عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 30-03-2021, 12:57 AM
فاعل خير فاعل خير غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
الدولة: كويت - بلاد العرب
المشاركات: 267
افتراضي

تاريخ الهندسة في الكويت... قصة وطن في سيرة ذاتية (3)
21-11-2017 - جريده الجريده

صناعة السفن في الكويت

بالرغم من عدم وجود المواد الخام لبناء السفن، فإن الكويت كانت تصدر السفن الخشبية، وصنعت ما بين عام 1919 حتى 1948، 567 سفينة، و180 دوبة قيمتها الإجمالية تقريبا 11.717.000 روبية، وكانت هذه السفن تصنع في العمارات المطلة على البحر مثل عمارة أحمد سليمان الأستاد، وعمارة راشد الأستاد، وعمارة بن عمران، وعمارة حمود بن بدر، وبعضها الآخر يصنع بالقرب من النقعة، لتسهيل عملية إنزال السفينة إلى البحر.

كان صناع السفن الكويتية ملمين بما تتعرض له سفنهم الشراعية من قوى ضغط Compression Forces، وقوى اللي والالتواء Bending Forces، وقوى القص والقطع Shear Forces، وقوى الفتل Torsion Forces، وقوى الشد Tension Forces، كما كانوا يعرفون تمام المعرفة أن جسم السفينة يتقوس نتيجة تغيرات نسبة الأحمال وعامل الطفح، مع طول جسم السفينة وكل ما يتعلق بإبحار السفينة.

من أهم مهندسي وصانعي السفن الكويتيين:

محمد بن عبدالله الاستاد، ومحمد الأستاد (جد أحمد سلمان الأستاد)، وفردان أحمد الأستاد، وحسن بن عبدالله الأستاد، وعبدالله مرزوق الأستاد، وراشد بن جاسم الأستاد، وسليمان بن فردان الأستاد، وكذلك أحمد الأشوك، ويوسف أحمد الأشوك، وسلمان الأشوك، وكذلك جاسم بن راشد، وصالح بن راشد، ويوسف بن راشد، وكذلك محمد القروف وهو (أول من صنع البوم) وعبدالله محمد بن غانم، وعلي محمد بن غانم، ومحمد عبدالله بن غانم، ومحمود بن حسن بن سبت، وموسى بن سبت، وسلمان الغضبان، وحسين الغضبان، وعبدالرسول الغضبان، وحمود بن بدر، وحسين بن بدر، ومحمد حسين بوعليان، وحسن بوعليان، وناصر بوعليان، بالإضافة إلى حسين المنصور، وعلي بن حسن، ويوسف إبراهيم، وعلي عبدالرسول، وخليل راشد القلاف، وأحمد الإبراهيم، وحمود بن حسن، وجاسم الصاغة، ومحمد العباس، وعبدالحسين بن زيد، وحسن بن عبدالله، وآل العرادي، وآل المرهون. وفي نظري أن هؤلاء نخبة من رواد الهندسة في الكويت.

تصميم السفن الكويتية

أتقن جيل مهندسي تصميم السفن الشراعية مهنتهم، فوصلت سمعتهم إلى العالم، وقاموا ببناء سفن لأطراف خارج الكويت، وكانت سفناً جميلة وسريعة متقنة الصنع، وكان صانعو السفن الشراعية مهندسي الكويت الأوائل، ولم يسبقهم في ذلك إلا من قاموا بتخطيط وبناء مدينة الكويت عند نشأتها، وهم جيل أستادية البناء.

مهندسو ومقاولو بناء البيوت

يطلق على مقاولي البناء في الماضي لقب الأستادية، وهم الرعيل الأول من المهندسين الذين بنوا الكويت منذ نشأتها. والأستاد هو المصمم والمنفذ للمشروع الذي يكلف به، وهو المهندس الفعلي للمشروع (المهندس المقيم)، وهو المقاول في نفس الوقت.

ومن أهم الأستادية الذين اشتهروا ببناء البيوت في فترة العشرينيات والثلاثينيات والأربعينيات من القرن العشرين سعد وناصر الفرحان، وابناه عبدالله وفهد، اللذان شاركا في بناء قصر السيف، والمستشفى الأميركي، والكنيسة القديمة، ومنزل القس، ومنزل د. سكدر.

وكذلك فهد وعبدالله وراشد الرباح، الذي خطط وصمم وأشرف على بناء سور الكويت البحري، كما ساهم بشكل كبير في بناء السور الثالث وسوق الخضرة. وكذلك آل بحوه، ومنهم عبدالله عبدالسلام وخليفة ومحمد اللذان شاركا في بناء المستشفى الأميري ومجرور الشارع الجديد، ومستشفى الولادة والمستشفى الصدري وسكن الممرضات.

من هم مساعدو الأستاد؟

البناي: هو عامل البناء الذي يقوم بمساعدة الأستاد في خلط الطين ونقل الطوب والصخر ومناولته للأستاد.

