عرض مشاركة واحدة
  #11  
قديم 03-08-2011, 02:56 PM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

اسمع يا معمر
وعندها قام مستشار سمو الامير آنذاك عبدالرحمن العتيقي موجها كلامه للرئيس الليبي..اسمع يا معمر اذا كان الموجودون من اهل الكويت اصلهم وتربيتهم تفرض عليهم تجاهلك وعدم الرد.
انا راح ارد عليك.
معمر يرد: من انت؟
العتيقي: مواطن كويتي: وانا كمواطن كويتي مستعد للتحالف مع الشيطان لعودة بلدي وطرد الاحتلال العراقي.

حاول ياسر عرفات التدخل. لكن العتيقي نظر إليه قائلا: انت اخر واحد يحق له الكلام،
وتابع مشيرا الى ملك الاردن: واللي واقف معاك انتو اللي كنتم تأتون لنا تبكون علشان مساعداتكم المالية وانت قاصدا الحسين بن طلال – كنت تتصل بي شخصيا وتحملني رسائل اغلبها طلب مساعدات مالية علشان انقلها لسمو الأمير ولم يبخل عليكم.. والكويت ما بخلت عليكم وعلى شعوبكم وعلى أنفسكم.

وهنا تدخل احد قادة دول مجلس التعاون الخليجي مناديا مستشار سمو الأمير قائلا له: ما قلته يا ابو أنور صحيح وردك يعبر عنا جميعا.

وكان العقيد معمر القذافي قد قال انه على الرغم من رفضه اسلوب الغزو العسكري حتى لو كان الهدف هو الوحدة الا ان ذلك لا يخفى عن اعيننا الخطر الاكبر الذي يهدد الامة العربية كلها الآن وهو التدخل الاستعماري الامريكي الذي يعمل لمصلحة اسرائيل في الاساس ويهدد كيان العراق والامة العربية.

واقترح القذافي ان تبادر مجموعة من الرؤساء والملوك الى ابلاغ الرئيس صدام حسين ما اتخذته القمة من قرارات واقترح ان تتكون هذه المجموعة من الرئيسين مبارك والشاذلي بن جديد والملك حسين وارتأى القذافي ان يكون الحل على اساس انسحاب العراق من الاراضي الكويتية والقوات الاجنبية من الخليج في آن معا وضمان حقوق العراق في اصل النزاع سواء ما يتعلق بالتعويضات او النفط او مشكلة الحدود.

الموقف الموريتاني
اتخذت موريتانيا موقفا مؤيدا للعدوان العراقي على الكويت وتأييد الجريمة النكراء التي ارتكبها النظام العراقي الغادر في حق دولة وشعب الكويت وانحاز الموقف الموريتاني بقيادة الرئيس العقيد معاوية ولد سيدي أحمد الطايع الى ما وصفه بتفهم ما حمل العراق على عمليته العسكرية واختارت موريتانيا عدم الموافقة على ادانته خلال اجتماع مجلس الجامعة او في اجتماع القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة على الرغم من تأكيدها مبدأ رفض استخدام القوة في حل النزاعات بين «الأشقاء».

الموقف الفلسطيني
منذ اللحظة الأولى لبدء الغزو العراقي للكويت وفي أول رد فعل رسمي تحفظ الفلسطينيون بقيادة الراحل ياسر عرفات في مجلس جامعة الدول العربية في القاهرة على القرار المتضمن ادانة الغزو العراقي والمطالب بالانسحاب الفوري غير المشروط في محاولة من المنظمة لمنع التدخل الأجنبي وتعويق جهود الوساطة العربية وعلى الرغم من موقف منظمة التحرير الفلسطينية من تطورات الازمة العراقية الكويتية الذي تحدد منذ البداية بالانحياز الى موقف العراق الا ان التضارب الذي سيطر عليه مع اختلاف الرؤى الفلسطينية عكس حالة الارتباك في بيانات القيادة الفلسطينية وتصريحاتها مما ترك اثره في الاوضاع داخل الاراضى العربية المحتلة وعلى الفلسطينيين في منطقة الخليج، فضلا عن تأثيره في مساهمات دول الخليج في دعم المنظمة الفلسطينية سياسيا واعلاميا واقتصاديا وفوق كل ذلك وقبله ماليا اذ قدرت بنحو مليار دولار من اصل مليار ونصف المليار من الدولارات تلقتها منظمة التحرير من دول عربية منذ عام 1979.

