عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-12-2009, 06:21 AM
الصورة الرمزية جون الكويت
جون الكويت جون الكويت غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: May 2009
المشاركات: 2,208
افتراضي المسرح في الكويت

المسرح في الكويت


سهام مهران عبد الله
عرفت انطلاقة المسرح الكويتي منذ العقد الثالث من القرن العشرين، وإن ما يطرح في هذا الكتاب يعد جزءاً من هموم مشتركة وتطلعات، وتتجسد في هذا المؤلف آراء النقاد المسرحيين من الوطن العربي، وكتاب المسرح الذي بين أيدينا هو بداية شوط لا نهاية تحط بها القافلة، وهو كلمة أولى تنتظر الكلمات والأفعال على خشبة كبيرة بامتداد عالمنا، وإننا من خلال عرضنا لا نستطيع الإلمام بكل الأدباء الذين احتواهم الكتاب وما يهمنا هو تسليط الضوء وتعريف المواطن العربي أينما كان على المسرح الكويتي.


الدكتور فايز الداية في مقالته (المسرح في الكويت علامات وأسئلة) حيث يتحدث عن المسرح الكويتي الذي بذلت جهود مكثفة لتوثيق وقائعه عبر تاريخه، إذ تنوعت المسرحيات مع تنوع أماكنها عبر مد وجزر، وإن كانت هناك أسئلة ملحة، فالسؤال أين يذهب خريجو المعاهد وهل يمكن الاستفادة منهم، وقد قدم أدباء المسرح أعمالهم أمثال عبد العزيز السريع وصقر الرشود ومهدي الصايغ وسليمان الحزامي، وفرق أخرى قدمت أعمالاً كثيرة جداً.

ثم يتناول الأديب الحسيني البجلاتي المسرح الكويتي وأديباً مسرحياً كويتياً يقول (يعد الكاتب المسرحي عبد العزيز السريع حالة استثنائية في تاريخ المسرح الكويتي، وقدم في سنوات قليلة كثيراً من المسرحيات التي أصبحت اليوم من تراث المسرح الكويتي، وفي سنوات التأليف والحضور والتوهج توقف السريع عن الكتابة، وجاء رحيل صقر الرشود ليشكل صدمة كبيرة وعاد بعد فترة السريع إلى العمل المسرحي بكتاباته، وسئل السريع من قبل محاوري مجلة الكويت عن المسرح أقصد الجمهور عن المسرح بسبب تردي الأوضاع الاقتصادية، وانشغال معظم الأسر في تدبير شؤون حياتها، وتحدث عن الرقابة بأنها أسلوب غير حضاري وهناك إضافة دسمة أخرى.

وتناول الأديب محمد المنصور ومما قاله: كانت الساحة المسرحية غنية بالأنشطة والعروض، وكنا نقدم أربعة عروض في السنة الواحدة وكان هناك فائض في الأفكار، ويتضح الدافع والحافز للعمل وما كانت تقدمه وزارة الشؤون أصبح محدوداً، ورغم ذلك استمرت أعمالنا بجهود مختلفة من أجل سمعة الكويت السامية، ويتفاءل المنصور بعودة والمسرح إلى عصره الذهبي إذا توفرت روح الحماسة والعطاء والعناصر القادرة على الإبداع كما كانت سائدة عند الأجيال السابقة والدعم من الدول.

أما بالنسبة للمرأة الكويتية وإن كان العدد قليلاً إلا أنهن حققن الريادة بأدوارهن المختلفة وترسيخ دعائم المسرح منذ الستينات حتى اليوم ومن أبرز الفنانات سعاد العبد الله وحياة الفهد وغيرهن كثير وهن معروفات جميعاً على امتداد الوطن العربي.

أما الكاتب المسرحي سليمان الحزامي المعروف بتجاربه الإبداعية فقد أشار إلى هبوط بعض المسرحيات بسبب العمل التجاري الذي يؤدي إلى انحدار المضمون والذوق كما أشار إلى انسحاب كثير من الأدباء الكويتين المتميزين، ويرى أن العمل المسرحي سيعود ناضجاً راقياً على أيدي الشباب.
ويفض الدكتور نديم معلا جدار الصمت ليقول فلتشرع أبواب المسرح على الاتجاهات كلها لتدب فيه الحياة ويشير إلى أن المهرجانات ظاهرة صحية لكنها تظهر جهد المشتغلين إلى أيام الغرض.


