عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 17-11-2013, 03:03 AM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

(جريدة الجريدة)

عميد التشكيليين أيوب حسين يرحل وتبقى أعماله في الذاكرة
السبت 16 نوفمبر 2013
فنانون تشكيليون عبروا عن حزنهم العميق لوفاته... وجثمانه يوارى الثرى اليوم


عبر فنانون تشكيليون عن عميق حزنهم وأسفهم لوفاة عميد الفن التشكيلي الكويتي أيوب حسين الأيوب، مقدمين خالص العزاء في فقيد التشكيل والتراث إلى أسرته، مشيرين إلى تنوع إرثه في مجالات التعليم والثقافة والأدب.

فجعت الساحة التشكيلية المحلية أمس بخبر وفاة المعلم والباحث والفنان التشكيلي أيوب حسين الأيوب، الذي كان قد عانى كثيراً المرض خلال العام الماضي، وسيوارى الثرى اليوم السبت في مقبرة الصليبيخات.
يعد الفنان الراحل أيوب حسين الابن البار للبيئة الكويتية من خلال لوحاته، مهتماً بعناصر ومفردات التكوين بتقنية راقية، فكان ينقل التراث الشعبي العابق بالبساطة، ويجسد نماذج من الحياة الكويتية القديمة بحالاتها الاجتماعية وألعابها الشعبية عن طريق رسومات مبتكرة للدكاكين والبيوت والطرق والأزقة.

علامة فارقة

بدوره، قدّم الفنان حميد خزعل التعازي لأسرة الفقيد ومحبيه، سائلاً المولى أن يتغمد الفقيد برحمته الواسعة، شيرا إلى أن «الكويت فقدت فنانا كبيرا اكتسب احترام الناس من لهم تواصل معه أو حتى الذين لا يعرفونه، رحل أيوب حسين عن دنيانا لكن أعماله التي تركها ستبقى شاهدة على الذاكرة الكويتية التي جسدها بأنامله».
وأضاف خزعل: «فقدنا برحيله أحد أعمدة الفن التشكيلي الذي منح لفنه كل حواسه ليرسم مشاهداً تسجيلية تتغلغل في عمق التراث الكويتي، مقدماً أعمال تتمتع برؤية صادقة وحس فني مهموم بالموروث الشعبي».
وعن إرث الراحل الفني، قال خزعل شكّل حسين علامة فارقة في الكويت، لأنه قدّم أعمالاً بصرية تسجيلية ونابضة بالحياة، فكان يرسم الفرجان والدكاكين وكل مكونات المشهد التاريخي المحلي بدقة تبهر المتلقي فيشعر انه يعيش ضمن تلك الحقبة الزمنية، لافتا إلى أنه كتب عن القيمة الفنية للراحل عبر أكثر من إصدار تقديراً لما قدّمه هذا الرجل لبلده وفنه.

واقعية وبساطة

في مفتتح حديثه، أكد الفنان محمود اشكناني أن الراحل تميز بلغة بصرية تسجيلية منقطة النظير، إذ كان يستدعي الذكريات ويوثقها عبر لوحات تشكيلية تعكس أنماطا من الحياة اليومية القديمة، فهو فنان من الرعيل الاول الذي عاصر الحياة البسيطة فأخلص لها وحرص على تقديمها عبر نتاجه الفني رغبة في إيصال مجموعة رسائل إلى الجيل الحالي.
ويعتبر أشكناني الفقيد عملة نادرة في التشكيل المحلي، لذلك كانت أعماله معارضه تشهد تنافساً محتدماً للمقتنين الراغبين في شراء أعماله، لاسيما أن هذا التسابق لم يقتصر على الأفراد فسحب، بل شارك فيه بعض الجهات الرسمية والخاصة نظراً لتفرد أعماله.
من جهته، قال الفنان التشكيلي محمد الشيخ الفارسي: «آلمني جداً خبر رحيل الفنان أيوب حسين لأني أرتبط به بعلاقة طيبة منذ أيام عملنا في وزارة التربية، لكنها إرادة الخالق، وبهذا الغياب تفقد الكويت فناناً من نوع خاص وهب جهده وفنه إلى تسجيل مفردات التراث الكويتي عبر البحث أو التشكيل».
واعتبر الفارسي أن الراحل انتقى لنفسه اتجاها مغايرا وقد عجز الكثير عن مجاراته برغم من سهولة عناصر العمل لكن ثمة تكنيك يعتمده الراحل لم يتمكن احد من الوصول إليه.

مواهب كثيرة

أما رئيس الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية عبدالرسول سلمان، تحدث عن تنوع مواهب الراحل في حقول كثيرة، لافتاً إلى أن هذا التميز دفع الجمعية إلى منحه عضوية الشرف، وأردف: «تتوزع مواهب الراحل وقدراته على حقول مختلفة من المعرفة إضافة إلى أنه مصور وكاتب وأديب وباحث في الفن الشعبي والتراث الكويتي ويعود سبب تركيزه على الإرث المحلي إلى معاصرته لحياة ما قبل البترول فاستطاع أن ينقل هذا التراث في ألوانه البسيطة وتقاليدة وعاداته.
وتابع: «حاول أن يجسد هذا التراث بألوانه وبرقه وعفوية خصوصا لما كان ينقل مكونات الأحياء الشعبية بتراكيبها الهندسية التي ترمز إلى بساطة المجتمع الكويتي من حياة تتسم بالألفة والتواضع والمحبة».

