عرض مشاركة واحدة
  #8  
قديم 24-09-2011, 04:55 AM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

العم أحمد بزيع الياسين «عشت محاربا ومت كبيرا» يرحمك الله رائد «عالم المال الحلال الطيب»


محمد سالم الراشد
2011/09/16 08:45 الوطن
مالدراسات الفكرية والفتاوى في مجال الاقتصاد الإسلامي هما الأساس لانبعاث حركة المال والبنوك الإسلامية

كان محارباً حقيقياً في هذا الميدان وتجرد بنفسه وثلة من الشرفاء لتأسيس نموذج من التطبيق العملي للاقتصاد الإسلامي

فقدت الكويت جوهرة ثمينة ورجلا بأمة ورائدا من رواد العمل الاسلامي العم الشيخ أحمد بزيع الياسين رحمه الله تعالى، والتحق باخوانه في الرفيق الاعلى من رواد العمل الاسلامي، منهم الشيخ يوسف القناعي، والشيخ عبدالله النوري، والعم عبدالله المطوع، وغيرهم يرحمهم الله جميعا، الذين انجبتهم هذه الارض الطيبة «الكويت العامرة».
وهو علم من اعلام العمل الاسلامي، حيث كانت تجارته الحقيقية مع الله في بناء معلم بارز من معالم الحياة الاسلامية، وهو بناء الحياة المالية على اساس من مبادئ الاقتصاد الاسلامي، فقاد ريادته مع اخوانه في الكويت والعالم الاسلامي وصنع معهم صرح الاقتصاد الاسلامي في عالم مازالت تسيطر عليه الرأسمالية العالمية بنفوذها وتقاليدها الاقتصادية الربوية، فكان محاربا حقيقيا في هذا الميدان، اذ تجرد بنفسه وثلة من الشرفاء لتأسيس نموذج من التطبيق العملي للاقتصاد الاسلامي، والذي ظل حبيسا في كتب التراث الاسلامي ونهضات الفكر الاسلامي الجديد، وصرخات المخصلين من المفكرين الاقتصاديين الاسلاميين منذ الخمسينيات ومشارف السبعينيات من هذين العقدين، حيث بالكاد اشتمت الامة عافيتها بالاستقلال الوطني بعد عهود الاستعمار وسقوط الخلافة العثمانية وقيام السلطان الاجنبي بفرض سلطانه الاقتصادي والسياسي والفكري على الحياة الاسلامية في مجتمعات المسلمين، وقد توحشت الرأسمالية العالمية فطوقت حياة المسلمين في اقتصادهم وحركة اموالهم وسعت تمتص ارزاقهم بالربا الحرام، ادواتهافي ذلك البنوك، وسلطانها هو القانون الوضعي وشرعيتها النظام السياسي المستبد الضعيف، ويشرف عليها النظام الدولي واقطابه.
لقد كانت المنازلة والحرب الاقتصادية بين تيارين، تيار هو «تيار الربا المتوحش» وتيار ابى ان يستكين ويستمرئ الحرام في ماله واكله وعيشه، هذا التيار الذي استمد صلابته من آيات الله تتلا في كتابه:
{الذين يأكلون الربا لا يقومون إلا كما يقوم الذي يتخبطه الشيطان من المس ذلك بأنهم قالوا إنما البيع مثل الربا وأحل الله البيع وحرم الربا فمن جاءه موعظة من ربه فانتهى فله ما سلف وأمره إلى الله ومن عاد فأولئك أصحاب النار هم فيها خالدون (275) يمحق الله الربا ويربي الصدقات والله لا يحب كل كفار أثيم (276) إن الذين آمنوا وعملوا الصالحات وأقاموا الصلاة وآتوا الزكاة لهم أجرهم عند ربهم ولا خوف عليهم ولا هم يحزنون (277) يا أيها الذين آمنوا اتقوا الله وذروا ما بقي من الربا إن كنتم مؤمنين (278) فإن لم تفعلوا فأذنوا بحرب من الله ورسوله وإن تبتم فلكم رءوس أموالكم لا تَظلمُون ولا تُظلمُون (276)} (البقرة).
لقد كانت هذه الآيات الدستور والمنهج الذي سار عليه العم أحمد البزيع الياسين، فكانت نهضته وقبوله هو واخوانه التحدي في حرب مع عالم الربا، فأفنى عمره وزهرة وقته لمواجهة هذا الخطر واثاره على المسلمين، ففتح بابا من الرزق الحلال والتوسع في التجارة الحلال، لقد امضى المسلمون زمانا ينتظرون من ينقذهم من التلوث بالربا والسحت المقيت، فكانت المقدمة في السبعينيات.
< استيعاب الدراسات والتجارب والفكر الاقتصادي الاسلامي:
كانت الدراسات الفكرية والفتاوى في مجال الاقتصاد الاسلامي هما الاساس لانبعاث حركة المال والبنوك الاسلامية، وقد استوعب العم الشيخ أحمد بزيع – يرحمه الله – هذه النداءات والدراسات التي اطلقت منذ الاربعينيات، بدءا من «مشكلاتنا الاقتصادية»، «في ضوء النظام الاسلامي» للشيخ حسن البنا، وفتاوى دار الافتاء المصرية بخصوص الفوائد الربوية البنكية، وفي الخمسينيات الدراسة الرائدة للشيخ محمد عبدالله دراز عن «الربا في القانون الاسلامي»، و«العدالة الاجتماعية» لسيد قطب عام 1951، و«النظام الاقتصادي في الاسلام» لتقي الدين النبهاني 1953م، و«البنك اللاربوي» لمحمد عزيز (باكستان 1955م)، وغيرهم، وفي الستينيات دراسات محمد رشيد رضا «الربا والمعاملات في الاسلام»، والمودودي «الربا وأسس الاقتصاد» 1961م، و«خطوط رئيسية في الاقتصاد» لمحمود ابو السعود 1965م، ومحمد نجاة صديقي في «بنوك بلا فوائد» 1966م، و«الشركات» لعلي الخفيف 1962م، وغيرهم.
ولكن كل هذه الدراسات ظلت حبيسة العقول، وكان اكثر المفكرين تأثيرا في بناء المشروع وارادة العمل في مسيرة الشيخ احمد بزيع هو ما اسسه الشيخ عيسى وغيره في كتابه «بنوك بلا فوائد» عام 1970، وسعيه الحثيث لمن يرى فيه الخير ويتوسم فيه الصدق لاطلاق فكرة البنوك الاسلامية، فكان رائدها في الكويت العم الشيخ احمد بزيع الياسين، الذي سعى بجهده ووقته وماله لانشاء بنك اسلامي، وطرح ذلك في اكثر من موقع رسمي وشعبي الى ان لاقت تلك الفكرة استحسانا من العم عبدالرحمن العتيقي- امد الله في عمره – ومباركة كريمة من الشيخ جابر الاحمد الصباح – يرحمه الله – أمير الكويت الراحل لهذه الفكرة، وتم انشاء بنك التمويل الكويتي عام 1977م، واطلق للعمل في اغسطس عام 1978م برأسمال 2.5 مليون دينار، وهو ربع رأس مال البنك المقرر، وهو عشرة ملايين دينار.

