عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 03-06-2009, 11:08 PM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي

المياه في الكويت منذ الآبار حتى محطات التقطير
معرض في دار الآثار الإسلامية يروي قصتها


افتُتح بدار الآثار الإسلامية معرض يحكي قصة المياه في الكويت وكيف بدأت في نهاية القرن السابع عشر. المعرض جاء نتاج التعاون بين السفارة الفرنسية بالكويت ودار الآثار الإسلامية، وافتتحه السفير الفرنسي لدى دولة الكويت.
تبدأ قصة المياه في الكويت بحسب ما جاء في المعرض في نهاية القرن السابع عشر عندما بنى الشيخ براك الخالد قصرا صغيرا (كوت) في الخليج، وفي القرن الثامن عشر وصل العتوب، واختيرت عائلة الصباح لتبدأ الحكم عام 1752.
وروى جي أش ستوكس أن المياه في الكويت أبعد ما تكون عن العذوبة سنة 1841، كما كتب القبطان أس هنتل أن المنطقة في تلك الفترة كانت صحراء رمل وملح من دون أي شجرة أو دغل، وذلك على أقصى مد البصر ما عدا شجيرات تدل على وجود آبار، أما في ما يخص طعم الماء و نوعيته فقال: «إنني مقتنع أن البنية الجسدية للأوروبيين لن تستطيع تحملها».
الآبار
حتى بداية القرن الـ20 كان يوجد العديد من الآبار في كل المنطقة، تغطي احتياجات السكان من الماء، إنها آبار قليلة العمق تستمد من الطبقة الجوفية التي تختزن مياه الأمطار غير المنتظمة والقليلة غالبا، وهي تقريبا جافة في فصل الصيف، وتوجد في المناطق السكنية قرب الساحل، حيث تكون المياه الباطنية قريبة نوعا ما من ماء البحر، الذي يختلط بالماء العذب الذي يصبح أجاجا، باستثناء القليل من آبار المياه العذبة في أبي دوارة (حي بالشرق) التي تمتلئ بمياه الأمطار المتجمعة.
و في عام 1905 اكتُشف خارج أسوار المدينة في منطقة حولي أول خزان مياه عذب بمعدل ملحوظ.
تشتهر الشامية بآبارها، حيث أُحصي 600 بئر في سنة 1933، وهي عميقة بحوالي عشرة أمتار. تحمل الآبار أسماء العائلات التي حفرتها (من 10 إلى 15 عائلة مالكة).
يُنقل الماء في قِرب على ظهر الحمير أو الجمال و يُباع في سوق الماء.
و قد اشترت الحكومة كل هذه الآبار من مالكيها في سنة 1951 بعد فتح أول محطة تقطير مياه البحر (نزع الملوحة).
شط العرب
في فصل الصيف، تضطر المراكب إلى التوجه إلى غاية شط العرب وأحيانا إلى عبادان للعثور على المياه العذبة. يروي عبدالحميد صالح فراس رحلة المياه إلى شط العرب فيقول: «مركب الماء (بوم الماي) مركب ذو ساريتين متوسط الحجم، وهو ضعيف مسحوب الماء يسمح بالاقتراب أكثر من الشاطئ لتفريغ الماء. ويسمح بوضع 8 أو 10 خزانات من الخشب، قدرتها أربعة أو خمسة آلاف غالون، وطاقم القيادة مكون من نوخذة و مساعد و عشرة بحارة».
كما يروي العم غلوم حسين عبدالله خباز (95 عاماً) قصة المياه حينما عمل حمالاً في السوق وأصبح كندرياً، وهو في الخامسة عشرة من العمر «كنت أتوجه يومياً إلى نقفة الشملان أو الغنيم حسب وصول البواخر، وأوزع الماء في فريج الشرق الذي يمتد من منطقة السيف إلى منطقة دسمان، وأصيح عند قدومي بكلمة «شط شط» يعني ماء شط العرب. ينتهي يومي قبل صلاة المغرب بعد أن أقوم بعدد 25 إلى 40 دربا». عمل العم غلوم حسين في هذه المهنة حتى عام 1953 عند بداية انتاج الماء بواسطة محطات التقطير.
تقطير المياه
في عام 1914 فكر الشيخ مبارك في إنشاء محطة صغيرة لتقطير مياه البحر، وشُغلت المحطة عام 1919، وتعتبر التجربة الأولى هذه فاشلة، فبالإضافة إلى المشاكل الفنية كان الماء من حيث النوعية أقل جودة من مياه شط العرب وبتكلفة أعلى، وفي عام 1947 فكر الشيخ جابر الأحمد الصباح في عملية ثانية لتقطير المياه عندما بدأت عائدات النفط تزداد، وفي عام 1951 أقامت شركة الكويت أول محطة حقيقية لتقطير مياه البحر في ميناء الأحمدي، وفي عام 1953 افتُتحت محطة ثانية بالشويخ، وبهذا توقف نهائيا التزود بمياه شط العرب، وأُعيد بناء هذه المحطة بعد هدمها اثناء الغزو العراقي، ويتم حاليا تشغيل ست محطات تقطير للمياه.

من جريدة الجريدة 21/3/2009
رد مع اقتباس