عرض مشاركة واحدة
  #26  
قديم 22-04-2009, 11:16 AM
القلم القلم غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 40
افتراضي مقابلة مع مصطفى محمود أبو دقر

مقابلة مع مصطفى محمود أبو دقر






مصطفى محمود أبو دقر: عملت ممرضا في المستشفى الأميري سنة 1954





| إعداد : سعود الديحاني |
جريدة الرأي العدد 10763 - 19/12/2008



ضيفنا اليوم احد الكوادر الطبية التي عملت في منتصف عقد الخمسينات من القرن المنصرم فأدرك بدايات النهضة الطبية عندنا في الكويت عمل في مستشفى الاميري ثم انتقل إلى مستوصف البلدية الذي كان في الخالدية يوم كانت عبارة بيوت من الصفيح متلاصقة ذات كثافة سكانية يحدثنا مصطفى محمود أبو دقر عن عمله ممرضا في ذلك المستوصف والحوادث التي كانت تمر عليه وطبيعة الناس في ذلك الوقت كما ينقلنا إلى سفره مع البعثات الطبية التي كانت الدولة تبعثها مساعدة كثير من الدول، احاديث شيقة ومتنوعة يتخللها التطرق إلى ركب حياته العملية والاسرية




فلنترك له ذلك:


نحن من منطقة جنين تبع قضاء نابلس وهي اهلها فلاحون يزرعون على المطر والله سبحانه جاعل المطر يكفي للزراعة، اما ماء الشرب فهو بئر ارتوازية وانا اذكر من الحرب العالمية الثانية مرج بن عامر وتربته الحمراء كأنها الحناء ودراستي كانت بدايتها عند الشيخ محمد سعيد من قرية اسمها الجلمة في قضاء جنين اما قريتي فكانت صندلة حتى انني اذكر عندما سقط المطر والقرية واقعة على مثلث لا نكاد نصل وإلا وارجلنا قد غسلها ماء المطر، اما مهنة الوالد فهو مزارع كأبناء قريته ولم يكن عندنا في القرية شيخ معلم لذلك ذهبنا إلى القرية المجاورة لنا لنتعلم القرآن الكريم واللغة العربية بعد ذلك دخلنا المدارس الحكومية وقد دخلت مدرسة مقيبلة حتى وصلت إلى المرحلة الابتدائية ثم انتقلت إلى قرية اسمها اليامون وبها درس إلى السابع ابتدائي، بعد ذلك صارت نكبة فلسطين وبما انني اكبر ابناء والدي التحقت بالعمل مبكرا وكان في مستشفى الشفاء بجنين وكان عمري خمسة عشر عاما وهو في المدينة وهو عمل مع دراسة اي يدرس ويتعلم وانا بما انني راغب في هذه المهنة ولي رغبة للعمل الطبي والرعاية الصحية وكنت اداوم واقيم في المستشفى وهذا بعد نكبة فلسطين وقد مكثت خمس سنوات وانا متدرب واعمل في المستشفى وكل الحالات كنا نعالجها وكان الطب والعلاج ليس منتشرا ولم يكن في قضاء جنين إلا ثلاثة اطباء وكل القرى تتبع المستشفى وكنت اقبض راتبي بالجنيه الفلسطيني وهو عبارة عن مكافأة والمستشفى كان كبيرا عبارة عن ثلاثة ادوار.






الكويت
اخذنا نسمع عن الكويت من خلال جماعتنا، فالكويت اكثر بلد استقبل الفلسطينيين وساعدتهم واشفقت عليهم وفي ذلك كان يأتون تهريبا عن طريق العراق نسلك طريقا صحراويا والحكومة كانت تستقبلهم وانا انطلقت من فلسطين إلى عمان ثم بغداد ثم البصرة وبها كان الادلاء منتشرين من يريد الذهاب للكويت يأخذونه مقابل اجر مالي خمسة دنانير عراقية وكان صاحب الفندق اسمه احمد شاكر وهو الذي يأتي بالادلاء الذين يحملوننا إلى جبل سنام واللوري كان يحمل اكثر من سبعين شخصا ننزل ثم نمشي اتجاه الكويت وهناك اتفاق ما بين صاحب اللوري مع الهجانة العراقية التي سمحت لنا بالدخول والذهاب مشيا، والهجانة كانت قوتهم مكونة من الجمال حيث رأيناها منوخة، ذهب الدليل الذي معنا اليهم ثم قالوا نريد على كل واحد، ربع دينار دفعنا المبلغ المطلوب ثم مشينا مع الادلاء ليلا طوال الليل مشيا على الاقدام وبعد ظهور النهار قالوا لنا كل واحد يختبئ تحت شجرة من أشجار البر حتى لا ترانا الدوريات، فعلا الكل اختبئ تحت شجرة من الأشجار وبعد غياب الشمس واصلنا السير حتى وصلنا إلى شرق المطلاع وكانت رملية تغوص ارجلنا بها حتى أننا خلعنا الاحذية وحملناها بيدينا ثم واصلنا المسير، بعد وصولنا إلى الاثل القريب من المطلاع تجاه البحر اتت السيارات واخذنا نخرج كل ثلاثة مع بعضهم البعض يركبون السيارات المتوافرة وتذهب بهم إلى الكويت، والتجمع في المرقاب، والكويت كانت المرقاب والجبلة والشرق... السيارات كانت تكاسي.





