عرض مشاركة واحدة
  #14  
قديم 11-03-2010, 03:09 AM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

الكويت والزلفي.. حمد الحمد
عبدالله خلف

كتاب مرجعي ممتع صدر في مطلع هذا العام للاستاذ حمد عبدالمحسن الحمد تحت عنوان «الكويت والزلفي هجرات وعلاقات وأسر».
مادة الكتاب كما ذكر المؤلف: «تسليط الضوء على كثير من الروايات، والاصدارات الكويتية والسعودية جمعتها اثناء ترددي السنوي منذ اكثر من ثلاثة عقود على الرياض والزلفي..».
هذا الكتاب كطبق كبير من الفاكهة اللذيذة المتنوعة لا تستطيع ان تتحدث عن بعض حباته التي استهوتك فأكلتها دون غيرها، وان تحدثت عن كل نوع جاء في الطبق الكبير طال بك المجال وتعذر ذكر كل ما رأيت.. لذا فإن هذا الكتاب لا يغنيك عنه مقال أو مقالين كسائر الكتب بل لا بد من قراءته لذا فإنني ايها القارئ العزيز لا اغنيك عنه بل لعلي اتيكم (منه) بقبس..
***
شكسبير بين الكويت والزلفي والرياض نقلا عن الباحث محمد السيف من اهالي الزلفي الذي كتب في جريدة «إيلاف» سنة 2003 م عن الباحثة البريطانية هيلين برين التي اخذت تقتفي آثار الكابتن العسكري والرحالة والذي لقى مصرعه في قرية «جراب» القريبة من الزلفي.. في يناير 1914 امتطى شكسبير ناقته (ذهبية) فقام باول رحلة الى نجد فاجتاز الدهناء ثم الزلفي التي تعد بوابة بلاد نجد للقادمين والذاهبين الى الكويت وذكر انه التقى بأمير الزلفى (علي البداح) الذي وصفه شكسبير انه كان صبياً في الثامنة عشرة من عمره.. ومما جاء في هذه المعلومة، ان شكسبير قد ارسل الى ابن سعود والتقى به في قرية «الخفس» وجرت بعد ذلك معركة جراب مع ابن الرشيد ونصح عبدالعزيز بن سعود شكسبير بالابتعاد عن موقع المعركة الا انه اصر على البقاء، حتى اصيب بطلق ناري اودى بحياته في 24 يناير 1915 ودفن في مقبرة المسيحيين في الكويت..
***
وهناك رحلة الى الزلفي قبل 80 عاما قام بها المعتمد البريطاني الثالث هاملتون برفقة عبدالله عبدالاله القناعي، الذي كان يعمل في دار الاعتماد البريطاني، الملقب بخان بهادر اطلقه عليه الانجليز وهو لقب هندي كما اطلق على صالح الملا سكتير الحكومة في وقت سابق.. والرحلة كانت على الجمال انطلقت من منطقة السرة بالكويت في 9 اكتوبر 1917 وصلا الى الزلفي يوم 1917/10/25، هذه الرحلة مذكورة في مخطط عبدالله القناعي، مركز المخطوطات والتراث والوثائق تحقيق محمد الشيباني طبعه في 1423هـ 2003 م.
في كتاب «دليل الخليج»لمؤلفه جي. لوريمر في اربعة مجلدات وهو مرجع قيم لدول الخليج العربية، كان تعداد سكان امارة الكويت عند وضع الكتاب سنة 1908 يقدرون بخمسة وثلاثين الفا... وذكر ان اكثر من مائة عائلة من المهاجرين هم من الزلفي.. كما ذكر لوريمر:
ان في ذلك الوقت لم يمض على قدومهم اكثر من عقد من الزمان، واغلب الهجرة حدثت في الربع الاخير من القرن التاسع عشر الميلادي، ومقدرا تعداد سكان الزلفي في ذلك الوقت بنحو الفي نسمة وفيها 150 منزلا من العوائل الحضرية 100 منزل للدواسر و100 للعتيبة و50 لشمر و20 للفضول وفيهم 100 عائلة استقرت في الكويت.
علي بن غلوم بن رضا: عاش في الكويت من 1899 الى 1904 وهو وكيل اخباري للحكومة البريطانية، نشرت تقاريره في كتاب صادر عن مركز الدراسات الكويتية اشرف عليه الدكتور عبدالله الغنيم ومما دونه في تقاريره اخبار معركة الصريف برواية فلاح بن جهم من سبيع بتاريخ 1901م.
وتحدث الكاتب سعود الخزي وهو من اهل الزلفي بمقالة في جريدة الرياض في 2004/8/6 عن رحلة الكولونيل هاملتون وذلك في سنة 1917 من الكويت الى الرياض مرورا بالزلفي.. وبعد مقتل منه هاملتون ليكون ثالث معتمد بريطاني في الكويت..
هذه اقتباسات من كتاب «الكويت والزلفي، هجرات وعلاقات واسر» للاستاذ حمد عبدالمحسن الحمد على ان اعود اليه في مجال آخر.


