عرض مشاركة واحدة
  #12  
قديم 17-11-2013, 02:46 AM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

رحيل الفنان أيوب حسين.. عاشق الكويت القديمة



أيوب حسين


غلاف الكتاب


من أعمال الفنان الراحل أيوب حسين

تم النشر في 2013/11/15

المحرر الثقافي

حينما سُئل الفنان أيوب حسين في حوار سابق عن إمكان تصويره للمشهد الكويتي الحالي أجاب «لا أحب هذا الوضع، ولا يمكن ان ارسم عن هذا الوضع الذي لا أؤيده جملة وتفصيلا، واتمنى ان تعود الكويت كسابق عهدها بشيوخها الكرام وأسرتها ممثلة بآل الصباح».
رحل أيوب حسين أمس عن 81 عاما، حافلة بالإنجازات الفنية، تاركا تراثا نادرا كرائد من رواد الفن التشكيلي في الكويت، اهتم اهتماما بالغا بتصوير البيئة الكويتية القديمة بأسواقها وموانيها واحتفالاتها التقليدية وألعاب أطفالها، فخلف ثروة هائلة تجسّد تاريخ الكويت وتوثق له أبدع توثيق.
وُلد الفنان أيوب حسين القناعي بحي القناعات، الواقع بمنطقة الشرق بمدينة الكويت القديمة عام 1930، تلقى تعليمه بحسب كتاب «شخصيات كويتية» للباحث والكاتب عادل عبدالمغني، في المدرسة المباركية، ومنها تأهل للتخرج من صف المعلمين عام 1949، والتحق مباشرة بعد تخرجه في سلك التعليم، وكانت الكويت بحاجة ماسة الى أبنائها المتعلمين لتوليهم إدارة دفة المدارس العديدة التي تم افتتاحها بعدما منّ الله على الكويت بتدفق النفط بأرضها لينعم أبناء البلد من خيرها، التحق بعد تخرّجه في مدرسة الصباح، وكانت المدرسة قد تم افتتاحها في العام نفسه، وتواصل مشواره مع التعليم سنين طويلة، وصلت مدتها الى ثلاثين عاما، فإذا أردنا التفصيل فهي كما يلي: أمضى 11 عاما منها مدرسا ما بين مدارس الصباح والصديق وابن زيدون، ثم أمضى عامين آخرين وكيلا لمدرسة عبدالعزيز الرشيد في منطقة حولي، ثم 17 عاما ناظرا لمدرستي الصباح الابتدائية وابن زيدون، فيكون المجموع كما ذكرنا ثلاثين سنة كاملة، تقاعد بعدها عن سلك التعليم عام 1979.

تراث ضخم
رسم أيوب حسين على مدار حياته الفنية ما يزيد على 700 لوحة زيتية بأحجام مختلفة، جميعها جاءت من واقع التراث الكويتي بكل صوره وأشكاله، واعتبر كما يقول عبدالمغني، من الرعيل الاول والاساتذة الكبار بالفن التشكيلي، وشارك في العديد من المعارض داخل الكويت وخارجها، ابتداء من معارض الربيع، التي كانت تقام في مهرجانات الربيع بمدارس الكويت خلال فترة الخمسينات، وغيرها العديد كما ذكرنا بداخل الكويت وخارجها، التي لاقت الاستحسان وتقدير الجميع.

أمانة العين
يقول عنه قاسم خضير «لم يترك الرجل الملهم شيئا عن الكويت القديمة «مدينة كانت أو قرية أو بادية» والحياة فيها، إلا وسطره بأمانة في لوحاته.. نقش الإنسان الكويتي في الأزمنة السابقة في قيامه وقعوده ومنامه. في مأكله ومشربه، في غدوه ورواحه، في ساحة بيته، في غرفته، في مطبخه في حمامه، فوق سطح بيته، واللوازم المنزلية الخاصة به، في الأزقة والشوارع، في مسجده، في دكانه ومعمله، وفي الأدوات التي كان يستخدمها، في مزرعته، في أفراحه ومآتمه، في ديوانه في ألعابه، في صيده في ركوبه البحر، في صناعته السفن، في رعيه لغنمه، في الكتاتيب وفي المدارس الحكومية، في الاعتناء بأطفاله».
ويتابع قاسم خضير «وتفنن أستاذنا الكبير كذلك في رسم الكثير من الأحياء السكنية القديمة وجعلها كما كانت في تلك الأيام تزخر بالبنين والبنات ينشدون ويغنون ويرقصون، وكانت الريادة أيضا للفنان أيوب حسين في عمل المجسّمات التراثية في أول متحف يقام في الكويت في منطقة دسمان، كما أنه يفتخر كثيرا بأخذ بعض لوحاته لطبعها على العملة الكويتية الحالية، وعلى بعض الطوابع البريدية في مناسبات مختلفة».

