ذكريات من الكويت2
وكما أسلفت في حديثي السابق عن الروابط الأخوية الحميمية التي تربط المهارا بإخوانهم الكويتيين منذ عشرات السنين حتى أكسبتهم بالإضافة إلى إخوانهم الحضارمة صفة الأمانة فأصبح رجل الاعمال الكويتي لا يختار لوظيفة أمين الصندوق لديه إلا من كان مهرياً أو حضرمياً في الغالب وذلك لان أبناء المهرة قد لعبوا دوراً مهماً في الكويت فقد شاركوا مع إخوانهم أبناء الكويت في حرب الجهراء المشهورة في سنة 1920م حين حصل اعتداء على أسرة آل الصباح من قبل بعض الأسر التي أحسن إليهم آل الصباح وبدعم خارجي وعندها طلب أمير الكويت حينها ( الشيخ عبد الله مبارك الصباح ) الاجتماع بالمهرة لأنه يعرف أنهم قبائل قد تعوّدوا وتدرّبوا على السلاح فلبّوا جميعهم الدعوة وحضروا الاجتماع واستمعوا إلى حديث الأمير عبد الله ( رحمه الله ) حيث طلب منهم المشاركة في الدفاع عن الكويت وقد حفظت الرواية المهرية المتناقلة عبر كبار السن الثقات موافقة المهارا بالإجماع على طلب الأمير وقام أحدهم وكان من منطقة صقر الجنوبية واسمه صالح بن موسى وقال ( أيها الأمير : الكويت بلدنا وأهلها أهلنا ومستعدين للدفاع عنها بأرواحنا لا يمتنع منا احد ) فصرف لهم الأمير بنادق وشاركوا في الدفاع عن الكويت ولا تزال قبور شهدائهم في مقبرة الجهراء شاهدة على ذلك.
وقد أحبهم الأمير عبد الله مبارك الصباح وأحسن إليهم وقد حصلت قصة لأحد المهرة في زمانه حيث كان المهري مشهوراً بالبطر ( وهي اللطم بقوة من على يمينه في حال غمزه أحد في خاصرته ) وكان المهري قد وقف لدى البائع والى جواره امرأة فغمزه شخص بيده في خاصرته فبطر فلطم المرأة فسقطت ورفعت أمرها إلى الأمير فأحضرها وأحضر المهري وجعل جندياً عن يمينه ثم سمع كلام المرأة وهي تطالب بحقها ثم سأل المهري فصدّقها فيما قالت ولكنه بغير قصد فأراد الأمير أن يجرّبه وأن يثبت للمرأة ذلك فأسرّ إلى أحد الجنود أن يغمزه من خلفه في حال غفلته وأخذ الأمير يسأله ويشغله في الكلام ويقول ( وشلون تطق الناس وتقول بدون شعور؟ ) حتى غمزه الجندي من خلفه فبطر بيمينه بقوة فوقعت على الجندي الجالس عن يمينه فسقط من على الكرسي فما كان من المرأة إلا أن اقتنعت انه بغير قصد وعفت عنه وطلب الأمير من الجندي أن يسامحه ففعل ثم أعطاه الأمير مبلغ 250 روبية وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت وقال لا تفعل هذا بعد اليوم وإلا عاقبتك فأخذ المبلغ وفرح به وكان بعدها يحرص على البعد عن الناس حتى لا يقع في العقوبة. والبطر مشهور عند أغلب المهرة إلى اليوم . وترقبوا المزيد ...
|