الزّلفي هي احدى مدن المملكة العربية السعودية وتقع شمال الرياض على مسافة 280 كيلومترا..
كتاب الاستاذ حمد عبدالمحسن الحمد «الكويت والزلفي، هجرات وعلاقات وأسر» عرف اهل الزلفي بالترحال والسفر من اجل كسب الرزق، وهي مدينة حضرية تطلع سكانها الى حياة افضل ولو كان نحو البحر واهواله في الاحساء والكويت، الاستاذ حمد الجاسم ذكر في كتابه «شمال غرب الجزيرة» ان المواطن يخرج من داره مودعا اهله ومخبرا عن مقصده: (ما ادري اروح السبلة أو اروح الكويت) لا يعلم ان كان سيجد مكسب رزقه في «السبلة» والسبلة في اعلى الزلفي كانت تعج بالاعمال التجارية كمحطة للقوافل الذاهبة الى شمال نجد أو الذاهبة نحو الحجاز والمحطة الشمالية ذات سوق تجارية حرة هي الكويت.. هنا يعرف اهل الخارج من بيته ان كان قصده البحث في السبلة فإنه عائد في المساء وان تأخر فانه قصد الكويت بحثا عن رزقه.
اشار الكتاب في الصفحة 36 الى مقولة للسيد عبدالعزيز احمد الغنام حول هجرات الزلفي: ان ما نسبته %90 من المهاجرين من اهل الزلفي كانت هجرتهم الى الكويت و%10 الى الزبير عاد منهم بعد الثورة الى الكويت والسعودية.. وقال الغنام لصاحب الكتاب حمد الحمد: ان اكثر من 400 اسرة هاجرت من الزلفي الى الكويت في فترات متفاوتة نتيجة لظروف واحداث سياسية.

