أجـرت الحـوار: حنـان عبـيـد
ولد عام 1951 في حي المرقاب، جذوره ممتدة منذ مائتين وخمسين عاما في الجهراء. حمل المسؤولية منذ كان صغيرا وأخذ من الأب الكثير من طباعه كحب الوطن وحب عمل الخير واحترام الآخرين والمصداقية في العمل. عمل طيارا عسكريا في الجيش، توجه للحياة البرلمانية ودخل عتبة المجلس عام 1985 ثم عاد في مجلسي 1996 و2003 وحاز على المركز الأول في الخالدية. ترأس اتحاد المزارعين عام 1995، وصنّف بالنائب المستقل عن المستقلين، يجد أن المجلس استفاد منه أكثر مما استفاد هو من المجلس، تكتل كثيرون ضده واتهمه كثيرون بأمور عارية عن الصحة، اليوم ناخبوه يضغطون عليه بقوة للعودة إلى المجلس وممارسة العمل النيابي، تكلم بكل جرأة وشفافية في قضية التجنيس والخصخصة واستجوابات الحكومة والرشوة في الانتخابات ودور المرأة سياسيا وممارسة النواب الحاليين للعمل النيابي.
يتوق بشدة إلى الكرسي النيابي ويجهز للمعركة القادمة بكل ما أُوتي من قوة.
مع النائب السابق علي عبدالله الخلف كانت لنا هذه الاستراحة:
• علي الخلف انت اليوم بعيد عن الكرسي النيابي، هل تحن اليه؟
- كثيرا.. والذي يتعاطى العمل السياسي يدمن عليه، أحب السياسة، والبلد اليوم محتاج الى سياسيين يحكمهم العقل ومن الضروري وجودهم في الظروف السياسية المقبلة.
• هل يعني ذلك ان من يتعاطى الشأن السياسي في البلد لا يتصف بالحكمة والعقل؟
- نحن نتكلم عن ا لجانب البرلماني والمتعاطين بالعمل السياسي فيه، واليوم نلمس بكل وضوح الاستياء على مجلس الامة، والجميع يقول ذلك، وهذا نتيجة خلط الاوراق والممارسة الخاطئة داخل المجلس من قبل النواب.
• ماذا تفعل اليوم؟
- لدي شركة تجارية تختص بالنقل العام وابني يديرها.
• هل أسستها مذ كنت نائبا؟
- لا، هي جديدة التأسيس، بعد خروجي مباشرة من مجلس الامة بسنة.
• اذاً لم يثمر لك وجودك في البرلمان كما البعض والاستفادة ببناء شركاتهم التجارية، وتمرير مناقصاتهم؟
- الحمد لله انا شاركت في ثلاثة مجالس نيابية والكل يشهد لي، لم استغل موقعي لممارسة خاطئة، وأتيت للموقع النيابي من قبل اختيار الناس لي لاكون مشرعا ومراقبا بالدرجة الاولى، اما موضوع المناقصات او نظام B.O.T او استغلال موقعي، فأقولها بالفم الملآن ان المجلس استفاد مني اكثر مما استفدت منه، وحتى الراتب الذي كنت اتقاضاه من المجلس تبرعت فيه للمدارس.
• بماذا استفاد منك المجلس؟
- استفاد من خلال مشاركتي في تشريع قوانين كثيرة، وشاركت في الكثير لاهدئ المجلس، وكنت انادي عضو مجلس الامة ان يمارس ممارسة نيابية حقيقية ويلترم باللائحة الدستورية وان يكون دوره رقابيا داخل المجلس، ومشرعا بعيدا عن المصلحة الشخصية، ومثال ذلك كادر المهندسين فانا صاحب مشروعه.
• ألم يعرقل اي مشروع أردته داخل المجلس؟
- في آخر مجلس لي ناديت بلغة العقل ومازال يحز في خاطري كنائب سابق هو الاستيلاء على منصة الرئاسة، وكانت هي البداية الخطرة في المجلس السابق، وهذا ما ادى الى قلب الاوراق واصبحت سابقة خطيرة تم تكرارها فيما يتعلق بالقروض فتم الاستيلاء على المنصة وهكذا.. وللأسف عضو مجلس الامة في موقعه لم يفهم انه مسؤول وامين ويجب عليه ان يعد للمائة قبل ان تطلع منه الكلمة فما بالك بالتصرف.
• كيف تعبر عما يحصل داخل باحة المجلس؟
- مازلت انادي تحت ضغوط قوية جدا لأرد مرة اخرى بالنيابة عن ابناء دائرتي وخارجها بلغة العقل.