انشاء عالم المال الحلال الطيب

منذ عام 1977م بداية انشاء بيت التمويل الكويتي، واليوم بعد مرور اكثر من ثلاثة عقود نجد امامنا عالما مالياً طيباً من المال الحلال في الشركات والبنوك والادوات المالية التي تنتهج مبادئ الاقتصاد الاسلامي، فهي لم تتكون من فراغ، وانما من جهود رجال صدقوا الله في مسيرة تحرير مال المسلمين من اسار النظام الربوي العالمي، والآن لنعرف قيمة هذا الرجل واخوانه، فما اسس من آثار طيبة ساهم في بنائها، فنلقي نظرة مختصرة على عالم المال الحلال الطيب.
لقد أدت تلك الانشطة الاقتصادية الاسلامية للبنوك الى نمو حجمها واصولها، حيث وصل عددها نحو 500 بنك ومؤسسة منتشرة في انحاء العالم، وفروع لا تقل عن 5000 فرع تتعامل مع ملايين من العملاء، ووصل حجم عملياتها الى 102 تريليون دولار، وشملت عملياتها كافة الانشطة الاقتصادية؛ الزراعية والصناعية والتجارية.
واحتلت الكويت المركز الأول عالمياً في عدد شركات التمويل الاسلامي، اذ بلغت 55 مؤسسة، بحسب تقرير صادر عن المجلس العام للبنوك والمؤسسات المالية الاسلامية.
التقنين والتشريع المنظم للمصارف والمؤسسات المالية والشركات الاستثمارية الاسلامية.
اذ انه بناء على مطالبات رواد البنوك الاسلامية والعمل الاسلامي الاقتصادي وعلى رأسهم الشيخ احمد بزيع الياسين يرحمه الله، لتقنين عمل المصارف والشركات لااستثمارية الاسلامية، فان الحكومة في الكويت وفي بعض دول العالم الاسلامي وحتى بعض الدول الاوروبية خضعت لمنطق الواقع والناجح لعالم المال الحلال الطيب واستجابت لذلك، وهذا يعني الالزام في التطبيق والممارسة، والتزام القضاء والحكومة بذلك.
ففي أكتوبر 1980م صدر المرسوم بالقانون رقم 67 لسنة 1980 باصدار القانون المدني الكويتي في مادته (305) الذي يعالج الفائدة وحكمها بما يتناسب والشريعة الاسلامية، وتوج ذلك بقانون رقم 30 لسنة 2003م باضافة قسم خاص بالبنوك الاسلامية في الباب الثالث من القانون رقم 32 لسنة 1968م في شأن النقد وبنك الكويت المركزي وتنظيم المهنة المصرفية.
وصدر في مارس 1983م في ماليزيا ايضا قانون البنوك الاسلامية رقم 276 لسنة 1983م، وفي اغسطس 1983م صدر في ايران قانون العمليات المصرفية الخالية من الفوائد، وفي الامارات صدر في ديسمبر 1985م القانون الاتحادي رقم 6 لسنة 1985م في شأن المصارف والمؤسسات المالية والشركات الاستثمارية الاسلامية، وفي السودان 1991م صدر قانون لتنظيم العمل المصرفي وغيره.
< الأدوات المؤسسية القانونية والبحثية والمعاهد للاقتصاد الاسلامي:
لقد اثمرت تلك التجرية الأولى في انشاء بيت التمويل الكويتي وغيره من البنوك الاسلامية في ايجاد الادوات الرقابية من الهيئات الشرعية والتحتية في مجال الاقتصاد والبنوك الاسلامية والمعاهد، التي تعد العاملين في حقل البنوك والاقتصاد الاسلامي؛ بما اوجد مؤسسات ومراكز بحوث دراسات ومجامع فقهية علمية متخصصة، بل واقسام علمية في جامعات تدرس الاقتصاد الاسلامي الذي كان منبوذاً الى بداية السبعينيات، فأنشأ المركز العالمي لأبحاث الاقتصاد الاسلامي، التابع لجامعة الملك عبدالعزيز بجدة، ومركز صالح كامل للدراسات التجارية الاسلامية بجامعة الازهر، والمعهد العالمي للبنوك والاقتصاد الاسلامي بجمهورية قبرص التركية، وتم انشاء اقسام علمية اكاديمية متخصصة في المصارف والاقتصاد الاسلامي في مختلف الجامعات العربية، وحتى بعض الجامعات في الدول الاوروبية، بل انشئت كليات ومكتبات متخصصة كمكتبة صالح كامل للاقتصاد الاسلامي، وجناح الاقتصاد الاسلامي في اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال احكام تطبيق الشريعة الاسلامية بالكويت.