عائلة الحمد

ان خير من يجيب ان نطلق عليه صفة الرحالة هو العم خالد عبداللطيف عبدالله العلي الحمد، وجده الاول هو عبدالله العلي الحمد الذي كان يتردد على الكويت قادما من الزلفي قاصدا التجارة وله من الابناء عبداللطيف ومحمد، واشتهر جده الثاني علي الحمد كقائد للحملات التجارية بين نجد والبصرة والكويت، ذكره ابن بشر في كتابه ورسم شجرة عائلة الحمد كما ذكر سنة وفاته في 1272هـ.. ومن ابناء الحمد العصاميين خالد عبداللطيف الحمد.. جاء في صفحة 48 من كتاب «تراجم كويتية» لصلاح الساير وصالح الشايجي عن تعريف خالد الحمد: انه خيط غير مرئي ويمتد تحت الرمال والبحار من الزبير الى الكويت الى اليمن الى الهند والصومال والحجاز الى الحبشة على مسافة المئة عام يجعلنا نحس بتوهج تجربة عملاقة مضيئة لهذا الرجل العصامي، وذكره الدكتور عبدالمحسن الخرافي في كتابه الموسوعي محسنون من بلدي الجزء السادس طبعة 2005م وذكر مولد خالد الحمد في عام 1308هـ الموافق 1885 بمدينة الزبير حيث كان يقطن العديد من الاسر النجدية. وفي كتاب (رجال في تاريخ الكويت) ليوسف الشهاب ذكر ان مولده كان سنة 1890، وفي مصدر آخر هو كتاب «شخصيات كويتية» ذكر الباحث عادل العبد المغني انه من مواليد 1883م ولم يتلق العلم في المدارس، تعلم قراءة القرآن والكتابة في منزله، وذلك نتيجة دوام اسفاره مع والده في العراق والكويت الى الصومال وكان في خدمة والده، تعلم التجارة ووقف على اسرارها وعرف مصدر قهوة البن في اليمن فمكث في عدن ينقل تجارة البن الى العراق ونجد والكويت ويعود بتجارة التمور الى افريقيا وعمل في تجارة السجاد من ايران كما عمل في تجارة الاقمشة والشاي والسكر، ومن الاسواق التي عمل فيها مصر وعمل مع اخويه في مراكز ثلاثة هي البصرة وعدن والهند، واهم طرق التجارة مع افريقيا والهند وفي كتاب (المحسنون من بلدي) ج6 ط 2005 ذكر اعمال خالد الحمد الخيرية منها بناء مسجد في المرقاب سنة 1950 وتبرع خالد الحمد ببناء مركز اسعد الحمد للامراض الجلدية، وقام خالد الحمد واخوته بإعادة بناء مسجد جدهم علي الحمد في الزلفي في سنة 1998 بعد ان انتقل الى رحمة الله تعالى.
وتضمن الكتاب.. ما كتبته جريدة (عالم اليوم) في 2009/9/10 نقلا عن كتاب (محسنون من بلدي) الصادر عن بيت الزكاة الكويتي للدكتور عبدالمحسن الخرافي حيث تحدث عن المرحوم عبدالمحسن الحمد والد معد الكتاب فذكر انه قدم في اوائل القرن العشرين في وقت حرب الصريف وكان عصاميا عمل في النقل البري وانتقل الى رحمة الله تعالى في 1962/4/19، ومن العصاميين المهاجرين من الزلفي عبدالعزيز الراشد الذي جاء بعد ان تخطى مرحلة الشباب وعمل بجد ومثابرة واستأجر بيتا لعائلته من اسرة البسام بقيمة ريال واحد في الشهر وقام بالتجارة مع قوافل نجد التجارية في المواد الغذائية والاقمشة وغيرها ويعود له مركز الراشد للحساسية في منطقة الصباح الصحية. هذه اطلالة على كتاب (الكويت والزلفي) هجرات وعلاقات واسر للاستاذ حمد عبدالمحسن الحمد.


يشير معد الكتاب الاستاذ حمد عبدالمحسن الحمد الى مصادر كثيرة تحدثت عن هجرات نجدية الى الكويت منها كتاب (سيرة رجل) للأستاذ عادل العبدالمغني الذي تحدث فيه عن هجرة أجداده من احدى قرى نجد وهي (حرمه) الى الكويت عام 1850 ففي تلك الفترة وما قبلها مرت على منطقة نجد ظروف اقتصادية صعبة اهمها الجفاف وندرة الامطار إضافة الى اسباب سياسية وغياب اي سلطة مركزية. ويضيف معد الكتاب ان المخاطر كانت تداهم المسافرين.
وأضيف أنا، كاتب هذه السطور، ان التجارة عبر الطرق البرية بما فيها قوافل الحجيج كانت تتعرض للسلب والقتل حتى جاءت الدولة السعودية الثالثة، لتفرض الامن بعقوبات صارمة أمنت بها كل الطرق والمسالك الى كل المدن السعودية بما فيها طرق الحجاز فأمن الحجاج على نفوسهم واموالهم.
ويمضي معد الكتاب في ذكر معظم الاسر التي نزحت من الزلفي الى الكويت منها:
- عائلة الفلاح في نهاية القرن الثامن عشر واوائل القرن التاسع عشر، منها محمد بن فلاح الفلاح.
- عائلة الحبشي: منها عبدالله احمد الحبشي الذي عمل في الصيف في مهنة الغوص، وفي موسم الحج كان يتولى تسيير حملة الحج على البعارين.
- عائلة الزمامي: منها تاجر الخيول محمد حمد الزمامي.
- عائلة الطريجي: قَدِمَ محمد زيد من الزلفي وهو جد الأديب خالد سعود الزيد.
- عائلة السّداح: قَدِمَ علي بن سداح من الزلفي مع مجموعة نازحة في سنة 1280هـ.
- محمد عبدالعزيز الميلم قَدِمَ من الزلفي في 1890م.
- عبدالعزيز الرشيد البداح مؤرخ الكويت قدم والده من الزلفي.
ومن العائلات النازحة من الزلفي النصار، والشويب في 1880 وسكنت هذه العائلة الجهراء، وعائلة المسند، والهنيدي، والمهنا وعائلة البدر ومنها يوسف عبدالمحسن البدر تاجر الخيول العربية، هو الذي مدحه الشاعر العراقي عبدالغفار الاخرس:
ان الكويت حماها الله قد بلغت
باليوسفين مكان السبعة الشهب
ويوسف البدر في سعد وفي شرف
بدر الاماجد لم يغرب ولم يغب

