
06-02-2025, 09:27 PM
|
عضو مشارك فعال
|
|
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: كويت - بلاد العرب
المشاركات: 290
|
|
في الحلقة السادسة ، يستكمل الشملان رواية ذكرياته عن مغادرة بيته القديم الذي ترعرع فيه منذ نعومة أظافره ، فيقول متأثراً :
يتألف بيتنا من خمس غرف كبيرة ، تُسمى الواحدة منها (دار)، وتطلق على الدار التي تقع فوق السطح أسم غرفة ، وبه ليوان جهة الجنوب ، ودهليز جهة الشمال ، ومطبخ صغير ، وله أربعة أسطح كبيرة ، تشرف على البحر .
كما أن في السطح غرفة كبيرة جهة الجنوب ، تطل على الشارع جهة الشرق ،وهي التي أنام فيها وقت الظهيرة ، إبان الصيف بدون مروحة على الطبيعة ،و هي باردة ولها شباكان على الشارع ، وباب وشباكان جهة البيت ، ولها (بواقدير) ، وهذه كلمة فارسية معناها جالب الهواء .
غرفة الذكريات
والخلاصة أن الغرفة هذه لها منزلة عالية في نفسي ، إد لدي بها ذكريات طيبة ، وكم كتبت بها كتابات ، وقرأت قراءات ،وجلست جلسات ، ولكن تركتها مرغماً أستعيد ذكرياتها الجميلة ، وذكريات البيت أيضا وأنا أكتب هذه السطور .
يتبع بيتنا بيت آخر صغير ، بيت للمطبخ وللماشية ،وهو لاصق به جهة الغرب ،وفيه غرفتان وبئر (قليب) ، هذا وصف بيتنا وحدوده ، بقي أن أتحدث عن كيف كان .
البيت الصغير
كان بيتنا في الماضي مكوناً من بيتين ، الأول وهو الصغير (حاليا بيت المطبخ) كان بيت لابن حمضان والد صالح الشايع في حوالي عام ( 1320 هجري – 1903م) ، واشترى جدي شملان بيت ابن حمضان (يرحمهما الله) وادخله على بيتنا الكبير وجعله مطبخاً له .
البيت الكبير
أما البيت الثاني الكبير ، فكان بيتناً لأسرة (آل ادويرج) ، وكان يسكنه رجل مسن وزوجته ،وبعد وفاته حوالي عام (1327 هجرية – 1908م) ، يرحمه الله ، اشترى جدي البيت ، فبناه بناء جديداً ، وكان البَّناء الأستاذ الكويتي الشهير (راشد بن رباح) ، يرحمه الله ، سكنه جدي مع زوجته جدتي من قبل الوالد ، وتوفيت به حوالى عام 1911 م ، يرحمها الله .
في سنة (1352 هجرية – 1933م) ـ كنت طفلاً صغيراً وشاهدت البنائين ،وهم يرممون بيتنا ويلقون الأكشاك الخشبية .
دفنت الحمامي
وفي سنة 1941م ، أدخل الوالد غرفة من غرفه حوَّلها جدي إلى البيت الكبير (بيت الوقف) وكان على تلك الغرفة (الدار) غرفة علوية كبيرة ، وضعت بها عام 1941م الحمام القلاليب ، التي كنت أربيها ، فكانت محلاً ممتازاً للحمام .
في عام 1944م ، كان عندي (حَمَّامي) ، وهو من الطيور الجارحة واسمه في اللغة العربية (الصُرد) ،وكان عزيزاً عندي ، ولما مات دفنته ،وظل قبره إلى أن هدمت الغرفة 1950م .
أثلة فوق السطح !
وفي عام 1930م ، قمت مع الأخ جراح يوسف الرومي ،وهو من أصدقائي واترابي بزراعة الشعير على سطح دار الوالد ، بيد أنني انفردت عن الأخر جراح بزراعة أثلة صغيرة على دارنا ، وكنت اسقيها ،وبعد كم يوم كبرت ، فشاهدها الوالد ، فما كان منه إلا أن نزعها وقال لي غاضباً : كيف تزرع أثلة على دارنا.. تبي (تريد) تقضها (تثقبها) ؟ والحقيقة أنني كنت مخطئاً في زراعة الأثلة، ولكنها الطفولة .
المصدر: https://www.torathona.org/%D9%88%D8%...B%D9%84%D8%A9/
|