توبة وعودة

ومن هذا العالم المال الحلال الطيب هو تحول بعض البنوك التقليدية الى جادة الحلال الطيب، حيث بدأ اكثر من بنك بتحويل انشطته ومعاملاته الى مبادئ البنك الاسلامي في الكثير من الدول العربية والخليجية وانشأت بعض البنوك ما يعرف بالنوافذ الاسلامية، فقد فتحت البنوك التقليدية نوافذ تتعامل على اساس المعاملات الاسلامية، فعلى سبيل المثال لا الحصر، ففي البحرين 10 نوافذ، والسعودية 9 نوافذ، والامارات 7 نوافذ، وقطر 5 نوافذ، ولسنا بصدد التوسع في ذكر تلك النوافذ.
< العالم الرأسمالي المتوحش يخضع لعالم المال الحلال:
في البنوك التقليدية عالميا ادى النمو والاقبال المتزايدان على المصارف الاسلامية الى اضطرار كثير من البنوك التقليدية العالمية في اوروبا وامريكا الى تقديم العمل المصرفي الاسلامي، وذلك من خلال المشاركة في انشاء وحدات تتعامل وفقا لاحكام الشريعة الاسلامية، والمشاركة في تأسيس وادارة صناديق استثمار متوافقة مع احكام الشريعة الاسلامية.
في عام 1996م، اسست مجموعة (citicorb) مصرفا اسلاميا مستقلا في البحرين للعمل بسائر الادوات والاساليب الاستثمارية الاسلامية المتاحة في السوق العالمية والمحلية تحت اسم (citi islamic investment bank).
كما قامت مجموعة (HSBC) البريطانية بتأسيس فرع لها في دبي يتوافق مع احكام الشريعة الاسلامية، وقام عدد كبير من البنوك الاجنبية بإنشاء وادارة محافظ وصناديق استثمار موافقة لاحكام الشريعة الاسلامية، مثل: مؤسسة «هونج كونج»، «شنغهاي»، «دويتش بنك»، «ايه بي إن إمرو»، «جي بيه مورجان تشيس»، ومصرف د «رسدنر كلاينوون بنس» ومجموعة ANZ الاسترالية النيوزيلندية.
وفي اكتوبر 2004م، تم انشاء اول مصرف اسلامي في بريطانيا تحت اسم «البنك الاسلامي البريطاني» انطلاقا من مدينة برمنجهام برأسمال 50 مليون جنيه استرليني، كما وقد بدأ اهتمام البنوك التقليدية الغربية بإقامة صناديق استثمارية اسلامية تدار من قبلها وفقا لاحكام الشريعة الاسلامية منذ منتصف العقد الثامن من القرن العشرين واول تجربة ظهرت الى الوجود في هذا المجال كانت في العام 1988م بتأسس «صندوق الاستثمار الاسلامي المحدد» (the islamic management funf limited) في جريدة «جرنسي».
وفي العام 1995م تم تأسيس صندوق «الواحة الاسلامي» بإدارة المصرف الاستثماري البريطاني المعروف بـ Robert Fleming، في لوكسمبورج، وكان هذا الصندوق متخصصا في الاستثمار في اسهم الشركات الصناعية العالمية.
وفي العام 1996م اسس المصرف البريطاني ANZ في جرنسي صندوقا استثماريا اسلاميا تحت اسم صندوق المضاربة الدولية الاول للحدود، (Firstanzinternvational modaraba limited) "FAIM" كصندوق متخصص في الاجارة التمويلية وفقا لاحكام الشريعة الاسلامية، كما اسس سيتي بنك صندوقا استثماريا متخصصا في الاسهم العالمية في لوكسمبرج باسم (Citil islamic port Folies).