الدروازة
الكويت كانت بلد امن وامان، الدروازة تغلق ليلا وتفتح بالصباح الباكر، نحن دخلنا في وقت الصبح ثم ذهبنا إلى جماعتنا في المرقاب اهل جنين وفرحوا بنا وقد سكنت معهم واقرب مسجد لنا عبدالله المبارك وبعد عدة ايام ذهبت إلى وزارة الصحة ورئيسة الهيئة التمريضية كانت فاطمة العريس (لبنانية) ومدير مستشفى الاميري بريئ انكليزي وعملوا لي اختبارا ووجدوني ممرضا وقالوا لي ان التعيين في شهر اربعة وقد اخذت فيزا وذهبت إلى البصرة ووقعتها من القنصلية البريطانية ودخلت بطريق مشروع قانوني ثم ذهبت إلى مستشفى الاميري وعملت به في الجناح الاول براتب مقداره مئة وخمسون روبية.





الممرض
وظيفة الممرض يخدم الطبيب والمريض ويعطي الدواء للمريض والغيارات كما يصف الطبيب اي مساعد للطبيب ... بعد الجناح الاول عملت بالجناح الرابع وهو فوق العيادات الخارجية التي من جهة البحر وهو في الدور الرابع وبجانب المستشفى الاميري سينما صيفية مكشوفة لا تعمل في الشتاء ... والجناح الاول كان جراحة اما الرابع فهو باطنية وبعد ثلاثة اشهر نقلوني بعدما عرفوا امكانياتي وعطائي الوظيفي إلى عشيش البلدية.





البلدية
وهي تبع العمال ومكانها اليوم منطقة الخالدية والشامية وكيفان وهناك قصر الشيخ سالم العلي الوحيد في المنطقة... وكان عند جسر كندادراي حاليا حتى قصر العديلية، كلها عشيش ومعي الدكتور علي الحديدي (سوري) والله يرحمه توفي وهو يقال له ابو صباح، له ابن استشاري في الاميري كان موجودا معي في مستوصف بلدية العديلية وكان يداوم معي صباحا اربع ساعات وبعد الظهر ساعتين، ولي سكن وعندي طباخ وهناك سيارة اسعاف تعمل في المستوصف، في الليل الذي يأتيني وحالته صعبة ارسله بالاسعاف إلى الاميري اما من كان يريد غيارا او دواء بسيطا اعطيه، وعشيش البلدية بها كثافة عالية كل الكويت كأنها ساكنة بها كل الجنسيات فيها وسائق الاسعاف موازي ابو قيطان والطباخ عراقي اسمه حنون ... والمستوصف عبارة عن اسبست الواح من الداخل وهناك سور اسلاك شائكة وهناك كهرباء اما اكثر الحالات فهي المغص وقد يأتي واحد مجروح ... من جملة الاشياء التي حدثت معي ان في ذات يوم جاءني سعودي راعي غنم وقد عضه ضب ويده متسممة وكان معه مرافق قلت للمرافق انه متسمم اخذته للدكتور علي الحديدي وقلت له ان هذا المريض متسمم فكتب له ابرة بنسلين الصبح والمغرب وقلت للمرافق لابد ان يأتي عندي يوميا وبعد اسبوع شافه الله بعد ذلك جاءني المرافق على وانيت احمر عليه سيفان ونخلة فسألت عنه فاذا هو خالد بن حثلين امير العجمان فصارت معرفة بيني وبينه حيث جاء بالمريض بعد فترة للاطمئنان عليه ... وقال لي اش رايك تذهب معي للسعودية قلت له في السعودية يضربون الذي يدخن والذي لا يصلي يضربونه... فقلت انا مرتاح وانا اسمع ان هناك ضربا للمدخن قال لي: انت سوف تكون عندنا في القصر في بيت عبدالعزيز بن سعود الكبير في الرياض فاعتذر منه وهو حقيقة لم يقصر معي حيث اكرمني ونحن كنا نسمي العطية في ذلك صوغة وصار بيني وبينه مراسلة إذا كان عنده احد يريد علاجا لان الكويت جوهرة الخليج متفوقة بكل شيء... وعند حلول عام 1957 اخذت اجازة وذهبت إلى فلسطين وهي اول زيارة لي بعد مجيئي للكويت وتزوجت هناك ورجعت بالطائرة وكان المطار بالمنصورية وانا سكنت في منطقة الشرق.





