[ولد المرقاب]

معلومات اضافية على موضوع / ازمة عبدالكريم قاسم :

بينما كانت الكويت تحتفل بعيد استقلالها في 19-6-1961م ، وفي اليوم التالي لاعلان الاستقلال بعث عبدالكريم قاسم رسالة تهنئة الى أمير دولة الكويت الشيخ عبدالله السالم الصباح يهنئه فيها بالغاء التفاقية 1899 حيث وصفها قاسم " بالمزورة وغير الشرعية وغير المعترف فيها دولياً التي عقدها الشيخ مبارك قائمقام الكويت التابع لولاية البصرة " ، وبعد ذلك بخمسة أيام عقد عبدالكريم قاسم مؤتمراً صحفياً في مقرة الدائم في وزارة الدفاع العراقية يوم الأحد 25 يونيو 1961 ، طالب فيه صراحةً بضم الكويت وأعلن أن الكويت جزء لا يتجزأ من العراق ، وأنه على شيخ الكويت أن يعيد الأمور الى مجراها الطبيعي ، كما صرح بأنه مصمم على حماية " الشعب العراقي في الكويت " وأنة بصدد اصدار مرسوم جمهوري بتعيين شيخ الكويت "قائمقام" لقضاء الكويت التابع للواء البصرة . ثم بدأ عبدالكريم قاسم بتهديد امير الكويت وقال : " سوف أنذر الشيخ بعدم التعسف بحق شعب الكويت ، وان أساء التصرف فسيلقى العقاب الصارم ، ويحسب في عداد المتمردين " . واعلنت العراق رسميا بعد هذا المؤتمر بقطع العلاقات الدبلوماسية مع أي دولة تعترف باستقلال الكويت أو تتبادل معها التمثيل الدبلوماسي . كما أستولت القوات العراقية على مجموعة من السفن الكويتية أثناء رسوها في ميناء البصرة ، وأصدرت الحكومة العراقية قراراً بتجميد أموال الكويتيين في المصارف العراقية .

أسباب هذه الادعاءات العراقية وحقيقتها :

كانت ادعاءات عبدالكريم قاسم مبنية على حجج تاريخية متناقضة ، أبرزها أن الكويت كانت تحت السيطرة العثمانية وأن العراق كخليفة للامبراطورية العثمانية كانت منطقيا وشرعيا المالكة لهذه الأراضي مع ان العراق لم ترث يوماً الامبراطورية العثمانية والتي قامت على أنقاضها وورثتها هي " تركيا " . كما أن الكويت كانت تتعامل مع جيرانها كدولة مستقلة وككيان محدد المعالم في حين كان العراق تحت السيطرة الفارسية تارة ، وتارة أخرى تحت السيطرة العثمانية .... وكان هناك عدة دوافع لهذه الادعاءات الباطلة :

1- الثروة النفطية الكويتية ، بالرغم من ثراء العراق النفطي الا أنها تعاني من ضعف اقتصادي ، وكذلك ابتزاز الكويت للاستفادة من القروض الكويتية للدولة العربية .
2- الأوضاع غير المستقرة في العراق ، حيث شن عبدالكريم قاسم عدة حملات عنيفة ضد الأكراد بالشمال لمطالبتهم بالاستقلال الذاتي حسب الوعد الذي نص بالدستور العراقي المؤقت عام 1958 ، مما ادى الى المطالبة بالكويت لتحويل أنظار الشعب العراقي الى الخارج ، وتوحيد الجبهة الداخية .
3- مواجهة المد القومي الناصري بمنطقة الخليج العربي ، حيث يرى قاسم ان الخليج العربي امتدادا للنفوذ العراقي .
4- التدخل السوفيتي في تأزيم الموقف العراقي واحتضان عبدالكريم قاسم للشيوعيين العراقيين . اذ وجد السوفييت في ذلك فرصة سانحة للدخول الى منطقة الخليج العربي من خلال العراق .

المراجع :
1- نازلي معوض وصالح عبدالرحمن ، أزمة الحدود العراقية الكويتية 1961-1963 ، مركز البحوث والدراسات السياسية بجامعة القاهرة ، القاهرة 1993 ، ص474 .
2- سطام بن بخيت العتيبي ، الموقف البريطاني من التهديد العراقي للكويت في عهد عبدالكريم قاسم عام 1961 من خلال وثائق الأرشيف البريطاني ، المجلة العربية للعلوم الانسانية ، العدد103 ، جامعة الكويت ، الكويت صيف2008 ، ص16-17 .
3- د. عبدالرضا اسيري ، الكويت في السياسة الدولة المعاصرة ، ط2 ، جامعة الكويت 1993 ، ص 38-39 .