- وقَدِمَ من الزلفي عبدالرحمن بن مبارك العصيمي نحو سنة 1850م
- روى محمد عبدالمحسن المليفي ان عائلته نزحت مبكرا من الزلفي في بداية القرن التاسع عشر.
- وهناك اسر الطريقي والطويل، والفرهود من العوائل التي شهد لها بالجود والكرم.. وعائلة العبيدي، والطريدي، والخنيني، والحداد، والعساكر، والعريفان، وهما عائلتان احداهما في مدينة الكويت والاخرى في الجهراء، وعائلة الطيار، وعائلة الملحم، والمجحم والجحمة والدخيل والخرافي والجار الله الخرافي، والعجيل والمنيفي والمنصور والحميدي.
وفي الفصل الثالث ذكر معد الكتاب حمد الحمد دروب التجارة بين الكويت والزلفي وجد الاسرة علي الحمد وعن بحثٍ لمحمد بن عبدالله السيف عن دروب التجارة، علي الحمد انموذجا.
وجاء ذكر الشاعر رشيد العلي الحمد، وخص الجزء الرابع بشعر البحر وهكذا ارخ الشعراء في الشعر الشعبي، حياة البحر وبقي الشعر الفصيح بعيدا عن البحر رغم انه عماد الدخل الوطني والشعبي حتى جاء الشاعر محمد الفايز وعمل موسوعته الشعرية (مذكرات بحار) ثم في شعره من خلال دواوينه الاخرى. ثم تناول الاستاذ حمد الحمد في الفصل السادس روايات من خلال القصائد وذكر المراكز القيادية التي تولاها ابناء الاسر التي هاجرت من الزلفي وهناك اسر كبيرة كالشايع والجسار واسرة العبيدي هي من خؤولة اسرة بورسلي العريقة التي كانت موجودة بجانب كوت بني خالد ايام حكم بني خالد قبل قدوم اسرة الصباح وساهموا في بناء الامارة، وفيهم نواخذة وتجار ومنهم الشاعر الشعبي الكبير فهد راشد بورسلي، والاديب الراوية خالد راشد بورسلي وهناك اسر كثيرة يصعب حصرها في مقالات معدودة. كما اراد صاحب الكتاب حمد عبدالمحسن الحمد حصر موضوعه في الاسر النازحة من الزلفي وقد تكون هناك اسر قد نزحت واخفت اسماءها خشية ملاحقة الثارات.. واساسا تكونت الكويت كواحة آمنة حرة في تجارتها ومجتمعها لقد هرب معظم مؤسسيها من الجماعات، علما بان الكويت ليست بذات زروع ولا انهار ولكن الامن غاية سامية - ومعظم النازحين قد هربوا من المنازعات القبلية لذا كانت عبقرية المؤسسين ان ازالوا ألقاب عشائرهم وقبائلهم ومعظم اسماء الاسر هي اسماء لآبائهم وجدودهم بمن فيهم الاسرة الحاكمة التي عرفت باسم صباح بن جابر الحاكم الاول لذا عمرت البلاد عندما خلعت الاسر اسماء قبائلها.. حتى جاء المنتمون المحدثون يحملون اسماء قبائلهم وعشائرهم كألغام موقوتة تزرع الفتن وتفرق المجتمع وتهدد استقرار البلاد.

عبدالله خلف

رد مع اقتباس