الفهد
عندما كنت اعمل في الجناح الرابع كان المسؤول عن وزارة الصحة هو الشيخ فهد السالم كان يأتي ساعة واحدة واثنتين من الليل ويتفقد المرضى والعمل واول مجيئه عندنا انا منعته من الدخول لان الزيارة ممنوعة في الليل وانا لم اكن أعرفه فقال أنا الشيخ فهد السالم فأخذني بيدي ومشيت معه في المستشفى ... وعندما كنت في البلدية كنت اخرج واعود من دروازة الشامية وقد ادركت ازالة سور الكويت سنة 1957 ... وقد اخذت سكنا (حوش) اجاره 150 روبية في الشرق قريب من البركة والمهرة هم الذين يأتون بالماء والحاجات موجودة، السمك ببلاش والاكل رخيص... امين مستوصف البلدية هو بدر خالد العمر.





القبلة
انتقل سكني في شارع فهد السالم وعملي في مستوصف القبلة وهو كان بين البيوت، ودوامي صباحاً وعصراً وامين المستوصف كان عبدالقادر الرشيد وقد مكثت في مستوصف القبلة إلى سنة 1967 ثم انتقلنا بعد هدمه وهو اول مجمع صحي في الكويت ... بعد ذلك ذهبت بعثة إلى سورية وعملت في المستشفى العسكري وكان رئيس البعثة محمود البوس ومكثنا اربعين يوما نحن تابعون للصحة في مستشفى مزة العسكري وذهابنا كان عبر الطيران إلى بغداد ثم سافرنا بطائرتين واحدة عليها الطاقم الطبي والاخرى المعدات الطبية ونزلنا في الاردن ثم دخلنا سورية مستقلين الطريق البري بحافلات وقد جاءنا حريق النابال قنابل النيبال التي سقطت على دمشق ... كان معي رئيس ممرضي شؤون الصحية واسمه زهدي الكرداس واجتمعت معه في البعثة وقد رأى اخلاصي وعملي وقال إذا رجعنا تأتي عندنا في الشرطة وبعد رجوعي جاءني نقل من دون ان اسأل عنه وقد قلت لفاطمة العريس رئيسة الهيئة التمريضية أنا لم اطلب نقلي ومرتاح بعملي بالقبلة قالت اذهب وإذا لم يكن العمل ملائما ارجع لنا ذهبت من سنة 1968 إلى بعد الغزو في قرطبة لكن عملت بالنويصيب والسالمي والعبدلي وكلية الشرطة وخفر السواحل التي كانت بالشويخ والصبية اخذت بها ستة عشر عاما وأنا ممرض، ففيه حالات كانت تأتي عندي حيث هناك مهربون يلقون القبض عليهم وقد يكونوا مجروجين وأهل الصلبوخ يأتون وهم مصابون فأنا أعالج الشرطة وغيرهم وعملي يومان وارتاح اربعة ايام... كان المريض الذي يأتي يريد مساعدة نقوم بها.





السيارة
سنة 1958 اشتريت اول سيارة انكليزية هيلمن والقيادة تعلمتها لوحدي ومن خلال الناس الذين اعرفهم.




المدة
عثمان الايوبي كان على خفر السواحل وصالح الشايجي معي في الصبية وعبيد عوض الراجحي... وانا ليلة الغزو كنت في الصبية كنت أدخل ليل الثلاثاء واخرج يوم الخميس صباحا، وكانت عندي مراجعة في وزارة العدل وقد اتصلت علي زوجتي وقالت انزل علينا ليلة بدري لان الخميس الدوام إلى الساعة الحادية عشرة وقد ظللت سهران إلى الساعة 12 وبعدها كلمت الضابط وقلت انا أريد أن انزل عندي شغل قال الله معك وكان هناك واحد اسمه صالح القحص يا أبا عصام ترخص لي لكي اذهب معك رجعت إلى الضابط وقلت يا ابا نايف اريد ان تسمح لصالح أن ينزل معي وهو ليس عليه زام قال ابا عصام سوف ينام والصبح يأتي البدل لنا قلت الدنيا ليلا وأخاف تعطل السيارة واذا كنا اثنين نسلي بعضنا وكان صالح عريفا، والله والذي جمعنا من غير ميعاد- منذ ان خرجنا من الصبية حتى بيت صالح في الجهراء كنت نتبادل الحديث واقول له يا بو محمد الله يكفينا شر هذه الليلة ونزلته ورحت لخيطان والساعة 6 الصبح دق التلفون واذا اخي يقول لا تزال نايم لم يأت في بالي الا والدتي قد جاءها شيء، فقال لي ذهبت إلى مستشفى الصباح ورجعني الجيش العراقي.





