
22-04-2009, 10:38 AM
|
عضو
|
|
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 40
|
|
مقابلة مع علي نايف هلال
مقابلة مع علي نايف هلال
علي نايف هلال: كنت سائقا مدنيا في قوة الشرطة سنة 1960
| إعداد : سعود الديحاني |
جريدة الرأي العدد 10868 - 03/04/2009
اليوم لقاؤنا مع احد الذين ادركوا جزءا من كويتنا القديمة جاء وعمره لم يتجاوز العشرين عاما وعمل في وزارة الداخلية قبل الاستقلال سائقا مدنيا حديثنا عن عمله والدائرة التي كان بها والتي كانت ادارة التحقيقات فيذكر لنا الحوادث التي كانت تعرض لهم وما هي الاكثر منها في تلك الحقبة ثم ينقلنا بالحديث عن ذكرياته التي قضاها في الكويت والاعمال التي مارسها والمناطق التي سكن بها وكيف كان يقضي وقت فراغه كما يتطرق إلى بلده والقرية التي نشأ بها ومشاركة والده وجده في قتال المستعمر الفرنسي لبلاده احاديث شيقة ومتنوعة نقضيها مع علي هلال
فلنترك له ذلك:
كان مجيئي للكويت سنة 1959 م عن طريق البر حيث انني كنت اود ان اسافر خارج بلدي مغتربا إلى البرازيل لكني لم يتيسر معي الامر فنمى إلى علمي سمعة الكويت وان الرزق فيها متوافر وهناك اناس من بلدنا ذهبوا اليها وبالطبع كان ذهابي عن طريق البر من الشام إلى بغداد ومنها إلى البصرة وكانت سيارات الاجرة متوافرة بالبصرة وقد استغرقت بي الرحلة ثلاثة ايام انطلقنا الساعة الثانية ظهرا ولم نصل بغداد الا الساعة الثانية ظهرا اما محطة قدومي إلى الكويت فكانت ساحة الصفا وكان لي ولد عم يعمل في مستشفى الصدر ممرضا وهو الذي استقبلني واستضافني وكان بيته مقابل محافظة العاصمة.
وكانت البيوت في ذاك الوقت بيوتا عربية متجاورة ومتفرقة وابن عمي الذي استضافني كان زوج اختي وقد اخذني على الفور عند جماعة كان لهم مطعم وموقعه في منطقة برقان مقابل مخفر المرقاب وهم من جنسية فلسطينية وكان اسم المطعم (يافا) وقد صرف لي يومية قدرها 20 روبية وقد كان موظفو واداريو وعمال الدوائر الحكومية كالاشغال والتربية يأتون إلى المطعم وقد اشتهر بعمل الكباب (اليافاوي).
العمل
بدأ عملي في هذا المطعم بكل نشاط من الساعة السادسة صباحا إلى العاشرة مساء لكن ذروة العمل الساعة التاسعة والثانية ظهرا في هذين الوقتين ينصرف الينا موظفو الادارات لأن لهم فرصة في هاتين الساعتين وكانت منطقة المرقاب لا تزال بها الاهالي الكويتيون ولم يخرجوا بعد إلى المناطق الجديدة ومكان عملي تغمره الحيوية والحركة وقد قضيت عاما كاملا في عملي في مطعم يافا وكانت وسيلة نقل المياه في تلك الفترة هي العربات الصغيرة التي تدفع باليدين وبعضها موتور صغير والكهرباء كانت متوافرة لكننا لم نعرف وسائل التكييف الحالية ولم يكن الجو حارا كما في مثل تلك الايام وكان الجو ابرد من تلك الايام وكانت منطقتا الشامية وكيفان مأهولتان بالسكان وبدأ العمران يدب بالمناطق المجاورة لهما ومطار الكويت كان متواجدا في منطقة النزهة لأنه عند سفري وعودتي كان عليه، وبعد مضي سنة سافرت إلى بلدي سورية لأنني كنت صغيرا في السن واشتقت إلى اهلي وذهبت خلال عودتي بنفس طريقة مجيئي للكويت (الكويت البصرة بغداد الشام) وهناك شركة (النيرة) لها وسائل نقل عبر هذا الطريق.
