة هي السمك المجفف والاجر الذي كنت اخذه كان بشلن بريطاني سهم واحد مقداره مئة وخمسون شلن وبعض الرحلات يصل إلى مئتي شلن وكنا كذلك نجعل من جزيرة سومطرة العمانية مقرا لنقل البضائع منها وإليها ما بينها وبين زنجبار وكانت الرحلة الواحدة تأخذ منا ثمانية ايام والنوخذة الذي كان ربانا على المركب الذي كنت عليه سلوم عبد سين حضرمي وقد استمر عملي معه عاما كاملا ننقل الحبوب والذرة الكبيرة والسمك المجفف وقد نمكث في زنجبار عشرة ايام وكانت بلادا تجارية كبيرة وميناء عظيما يستقبل البضائع وحكامها عرب يقال لهم برغش وفيها مساجد كثيرة وتجار من الكويت واليمن والخليج والهند وكنا كذلك نرى الانكليز في شوارعها.
الكويت
كانت سيرة الكويت تذكر كثيرا والناس يتحدثون عنها في مجالسهم واماكن اعمالهم وانها بلد فيها الشغل وعمل متوافر وذهب اليها كثير من اهل بلادنا فعزمت على الذهاب اليها وكانت وسيلة ذهابي لها على لنج للنوخذة خلفان من اهل صول في عمان وقد اخذ مني اجرا لا اذكره الان لكنه يتراوح ما بين مئة روبية وستين روبية والرحلة مع النوخذة خلفان انطلقت من السواحل اليمنية ومررنا بمناطق كثيرة تابعة لعمان سدح ومرباط وصور والباطنة والبحرية والذين معنا كانوا من أهل هذه المناطق ذهبوا واستراحوا عند اهليهم وهكذا حتى وصلنا إلى ميناء الخبر المحادي للدمام وكان ميناء صغيرا ترسوا به مراكب.
البر
عند نزولنا في ميناء الخبر اخذ سيارة اجرة متجهة للكويت وواصلنا رحلتنا اليها عن طريق البر وكان ذلك سنة 1957 وبعد يوم كامل وصلنا إلى دروازة الشامية وكانت ذات بوابتين للداخل والخارج وقفنا عند الامن العام واخذنا حقنة تطعيم ثم ذهبت لجماعتي في المرقاب وهي بيوت على الطراز العربي القديم حوش كبير بالقرب من مسجد الحمد وهو ملك لصالح الوسمي عبارة عن اربع غرف واجره الشهري 700 روبية.
العربانة
اول عمل زاولته في الكويت حين وصولي لها هو بيع الماء راجلا حيث ادفع عربة بها خزان ماء يقدر باربعين تنكة والعربة اشتريتها بمبلغ مقداره ثلاث مئة روبية والعمل يبدأ من الساعة السادسة صباحا والبركات التي نتزود منها بالماء كانت كثيرة لكن انا كنت اقتصر على بركة نايف والصليبية التي في شارع الجهراء وبركة الجبلة كنا نشتري الماء بروبية والتنكة نبيعها باثنتين ولا اخرج من بيوت المرقاب وسوق الكويت.
الزفة
التزود الواحد من بركة الماء يسمى بعرف بياعو الماء زفة فكل بائع قد يذهب ويعود باليوم الواحد خمس مرات او اكثر او اقل والبيوت التي نزودها الماء كنا نفرغ الماء ببرك او خزانات وبعض البيوت قد نفرغ بها عربة كاملة وغالب عملنا ينتهي الساعة العاشرة صباحا وبعض الايام يستمر اكثر حتى العصر وكل ما فرغنا وزودنا البيوت بالماء وضعنا على الجدار خط علامة للبيع والحساب وكل خزان ومغراف له خط نميزه عن تلك الخطوط
المناوشات
كان يحصل عند الزحام على البرك بعض المشادات الكلامية بين الباعة بعضها مع بعض والكل يريد ان يملأ عربته بالماء وينطلق نحو عملائه والمسؤول عن البركة كويتي اظن ان اسمه كان محمود ولم اكن اذهب للشامية الا بالاسبوع مرة واحدة كل عملي في المرقاب ونحن اهل العربانات لم نكن وحدنا نكد الماء بل كان هناك من يستخدم الحمير والجمال غيرنا.
المواصفات
عربة الماء ذات عجلات ثلاثة اثنان من الخلف وواحد من امام وندفعها بالصدر وهي متعبة ومرهقة وقد بعتها بمبلغ مقداره 600 روبية وتحولت لعمل اخر وهو بيع الخام راجلا مع ان هناك وظائف متوافرة في الاشغال ودوائر الدولة لكن بيع الخام شغله خفيف.
ابن دعيج
بدأت رحلتي مع الخام وهو بيع الاقمشة راجلا حيث احمل فوق ظهري بقشة بها ما يقرب من عشرات القطع التي اشتريها من السوق داخل الكويت كسوق ابن دعيج وسوق المعجل وسوق التجار وكان يبيع في هذه الاسواق تجار كويتيون وغيرهم والقطع التي كنا نشتريها من تلك المحلات كانت رخيصة نوعا ما يتعدى سعرها مئة روبية.
