الموضوع: قبازرد
عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 16-02-2010, 11:24 AM
الصورة الرمزية eagle220
eagle220 eagle220 غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jan 2009
المشاركات: 30
افتراضي تصريح للمرحوم النائب السابق محمد قبازرد



" محمد قبازرد "


بدأت الهواية بالتصوير السينمائي في أوائل الثلاثينات ، وفي عام 1948 قمت بشراء كاميرا سينمائية كوداك 16مم كتجربة . قمت بتصوير بعض المناظر عن معالم الكويت في ذلك الوقت وأرسلت الفيلم إلى لندن للتحميض . وعندما رأيت النتيجة – صور متحركة ملونة – شعرت بشيء من النشوة والفرح ، وكانت باكورة عمل هزتني وحفزتني إلى أن استمر في تلك الهواية ، وصارت الهواية عندي هي الدافع إلى روح انتاجية وابتكارية لدرجة أنني أعطيت هذا المجال كل اهتمامي وقد كان هذا بدون أي نوع من الدراسة لهذا الفن . وأقصد بالروح الابتكارية أنني حاولت أن أبحث عن زوايا أفضل للتصوير بالكاميرا ، وكيف التقط بعض المناظر عن طريق الرجوع بالكاميرا إلى الخلف ، أو من أعلى أو بالعكس .. بعد ذلك اشتريت كاميرا كوداك كبيرة 16مم وهذه ساعدتني أكثر وعلمتني كيف أصنع بعضاً من الحيل السينمائية بحيث كان بمقدوري أن أصور الشخص الواحد وهو على طاولة يتكلم مع نفسه كأنه اثنين .. ولم تقتصر الروح الابتكارية على هذا فقط وإنما لاحظت أن الفيلم الصامت يبحث على الملل ولذلك ابتكرت واضفت بعض المقطوعات الموسيقية لتكون خلفية لتلك المناظر التي كنت أقوم بتصويرها وأول عرض سينمائي شاهدته كان في البصرة في أواخر العشرينات ، وكان فيلم ( وداد ) لأم كلثوم وكان هذا الفيلم شيئاً عجيباً في هذا الوقت من ناحية الإخراج والتمثيل ، وقد رأيت هذا الفيلم أربع مرات ، لدرجة أنني حفظت القصة ، كان نوع آلة العرض هو R.C.A وهي أمريكية الصنع وقد كانت هذه الأفلام التي أقوم بتصويرها تعرض بشكل عائلي أو على بعض الأصدقاء ، وفي بعض الأحيان كنت أعرض هذه الأفلام أيضاً على الأمراء بناءاً على طلبهم . بدأت العروض السينمائية في الكويت على ما أذكر في بداية الخمسينات .. وكانت تعرض بعض الأفلام المصرية .. أو الأمريكية بشكل خاص في بعض بيوت الأمراء . ولم يكن للسينما في ذلك الوقت هذا الإنتشار الواسع الذي نراه الآن ، كما لم يكن لها الدور الهام الذي تلعبه الآن في تشكيل ثقافة المجتمع ، ولاشك أن السينما الكويتية حديثة النشأة بالمقارنة إلى سينما البلدان الأخرى ، ولا يمنع ذلك أن تلك الأفلام هي أفلام جيدة وتدل على زيادة الوعي السينمائي ، وقد طلب مني السيد / خالد الصديق أن التعاون معه قبل أن يبدأ فيلمه " بس يا بحر " ولكن كنت مشغولاً في ذلك الوقت واعتذرت وكان اعتذاري بعد أن تحدثنا عما يجب البدء فيه بالنسبة لفيلم يصور الحياة في الكويت ، حتى أنني قلت له أن يبدأ هكذا إذا ما أراد ، والفيلم عموماً باكورة عمل ممتازة جداً ، ولم أعد أمارس هذه الهواية في الكويت نظراً لانشغالي في أعمالي الخاصة .. ولكنني أمارسها أحياناً في أسفاري خارج الكويت .. وقد تعرضت لبعض الصعاب .. وتعرضت