وخلال عملي عام كامل لم اغادر المحيط الذي كنت اسكن به، وكان عمري لم يتجاوز في تلك الفترة 20 عاما.
العودة
المدة التي قضيتها في بلدي هي ثمانية اشهر ورجعت بعد ذلك على طائرة تتبع شركة (عبر البلاد العربية) والطائرة كانت ذات محركات اربعة، اما المدة فكانت 4 ساعات بين الشام والكويت ورجعت مرة اخرى لابن عمي وزوج اختي ولكني لم امكث عنده اكثر من شهرين حيث ان مجموعة من ابناء عمومتي كانوا يسكنون بأحد البيوت العربية وهم متزوجون قلت اتزوج واسكن معهم وفعلا ارسلت إلى اهلي بمنطقة الجبل بالسويدا بسورية وكان مهري الف ليرة سوري وهذا شيء معروف بين العائلات في بلدنا لكن الجهاز وتكاليف الزواج على الزوج.
حولي
انتقلت بعد ذلك وسكنت منطقة حولي بالقرب من نادي القادسية وكان عبارة عن حوش عربي مكون من ثلاث غرف انا بغرفة واولاد عمي اثنان كل واحد منهما في غرفة وهما (زيد وسعيد هلال) وكان الحوش كبيرا جدا والايجار لا يتجاوز (المئتي روبية) بعد ذلك اخذت ابحث عن عمل وقدمت في طلب وظيفة إلى وزارة الداخلية في ذاك الوقت كانت بحاجة إلى سواقين مدنيين ليعملوا على الآلات التي تتوافر لديهم بعد ذلك دلني اناس على خليل شعيبر وكان وكيلا بالداخلية وعبداللطيف الثويني كان وكيل اول بالداخلية فدخلت عليه في مكتبه وقلت له انا جئت من سورية من جبل العرب وقال انت من جماعة سلطان الاطرش فقلت نعم فقال تكرم، ثم اعطاني كتابا موجها إلى كراج الشرطة فحملته وبكل سرعة توجهت حيث الكتاب موجه وهناك اجرى لي فحصا على سيارة لوري كبيرة
والذي اجرى لي ذلك الفحص شخص فلسطيني يسمى (عبدالحي) وكان الفحص عبارة عن تقديم السيارة للامام ثم ارجاعها مرة اخرى لمعرفة امكاناتي وخبرتي بالقيادة، وانا كنت احمل اجازة سورية قبل قدومي للكويت فاستبدلتها باجازة خاصة لكن القانون المعمول به في السابق يحتم على من كانت لديه رخصة قيادة ان تتحول إلى عامة بعد مرور عام عليه.
كراج
تسلمت عملي سائقا مدنيا بوزارة الداخلية في كراج الداخلية بمنطقة المرقاب وبعد ثلاثة ايام قال لي المسؤول سأرسلك لتعمل في ميدان حولي والمسؤول المنوط به ذلك العمل هو (سعيد شحيبر) كان سعيد شحيبر يعمل في التحقيق وقد فرزني تبعا له لاننا كنا ثلاثة سواقين وقد بدأ تداول وتعامل الدينار الكويتي وانا حقيقة كنت محظوظاً بعملي لانه كان قريبا من منزلي في ميدان حولي والتي كانت عبارة عن بيوت عربية وهي يطلق عليها شرق حولي.
