قصة النوخذة «أبو عنكورة»
في عهد الشيخ احمد الجابر سن قانون الغواصين وكان مكونا من 51 مادة تنظم عمل الغوص بما في ذلك الامور المالية والسلف والتسقام واجراءات العمل في سفينة الغوص ومرض البحار ووفاته والديون التي تكون بذمته وكذلك حالات عجز البحار عن العمل، فكان قانونا شاملا وافيا لكل ما يهم ذلك المجال الحيوي في ذلك الوقت.
واذكر من المواقف الطريفة التي ما زالت باقية في الذاكرة رغم مرور السنين، اذكر هذه المحاورة التي تمت بين الشيخ احمد الجابر رحمة الله عليه وبين احد نواخذة بر العدان وهو معروف باسم ابو عنكورة.
ففي احد مواسم الغوص رزق النوخذة ابو عنكورة قماشة باعها بثمن كبير وكان سهم الحكومة منها مبلغ مائتي روبية وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت وقام ابو عنكورة بدفع المبلغ المستحق عليه الى الحكومة، وفي الموسم التالي عاد ابو عنكورة من الغوص خالي الوفاض ولم يجد ما يسد به دينه فقال لمن معه من الرجال انه سيذهب الى الشيخ احمد الجابر (حاكم البلاد في ذلك الوقت) ويشكو له الحال وبالفعل ذهب من فوره الى مجلس الحاكم.
عندما رآه الشيخ بادره قائلا:
ايش عندك يا ابو عنكورة
فرد النوخذة بفطرته وبساطته المعهودة:
لا تعنكر.. غيصكم عليه رادى مأتي روبية.
فضحك الحاكم وقال للنوخذة:
غيصنا لا يأكل ولا يشرب يا ابو عنكورة.
فقال الرجل بالبساطة نفسها:
لما اهو لا يأكل ولا يشرب.. اشلون خدتوا على مأتين روبية؟
فضحك الأمير وعرف ان النوخذة لم يربح شيئا من غوص ذلك الموسم.
وما كان من الشيخ احمد الجابر الا ان امر بدفع مبلغ مائتي روبية الى النوخذة ابو عنكورة ليواجه بها ظروف المعيشة.
وانني اذ اذكر هذه الواقعة الطريفة التي تبين العلاقة الطيبة التي تربط بين شعبنا الكويتي وحكامه فهي علاقة احترام ومحبة ورحمة وليست علاقة تسلط وقهر كحكام شعوب اخرى.
فليحفظ الله لنا هذه الاسرة الطيبة الكريمة وليحفظ الله لنا الكويت ارضا وشعبا وخيرا وأمنا.
من كتاب كويت الماضي
للمؤلف سليمان فهد المخيزيم
جريدة القبس 08/07/2009م