التجول
كنت اسكن في المرقاب عند جماعتي فنحن مجموعة عزاب وكل له امل وجهة ينطلق اليها في الصباح الباكر فأنا كنت استقل سيارة تاكسي بروبية واحدة وانزل في خيطان ثم اترجل على قدمي وابيع ما احمله على ظهري ومحل تجوالي خيطان ثم الفروانية وجليب الشيوخ والعضيلية وجميع البيوت في تلك المناطق مبنية على جميع التصميم العربي القديم وخلال عملي هذا عرفت البيوت والفرجان والشوارع فالبيوت التي اعرفها اطرق ابوابها اما التي لا اعرف فيها احدا فأنادي واقول (خام خام) وكنت ابيع بالياردة روبية اوروبية ونصف الروبية وهكذا عملي حتى ينادي المؤذن لصلاة الظهر فأصلي وصلاتي تكون بالمرقاب وبعد صلاة العصر اذهب الى السوق واشتري ما اردت من انواع الخام والاقمشة فعملي هذا يتطلب مني المواصلة والتواصل مع تجار الخام المتوافرون في سوق التجار وما جاوره من محلات وهكذا هو مشواري اليومي كد وتعب والشمس متعبة وحرها قائظ وآلية البيع وطريقته نقدا او دين مؤجل يدفع اخر الشهر والكل يدفع ما عليه من دين من الزبائن والعملاء اخر الشهر وبضاعتنا كانت رخيصة والبيع يتراوح ما بين عشرين روبية إلى ثلاثين روبية.
الدكان
بعد مضي وقت وأنا على هذا المنوال اطرق المناطق والشوارع بائعا متجولا على قدمي قررت ان تتحول طريقتي في البيع والشراء بمكان مستقر ومحل ثابت فاستأجرت دكانا في منطقة الفروانية وكنت اول واحد من جماعتنا يخطو هذه الخطوة فمحلات الاقمشة قليلة لكن البقالات كثيرة وكان موقع محلي هذا في شارع السوق في الفروانية القديم في منزل حمود الغريبة وقيمة استئجار هذا المحل عشرة دنانير اعمل من الصباح الباكر فيه إلى وقت العشاء والبيع نقدا ومؤجلا والزبائن هم غالبهم من المطران الرشايدة العوازم والفروانية في تلك الايام كانت بها حفرة رأيتها بعيني عليها سياج وتتجمع فيها السيول والمطر وهي جليب بن فروان المطيري.
الرخصة
محلي هذا خرجت رخصته سنة 1962 باسم صاحب الملك وبعد مضي سنة ونصف السنة جاء معي زميلي وصديقي ورفيق رحلتي في الخام مصبح ابو سالم وبعد مضي ثلاث سنوات انتقلنا إلى محلنا الاخر وكان قيمة ايجاره سبعة دنانير.
أنواع
انواع الاقمشة التي بدأنا معها من خلال عملنا كثيرة ومتنوعة وكلما تطور الخام وتنوع واستحدثت ماركات تطورنا معه في اول الشغل كنا نبيع القطن وكريشه وحرير هلا هوب نايلون، شال، تور، وطلبات اهل البادية ولا يزال الى يومنا هذا بعض زبائننا يأتون الينا من النساء بالامس البعيد كانت البنت تأتي مع امها وبالامس القريب مع بناتها واليوم نشاهدها مع حفيداتها وخلال عملنا تعرض المحل للسرقة مرة وسرقت منه بعض الاقمشة لكن لم يأخذوا فلوسا.
الشهرة
السوق اليوم مربح ولله الحمد (زين) وشهرتي عندما بدأت بالبيع ابو خزنة ثم تحولت إلى سالم وليس لي طموح غير هذه المهنة ادخل في بعض الاوقات بعض الدوائر الحكومية فأجد من يعرفني وأنا لا اعرفه.
الزواج
تزوجت سنة 1964 من نفس بلدي والمهر مقداره ثلاثمئة دينار ورزقت ولله الحمد بست بنات وثلاثة اولاد فيهم المتزوج ومن يعمل في الدولة ومن درس بالجامعة والمدارس الحكومية واولادي لم يأتوا للكويت بنيت بيتي في منطقة فصيعة وانا ورفيق دربي في التجارة اخي مصبح نتبادل السفر إلى بلادنا امكث نصف العام هنا والنصف الآخر في بلادي واقامتنا على السيدة الفاضلة ام علي حيث جزاها الله خيرا جعلتها لله فلم تأخذ منا شيئا بل اجر وثواب بلا مقابل جعل الله ذلك في ميزان اعمالها يوم القيامة.
دراسة
درست في مدارس الفروانية المخصصة لمحو الامية واخذت شهادة الرابع الابتدائي.
السلاح
اذكر يوم ازمة قاسم تجمعت الجالية العربية من يمنيين وعمانيين وغيرهم من العرب عند الامن العام واخذنا نردد يا ابو سالم عطنا سلاح نحن نقاتل وانت ارتاح واخذنا نتردد على الامن العام حتى طمأنونا ان كل شيء على ما يرام بالاذاعة والميكروفونات وقد قال لنا الشيخ سالم الحمود عندما تجمعنا ابشروا بالسلاح فان السلاح كثير كان الكويتيون يسجلون في المدارس اما نحن فكنا في الامن العام.
الفروانية
انا اشتاق للكويت ولا اجد راحتي إلا بالفروانية وقد عرفت اهلها وجمعت بيني وبينهم الصداقة خارج العمل - النمارين والمعاصبه، البراك، العلاج واذكر الشيخ خليل ابو ابراهيم الذي كان امام مسجد (نزال المعصب) وانا رأيت نزال لكن لا اذكر ملامحه.
http://www.alraimedia.com/Alrai/ArticlePrint.aspx?id=53803
يوجد صور شخصية للضيف و دكانه
|