• تتهيأ اليوم للمعركة القادمة هذا ما فهمته من كلامك، فكيف تستعد للمعركة؟
- ان شاء الله النية موجودة، وسأساهم قدر المستطاع في تهدئة البلد واخذه للمسار الصحيح، الكويت ما استفادت من تحريرها ولا من تحرير العراق والآن الفائض يجب ان يتجه للتنمية وبقرارات سريعة، ولا شك ان هناك قرارات كثيرة مكدسة، ومع كل أسف الفائض لا نستفيد منه، والقرار السياسي يجب ان يتخذ واللوم يقع اليوم على الجهتين وهما النواب والحكومة، وبكل صدق اقول ان الحكومة ضعيفة، وقلتها سابقا في المجلس، علما بوجود عناصر جيدة تتحمل المسؤولية فيها، ولكن القرار الجماعي ضعيف ونتيجة لذلك نسمع ونشاهد ما يحصل من استجوابات، فكثير من اعضاء الحكومة سقطوا نتيجة عدم حماية الحكومة لهم.
التكتلات وتوزيع الكيكة
• حدثنا عن تدرجك المهني؟
- كنت طيارا عسكريا ثم توجهت للحياة النيابية ونججت في مجلس 1985، وبعدها اصبحت عضو مجلس ادارة الاتحاد الكويتي للمزارعين ثم رئيساً لاتحاد المزارعين، ثم رجعت عضوا في المجلس سنة 1996، وخضت انتخابات 1999 ولم اوفق، ثم خضت انتخابات عام 2003 وحزت المركز الاول في الخالدية، وخضت الانتخابات السابقة ايضا ولم اوفق لان الكل تكاتف ضدي.
• ما قصتكم.. كل واحد لا يفوز بالانتخابات مرة اخرى يقول ان الكل تكاتف ضده، أليس الشعب من ينتخبكم؟
- انا مستقل من المستقلين، احترم التكتلات التي تضع برامج صحيحة وليست تكتلات فوضوية ضاغطة في البلد لتستفيد وتعمل لمصالحها الشخصية وهذا ما حصل في شغل البعض ضدي لاسقاطي.
• لك موقف من التكتلات وتعتبرها سلبية، وايضاً لها دور في عدم تلبية مصالح الشعب ومطالبه، لماذا؟
- صحيح، وأجد ان اي تكتل ليس لديه اي منهج او رؤية وبرامج، لذلك لا اسميه تكتلا بل تجمع لأسباب خاصة ولمصالح شخصية.
• هل ينطبق هذا الكلام على كل التكتلات الموجودة في المجلس؟
- اجد التكتلات تتسابق الى طرح الثقة قبل الاستماع للآخر فأين الرؤية عند التكتلات؟! العمل السياسي احتراف وبالاضافة الى هذا العمل السياسي توجد الامانة البرلمانية التي يحمَّل بها عضو مجلس الامة بالاخص فيما يتعلق بالاستجوابات، واليوم نسي عضو مجلس الامة أنه قاض مستمع في مرافعة قانونية ويعطي وجهة نظره، فالتكتلات تعطي وجهة نظرها مسبقا وتسعى ليستقيل الوزير بسبب صراع على وزارة او مؤسسة يمسك بها او هناك ورقة ضاغطة على الحكومة من البعض لعدم توزير جماعتهم، وعلى سبيل المثال، جميع التكتلات تضغط لتضع لها وكيل وزارة ووكيل وزارة مساعدا او مديرا.. فهذا عمل تنفيذي، استطاعت التكتلات اختراق الحكومة واخذ عملها، والحكومة تسعى لأخذ رضا هؤلاء في عملية الاستجوابات وغيرها.
• لماذا تخاف الحكومة منهم؟
- لانها تخاف على مناصبها.
• هل هذا سبب منطقي؟ الوزراء يسقط الواحد تلو الآخر قبل الاستجواب، اذاً. لماذا لا نقول ان الحكومة تخاف كشف الملفات السرية؟
- ما اراه من بعض اعضاء الحكومة ان الكل يتسابق على توزيع الكيكة الحكومية، فهذا محسوب على هذا وعلى ذاك.. نلاحظ ان الكل من اعضاء الحكومة يحاول ارضاء النائب على حساب ضميره للحفاظ على مركزه.
• ومع ذلك لا يسلمون من استجوابات النواب أليس كذلك؟
- لا، اقول انهم يسلمون عندما يسيرون في المسار الصحيح ويكون الكل ملتزما بعمله، يطبق الخطة، مؤتمنا ونظيفا فلا اشكالات عليه.
• اذاً كيف تقرأ ما حدث مع د. معصومة؟
- هذا الخلل نتج من الحكومة لا من المجلس، وهذا ما يؤكد كلامي، لو ان الحكومة قوية ما طاحت لا معصومة ولا غيرها، وعيب اعضاء الحكومة انهم يعرفون هذا الامر، واليوم يدور ويلف عضو الحكومة على دواوين النواب لأخذ رضاهم على حساب هذا البلد وهذا الشيء التمسه.
• انتقلت من الجهراء الى الخالدية منذ عام 1985 وتعتبرون الجهراء منطقة خارجية والخالدية داخلية، وبين افراد هاتين المنطقتين هل هناك ظلم للمناطق الخارجية على حساب المناطق الداخلية؟
|