المبيض: هو العامل الذي يقوم بتبييض الجدران، وهو عامل متخصص في أعمال الجص.

الخباص: هو العامل الذي يقوم بخلط الجص، أو ما يسمى (طبخة)، ثم يقوم بتكوينها على شكل كرات بحجم راحة اليد تسمى «لقمة».

وأحمد عبدالخالق البنا الذي اشتهر بأعمال زخرفة الجبس، وهو الذي نفذ واجهة المستشفى الأميركي، وقام بزخرفة الأقواس، بالإضافة إلى عبدالحي البناي وعبدالعزيز المقهوي وعبدالعزيز العيسى وصالح وفايز الذربان، ومحمد بن دحيم وسليمان العمير وإبراهيم، وعاشور وجاسم، وأحمد عبدالسلام وأحمد بن المليفي وعبدالكريم المنيس وعلي الهزيم، ومحمد الذباحي ومبارك حسين دشتي وأحمد الأصفهاني، وعبدالرزاق الداعي وفهد الراشد وأحمد المهنا المياس والسهلي، والجريوي والغريبي. وكان يساعد هؤلاء الأستادية البناؤون والمعاونية.

وكانت بلدية الكويت تستعين ببعض هؤلاء الأستادية، وتكلفهم ضمن لجانها لإبداء الرأي حول تكلفة المباني والحوائط والأسوار.

كانت عملية بناء البيوت عفوية وتتم دون أي مخططات أو رسومات، فيما عدا بيوت بعض الميسورين، مثل بيت يوسف المرزوق الذي استعان بمهندسين من الهند، وديوان وقصر الشيخ خزعل، وأمثال هؤلاء قلائل جدا. ولم تكن هناك أنظمة تحدد المساحات أو الارتفاعات، وكانت جميع البيوت متلاصقة خالية من أية أعمدة، حيث إن جميع حوائطها حاملة.

مواد البناء المستخدمة قديماً

كان البناؤون من أهل الكويت يصنعون مواد البناء التي يحتاجون إليها في بناء البيوت من طين وجص، كما كانت تصنع الأبواب ومفصلات الأبواب و(جلاليب) الأبواب وأقفالها البدائية، كما كانت تصنع الشبابيك الخشبية والقضبان لها. أما بقية مواد البناء مثل الجندل والباسجيل فقد كانت تستورد من الخارج. وقد حرصت بلدية الكويت على التأكد من سلامة مواد البناء المستعملة، وأصدرت عدة قرارات حولها مثل الجص والصخر والطين.

طرق بناء الحوائط

كانت جميع حوائط المباني القديمة حاملة، ولا وجود للأعمدة إلا في الليوان، وتبنى الحوائط بـ3 طرق:

1- الحوائط الطينية (اللبن): تحفر أساسات الحوائط بعرض 70سم تقريبا وعمق متر تقريباً، أو الوصول إلى الأرض الصلبة، وتؤسس من الحجر البحري البخش، وتبنى عليها الحوائط من الطابوق الطيني التربي المخلوط بالقش.

2- حوائط العروق: يؤسس حائط العروق بنفس تأسيس الحوائط الطينية، وبعدها يصب الطين التربي على شكل طبقات، ارتفاع كل طبقة (ذراع) نحو 40 سم. وهذه الطبقة تسمى «عرق»، وهي بسماكة الجدار الذي يبلغ عرضه نحو 70 سم.

3- الحوائط الحجرية: تؤسس بنفس أساسات الحوائط الأخرى بعرض 70 سم، وبعمق المتر تقريباً أو الوصول إلى الأرض الصلبة، وتؤسس من الحجر البحري والفرش ثم تبنى بخليط من الطين وصخور البحر.

الليوان: جزء أساسي من البيت في البيوت الكبيرة، وهو المكان الوحيد في البيت الذي يستعمل فيه الأعمدة والجسور. وأهم جزء في الليوان «الصور»، وهو الجسر الخشبي الواصل بين أعمدة الليوان، حيث يبلغ طوله في بعض البيوت الكبيرة نحو 10 أمتار حسب طول الليوان.

الأسقف: كانت تبنى الأسقف بالطرق التقليدية، فكانت تتكون من عدة طبقات، الطبقة السفلى إنشائية عليها طبقة عازلة.

المهندسون والمقاولون

برع (الأستادية) في الكويت بمهارتهم الفائقة في التخطيط والتصميم والتنفيذ، وما سور الكويت الثالث إلا مثال على ذلك، فقد خطط هؤلاء (الأستادية) مسار السور ومواقع بواباته وأماكن أبراج المراقبة ومواقع فتحات إطلاق النيران، كما قاموا بإدارة المشروع عن طريق تجنيد العاملين على السور وتوزيع مهامهم المختلفة، وحددوا طريقة جلب المواد التي يتطلبها المشروع من طين وصخور وماء وأخشاب، وتوفير الطعام والماء لمئات العاملين، وذلك في وقت قياسي.

