خيام في بوبيان
في 14 فبراير 1902 أقام الترك خمس خيام لعساكرهم في جزيرة بوبيان وقد تم إبلاغ الإنكليز بذلك حيث أرسلوا إليهم المنور سفنكس الذي أبحر إلى بوبيان في 15 من الشهر المذكور ليستكشف هذا الأمر وليعرف سبب إقامتهم في هذا المكان الذي هو تابع للكويت، وفي الوقت نفسه أرسل الشيخ مبارك مجموعة من الخيل عن طريق البر إلى بوبيان ليستخدمها قبطان سفنكس في نزوله وركوبه (16 فبراير 1901).
- وفي 16 فبراير 1902 جاء إلى الكويت محمود بيك من البصرة ومعه 12 عسكريا تركيا، وقد وصلوا عن طريق الجهراء. وتفيد الأخبار أن الغرض من مجيئه هو أنه يحمل رسالة من الباب العالي في اسطنبول فيها شيء من الملاطفة والترغيب للدولة العثمانية. ويذكر الوكيل الإخباري أن من المعلوم أن الشيخ مبارك لن يغير موقفه من تلك الدولة ولن يتصرف دون مراجعة بريطانيا.
- يتحدث التقرير المؤرخ في 20 نوفمبر 1902 عن المضايقات التي تتعرض لها أملاك الشيخ مبارك من بساتين النخيل في منطقة الفاو والمتاعب التي واجهها أتباعه من الفلاحين من قبل السلطات العثمانية، وقد تسبب ذلك في خسارة مقدارها 2000 ليرة عثمانية. ويذكر الشيخ مبارك أن ما حدث كان بتحريض من يوسف الإبراهيم، ويطلب من الحكومة البريطانية أن تقوم بواجبها لحماية مصالحه.
إغفال أحداث
ويلاحظ على هذه التقارير أن علي بن غلوم قد أغفل عددا من الأحداث ولعل أهمها محاولة الدولة العثمانية احتلال الكويت بعد هزيمة الشيخ مبارك في موقعة الصريف وقد بدأ ذلك بوصول رؤوف بيك، وهو مبعوث عسكري تركي إلى الكويت في 2 أبريل ،1901 بغرض التأكد من سلامة الشيخ مبارك بعد أن أشيع نبأ مقتله في موقعة الصريف. وقد أشار بونداريفسكي إلى وصول هذا المبعوث الذي حددت المصادر الروسية وقت وصوله في 31 مارس 1901 (وخبر علي بن غلوم يصحح ذلك). وقد ذكر ذلك المبعوث وهو ياور الوالي محسن باشا أنه لم يتمكن من معرفة الموقف في المدينة، لأن مباركا لم يسمح له بالبقاء فيها فعاد أدراجه.
وفي الأيام الأولى من شهر أبريل 1901 وافق السلطان عبدالحميد على خطة المشير أحمد فوزي باشا التي تهدف إلى استغلال ضعف مبارك ووجود قوات ابن رشيد على مقربة من حدود الكويت من أجل توجيه ضربة حاسمة إلى الكويت تقوم بها وحدات الفوج السادس، وفي نهاية أبريل كان قد احتشد في البصرة 2300 جندي من القوات التركية النظامية، ونقلت عشرات المدافع الراجمة الحديثة من الآستانة إلى البصرة عبر البحر، كما وصل اللواء محمد باشا الداغستاني إلى البصرة، وهو الذي أنيط به القيام بمهمة احتلال الكويت.
إن هذه الأحداث رغم قربها من الكويت وسهولة التعرف على ما يجري في داخل البصرة من قبل أعوان مبارك وعيونه هناك لكننا لا نجد لها انعكاسا في رسائل علي بن غلوم الذي اجتاز هذه الأحداث ليتكلم عن رغبة مشير بغداد ووالي البصرة محسن باشا بزيارة الكويت (بناء على أمر من الباب العالي) غير أن المرض المنتشر في البصرة يمنعهم من ذلك (5 مايو 1901)، ثم تحدث علي بن غلوم عن وصول محسن باشا والي البصرة إلى الكويت في 18 مايو 1901 حيث استقبله الشيخ جابر بن مبارك في الجهراء ومعه أربعمائة فارس، في تظاهرة واضحة لبيان مكانة الشيخ مبارك وقوته. وقد أقام محسن باشا في ضيافة الشيخ مبارك يومين وفي اليوم الثالث غادر الكويت إلى البصرة بعد أن قوبلت بالرفض جميع العروض التي عرضها على الشيخ مبارك ومن بينها صدور فرمان بمنصب للشيخ مبارك من الباب العالي، وترتيب تعيين حامية عثمانية في الكويت، حيث بين له الشيخ مبارك بوضوح أننا لسنا في حاجة إلى عساكركم ولا إلى فرمانكم. وأوضح أن الكويت ترغب في التحالف مع بريطانيا لأنها لم تر من الدولة العثمانية سوى الأذى والمشقة، وأشار إلى الحشود التي حشدتها الدولة العثمانية لغزو الكويت برا وبحرا.
وقد تتابعت بعد ذلك رسائل علي بن غلوم تبين ردود الفعل العثمانية، كان أولها استمالة الدولة العثمانية للشيخ سعدون أمير المنتفك وصديق الشيخ مبارك من أجل تحييده فيما سيحدث مستقبلا، ثم ورود تلغراف من الباب العالي إلى والي البصرة ليطلب من الشيخ مبارك الحضور إلى اسطنبول لتعيينه عضوا في مجلس الدولة، وأنه إذا لم ينفذ لك سوف يتم إخراجه بالقوة من الكويت، وكان رد فعل الشيخ مبارك هو الطلب من بريطانيا بالتفعيل الفوري لاتفاقية الحماية. وفي 14 فبراير 1902 تذكر رسائل علي بن غلوم نزول الجيش التركي في جزيرة بوبيان حيث أقيمت خمس خيام للعساكر هناك. كما بدأت السلطات العثمانية في التعرض لأملاك الشيخ مبارك في منطقة الفاو والعمل على مضايقة الفلاحين في بساتين النخيل، مما تسبب في خسائر كبيرة في موارد الشيخ مبارك المالية
|