الصورة واللوحة
من الإنجازات التي تركها الفنان أيوب حسين معرض الصور الفوتوغرافية من مقتنياته الخاصة. بدا المعرض كأنه استكمال للعين التسجيلية الدقيقة والنابهة التي ميزت الفنان الراحل، ولم تكتف بالصور ذات الطابع الرسمي، بل نقلت الشوارع والمدارس وبعض أعضاء البعثات التعليمية خارج الكويت، وكأن هذه الصور الفوتوغرافية تصف مباشرة، ما فات ريشة الفنان من تاريخ وطنه وأهله.
ولأيوب حسين، إضافة إلى أعماله الفنية مؤلفات شعبية تراثية، مثل: كتاب «مع الأطفال في الماضي» (خاص بالألعاب الشعبية)، وكتاب: «ذكرياتنا الكويتية»، وكتاب: «حولي قرية الأنس والتسلي»، وكتاب: «مختارات شعبية من اللهجة الكويتية»، وكتاب: «من كلمات أهل الديرة».

خواطر شعرية
لم يكتف الفنان الراحل بريشته تعبيرا عن خلجات نفسه، فاستكمل أدوات الفن بالشعر، وأصدر كتاب «خواطر شعرية بين الفصحى والعامية»، الذي قال عنه د. عبدالله يوسف الغنيم في مقدمته «فقد وثق عن طريق النظم باللغتين الفصحى والعامية الكثير من الأحداث والموضوعات التي مر بها في حياته، عرضها في صورة خواطر متنوعة ممتدة من زمن الطفولة إلى وقتنا الرهن».

تكريم
• نال جائزة الدولة التشجيعية عام 1997 عن أعماله التصويرية.
• جميع أعماله الفنية صارت من مقتنيات الأهالي والمؤسسات، كما تطبع على الروزنامات وغيرها.
ورافق أيوب حسين أعماله التي عرضت بمدينة طوكيو باليابان في الفترة من 25 – 30 أكتوبر 1998 على نفقة وزارة الإعلام بمناسبة أسبوع رجال الأعمال، وقد أهديت إحدى لوحاته الى أحد أمراء اليابان، الذي قام بافتتاح ذلك الأسبوع، كما أقام معرضاً في مدينة هلسنكي عاصمة فنلندا اعتباراً من 26 أغسطس 1999، ولمدة أسبوع بتوجيه من المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب.
حصل على تكريم الأمير الراحل الشيخ سعد العبدالله الصباح وشهادات تقدير متعددة، ورشحه المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب للتكريم من قبل اللجنة المنظمة للمعرض الدوري الثالث لفناني دول مجلس التعاون الخليجي، الذي أقيم في الشارقة في الفترة من 17 نوفمبر - 3 ديسمبر 1994.


وزير الإعلام: ترجّل الفارس

نعى الشيخ سلمان الصباح السالم الحمود الصباح وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المربي الفاضل الفنان التشكيلي أيوب حسين الأيوب القناعي وقال: ترجل بالأمس فارس من فرسان الريشة واللون ومرب فاضل ونجم ساطع من نجوم الكويت، إنه المغفور له الفنان: أيوب حسين اﻷيوب، الذي يعتبر أفضل من أرّخ بالريشة والقلم لواقع الكويت وبيئتها وتراثها على مدى أكثر من ستين عاما، حيث استطاع أن يسجل بريشته الحياة التراثية القديمة بكل أشكالها وتفاصيلها.
لقد قدم المغفور له خدمة كبيرة لأجيالنا القادمة بتأريخه للبيئة الكويتية، وعزاؤنا أنه ترك إرثا غزيرا من مئات الأعمال الفنية التي ستبقى شاهدا على تفرده وإبداعه في هذا المضمار.
إننا نعزي أنفسنا أولا بفقدان هذه القامة الفنية، كما نعزي أهله وذويه ونأمل لهم الصبر والسلوان، كما نعزي أقرانه وتلامذته من الفنانين الذين تتلمذوا على يديه ونهلوا من نبعه الصافي.


وزير الإعلام: ترجّل الفارس
نعى الشيخ سلمان الصباح السالم الحمود الصباح وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب ورئيس المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المربي الفاضل الفنان التشكيلي أيوب حسين الأيوب القناعي وقال: ترجل بالأمس فارس من فرسان الريشة واللون ومرب فاضل ونجم ساطع من نجوم الكويت، إنه المغفور له الفنان: أيوب حسين اﻷيوب، الذي يعتبر أفضل من أرّخ بالريشة والقلم لواقع الكويت وبيئتها وتراثها على مدى أكثر من ستين عاما، حيث استطاع أن يسجل بريشته الحياة التراثية القديمة بكل أشكالها وتفاصيلها.
لقد قدم المغفور له خدمة كبيرة لأجيالنا القادمة بتأريخه للبيئة الكويتية، وعزاؤنا أنه ترك إرثا غزيرا من مئات الأعمال الفنية التي ستبقى شاهدا على تفرده وإبداعه في هذا المضمار.
إننا نعزي أنفسنا أولا بفقدان هذه القامة الفنية، كما نعزي أهله وذويه ونأمل لهم الصبر والسلوان، كما نعزي أقرانه وتلامذته من الفنانين الذين تتلمذوا على يديه ونهلوا من نبعه الصافي.

جريدة القبس
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net
رد مع اقتباس