قرطبة
ذهبت إلى مستوصف قرطبة وكان به ملفات الداخلية وقدزالوا اللافتات من أعلى. وزملائي في الصبية ذهبوا اسرى وبعد الغزو داومت بقرطبة ثم الابعاد ثم السالمي وكان مدمرا وبعدها تقاعدت في شهر 10 سنة 1991.





الأولاد
الله رزقني ستة اولاد وبنتا وواحد من الاولاد توفاه الله وكلهم جامعيون بفضل الله ثم الكويت جعلتنا نعلمهم وبنتي متزوجة من دكتور وهي مقيمة في رام الله.
ومهر زوجتي كان 150 دينارا



الحج
أما الحج فلقد حججت ثلاث مرات اول مرة كانت سنة 1962 مع حملة الدويلة وبعدها اتيت بأم زوجتي ووالدتي سنة 1966 وقد توفت والدة زوجتي معي في الحج والثالثة مع حملة البناء وقد بعثتني الوزارة إلى بنغلاديش حيث كانت هناك فيضانات.





التطوع
سنة الغزو عملت مع الدكتور جمال يوسف الدعيج حيث عملنا في مركز قرطبة مستوصفا وكنت أقود سيارة واعمل ممرضا، كنت اخرج مع الدكتور جمال بالاسعاف ونذهب إلى مستشفيي الصباح ومبارك ونأتي بالادوية ونوزعها للمستوصفات ثم نذهب للمخبز الذي باليرموك ونحمل بالاسعاف خبزا ونوزعه لبعض العوائل واذكر اننا واجهنا زحاما في احد الشوارع فصعدت على الرصيف لكي اتفادى الزحام وكان معي الدكتور جمال الدعيج واحد ابنائي الصغار وعندما وصلت إلى نقطة التفتيش رفع الجندي العراقي السلاح بوجهي فجعلت ابني ينام ويتظاهر بالمرض وقلت للجندي معنا حالة خطرة، مريض يموت ففسح لي الطريق وقال لي الدكتور جمال الدعيج ماذا فعلت يا أبا عصام.





أزمة قاسم
خرجنا يوم أزمة قاسم وعملنا خيام مستشفى بعد منطقة المطلاع واذكر ازمة قاسم التي قتل فيها الضابط فهيد السهلي الله يرحمه.




البعثة
انا ذهبت في بعثة رئيسة رسمية إلى العراق يوم كنا نكافح مرض الكوليرا ومكثنا شهرين وسورية مرتين وبنغلاديش.





العوضي
الدكتور عبدالرحمن العوضي معروف ومن احبابنا وهو رئيس البعثة التي ذهبنا بها للعراق ونحن ذهبنا مدة اسبوعين لكن المدة طالت فرجع من كانت له اشغال في الكويت والدكتور العوضي انا الوحيد الذي لم يوافق على رجوعي وتبديلي، حيث ما المشكلة التي تريد ان تذهب لاجلها قلت له انا اريد ان ادخل اولادي المدارس قال: اولادك علي ادخالهم اذا رجعنا للكويت قلت خلاص ما دام قلت ان دخول اولادي عليك فلن اذهب والدكتور كان يرى عملي في البعثة انني كنت مخلصا و«دينمو الحركة» كلها والبعثة اشرف على مهامها... وبعد العودة ذهبت إلى مستشفى الصباح حيث عمل الدكتور عبدالرحمن العوضي وذهب معي لوزارة التربية وادخل اولادي في المدرسة بعدما تعطل دخلوهم، لقد دخل الدكتور العوضي على الوزير وجعله يتصل على التسجيل وفعلا التحقوا اولادي في المدارس في المدرسة القريبة من بيتنا.




النفس
الذي يحز في النفس انني بعد شهادات الشكر والخدمة الطويلة وكبر السن ان اكون عالة على اولادي كل سنة ادفع رسوم اقامة.



http://www.alraimedia.com/alrai/ArticlePrint.aspx?id=99251
رد مع اقتباس