وفيما يلى مواقف بعض الاطراف والفصائل الفلسطينية على اختلاف توجهاتها:
(1) منظمة التحرير الفلسطينية
بدأ الخط الفلسطيني الذي تمثله منظمة التحرير يتراجع بعد ايام من القمة الطارئة اذ اكد بعدها سفير فلسطين لدى الرياض ان ما وصم به الموقف السياسي لمنظمة التحرير الفلسطينية كان ابعد ما يكون عن الحقيقة اما الواقع فهو انه منذ ان تفجر الخلاف بين الدولتين الشقيقتين العراق والكويت بادرت فلسطين الى احتواء الازمة لادراكها سلفا ان استمراريتها فضلا عن نتائجها لن تكون الا على حسابها ارضا وشعبا وجودا وهوية ومستقبلا وحددت المنظمة الموقف الفلسطيني من تطورات الاحداث كما يلي:

(أ) تأييد حل يضمن سلامة اراضي وأمن العراق والكويت والمملكة العربية السعودية والمنطقة العربية بأسرها.
(ب) رفض مبدأ حل الخلافات العربية بالقوة والعمل على تحقيق حل يحفظ كرامة كافة الاطراف وحقوقهم ولا ينحاز الى جانب على حساب جانب آخر.
(ج) امكانية اضطلاع القوة العسكرية بدور في حماية جميع الاطراف وحقوقهم اما اذا كان وجود القوات الدولية ضروريا فينبغي ان توضع تحت علم الامم المتحدة.
(د) احترام المنظمة سعي المملكة العربية السعودية الى حماية نفسها ودرء الخطر عن اراضيها عبر تطلعها الى اشقائها في تدعيم قوتها الذاتية.

وقراءة الواقع وقتها تؤكد ان موقف الرئيس الراحل عرفات من الازمة قد وضعه في مأزق لدى مؤيديه ومعارضيه على السواء مما اثر في القضية الفلسطينية نفسها حتى ان المحاولات الفلسطينية المتسارعة لتصحيح الاوضاع لم تلق قبولا لدى بعض الدول الخليجية وعلى سبيل المثال فان الملك فهد عاهل المملكة العربية السعودية امر على اثر ما اسماه بخديعة ياسر عرفات له بوقف معونة قدرها خمسة عشر مليون دولار كانت المملكة تمنحها منظمة التحرير سنويا وجاء هذا الاجراء في اطار العقوبات التي فرضتها الرياض على المنظمة على الرغم من ان القضية الفلسطينية تعد من ابرز القضايا التي توليها المملكة العربية السعودية اهتمامها كما بدأت دول الخليج باتخاذ بعض الاجراءات حيال العمالة الفلسطينية فيها كذلك شملت الاجراءات المساعدات المالية المقدمة من تلك الدول الى منظمة التحرير الفلسطينية وحمل الموقف الفلسطيني كذلك بعض الدول العربية على كبح اندفاعها تجاه القضية الفلسطينية والانتفاضة في الاراضى المحتلة بل ادى هبوط اسهم ياسر عرفات نفسه لدى بعض الدول العربية خاصة الخليجية وبدأت المنظمة تبحث عن مخرج من تلك الازمة فقدمت بالاشتراك مع ليبيا في 7 اغسطس 1990 مبادرة سلام تضمنت ست نقاط كما سبق شرحه.

(2) الفصائل الفلسطينية
في الوقت الذي حاولت منظمة التحرير من خلال العديد من التصريحات والبيانات ان تؤكد سلامة خطها عارضت الجبهات الشعبية والديموقراطية والقيادة العامة والنضال الشعبي والتحرير العربية وجود القوات الاجنبية في المنطقة ودعت الى مقاومتها بينما انفردت حركة المعارضة في فتح التي يتزعمها ابو موسى بانتقاد الولايات المتحدة الامريكية ومواقف عرفات معا.

ولعل مواقف هذه الفصائل تتضح في ما يلي:
(أ) وجه الامين العام لجبهة التحرير الفلسطينية ابو العباس في 11 اغسطس 1990 امرا قتاليا الى مقاتلي الجبهة واصدقائها وانصارها بضرب مصالح الولايات المتحدة الامريكية وحليفاتها من الدول العربية.
(ب) استنكرت منظمة احمد جبريل حشد القوات الامريكية في الخليج وموقف الدول العربية المتعاونة مع هذه الحشود.
(ج) اكد جورج حبش زعيم الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين دعوته الشعوب العربية الى تأييد العراق والدفاع عنه بكل السبل.
(د) اعرب ناطق باسم ما يسمى الجبهة الاسلامية لتحرير فلسطين في عمان في 6 اغسطس 1990 تأييد الجبهة دخول الجيش العراقي الكويت.
(هـ) اعلن المسؤول العسكري في جبهة التحرير العربية الجناح الفلسطيني لحزب البعث العراقي ان قرابة 350 فلسطينيا تطوعوا للانضمام الى الجيش الشعبي الذي اعلن العراق تشكيله في الكويت اضافة الى اربعة الاف مقاتل من كافة الفصائل.

