عرض مشاركة واحدة
  #21  
قديم 06-10-2011, 09:46 PM
رود
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

خطوط التجارة البحرية

كانت التجارة البحرية في الكويت في الأيام الأولى من تأسيس الكويت تعتمد اعتمادا كبيرا على السفن الشراعية الصغيرة الحجم الشراعية صغيرة الحجم مثل ( الجالبوت – والشوعي والسنبوك)فلم تخرج هذه السفن الصغيرة عن نطاق مياه الخليج العربي ولكن مع نمو مدينة الكويت وتكاثر سكانها جاءت الحاجة إلى السفن الكبيرة وفي عهد الشيخ عبد الله الأول والذي حكم الكويت من الفترة (1762- 1812) شعر التجار الكويتيين بحاجتهم الماسة إلى سفن كبيرة للتجارة والتي تستطيع الخروج من مياه الخليج والدخول إلى المواني التي تتواجد في مياه المحيط الهندي ولهذا فان التاجر الكويتي احمد بن رزق طلب الأذن من الشيخ عبد الله الأول بالسماح له باستيراد الخشب من الهند حتى يبني سفينة كبيرة من البغلة تستطيع السفر إلى خارج مياه الخليج الذي أيد هذه الفكرة ومباركا لها وفعلا تم ذلك وبذلك يكون التاجر احمد بن رزق الذي وفد من مدينة الزبير وهو يمتلك الاموال الكثيرة والتي حب ان يستثمرها في التجارة مع اهل الكويت وهو يعتبر أول تاجر كويتي تكون سفينته أول السفن الكويتية التجارية التي تخرج من مياه الخليج بقصد التجارة مفتتحا الباب أمام التجار الآخرين في تقليده وبناء السفن الكويتية التجارية الكبيرة التي استطاعت الوصول إلى مواني الهند ونمى الاسطول التجاري الكويتي وكبر وذلك بتأيد حكام الكويت الذين خلفوا الحكم بعد الشيخ عبد الله الأول ونشطت الحركة التجارية البحرية حيث تمرس الكويتيون بفنون البحر وأصبح لديهم العديد من النواخذة أو الربابنة التي تقود السفن الكويتية الى أعالي البحار ويعتبر النوخذة "عبد الوهاب البراهيم" وهو من قرابة يوسف بن البراهيم المعروف في تاريخ الكويت أول نوخذة كويتي يقود سفينة كويتية الى مواني الهند ولكن لايعرف بالتحديد في أي سنة تولى قيادة السفن وأصبح نوخذة كما أصبح للكويت موسم سنوي يعرف باسم ( موسم السفر) وبدايته تسمى الدشة وتعني دخول البحر و بداية الدشة تكون في الشهر الثامن (أغسطس )ويستمر موسم السفر حتى نهاية الشهر الخامس ( مايو)ويعرف باسم الغلاق والتي تعني إغلاق موسم السفر بسبب هبوب الرياح الموسمية المسببة لهيجان البحر وعلو أمواجه والتي تعرف محليا (بالسرايات) وهي نهاية موسم السفر


وكان السفر يبداء بتوجه السفن إلى البصرة و من ثم إلى المواني العديدة في الهند مثل كرا تشي والنيبار أو الملبار وبومباي والساحل اليمني مثل سيحوت وحضرموت والمكلا وعدن البحر الأحمر وشرق أفريقيا مثل ممباسا وزنجبار وكان متوسط سرعة السفن تتراوح ما بين ( 6- 8 ) عقدة في الساعة أي ما يعادل ( 10 – 13) كيلومتر في الساعة وتتغير هذه السرعة حسب حالة الرياح وقوتها فقد تزيد سرعة السفن هذه إذا كانت الرياح قوية وسريعة فتصل في بعض الأحيان إلى (14) عقدة في الساعة وقد تنخفض إلى ما دون (4) عقدة في الساعة إذا كانت الرياح ساكنة فأن مدة السفر أو (المطراش) تتغير حسب حالة الجو ولذلك فأن البحارة قد يمكثون فترة طويلة داخل البحر فوق ظهر السفينة ولهذا فان المخاطر التي تحيط بالسفينة تزداد كلما ازدادت فترة السفر ولذلك تجد البحارة يصابون بالسأم والملل في داخل البحر وذلك تجد أن القول الذي يتردد على لسان كل بحار ( الداخل للبحر مفقود والخارج منه مولود ) ومخاطر البحر عديدة جدا ولكن أهمها على الإطلاق هي هبوب العواصف الهوجاء والتي تودي في بعض الأحيان إلى غرق السفينة وموت جميع بحارتها كما حدث في سنة 1876 والتي غرق فيها الكثير من السفن الكويتية وموت كثير جدا من البحارة ويعود سبب تلك الكارثة إلى هبوب أعاصير في المحيط الهندي وقد راح ضحيتها اغلب السفن ومن عليها من بحارة واعتبرت هذه السنة من السنوات الهامة في تاريخ الكويت وسميت تلك السنة بسنة (الطبعة) بسبب نتائجها السلبية على الحياة في الكويت حيث فقدت أغلب العوائل الكثير من أبنائها كما فقد التجار معظم سفنهم في تلك السنة بالإضافة إلى العديد من المخاطر مثل الضباب الذي يتكون وبصورة خاصة على السواحل الشرقية من الخليج حيث يتسبب هذا الضباب إلى ضياع السفن والخروج عن مسارها بسبب فقدان الرؤيا الأمر الذي يؤدي إلى إما اصطدامها ببعض الصخور البحرية وتهشم السفينة وبالتالي غرقها أو اصطدامها بسفن أخرى تكون قريبة منها أو ضياعها وفقدانها في البحر بسبب نفاذ تموينها
رد مع اقتباس