وفي العام 2001م، وقع بنك «باربيا» الفرنسي مع بيت التمويل الكويتي مذكرة تفاهم لانشاء صندوق لسوق مالية اسلامية بقيمة ملياري دولار.
كما تم تطوير مؤشرات اسهم اسلامية من قبل مؤسسات دولية معروفة مثل «دو جونز» (Dow Jonse Islamic Index) «فايننشال تايمز».
< الاقتصاد العالمي الربوي يستنجد بالاقتصاد الاسلامي «عالم المال الحلال الطيب»:
اليوم بعد 3 عقود منذ ان قام الشيخ احمد بزيع الياسين واخوانه في الكويت والعالم الاسلامي بإنشاء عالم المال الحلال الطيب، يستنجد الاقتصاد العالمي لانقاذه بعد الهزة التي اصابت الاقتصاد الامريكي في العام 1998م بآثارها المستمرة الى يومنا هذا، حيث ادت هذه الهزة الى:
افلاس 700 شركة رهن عقاري، و20 بنكا في الولايات المتحدة في العام 2009م.
وقامت الحكومات بإجراء تأمينات وافلاسات خصوصا في الولايات المتحدة والدول الغربية، مما ادى الى فقدان الثقة بمركز الاقتصاد العالمي في الولايات المتحدة.
واستقرار حالة من «التجميد الانتمائي» بين المقترضين والبنوك ادى الى شلل قطاع الاعمال.
وشلل تام «للتيارات النقدية» المحركة للنشاط الاقتصادي العيني كصناعة السيارات وغيرها، وانهيار في الصناعات الأساسية، وازدياد مشكلة البطالة؛ 5 ملايين عاطل في الولايات المتحدة، أما الصين ففيها 30 مليون عاطل.
وانعكس ذلك على المجتمع الامريكي والغربي في شكل مشكلات اجتماعية، وتحول الطبقة المتوسطة الى طبقة فقيرة.
لذا، فإن الاقتصاديين والكتاب الغربيين تصاعد دعواتهم لتطبيق الشريعة الاسلامية في المجال الاقتصادي الغربي، فقد دعت كبرى الصحف الاقتصادية في اوروبا وهي مجلة «تشالينغجر» لتطبيق الشريعة الاسلامية في المجال الاقتصادي «كحل اوحد للتخلص من براثن الرأسمالي الذي يقف وراء الكارثة الاقتصادية التي تجثم على العالم».
وفي الاطار ذاته، لكن بوضوح وجرأة اكثر، طالب «رولان لاسكين» رئيس تحرير صحيفة «لوجرنال دفينانس» بضرورة تطبيق الشريعة الاسلامية في المجال المالي والاقتصادي؛ لوضع حد لهذه الازمة التي تهز أسواق العالم وذلك في مقاله الذي جاء بعنوان: «هل تأهلت (وول ستريت) لاعتناق مبادئ الشريعة الاسلامية؟».
ودعت الخزانة الامريكية الى دراسة هذا النظام ومحاولة الاستفادة منه، وطالبات امريكا واليابان ودول غربية دراسة هذا النظام.
والى جانب دعوة مجلس الشيوخ الفرنسي للأخذ بالنظام الاسلامي في اطار البحث عن حلول للأزمة، وقد أقر البرلمان الياباني بالسماح للبنوك بافتتاح فروع اسلامية، وتسهيل منح التراخيص اللازمة لها.
< قادة ورجال المال في عالم المال الحلال الطيب.
الا انه اكبر قيمة قدمها الجهد المبارك للعم احمد بزيع الياسين وهو مساهمته في اعداد تلك القيادات ورجال الاعمال الذين بدؤوا حياتهم في بيت التمويل الكويتي، ليصبحوا بعد ذلك قادة في مجال العمل الاقتصادي الاسلامي، هؤلاء الرجال هم تلامذته وأبناؤه، هم الذين يقودون اليوم تلك المؤسسات المالية الاسلامية، داخل الكويت وخارجها ويرسمون لنا عالم المال الحلال الطيب.