بناء بوابات السور الثالث

بني السور الثالث عام 1920 بأربع بوابات هي بوابة الجهراء، بوابة الشامية «نايف»، بوابة الشعب أو «بوابة البريعصي»، وبوابة دسمان أو «بوابة بنيد القار». وأضيفت له بوابة خامسة عام 1927 وهي بوابة المقصب.

السور البحري

يعتبر السور البحري العمل الهندسي المميز الآخر الذي تم التعاقد عليه في 7 فبراير 1924، أي بعد أربع سنوات من الانتهاء من السور الثالث، ولم يكن بناء هذا السور لحماية مدينة الكويت من جور الأعداء والمهاجمين، بل لحمايتها من الطبيعة ومن أمواج البحر ولحماية اقتصاد الكويت، فجاء هذا السور ليحمي ميناء (فرضة) الكويت من الأمواج التي تعرقل حركة السفن عند التحميل والتنزيل. وعليه، تم الاتفاق مع الأستاد راشد الرباح على بناء هذا السور بطول 110 أمتار وعرض 7.5 أمتار عند القاعدة، وبارتفاع 4 أمتار تحت الماء 2 متر فوق الماء.


فإذا كان بناء مدرستي الشامية للبنين وروضة المنصور اللتين أنجزتا عامي 1953 و1954 مع جميع الإمكانات المتوافرة في ذلك الحين يعد عملاً يصعب أن يجاوزه عمل في أي بقعة من العالم، فماذا كان سيقول عن إنجاز السور الثالث خلال ثلاثة أشهر؟! إنني متأكد أنه سيقول عنه معجزة.

أهم معدات البناء الكويتية:

1 - عدة الحفر والتكسير وهي:

أ- الهيب: قضيب سميك من الحديد بطول 140 سم تقريبا وقطر 3.5 سم، ويزن نحو 15 كيلوغراما، أحد طرفيه مدبب والطرف الآخر مفلطح يستخدم للحفر.

ب- الشبل: عبارة عن مكراف حديد مركب عليه يد خشبية بطول متر تقريباً تستخدم للحرث والجرف.

ج- الصخّين: مكراف حديد مركب على يد من الخشب بطول متر تقريبا بزاوية 90 درجة، على شكل حرف L، يستخدم للحفر وتقليب الطين.

د- القلم: وهو قضيب حديدي بطول 20 سم تقريباً يستخدم مع المطرقة لتكسير الصخر أو الأشياء الصغيرة.

2 - عدة البناء:

أ- الشيشة: ميزان مصنوع من الخشب في وسطه وعاء زجاجي صغير به ماء، يستخدم للتأكد من استقامة الجدار أفقياً، وهو بمنزلة الميزان المستعمل حالياً.

ب- الزاوية: هي مثلث قائم الزاوية يستعمل للتأكد من استقامة الجدران والزوايا.

الكمشة والمالج والدسوس (القفاز): يلبس المساح القفاز، ويستخدم الكمشة للمساح، كما يستخدم المالج، وهو عبارة عن حديدة مسطحة ذات مقبض خشبي لتبطين الجدران بالجص والأسمنت.

ج- أدوات أخرى: الخيط والبلد للتأكد من الاستقامة، والحبال، والمبرد، والمطرقة، والمنشار، والمنخال، والسلم، والزبيل، والسطل، والطاسة، واستعمالاتها واضحة في عملية البناء.

3 - عدة القطع

أ- جدوم: الفأس الذي يستخدم للنجارة والقطع.

ب- المفراص: للتكسير ولي المسامير والويرات.

ج- رافعة: هي جسر خشبي يصل بين أعمدة الليوان.

د- الخلاطة: دخلت الخلاطة الكويت عند بناء المستشفى الأمريكاني عام 1912.

أسوار الكويت:
كان للأسوار دور مهم لإضفاء الطمأنينة على سكان مدينة الكويت وحمايتهم من الغزوات وعمليات السلب والنهب، التي كان يقوم بها البدو ليلاً على الأماكن المعمورة، إذ تعرضت الكويت لعدة غزوات اضطرت خلالها إلى بناء 3 أسوار دفاعية لحمايتها من المهاجمين من ناحية البر، حيث الثقل السكاني.


السور الأول عام 1789

طول السور: 1555 متراً

مساحة: 395.376 متراً مربعاً

عمق المدينة: 400 متر

محيط المدينة: 3331 متراً

طول الواجهة البحرية: 1776 متراً

السور الثاني عام 1814

طول السور: 2800 متر

مساحة المدينة داخل السور: 1.329.578 متراً مربعاً

عمق المدينة: 1200 متر

محيط المدينة: 5803 أمتار

طول الواجهة البحرية: 3003 أمتار

السور الثالث عام 1920

طول السور: 6400 متر

مساحة المدينة داخل السور: 7.699.123 متراً مربعاً

عمق المدينة: 2700 متر

محيط المدينة: 12.401 متر

طول الواجهة البحرية: 9300 متر