عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 20-02-2009, 11:45 PM
kahlid80 kahlid80 غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Jun 2008
المشاركات: 20
افتراضي آخر نوخذة كويتي العم راشد العلبان

بسم الله الرحمن الرحيم


راشد العلبان آخر نواخذة الغوص الكويتي ظل يمارسه حتى أوائل الستينات


العم : راشد العلبان

| إعداد : سعود الديحاني |
ان تاريخ الكويت البحري حافل بالانجازات التراثية التي اصبحت جزءا من تاريخها، النوخذة راشد العلبان كان آخر نواخذة الغوص الذين ظلوا في هذه المهنة رغم اختفاء ضوئها وأفول نجمها، أخذ يمارس مهنة البحر التي عرفت الكويت بها وكان معه غواصون من أبناء الخليج نتطرق اليوم إلى حياة النوخذة راشد العلبان البحري ونتحدث عن سيرته المليئة بأعمال الخير والبر فلنتعرف على ذلك: نشأ راشد سعد ساير العلبان نشأة كان البحر جزءا من كيانها ووجدانها، نشأة مكنته ليكون علما من أعلام الغوص الكويتي ومسك ختامه وقمد حزامه ومغيب شمس أيامه، طويت به صفحات التراث الكويتي البحري فكان آخر نوخذة كويتي، ظل يقارعه وينازله، ذهبت البحرية وبقي من كان معه وتحطمت السفن واستهلكت والبعض منها بيع، وخشبه وسفينته ماكثة على سطحه كالجبل شاخص بين جنبات أمواجه العاتية... وعندما استراح من كنفاته كان آخر من استراح وأناخ، فلم يأت أحد من بعده، فكان الصفحة الاخيرة لحياة البحر الكويتي الشهيرة.
ولادته
وقد شهد فريج البدر بمنطقة القبلة ولادة راشد بن سعد بن ساير العلبان في مدينة الكويت عام 1318هـ الموافق لعام 1900م، وتلقى راشد تعليمه في مدرسة المباركية، وكان محبوبا من الجميع معروفاً بالتفوق والتميز، ولكن حبه للبحر الذي ورثه عن آبائه وأجداده صرفه عن استكمال رحلته العلمية، واندرج في مصاف النواخذة يتعلم منهم، ويروي نهمه وحبه البالغ لهذه المهنة حتى صار من أمهر النواخذة وقد وفقه الله تعالى فيما رغب فيه وسعى اليه.
والده
ومع والده النوخذة سعد العلبان أبحر الى مواطن الهولو واليامال... الى مغاصات (هيرات) اللؤلؤ في عدة مواسم، وفي شبابه امتلك سفينة خاصة بالغوص على اللؤلؤ من النوع الذي يعرف بـ(الشوعي) وأطلق عليها لقب (مرزوق) تنوخذ عليها، كما امتلك نوعا آخر من سفن الغوص يعرف باسم (جالبوت) وحملت أيضا اللقب السابق نفسه، وذاع صيته بين الناس وركب معه الكثير من البحرية على اختلاف مهنهم.
الشعر
وجاء ذكره في كثير من أبيات الشعراء الغاصة الذين ركبوا معه ما يعكس شهرته وذيوع صيته بين الشعراء:
يغوص الهيرات الكايده راشد العلبان
وأنا في رجا الله وأرتجي حفظة السنة
وقيل كذلك:
وأصبحت دونه بعيد الخد زام لي
وأنا بوسط البحر ويا ابن علباني
الشملان
قال عنه المؤرخ الكويتي سيف مرزوق الشملان في كتابه «تاريخ الغوص على اللؤلؤ في الكويت والخليج العربي»: آخر نوخذة كويتي كان يزاول مهنة الغوص على اللؤلؤ هو المرحوم راشد بن علبان المتوفى عام 1977م، وهو من نواخذة الغوص المعروفين، وترك مهنة الغوص منذ بضع سنين، وكان يذهب في لنج (أي سفينة بها محرك لدفعها الى مغاصات اللؤلؤ القريبة والبعيدة) وكان البحارة الذين يعملون في سفينته من أهل عمان، حيث ان البحارة الكويتيين تركوا أعمال البحر واشتغلوا في وزارات الدولة في وظائف مريحة ومثمرة، فارتاحوا بعد ان ذاقوا الأمرين وتكبدوا المشاق والمخاطر في أعمال البحرية.
عبدالغني
وقال عنه كذلك الكاتب عادل محمد عبدالغني صاحب كتاب «نواخذة الغوص والسفر في الكويت»: النوخذة ابن علبان واحد من النواخذة الذين حققوا شهرة في ماضي الكويت، ولم تأت شهرته الا لتمرسه وخبرته الطويلة وعلاقاته الوثيقة مع رجالات البحر، أضف إلى ذلك - وهو ما أثار دهشتي - استمراره ومواصلته لتنوخذ حتى بداية الستينات.
حياته
عرف راشد العلبان بحب الخير وفعله منذ نعومة أظفاره، إيمانا منه بثوابه العظيم وجزائه الجزيل عند رب العالمين، مصداقا لقوله تعالى: «هل جزاء الإحسان إلا الإحسان» الآية (60) من سورة الرحمن.
المسجد