«إنهم أناس يتطهرون»

بذلك العالم المالي الحلال الطيب الذي بناه العم احمد بزيع الياسين يرحمه الله واخوانه الذين قبلوا التحدي وساروا على ريادته، وقفوا معه في أحلامه ومراده ورفعوا بإعلامهم وصحوتهم الاسلامية وجماهير المسلمين عن مواقفه، وساروا معه في دربه، نشأت بيئة طاهرة من عالم الحلال تطهرت من رجس الربا وآثاره.
< بناء البيت المسلم من المال الحلال:
اليوم ملايين من الأسر المسلمة في الكويت والعالم العربي والإسلامي، والمسلمون في العالم، عندما يجتمعون على موائدهم اليومية يحمدون الله أنهم يأكلون الحلال من المال الحلال، ويبنون أجساد أطفالهم وأولادهم من مال صنع بتجارة حلال، ويتذكرون أولئك المخلصين وعلى ريادتهم العم الشيخ أحمد بزيع الياسين يرحمه الله الذين بنوا بناء شامخاً من أدوات الاقتصاد الإسلامي؛ لتجنبهم حراماً يُسألون عليه يوم القيامة، فكم من الدعاء المخلص يوضع في ميزان أعمالهم.

عهد وميثاق

إن الميثاق بين رجل غادر دنياه إلى رب غفور، وبين الجيل الجديد من قادة الاقتصاد الاسلامي، هو ان يبثتوا على قيم الحلال والحرام في المعاملات الاسلامية والاقتصاد الاسلامي، وان يجعلوا مسار البنوك الاسلامية في الطريق الاسلامي الصحيح، وان يبتوا على طريقه، لا يغرهم فيها كسب سريع وإثراء فاحش، وأن يقاوموا ضعف النفس البشرية في الجشع والطمع، وان يبتوا امام توحش الرأسمالية العالمي في رباها وتزينها لتكديس الثروات وامتصاص الفقراء والشعوب.
إن أكثر تعزية ووفاء هذا الرجل ان يستمر ابناؤه وأحفاده من العاملين في مجال الاقتصاد الاسلامي على دربه وعلى رسالته الاولى في محاربة الربا ونشر رحمة الاقتصاد الاسلامي في العالم {والله غالب على أمره ولكن اكثر الناس لا يعلمون (21)} (يوسف).

المراجع:
-1 تحرير قوة الدين لإطلاق المشروع المدني للنهضة، محمد الراشد، مجلة «المجتمع» العدد 1960م.
-2 رسالة التغيير والتعمير د. عبدالحميد محمود البعلي، دراسة غير منشورة مقدمة الى اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق أحكام الشريعة الاسلامية، الديوان الاميري، الكويت.
-3 كتاب غربيون: الشريعة تنقذ اقتصاد العالم، اسلام او لاين 2008/10/6م.
-4 عمالقة احياء وهم أموات، د. جاسم بن محمد بن مهلهل الياسين، منتدى الفكر والحضارة والوطن، العدد 7173/12827 – 50، ص62.
-5 تطوير العمل المصرفي الاسلامي بالبنوك التقليدية عالميا، منتدى التحويل الاسلامي، 15 يناير 2011م.

محمد سالم الراشد
نائب رئيس تحرير مجلة المجتمع
رد مع اقتباس