[كويتى مخضرم]

قصة من تاريخ الكويت (الحركة الإقتصادية)

لقد تميز نشاط الكويت الاقتصادي في فترة ما قبل النفط بالشمول والحركة الواسعة النشطة، ولقد بحث هذا المواطن عن كل الفرص المتاحة حتى تتوافر له كل الموارد، فاستثمر وشمر عن ساعده واستفاد من موقعه على البحر بكل ما في هذا البحر من ثروات طبيعية من لؤلؤ وتجارة وبناء سفن كالتبيل والبقارة والبغلة، واستغلها في ركوب البحر والسفر الى الهند وشرق آسيا والفلبين وسنغافورة. لذا كان هناك نشاط بحري كويتي في السفر والتجارة الى الخليج، فأصبح هناك تاريخ عظيم لهذا النشاط الكبير سواء في الغوص على اللؤلؤ او التجارة مع الدول المجاورة والبعيدة، كما واستغل الصحراء ببرها الواسع الكبير، ولعبت القوافل دوراً مهماً في ازدهار تجارة الكويت، فكانت هناك تجارة كبيرة ازدهرت في القرن الثامن عشر من الكويت الى حلب، وقد وصل ان القافلة المتجهة من الكويت الى حلب تتكون من خمسة الاف جمل يحرسها الف رجل، وان الطريق من حلب الى الكويت يأخذ ما يقارب شهرين ونصف الشهر.
والكويت تستورد الاقمشة والسكر والارز والتوابل والقطن والبن من اليمن، ومن فارس الفواكه المجففة والتبغ، ومن البصرة القمح والفاكهة والتمر، ومن الهند الأخشاب لبناء السفن وتصدر الكويت الدهن، الخيول.
وسنويا يذهب ما يقارب من ثلاثين مركبا الى بومبي وفي معيتها الفا قلة من التمر، وتستورد ايضاً من اهالي البادية الماشية والحليب والزبد.
وقد نشطت تجارة الخيول وتصدر 600 حصان، ولقد اقام يوسف البدر بالجهراء قلعة يجمع فيها ما يصله من الخيول ثم يرسلها الى الهند، وثمن الحصان 300 روبية ويصل ثروتها حوالي 750 الف روبية، وفي الهند يباع بحوالي 800 روبية.
لقد استثمر الكويتيون فراعنة الخليج البحر، فكانت السفن تجوب عباب البحر، تنقل التجارة من والى، واستفادت من الصحراء الواسعة، فكانت المسابلة والمعنى ان يجيء ابناء البادية الى المدينة فيسابلون تجارتها اي يشترون بالاجل من ملبس ومأكل ويدفعون ثمنه بعد فترة واكثر. من يجيء الكويت للمسابلة هم من نجد ويفضلونها على الزبير والبصرة حباً بتجار الكويت لانهم يتساهلون معهم فلا يقاضونهم، والدفع فيه تساهل حتى لو مرت سنتان المهم التبادل التجاري.

بقلم: غنيمة الفهد
جريدة القبس
تاريخ النشر:07/11/2009