لعدة انتقادات في إحدى المرات تسببت هذه الهواية في بعض الإحراج لي .. وكان ذلك عند زيارة الوفد العراقي برئاسة نوري السعيد رئيس الوزراء إلى الكويت ، فعند نزولهم من الطائرة في المطار القديم .. تقدمت لاصور عند سلم الطائرة وقد كنت مكلفاً بذلك من قبل المغفور له سمو الشيخ فهد السالم وكنت من القلائل الذين يملكون آلة عرض .. وعندما تقدمت إلى سلم الطائرة نهيت من ذلك وطلب مني أن أبتعد .. وقد سبب هذا كثيراً من الإحراج لي .
أما بالنسبة للعروض التي جائتني .. فقد عرضت جماعة السينما بالكويت الاشتراك في نشاطها .. ولكن دائماً أفضل أن أكتفي بالسينما كهواية ، وأشاهد الأفلام الأجنبية وأفضل مشاهدة الأفلام التاريخية مثل " الوصايا العشر " كذلك الأفلام الدينية مثل فيلم " الرسالة " وقد أعجبني جداً فيلم انتوني كوين " عمر المختار " ولا أفضل مشاهدة أفلام الكاوبوي ، أما بالنسبة للأفلام العربية ، فمعظمها أفلام تسلية . إلا بعض الأفلام القليلة التي تعالج مشاكل الحياة وأفضل أن أرى تلك الأفلام التي تعالج موضوعاً ما ولذلك تعجبني جداً أفلام نجيب الريحاني ، وأفلام يوسف وهبي .. وأي فيلم جاد . يوجد عندي الآن فيلم " الكويت بين الأمس واليوم " وقد عرض جزء منه في التلفزيون الكويتي .. هذا الفيلم يصور مناظر الكويت من الثلاثينات حتى يومنا هذا .. وهذا الفيلم عبارة عن لقطات متفرقة جمعتها في صورة فيلم وثائقي يعطي صورة واقعية عن الكويت .. ولو أنني كنت أفكر عندما بدأت في التصوير السينمائي أن أخرج فيلماً عن الحياة في الكويت ، كان بإمكاني أن أخرج فيلماً من هذا الفيلم الوثائقي ، لأنني كنت أركز على بعض المناظر داخل البيوت لأعطي صورة أدق ، لكن مع الأسف ، لم يكن هناك من يسعفني على ذلك أو يوجهني .. هذا على الرغم من وجود وزارة الإعلام في ذلك الوقت .. وقد كان إخراج مثل هذا الفيلم أملاً بالنسبة لي خلال الخمسينات والستينات ، وربما كان أملي هذا مشجعاً للأصدقاء من هواة الفن الذين نفتخر بهم اليوم . يوجد في العائلة من تعلم الفن واعتقد انهم تأثروا بي إلى حد ما فهناك إبراهيم قبازرد ، وهو يعمل في وزارة الإعلام .. وحصل على بكالوريس سينما قسم إخراج من إحدى جامعات لوس أنجلوس .. وابني عبد الحميد مصور ممتاز .. كذلك ابني عبد الله مارس الإخراج المسرحي كهواية عند دراسته في أمريكا فقد اشترك وكان ضمن مسئولي الليلة العربية في أمريكا لمدة خمس سنوات كذلك ابني جاسم تعلم الموسيقى ، فهو يعزف على الأورج والعود .. كذلك بقية أبنائي لهم ميول فنية كثيرة في مجال الفن التشكيلي .. ونصيحتي للجيل الجديد أن تكون عنده في البدء هواية خلاقة تبني في نفسه روح بناءه ، تهيء له الابتكار والإبداع كذلك يجب أن يتعلم من يعمل في مجال السينما .. أن السينما والمسرح مدرسة للمثقف لأن الإنسان عندما يرى الشيء في السينما فانه يثبت في ذاكرته مرتين . وتمنياتي للجيل الجديد بكل توفيق .

·إضاءة ..
- يعتبر محمد قبازرد رائد التصوير السينمائي في الكويت ومن أهم أعماله الفيلم التسجيلي "الكويت بين الأمس واليوم" .
رد مع اقتباس