[ولدالشامي]

إسم من كلمتين مطبخ المعارف . نعم إنه كذلك . لكنه كان معلما وصرحا مهما من معالم الكويت القديمه وكان فخرا من مفاخرها. ويكفيه أنه بنى اجساما وغذى عقولا لبعض الطلاب والطالبات كان اولياء امورهم غير قادرين على تغذيه اولادهم التغذيه المثاليه . واعطى نشاطا وأطعم الملايين من طلاب المدارس وطلاب السكن الداخلي والموظفين واللاعبين الرياضيين الى جانب تزويد كنترولات الامتحانات والتصحيح والمؤتمرين في مؤتمراتهم وحتى من كان يزور المعارف من وفود مختلفه .

وأنشأ هذا المطبخ في زمن المغفور له الشيخ عبدالله السالم وتعهده برعايته واهتمامه رحمه الله وذلك في مطلع الخمسينات من القرن الماضي . كان يسمى مطبخ اداره المعارف ثم تغير الاسم الى المطبخ المركزي التابع لاداره التغذيه لوزاره التربيه .

لقد وزع مئات الملايين من الوجبات على مدى اكثر من ثلاثه عقود ونيف . كانت سيارات هذا المطبخ البيجيه اللون ذات الانف الافطس تجول فجر كل يوم لتوزع على جميع مدارس الكويت وبجميع المناطق وبجميع مستوياتها الوجبات اللذيذه والصحيه والمتوازنه والمشبعه والنظيفه وطبعا المجانيه.

إذ كان هذا المطبخ يقوم بعمل خبز التوست مع المربى او الجبن الى جانب البيض وشوربه العدس وعلب شراب اللبن الكرتونيه (التوست واللبن والحليب والجبن كانت تصنع بالمطبخ) والبسكويت والشاي بالحليب . واصناف عديده من ماكولات للغداء او العشاء الى جانب توزيع اصناف الفواكه من تفاح او برتقال او موز والكثير غيره . وكان مايزيد من هذه الاصناف . كان يوزع على عمال وعاملات المطاعم في المدارس .

وصلت سمعه هذا الصرح الى أن كانت بعض وفود الكويت تقوم بزيارته لانهم كانوا يسمعوا عنه وعن خدماته الراقيه وكان يعتبر مطبخا من خمسه نجوم بلا مبالغه. وقد تم الغاء خدمات هذا المطبخ بسنه 1985 وبالتدريج الى ان توقف التوزيع نهائيا بنهايه التسعينات .وخلقوا بدلا عنه الكانتينات التي تبيع كل مايؤذي اجساد الاطفال.

ولاأعرف متى تم هدمه وتحطيمه . هنا لايسعني الاان اقول الرحمه عليك يامطبخنا العزيز واسكنك فسيح ساحات الدفان وعزاؤنا لك انك ستجاور اصحابك واترابك ممن عايشتهم وزامنتهم من مباني الكويت القديمه .