[ولدالشامي]

كثيرا من الناس سواء بالكويت أو على مستوى العالم سمعوا عن جنون سوق المناخ ( سوق الدلاله والاسهم) بالثمانينات . لكن بالطبع ليس الكل من سمع عن هدايا السيارات الفاخره وأطقم الالماس التي كانت تهدى للعديد من الناس وهل سمعوا عن المبالغ والصفقات بعشرات الملايين من الدنانير التي كانت تستثمر بطريقه غير طبيعيه وخارجه عن العقل والمنطق ؟

وايضا هل ياترى سمعوا عن روايه احراق بخور بمائه ألف دينار بيوم من الايام وبساعات الصباح الاولى لابعاد العين والحسد بعد أن حقق أحد المضاربين ارباحا خياليه , والذي وصلت روائح البخور لمسافات بعيده من كثافته وقوه دخان البخور الكبيره . ويقال بان الروائح وصلت لمنتصف شارع الجهره ؟
ومن ضمن من نشط بالبيع وكانوا يتجولون بالسوق مع بضاعتهم ,
باعه العطوروالطيب والبخور والسجاد الايراني والساعات الفاخره والمجوهرات والمسابيح الثمينه جدا وباعه الاقمشه الفاخره للدشاديش وحتى باعه السمك كان لهم حصه وغيرهم وغيرهم .

كانت اسعار البيع مجنونه مثل اسعار الاسهم والتداول إذ كان يدفع عشرات بل واحيانا مئات الاضعاف من قيمه الشىء كنوع من التباهي والتفاخر والتدليل على أن المضارب قد حقق اليوم ارباحا خياليه . فماذا يمنع ان يدفع 50 دينار ثمنا لسمكه هامورمتواضعه قيمتها دينارين . والمبلغ الخيالي من آلاف الدنانير لقطعه زل ( سجاد نايين ) مترX نصف متر . أو توله طيب بخمسمائه أو ألف دينار وغيرها وغيرها. كل ماسبق شبه معروف ومتداول .

لكن كل هذا الجنون لم يكن شيئا أمام دفع ( قفليه / فروغ / خلو رجل ) لدكان بقاله لاتتجاوز مساحته 15 أو 20 مترا مربعا لجعله مكتب دلاله , من مستأجره الايراني البسيط بمبلغ مليوني دينار والذي قبض المبلغ وغادرالكويت بعد ان شاهد جنون السوق وقبل أن يفقد عقله ويصاب مثلهم بالجنون .

هذا بعض ماكنا نسمعه عن سوق المناخ من روايات ولاأظنها غير دقيقه, لاننا سمعناها من العديد من الناس وحتى الصحف كانت تذكر بعضا منها . إنهار السوق إنهيارا مروعا رغم احراق وتبديد بخور بمائه ألف دينار عن الحسد والعين . وليس أدل على هذا الكلام وصدقه الحالات الكثيره للجلطات والسكتات القلبيه والانهيارات النفسيه الذي أعقبها فتح جناح خاص بالمستشفى الصدري ( وحدة القلب ) وجناح آخر بمستشفى الطب النفسي لشخصيات ذلك السوق المنهار لعلاجهم من صدمتهم المروعه . والله أعلم .