عرض مشاركة واحدة
  #13  
قديم 17-02-2008, 07:09 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,658
افتراضي

كنت قد تحدثت في حديث سابق عن الاجواء الاجتماعية في المنطقة التي عاشت فيها موضي العبيدي في منتصف القرن التاسع عشر حتى اوائل القرن العشرين، وكيف ان البيت الذي عاشت فيه في هذا الشارع الممتد من دروازة (بوابة) العبد الرزاق حتى السيف، وكان بيت موضي العبيدي بيتا عاديا مكونا من غرفتين وغرفة للضيوف وحمام ومطبخ في زاوية البيت وحوش يطل على الشارع العام وزاوية.
عاشت في هذا البيت مع زوجها الاول بن براك، ثم زوجها الثاني ابن عمها سليمان محمد عبد الله العبيدي وبعدهما زوجها عبد الرحمن العويش آخر الازواج، وقد انجبت موضي ثمانية عشر ولدا (بطنا او ضنى) لم يبق لها منهم الا ابنتها مريم من زوجها الاول بن براك وتزوجها فهد الفرحان وابنتها الثانية من عبد الرحمن العويش وتزوجها حسن الزنكي اما ابناها محمد وعبد العزيز فقد توفاهما الله حيث رثتهما بقصائدها.
وكان ولدها الكبير محمد هو يدها اليمنى، فكان يعمل ويكد ويجتهد، وكانت له مزرعة يقتات منها ويعيش عليها وتعتبر جزءا من الرزق المساعد.
كانت المنطقة القريبة من سوق الحمام الحالي قرب قيصرية الدويعية الحالية تسمى المسيل، وكان على الامتداد مزارع لابناء المنطقة لكي يحصلوا منها على الخضراوات لمنازلهم كالطماطم والخيار وغيرها.
في اواخر القرن التاسع عشر وتحديدا في شهر مايو من العام 1890م الموافق 1307 هـ غزا الكويت الجراد الصغير (الدبا)، وهي الحادثة التي ذكرها الشيخ المرحوم عبد العزيز الرشيد في كتابه في طبعته الثانية الصفحة 96، وقد ذكر قصيدة المرحوم الشيخ خالد العدساني في هذه المصيبة فقال:
الله اكبر كيف القمل الضعفا
آذى الأنام ومنه الزرع قد تلفا
وصيّر الارض لا نبات بها
كأنه لم يكن فيها وما عرفا
قد جاء كالسيل يعدو ليس يمنعه
شيء فما مل من شيء وما وقفا
حتى اتانا فعمتنا بليته
وقد كسا الارض توبا منه مختلفا
فلم نر طرقا الا وقد ملئت
ولا جدارا ولا سقفا ولا غرفا
واصبحت جملة الآبار منتنة
كأن في جوفها من ريحه جيفا
وكل طفل له من اهله حرس
يحمونه يقظة منه وحين غفا
واشتد امر الورى من عظم كثرته
ومن اذاه وما ظنوه منصرفا
فقال كل اما والله ذا سخط
قد اوجبته معاصينا فوا اسفا
أتى لعشر من الشهر الشريف خلت
مع ليلتين وبعد الضعف قد ضعفا
وكان في سنة السبع التي وقعت
بعد الثلاث قد جاوزت الفا
فالحمد لله والشكر الجميل له
في كل حال فمولانا بنا لطفا
في هذه السنة (1890) التي اصاب بها الدبا او الجراد الصغير البلد كما ذكرنا آنفا والتي تناولها المرحوم خالد العدساني الذي كان من ضمن من اصابهم هذا الدبا وأكل مزرعته وذكرتها بباب محمد سليمان العبيدي ابن موضي العبيدي. وقد سجل محمد العبيدي هذا الحدث بقصيدته التي لم تشتهر ولم تعرف مثل قصيدة الشيخ العدساني يقول محمد:
هني منهو في عداد البلابيل
ما يشغله بالدلال الحوامي
هذا افرقه وهذا تفضيل
واقلطها للرجال النشامي
زرعن قطعني من كثير المحاصيل
كَلْها الدبي وادْعى ورقها رامي
ماسرني اصياحي وكثر المخاييل
طول الليل واقف واحامي
ويقول في نفس المجال حول مزرعته:
واذا بقيت زرع ازرع بوسط الزواريع
ولبقيت تشتري اشتر خيل المطاليع
واذا بقيت تسكن اسكن وسط القبايل
واذا بقيت تناسب ناسب ابن الحمايل
كان محمد العبيدي في هذه الفترة لم يجاوز العشرين من عمره وكان شابا نشيطا، بعدها اتجه الى صيد السمك الى ان تنجلي هذه الغمة عن الكويت والتي اتلفت بها المحاصيل، ثم عمل بعد ذلك بالغوص سعيا وراء لقمة العيش.
بعدها بعشر سنوات دعي محمد للمشاركة في حرب الصريف، واثناء الرحيل للمعركة قال مقولته المشهورة وهي قصيدة لم يسبق ان نشرت وان كانت ابياتها غير مترابطة، يقول:
لا واحسافاه من نشاما المناعير
الا غدو بين الكرانش تاتي
ما هم مع البدوان يتلى المظاهير
منهم تعشم فالاشباع الذيابه
منهم يمشي على غير تدبير
يذكر هليج اشهب الدوغادي
ومنهم صحاح جزّرتها الجزازير
عند السرايا بالتفق والهنادي
نواخذه واهل الوجوه المسافير
واهل البتاتيل الرفاع الجدادي
اعتيبه جماعتنا حمالة المظاهير
يوم اللقه يجون كبد المعادي
تيجي عليهم صايدات القناديل
عافوا لذيذ الزاد والرقادي
واقول ذا وادموع عيني مهادير
على ثمر قليبي موده افوادي
من واحد كثر الخير والجيل
واللي بنى بيتي مبان اجدادي
مير اطلب اللي بالسما رازق الطير
ربي تجيبه سالم لبلادي
وصلاة ربي عد من سار الى سير
على بنين سعى للجهادي
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"