الموضوع: العرب
عرض مشاركة واحدة
  #10  
قديم 10-07-2011, 11:16 PM
ندى الرفاعي ندى الرفاعي غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jan 2011
المشاركات: 693
افتراضي

انتهى ما نقلته لكم من كتاب "الفلذة الخضراء".

*****

وفيما يلي مقال آخر ذو علاقة بالموضوع عن السيدة هاجر جدة العرب.




هاجر زوجة إبراهيم عليه السلام أم العرب العدنانيين



إنها هاجر، أم إسماعيل، والزوجة الثانية لإبراهيم عليه السلام خليل الله عرفت في التاريخ بأم العرب العدنانيين، وهي التي جاءت بها السيدة سارة زوجة سيدنا إبراهيم الأولى من أرض مصر إلى أرض كنعان، حينما كانت السيدة سارة وسيدنا إبراهيم عليه السلام، في مصر، ووهبها الملك جارية لها، ولما رأت السيدة سارة أنه تقدم بها العمر ووجدت إبراهيم عليه السلام يشتاق الى الأبوة والولد من صلبه، عزمت السيدة سارة على أن تهب له تلك الجارية المصرية كزوجة، لتنجب ولدا لزوجها إبراهيم عليه السلام.

تزوج إبراهيم عليه السلام من هاجر برضا من زوجته سارة وحملت هاجر وظهرت عليها علامات الحمل، ثم وضعت وليدها إسماعيل عليه السلام، وهذا ما أثار مشاعر الغيرة داخل السيدة سارة، روى الثعلبي أنه في ذلك الوقت جاء أمر من الله بالوحي إلى إبراهيم عليه السلام، بأن يأخذ زوجته الثانية هاجر ووليدها الى مكة، فانطلق بهاجر ذات يوم متجها الى الجانب الجنوبي وهي تتبعه وتحمل إسماعيل بين ذراعيها.

في مكة
حتى انتهى بهم المسير الى مكة، كانت في ذلك الوقت صحراء قاحلة لا زرع فيها ولا ماء خاوية من البشر، ثم اتخذ لهما عريشا من بعض أغصان الشجر ولما هم بالرجوع من حيث جاء، روى الطبري وابن الأثير: أن إبراهيم عليه السلام ترك هاجر وولدها، ولم يكن معهما إلا جراب تمر وسقاء فيه ماء، فزعت هاجر وتضرعت إلى إبراهيم عليه السلام بألا يدعها وولدها في ذلك المكان المهجور، لكنه لم يبال بما تقوله ولم يستجب لتوسلاتها، ثم أعادت عليه سؤالها: كيف تذهب وتتركنا في هذا المكان الذي لا أنيس فيه؟ وبلهجة المتوسل المستسلم: الله أمرك أن تدعني وهذا الصبي في هذا المكان الموحش؟
أجابها إجابة المضطر: نعم.
فتقول الزوجة التي آمنت بربها، وعرفت معنى اليقين بصدق وعد الله، وعرفت كيف تكون معينة لزوجها على طاعة ربها، من دون أي تردد ولا خوف: إذن لا يضيعنا، وقبل أن يفارقها ابتهل الى الله في توسل وضراعة يدعو لهما، قال تعالى (ربنا إني أسكنت من ذريتي بواد غير ذي زرع عند بيتك المحرّم ربنا ليقيموا الصلاة فاجعل أفئدة من الناس تهوي إليهم وارزقهم من الثمرات لعلهم يشكرون. ربنا إنك تعلم ما نخفي وما نعلن وما يخفى على الله من شيء في الأرض ولا في السماء) سورة ابراهيم الآيتان 37، 38.