مسجد العلبان في منطقة كيفان
بناء مسجد بمنطقة كيفان في محافظة العاصمة بدولة الكويت وذلك عام 1968م - 1388هـ. وسمي باسمه: «مسجد راشد سعد العلبان»، وبناؤه للمسجد جاء انطلاقا من قوة ايمانه وصفاء روحه التي لا تتطلع الا لمرضاة الله ونيل الجزاء عنده، كما وعد النبي الكريم في قوله صلى الله عليه وسلم: «من بنى مسجدا يذكر فيه اسم الله بنى الله له بيتا في الجنة» رواه ابن ماجة في سننه. فأسس هذا المسجد على نفقته وتحمل تكاليف البناء كاملة، فالمساحة الكلية للمسجد 1650 مترا مربعا، اتسع للرجال والنساء وارتفعت مئذنته الى 18 مترا كما بناه على الطراز العادي الحديث.
الإعانة
اعانة المحتاجين: فلقد كان يؤمن بمبدأ التكامل ويلتزم بما أمر الله به، فكان لا يرد محتاجا طارقا بابه، فقد كان سخيا كريما معطاء رحمه الله.
قضاء الحوائج وتفريج الكربات: حيث ساهمت نشأته في بيئة دينية ورعة صالحة في تكوين شخصيته الخيرة المعطاءة، فسلوكه جاء مصداقا لقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «خير الناس أنفعهم للناس، والمسلم أخو المسلم لا يظلمه ولا يسلمه، ومن كان في حاجة أخيه كان الله في حاجته، ومن فرج عن مسلم كربة من كرب الدنيا فرج الله عنه كربة من كرب يوم القيامة».
فكان يفرج الكرب ويعين المحتاج ويمد الفقير والمسكين، ويدخل السرور على قلوبهم، ولذلك حظي بحب الناس، ونال مكانة كبيرة في قلوبهم وخير شاهد على ذلك أصدقاؤه ومن عرفه.
المساهمة
أدرك راشد العلبان أهمية العلم والمعرفة، وذاق حلاوته، فلقد كان متفوقا في دراسته ولكن حبه للبحر حال بينه وبين استكمال مسيرته التعليمية، فحرص أشد الحرص على انتفاع أبناء بلده من معين العلم الذي لا ينضب، فمد يده وشمَّر ساعده، وشارك في انشاء المدارس عندما بدأت حملة التبرعات لهذا الغرض وكان ذلك عام 1950، ومن المدارس التي انشئت من أموال تلك الحملة، مدرسة سكينة الابتدائية للبنات، ومدرسة أسماء المتوسطة للبنات، ومدرسة قرطبة المتوسطة للبنات وثانوية الجزائر للبنات في منطقة الشامية، ومدرسة خولة المتوسطة للبنات في منطقة الشويخ.
كما ساهم بسخاء كبير في تجهيز بعض المدارس عن طريق تقديم التبرعات لادارات المدارس لشراء ما يلزمها من ضروريات.
التبرع
لم تنحصر تبرعاته لابناء وطنه فقط، بل امتدت يده البيضاء لتشمل المسلمين في أماكن أخرى فجاد بالأموال والمساعدات العينية لاخوانه في دول الخليج العربية خاصة أبناء البحرين، ولذا ذاع صيته بين أبناء الخليج كافة، رغم حرصه على سرية اعمال الخير التي يقوم بها، كما امتد خيره الى فلسطين ومصر والجزائر خاصة في أوقات الحروب والمحن التي تمر بها الاقطار العربية.
إحسانه
إقامة ولائم الافطار في رمضان
إيمانا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «من فطر صائماً كان له مثل أجره غير أنه لا ينقص من أجر الصائم شيئا» رواه الترمذي.
إهداء
إيمانا منه بقوله صلى الله عليه وسلم: «تهادوا تحابوا»، فلقد حرص راشد العلبان على التواصل بين الأصدقاء والأقارب والاخوان، فكان يقوم بشراء قطع من الاراضي ثم يقدمها هدية لاصحابه، محققا بذلك حياة كريمة لهم، مدخلا السرور على قلوبهم.
الماء
قال تعالى: «جعلنا من الماء كل شيء حي»، وتشتد أهمية الماء والحاجة اليها في بلدان الخليج العربي، حيث لم يكن متيسرا الحصول على الماء النقي وذلك لتكلفة استخراجه وندرته، فكان - رحمه الله - يدرك الثواب العظيم لمن يسقي الماء، ويروي الظمأ، فحرص على اقامة سبيل للفقراء وذوي الحاجات وعابري السبيل، عملا بقول رسول الله صلى الله عليه وسلم: «أفضل الصدقة سقي الماء» رواه مسلم.
الخير
حرص على دعوة الناس الى عمل الخير وتشجيعهم عليه، فبدأ بأهل بيته، فلقد شجع زوجته على حفظ كتاب الله، فكانت تختمه مرة كل أسبوع، كما شجعها على الصيام في الأشهر الحرم، واصطحبها في الحج، وكذلك تأثر به أولاده في حفظ القرآن الكريم وحسن المعاملة وفعل الخير.

المصدر : جريدة الرأي


الصور المرفقة
  
رد مع اقتباس