عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 07-09-2011, 05:12 PM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

قراءة في دفتر قديم د.يعقوب الغنيم (2-2)

الدفتر القديم هو دفتر المحاضرات الذي دون فيه الدكتور يعقوب الغنيم محاضرات استاذه المرحوم محمود محمد شاكر، ابتداء من سنة 1957.. وقل أن تجد طالباً قد احتفظ بمذكراته التي دون فيها محاضرات المدرسين.. دار العلوم كلية من كليات جامعة القاهرة إحدى قلاع المعرفة منها كنا نستقطب بعض المدرسين المميزين للإذاعة الكويتية وعند سؤال أحدهم عن سبب فصاحته في نطق الجيم والحروف الاسنانية كالثاء والذال والظاء تراه يرد عليك باعتزاز أنا «درعمي»، وفصاحتي من كلية دار العلوم..

الاستاذ محمود محمد شاكر قال عنه تلميذه الغنيم: «هو حارس التراث العربي الذي قدم لنا نماذج باهرة لكيفية تحقيق هذا التراث وتقديمه للناس بالصورة التي يجب ان يقدم عليها».

انشغل الاستاذ محمود شاكر في أدب التحقيق في تفسير الطبري وطبقات فحول الشعراء والعديد من كتب التراث، ونشر مقالات في الصحف الرائدة كالمقتطف في الثلاثينيات من القرن الماضي ومجلته «اللواء الجديد» ومجلة «الرسالة» للزيات التي كانت منبراً حراً للمفكرين العرب.. أزعج الأستاذ محمود شاكر غزو العراق الهمجي على الكويت، واعتبره تحطيماً لوحدة الأمة وإيذاء لأناس سالمين لم يؤذوا أحداً في حياتهم وكان يدعو في صلاة الفجرعلى الظالم الذي فجر هذه الجناية.. وحضر إلى الكويت مهنئاً بتحريرها سنة 1992..
٭٭٭
القصيدة الأولى التي دونها الدكتور يعقوب الغنيم من محاضرات استاذه محمود محمد شاكر هي قصيدة سحيم بن وثيل الرياحي التي مطلعها:
أنا ابن جلا وطلاع الثنايا
متى أضع العمامة تعرفوني
وأشرت إلى ذلك في المقال السابق أما القصيدة الثانية فهي من الاصمعيات للشاعر خفاف بن عمير ومطلعها:
ألا طرقت أسماء في غير مطرق
وأنا إذا حلت بنجران نلتقي
أما القصيدة الثالثة فهي لخفاف بن نُدبة من كتاب الاصمعيات ومطلعها:
طرقت أسيماء الرجال ودوننا
والرابعة أيضاً لخفاف بن ندبة ومطلعها:
يا هند يا أخت بني الصادر
ما أنا بالباقي ولا الخالد
وبنو الصادر: بطن من بني مرة بن عوف.. وللشاعر بن ندبة في الاصمعيات القصيدة الخامسة التي دونها الدكتور يعقوب الغنيم من دفتره القديم حيث شرحها الدكتور محمود محمد شاكر.. ويمضي حتى يأتى إلى القصيدة العاشرة لعروة الصعاليك عروة بن الورد من الشعراء الفرسان الصعاليك الذي عرف بالكرم وإيواء العجزة منهم، طبع ديوانه في المانيا سنة 1863م.
وفي قصيدته يطالب زوجته ان تكف عنه اللوم، كونه يريد أن يطوف في البلاد ليكسب مغنماً..
ذريني أطوف في البلاد لعلني
أخليك أو أغنيك عن سوء محضري
فإن فاز سهم للمنية لم أكن
جزوعاً وهل عن ذاك من متأخر
٭٭٭

شعر عروة بن الورد معظمه في شرح هالة ووصف غاراته والسعي للرزق في الاغتراب حتى أن عبدالله بن جعفر بن أبي طالب قال لمؤدب أولاده، «لا تروهم قصيدة عروة التي يقول فيها:
دعيني للغنى أسعى فإني
رأيت الناس شرهم الفقير
لأن هذا يدعوهم إلى الاغتراب والبعد عن أهليهم.. ونراه يخاطب المترف السمين:
إني امرؤ مما في إنائي شركة
وأنت امرؤ مما في انائك واحد
٭٭٭

ويأتي الدكتور يعقوب الغنيم في دفتره القديم الذي دون فيه محاضرات الاستاذ محمود محمد شاكر إلى القصيدة الثامنة والعشرين لدريد بن الصمة، ودريد نشأ في أسرة من الفرسان الشجعان أبوه قائد بني جشم وكان له أربعة أخوة أشقاء قتلوا في المعارك، وخاله عمرو بن معدي كرب وكان مع أخيه عبدالله في غارة على بني غطفان يوم اللوي، فظفر عبدالله بغطفان وعاد بغنائم كثيرة ولما سار غير بعيد قال لأصحابه انزلوا لفريح فنصحه أخوه دريد ألا يفعل وحذره من ارتداد غطفان فأبى عبدالله إلا النزول، فلم يكن إلا قليل من الوقت حتى عاد بنو غطفان بمدد عظيم فاستردوا غنائمهم بمنعرج اللوى فقال دريد:
نصحت لعارض وأصحاب عارض
ورهط بني السوداء والقوم شُهّدى
حتى قال:
أمرتهم أمري بمنعرج اللوى
فلم يستبينوا النصح الا ضحى الغد

وهكذا يمضي الدكتور يعقوب الغنيم حتى يأتي على القصيدة التاسعة والعشرين من «الاصمعيات» التي دونها من محاضرات استاذه محمود شاكر في كلية دار العلوم في القاهرة- أيام كان في هذه الكلية نخبة من الأساتذة العلماء…،

عبدالله خلف - الوطن
رد مع اقتباس