(3) الفلسطينيون في الاراضي العربية المحتلة.
تواصلت في انحاء الضفة الغربية وقطاع غزة المحتلين مظاهرات التأييد للعراق في دفاعه عن الارض العربية وكرامة الامة وشرفها منددة بالوجود الامريكي في المنطقة.
ونشرت جريدة الفجر الصادرة في الاراضي المحتلة في عددها الصادر يوم 7 اغسطس 1990 ان استطلاعا للرأي اوضح ان %81 من سكان الاراضي المحتلة يؤيدون موقف عرفات المساند للعراق ووصف الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين مبادرات صدام حسين بانها جاءت لتضع المنطقة في اطار الحل الصحيح والمشرف وطالب المهندسون الفلسطينيون بضرب المصالح الامريكية والغربية في المنطقة حيثما وجدت.
الإضرار بالقضية الفلسطينية
وهكذا اضر الموقف الفلسطيني فيما بعد بالقضية الفلسطينية وفي هذا الصدد اعلن دوغلاس هيرد وزير الخارجية البريطاني في 2 سبتمبر 1990 تجميد الاتصالات بين الحكومة البريطانية ومنظمة التحرير الفلسطينية واكد ميشال روكار رئيس الوزراء الفرنسي في 30 اغسطس 1990 ان ازمة الخليج والموقف العراقي اصبحا عقبة اضافية امام حل القضية الفلسطينية.
الموقف السوداني
لم يختلف الموقف السوداني عن سابقيه الا انه فاجأ جميع المراقبين، واندهش الكويتيون لهذا الموقف المخزي والمنحاز الى جانب النظام العراقي في عدوانه على الشعب الكويتي، فقد قابل النظام السوداني اليد الممدودة له بالخير بالجحود والنكران، متناسيا كل العلاقات الأخوية التي ربطت الشعبين الشقيقين، وكل المساعدات التي قدمتها الكويت ومازالت تقدمها حتى وقتنا هذا لانقاذ هذا الشعب الذي مزقته الحروب والصراعات.
المدهش في الأمر ان السودان تناسى كل ما فعله بحقه رئيس النظام العراقي البائد حيث قام هذا النظام بتدبير محاولة انقلاب ضد النظام الحاكم في السودان في ابريل من عام 1990 الا ان المحاولة باءت بالفشل، وتم اعدام ما يقرب من 28 ضابطا سودانيا على اثر هذه المحاولة، وقد هاجمت كل وسائل الاعلام السودانية النظام العراقي ووصفته بالـ«بعثي».
لعب السودان خلال الأزمة دورا مساندا ومؤيدا للعدوان العراقي على الكويت، وتجلى ذلك في رفض السودان التصويت على قرارات مجلس الجامعة العربية وكذلك رفض القرارات التي صدرت عن القمة العربية الطارئة التي عقدت بالقاهرة.

مبررات واهية
وبرر السودان فعلته تلك بمبررات واهية مثل ان الادانة أسلوب يزيد من تعقيد الأزمة وتعميق القطيعة بين الحكومات العربية، ورفض الوجود الأجنبي المسلح في المنطقة العربية والدعوة الى حل عربي لازمة الخليج عن طريق التفاوض.
وسار الرئيس السوداني عمر البشير على مخطط زعيمه العراقي بالوقوف جنبا الى جنب مع بقية فريق دول الضد بعد مؤتمر القمة العربي وقد تأكدت مواقفهم في محاولة تمييع القضية واعطاء العراق مزيدا من الوقت لتنفيذ مخططاته.
اما على المستوى الشعبي فحدث ولا حرج فقد خرجت المظاهرات تعم الشارع السوداني تأييدا للطاغية صدام حسين تطوف الشوارع السودانية حاملة صور وأعلام العراق، اما الشعارات فكانت من نوعية «بالكيماويات ياصدام..من الأهرام الى الدمام» واللافت للنظر ان تلك التظاهرات كانت منظمة جدا ما يوحي بأنها مرتبة مسبقا.

كما كانت خطب الجمعة والدروس الدينية كلها منصبة على تأييد الموقف العراقي والدعاء بالنصر للطاغية صدام.
الطريف في الأمر وشر البلية ما يضحك انه أثناء تلك الأزمة ازدادت نسبة تسمية المواليد باسم صدام وعدي وقصي، وكذلك أصبحت المحلات التجارية تغير اسماءها الى اسم صدام او العراق.
كما وصل التأييد الى المرأة السودانية حيث ظهرت الموضة الجديدة للأزياء وسميت بعضها بأسماء صدام، بالاضافة الى ظهور الأغنيات الشعبية المشهورة في السودان لتمجيد الطاغية العراقي.
وقد أثرت الأوضاع الداخلية السودانية في موقف حكومة السودان العسكرية من الازمة، فالتيار السياسي داخل السودان الذي يدعم حكومته وهو الجبهة الاسلامية اتخذ موقفا معاديا للتدخل الاجنبي ولكن الارجح ان هذا العامل الداخلي لم يكن هو الحاسم في موقف السودان بل كان مساعدا للعامل الرئيسي الذي يتمثل في العلاقات العسكرية القوية بين الخرطوم وبغداد، اذ اصبح العراق اهم مصدر لتسليح السودان ودعمه عسكريا في مواجهة حركة جون قرنق في الجنوب فضلا عن اعتماد السودان اعتمادا اساسيا على النفط العراقي وانعكس موقف السودان خلال التصويت على قرار مجلس جامعة الدول العربية في دورته غير العادية في القاهرة في 2 اغسطس 1990 كما تحفظ السودان عن قرارات القمة العربية الطارئة التي عقدت في القاهرة في 10 أغسطس 1990.
رد مع اقتباس