حكمة الله

استأنف مسيرته عائدا الى زوجته السيدة سارة، وهذا لحكمة يريدها عز وجل، وحدث ما حدث لها ولوليدها. يقول النبي صلى الله عليه وسلم فيها «يرحم الله أم إسماعيل، لو تركت زمزم لكانت زمزم عيناً معيناً» رواه البخاري. لقد نفد الماء والزاد، والأم لا تجد ما تروي به ظمأ وليدها، ولا تجد ما ترضعه، والطفل يصرخ جوعا وعطشا، وتسرع الأم وتصعد جبل الصفا، لترى أحدا ينقذها هي وطفلها من الهلاك، أو تجد بعض الطعام أو الشراب. ولكنها لا تجد فتنزل مسرعة وتصعد جبل المروة، وفعلت ذلك سبع مرات، حتى تمكن منها التعب، ونفدت حيلتها، فيبعث الله جبريل عليه السلام فيضرب الأرض بجناحه، لتخرج عين يجري منها الماء بجانب الصغير، وقيل ان الطفل ضرب برجليه من ألم العطش فانبثق الماء، فهرولت الأم نحو وقلبها يرجف ويهلل بحمد الله على نعمته، وجعلت تغرف من الماء، وتحاول جاهدة إنقاذ وليدها لتروي ظمأه، وتقول لعين الماء: زمي زمي، فسميت هذه العين زمزم. ودبت الحياة في هذا المكان.
وقد جعل الله سبحانه ما فعلته السيدة هاجر رضي الله عنها من الصعود والسعي بين الصفا والمروة شعيرة من أهم شعائر الحج حتى يومنا والى ان تقوم الساعة.

أول الناطقين بالفصحى

بعد فترة زمنية ليست بقليلة، أقبلت قوافل تجارة، مقبلة من طريق كداء في طريقها الى الشام، فأبصروا فوجدوا طيرا يحوم على ذلك الوادي، فقالوا: إن هذا الطير يحوم على ماء. وأرسلوا دليلهم، فعاد وأخبرهم بوجود الماء، وكانت هاجر وولدها عند ذلك النبع المبارك. فأرادوا البقاء بجوارها لما رأوا عندها الماء، فقالوا لها إن شئت كنا معك وآنسناك والماء ماؤك. وإن شئت رحلنا، فأذنت لهم بالسكن بجانبها. وشاركوهما في ماء زمزم واستأنست بهم، وشب وليدها بينهم، وتعلم منهم اللغة العربية الفصحى وهو أول من نطق باللغة العربية من العرب، وتعلم منهم أيضا تدريب الخيل واستئناسها.

هاجر أم العرب العدنانيين، تركت لنا مثالا رائعا للزوجة المطيعة، والأم الحانية والمؤمنة القوية، كما انها أخلصت النية لله تعالى، فرعاها في وحشتها، وأمنها في غيبة زوجها، ورزقها وطفلها من حيث لا تحتسب.
وجوار البيت العتيق نشأ اسماعيل عليه السلام، ولما بلغ أشده جاءه أبوه إبراهيم عليه السلام يقص عليه رؤياه (قال يا بني إني أرى في المنام أني أذبحك فانظر ماذا ترى. قال يا أبت افعل ما تؤمر ستجدني إن شاء الله من الصابرين) وبعدها حدث موقف الفداء العظيم، ثم أمر إبراهيم وإسماعيل عليهما السلام بوحي من الله أن يرفعا قواعد البيت العتيق وأن يطهراه للطائفين والعاكفين والركع السجود. وفعلا ما أمرهما به الله.
قيل ان هاجر توفيت وعندها من العمر 90 سنة، ودفنها إسماعيل عليه السلام بجانب بيت الله الحرام.

من بطولاتها

٭ يقين راسخ بالله تعالى وتوكل عليه.
٭ القدرة على التكيف مع الظروف المستجدة رغم صعوبتها، وكل ذلك في سبيل الله سبحانه وتعالي، حينما قالت (إذن لا يضيعنا).
٭ شجاعة تقهر المخاوف ظهرت في مواجهتها خوف الوحدة والوحشة من خلال السماح لإحدى القبائل بمجاورتها.
٭ القدرة على إدارة الأزمات وتوظيفها لصالحها ويتجلى هذا الأمر بالصبر والتحمل والثبات النادر.
٭ في صناعة الرجال، فهاجر عليها السلام رغم الظروف الصعبة التي نشأ بها إسماعيل عليه السلام في غياب الأب وكون إسماعيل الولد الوحيد لأمه إلا ان صحبتها وتربيتها له لم تفسده، بل على العكس كانت على قدر المسؤولية التي أنيطت بها.
٭ من مسمياتها عليها السلام (أم العرب العدنانيين، وأم الذبيح، وجدة العرب).

http://www.alanba.com.kw/AbsoluteNMN...neid=178&m=144
رد مع اقتباس