مشوار زاخر بالعطاء

أيوب حسين من مواليد الكويت عام 1932، تخرج من صف المعلمين بالمدرسة المباركية عام 1949، ثم عمل مدرساً في وزارة التربية، وتدرج في سلك التدريس وعيّن وكيلا ثم ناظرا، إلى أن تقاعد في عام 1980 بعد ثلاثين عاماً في مهنة التعليم.
شارك في معرض مسابقة البطولة العربية عام 1958م وفي جميع معارض الربيع التسعة التي أقامتها وزارة التربية، كما شارك في معظم المعارض التي أقامتها الجمعية الكويتية للفنون التشكيلية سواء داخل الكويت أو خارجها. وشارك أيضا في المعارض التي أقامتها كل من جمعية المعلمين، وجمعية الخريجين، والمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، ومتحف الكويت الوطني. نظّم الراحل تسعة معارض شخصية في الكويت.
شارك في معارض متنقلة تجوّل فيها في بلدان عربية وأوروبية وأميركية، ويعد من أوائل الذين عملوا بمتحف الكويت.
حاز جوائز وتكريما من جهات متنوعة، منها: جائزة الدولة التشجيعية عام 1997، وجائزة الدولة التقديرية في مجال الفنون التشكيلية عام 2001، قام بتأليف كتب تُعنى بالتراث الشعبي، وطبعت لوحاته أو أجزاء منها على بعض أوراق النقد الكويتية.

اهتمامه بالتراث

كان الراحل يهتم كثيراً بالتراث، مبيناً أن هذا التركيز ينبع من رغبته في نقل هذا الموروث إلى الجيل الحالي من الناشئة والشباب، مجسداً أنماط الحياة التي عاشها أثناء مرحلتي الطفولة والمراهقة في الثلاثينيات والأربعينيات، عبر ريشته والألوان الزيتية.
ينهل الفنان أيوب حسين محتوى لوحاته من قواعد وأسس المدرسة الواقعية، مفضلا التقاط الصور الفوتوغرافية للمشاهد الحديثة، ويرى أن المدرسة الواقعية هي أنسب وسائل التعبير.

الحمود: فارس الريشة والقلم

نعى وزير الإعلام وزير الدولة لشؤون الشباب الشيخ سلمان الحمود، المربي الفاضل الفنان التشكيلي أيوب حسين الأيوب القناعي، وقال: «ترجل فارس من فرسان الريشة واللون ومرب فاضل ونجم ساطع من نجوم الكويت، إنه أيوب حسين الذي يعتبر أفضل من أرخ بالريشة والقلم لواقع الكويت وبيئتها وتراثها على مدى أكثر من ستين عاما، حيث استطاع أن يسجل بريشته الحياة التراثية القديمة بكل أشكالها وتفاصيلها.
وأضاف: «قدم الراحل خدمة كبيرة لأجيالنا القادمة بتأريخه للبيئة الكويتية، وعزاؤنا أنه ترك إرثا غزيرا من مئات الأعمال الفنية التي ستبقى شاهدا على تفرده وإبداعه في هذا المضمار». وختم الوزير: «إننا نعزي أنفسنا أولا بفقدان هذه القامة الفنية كما نعزي أهله وذويه، ونأمل لهم الصبر والسلوان كما نعزي أقرانه وتلامذته من الفنانين الذين تتلمذوا على يديه ونهلوا من نبعه الصافي، ونسأل البارئ أن يتغمده بواسع رحمته وإنا لله وإنا إليه راجعون».

اليوحة: فكرة لم تكتمل

قدّم الأمين العام للمجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب المهندس علي اليوحة خالص العزاء إلى أسرة الراحل أيوب حسين، مضيفا: "برحيله فقدنا جزءا كبيرا من التاريخ الكويتي، لأن الفقيد من مؤسسي حركة التشكيل في الكويت، وكذلك خدم بلده في مواقع مختلفة، فغيابه خسارة كبيرة، لاسيما انه انحاز بريشته إلى التراث الكويتي".
واستعرض اليوحة جانبا من انجازات أيوب حسين، مبينا أن العملة النقدية المحلية تزينت بمضامين لوحاته، وساهم الراحل في تأسيس أول متحف كويتي يعنى بالتراث البحري بالقرب من قصر دسمان.
وتابع: " كان المجلس الوطني يجهز لإفتتاح "بيت أيوب حسين" وهو أحد البيوت الكويتية القدمية بجوار قصر دسمان ليضم أعمال المغفور له، لكن بهذا الرحيل فكرتنا لن تكتمل، ونسأل الله ان يتغمد الراحل بواسع رحمته".
__________________
للمراسلة البريدية: kuwait@kuwait-history.net
رد مع اقتباس