عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 19-10-2009, 02:15 PM
ابومحمد الانصاري ابومحمد الانصاري غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Oct 2009
المشاركات: 2
افتراضي

عمي العزيز الكتور الانصاري غفر الله لك وجعل الجنة مثواك وجزاك الله خيرا على هذا الاطراء والتذكير برجالات كبار كان لهم السبق في امور الدنيا والآخرة ، وان شأتم حدثتكم عنهم ولكن والله ان الكلمات والعبارات لتعجز عن وصف اؤلئك القوم وتسطير مآثرهم ، ولكن إن ذكرت الدين والصلاح والعبادة فحدث ولا حرج ، فقد كانو يسابقون بل ويسبقون المؤذن الى المسجد ، ويصلون الليل والنهار لا يفترون ، ويصومون حتى تقول متى يفطرون ، وان اردتم الاخلاق والصفات الحميدة فاذكرهم فيها واذكرها فيهم ، فالكرم كان مضرب الامثال فيهم ويشهد على ذلك القريب والبعيد والصغير والكبير ، والسماحة كانت متأصلة فيهم ، وأما مساعدة الفقراء والمحتاجين واصلاح ذات البين وصلة الرحم وحسن الجوار و و و و فاسال القريب والبعيد والرجال والنساء واسأل اليتامى والارامل والمعدومين ولا ينبؤك مثل خبير ، فقد كنت شاهدا على كثير من هذه الصفات الحميدة من رجالات عائلتي الكريمة ( ولا قصور في باقي العوائل الكرام ) وسأحدثكم عن والدي الحبيب النوخذة الحاج طه بن الملا ياسين آل رافع الانصاري رحمه الله رحمة واسعة واسكنه فسيح جناته ، في مساء الاحد ليلة الاثنين قبل وفاته بساعات كان رحمه الله عندي في الديوانية على عادته يستمع الى درس اخيه الشيخ ابي حذيفة وكان الشيخ يتكلم عن القبر وعذابه والجنة والنار فنظرنا الى الوالد رحمه الله فاذا عيناه تذرفان من خشية الله ، ثم ذهب الى بيته وصلى ما شاء الله له ان يصلي من صلاة الليل والتهجد ثم نوى صيام الغد الاثنين حيث كانت من عاداته التعبدية منذ ان عرفناه ، ثم اضطجع لينام فأحس بألم في قلبه فأسرع به اخي عبدالرحمن الى المستشفى ولحقنا به فما لبث دقائق حتى لحق بالرفيق الاعلى ، الى هنا كان الامر اعتياديا ، ولكن الامر الغريب الذي حدث ولم يكن بالحسبان ، حيث خرج بعض الفقراء الذين كانوا يعيشون بيننا ونعرفهم جيدا واخذوا يبكون بكاء مريرا على فقده ، وعند سؤالهم عن سبب ذلك ظهرت المفاجأة الكبيرة من سيرة الراحل الكبير حيث تبين ان الراحل رحمه الله كان يصرف عليهم ويوصل المؤونة والمواد الغذائية لهم شهريا الى بيوتهم ويطلب منهم عدم ذكر ذلك لاحد ، لله درك يا أبي فقد كنت عونا وسترا للفقراء والمحتاجين وأسال الله سبحانه ان يجعلك في الفردوس الاعلى فقد كنت خير قدوة لمن خلفك.
عذرا ايها الاحبة على الاطالة فان كلمات عمي الدكتور هيضت قلبي وألهبت مشاعري ولو استرسلت في الكتابة فلن انتهي ولكن هذه اشارات ونقطة من بحر اخلاق آبائي واجدادي رحمهم الله جميها ، ولنا وقفات باذن الله مع بعض رجالات الكويت من عائلة آل رافع الانصاري في الايام القادمة
رد مع اقتباس