المهمة
كانت مهمتي والعمل المنوط بي الخروج مع المحقق، حيث خرج للبلاغات بالحوادث وموقع الجريمة حتى حوادث السير كنت اخرج مع المحققين والسيارة التي استعلمها لذلك كانت سيارة جيب كشف وآلية العمل هي النوبات ثلاثة زامات الصباح والعصر والليل لكنني بعد فترة جعلت عملي بنوبة واحدة وهي العصر لان المسؤول قال لنا اتفقوا بينكم ايها السواقين وفعلا اتفقنا فكنت اذهب الساعة الثانية ظهرا واعود الساعة العاشرة مساء.
حوادث
كانت حوادث السير اكثر التي نخرج اليها مع المحققين وكذلك المخدرات وكانت قليلة، وتنحسر في الخمور التي تجلب عن طريق البحر وكثيرا ما وجدنها ملقاة على الشاطئ واذا خرجت المأمورية يكون فيها شرطي ورجل مباحث ومحقق وسائق وكان رئيس المباحث (سليمان المخيزيم) ومدير المحافظة (شهاب البحر) اما المحافظ فلقد ادركت ولي العهد (الشيخ نواف) حفظه الله محافظا على حولي وكان مكتبة بميدان حولي قبل ان يبنوا محافظة حولي بشارع تونس، اما حوادث القتل فهي قليلة جدا وحتى المشاكل الاخرى لا تذكر.
مناطق
كان بجانب منطقتي منطقة الشعب وهي مأهولة بالسكان وكذلك القادسية وحولي ولكن البنيان لم يكن بكثافة عالية، وانا بطبيعتي كل ثلاث سنوات اخذ اجازة ثلاثة اشهر اسافر فيها إلى بلدي واعود وانا ادركت الاحتفال بالعيد الوطني الاول وكذلك ازمة قاسم فنحن جهاز الشرطة كنا امناً داخلياً، اما الجيش فقد اخذ احتياطاته وكل سنة كانت ترفع لنا علاوات والراتب يزداد شيئا فشيئا بطبيعة الحال حتى حلول (1980) وقد انتقل سكني إلى شارع عمان بالرميثية على الدائري الخامس مقابل المستوصف.
الشركة
اسست شركة لنقل المياه، فمجمع المياه قريب من (سيلمة السالمية)، حيث كنا نزود بيوت حولي والنقرة والرميثية التي كانت تضم ثلاث عشرة قطعة فلم تكن الدولة في ذلك الوقت قامت بتوصيل المياه للبيوت ودرب التنكر الواحد كانت تكلفته (900 فلس) وهو يكلفنا (300 فلس) وبحلول سنة (1980) قدمت استقالتي من الداخلية وصفيت شركة النقل وذهبت لبلدي لان والدي بقي وحيدا بعد وفاة والدتي بسورية فذهبت لكي اخدمه وارعى مصالحه ونقلت جميع ما املك من اثاث ونحوه معي.
محافظة
كان خالي اخو والدتي عنده بيتا بمحافظة سويدا فأردت ان اشتريه واشتريته منه وهو عبارة عن دور واحد وقد اضفت اليه دورين اخرين وحين استقراري كان الحديد وادوات البناء رخيصة الثمن ما جعلني ابني عمارة مكونة من اربعة ادوار بجانب بيتي والحمد لله هذا الذي جعلني استطيع العيش واكمل حياتي بيسر في تلك المرحلة وهذا بفضل الله ثم عملي في الكويت.
الأولاد
أولادي ثلاثة أولاد وبنتان ولدوا جميعا بالكويت.
- الولد الاول رائد مواليد 1963، واياد 1965، ونايف 1967 والبنات نادية وريما مواليد 1973، وقد رجع ابني الاوسط إلى الكويت لان اقامته سارية المفعول وبعد ذلك رجع الاولاد إلى الكويت لانها مولدهم واحبوا العيش فيها واليوم ارى الكويت تغيرت عن الماضي، كانت بالاول تميزت بالرخص فكيلو اللحم كان بـ (900 فلس) والحليب المجفف بـ (900 فلس) وربطة الخبز (50 فلساً) وكانت تصرف لنا بطاقة تموينية مثل المواطنين الكويتيين وكانت مكونة من (الارز والحليب والشاي والدهن) اما مدارس الاولاد فكانت في مدارس الحكومة الا رائد الذي كان في مدرسة الجالية السورية التي كان يطلق عليها مدرسة (حطين) ونحن على الجبل كانت لنا اجتماعات في المناسبات كالافراح والاتراح.
خلخلة
نحن من قرية خلخلة تتبع لقضاء شبهة محافظة سويدا وعملهم بالزراعة شعير وقمح ومصدر مياه كانت بركاً ثم الحكومة اخذت توزع المياه من الجبل بأنابيب، اما بالاول كان المطر والابار التي تمتلئ من مياه الامطار فنحن عندنا الجبل تغمره الثلوج ثم يذوب ويمر بالوادي الذي يمر بالبلد واسمه وادي اللواء وكل بلد يأخذ منه ماء بواسطة البرك وهي برك مكشوفة واخرى محمية فالمكشوفة للغنم والحلال اما المحمية فهي للري والشرب والحلال المتوافر عندنا غنم ومعز وانا التحقت بالمدارس الحكومية حتى الصف التاسع وكان اهل البادية يأتون ويأخذون حلالنا على الربع اي ربع ما تنتجه ونأخذ منه السمن واللبن واليوم هؤلاء العرب اقاموا اقامة دائمة عندنا بالجبل.
الصرف
كانت وزارة الداخلية تصرف لنا كل ستة أشهر بدلتين وغترتين وكذلك جواتي... وبالعيد يعطي الامير منحة كل الموظفين وعندما توفي الشيخ عبدالله السالم ذهبنا نحن اهل الجبل وقدمنا العزاء في قصر الشيخ عبدالله وكنت انا مع الوفد الذي قدم العزاء.
المدارس
كانت مدرسة حطين للجالية السورية بنين اما البنات فكانت مدرسة اليعروبية وموقعها في عبدالله السالم والباصات متوافرة لنقل الطالبات وكذلك الطلاب والمنهج الدراسي كان منهج وزارة التربية الكويتية.
الثورة
والدي شارك في الثورة ضد الفرنسيين سنة 1925 وهو كان يرأس ثلاثمئة خيال وكان هو قدوتهم وطاردوا الفرنسيين في قوطة الشام حتى نبك وتم اخراجهم وكذلك جدي صالح وكثير من قريتنا وكل عائلة شارك افراد منها.
الجالية
كان للجالية السورية مشاركة في احتفالات الكويت خصوصا اهل الجبل منا يعملون عرضات ورقصات وكرنفالات وكنت اشارك معهم واذكر أنني شاركت معهم في الجابرية ودوار السالمية وكذلك الجبل الاخضر وذلك في العيد الوطني واذكر ان في ازمة قاسم تطوع كثير من جبل العرب وتجمهروا امام الامن للدفاع عن الكويت وكان حمد عماد شارك في ذلك التجمهر ومعهم نايف الاطرش وقابلوا الشيخ سعد العبدالله وقالوا ابشر كم تريد من الرجال لو عشرة الاف او عشرين الفاً نحضرهم للدفاع عن الكويت، وقد قال حمد سلامة عماد للشيخ سعد العبدالله رحمه الله أننا نحن تعودنا ان الصحن الذي نأكل من نحميه ونحن بني معروف الصحن الذي نأكل منه نحميه بسيفنا فشكرهم الشيخ سعد العبدالله على هذا الموقف وقال إذا احتجنا لكم سوف نستدعيكم.
الواجبات
نحن الواحد لما يكبر يكرس نفسه للواجبات والمناسبات التي تكون بالبلد وهناك العادات العربية واحدة بالجزيرة والخليج وسورية الكرم والمعروف والمساعدة والعادات العربية الواحدة.
http://wwww.alraimedia.com/Alrai/ArticlePrint.aspx?id=122705
|