ويتابع الأديب غنام غنام حديثه عن المسرح الكويتي حيث يذكر أن من أهم إنجازات الفرق المسرحية الكويتية تشكيلها اتحاداً ضمها جميعاً، كما أن صعود الممارسة الديمقراطية في الكويت جعل مسرحها عربياً بامتياز، وقد أكمل المسرح دور الدولة الرائد في الإنتاج الثقافي العربي.

وتناول الأديب هيثم يحيى الخواجة سمات وتطلعات المسرح الكويتي الرائع الذي ضم باقة من المبدعين الكويتين ويأتي في المقدمة أو في قافلة الإبداع صقر الرشود، إذ قال عنه الأديب عبد الله بدران: إنه يعد من أهم رموز المسرح الكويتي وأبرز أعمدة المسرح الخليجي والعربي، وقد أرقه شبح التقاليد البالية وأجاد في تعريتها، وكان ثائراً رومانسياً على النظام التقليدي للأسرة والمجتمع، وأسس تياراً مسرحياً ما زال مستمراً، وانتدب عام 1978 للعمل خبيراً للمسرح في دولة الإمارات العربية فأسس هناك المسرح القومي، وأخرج بعض المسرحيات وتوفي في حادث سير في الإمارات العربية عام 1978

ويمتعض الأديب عبد المحسن الشمري ويزفر حسرة على ما أصاب المسرح الكويتي في الثمانينات حيث تعيش الحركة المسرحية في الكويت منذ سنوات عدة حالة من التراجع الحاد على أكثر من مستوى، فالعروض المسرحية التي قدمت وتقدم منذ أواخر الثمانينات من القرن الماضي لم تلفت إليها الأنظار ولم تحقق حضوراً في الساحة العربية كما أنها لم تظفر بالجوائز بسبب طغيان موجة (المسرح التجاري) وتحول إلى ما يشبه السيل من أجل الاسترزاق.

وتتناول الأديبة وطفاء حمادي هاشم تجربة المسرحي طالب الرفاعي، حيث يؤطر للنص ضمن زمنين؛ أحدهما حدوده في أوائل القرن العشرين، وهو زمن شيوع ظاهرة الراوي و(الحكواتي) في المقاهي الشعبية العربية، أما الثاني فهو زمن هلامي يغوص على متخيل المتلقي والقارئ يستفزه ليملأ فجوات النص وفراغاته البصرية بما يضيفه إليه من تصوراته، وقد يحدد المخرج الزمن ويترك الرفاعي مساحة للمرأة لتتحدث عن نفسها وتخترق (التابوهات، التي تجاوزت أفق التوقعات.

أما الأستاذة الأديبة نسرين طرابلسي فقد كانت شاهدة عيان على المعهد العالي) وهو مؤسسة فنية أكاديمية تشد الدارس بإعجاب وشغف، وقد كان المعهد العالي مصنعاً لتخريج أجيال ثقافية.

وتحدث الأستاذ الأديب فيصل العميري عن مقومات لا بد منها لإنتاج مسرح مميز، فالعرض المسرحي من وجهة الكاتب هو الوقت والجهد والمضمون والنتيجة والمطالبة بالمزيد، حيث يحمل الشباب الهموم كما حملها الرواد والشباب يجسدون مرحلة من مراحل التطور الإنساني إذ إن العقل البشري أصبح يستوعب كل الأفكار اللامتناهية، ويرفض كل فكرة جامدة غير محركة له بالدرجة الأولى التي تحد من تطوره وتطور أفكاره، ووجهات نظره في الفن المسرحي، فالعرض المسرحي يحتاج إلى وقت لكي ينضج، والنضوج لن يكتمل دون وجود خشبة حية مثيرة تثير كل من يصعد فوقها لأن هذه الحالة أشبه بحالة الولادة فهل يكتمل الجنين دون وجود رحم يحتويه.

وتطل الكاتبة فطامي العطار لتتحدث عن تجربتها المسرحية بين الفصحى والمحكية إذ تورد بأن تجربتها المسرحية القصيرة كانت تجربة حقيقية ربما تظهر نتائجها على المدى الطويل، فقد قرأت الكتب الشعبية المتعارف عليها وقرأت أعمال نجيب محفوظ ويوسف إدريس والسباعي ثم تحولت لقراءة الأدب الكويتي، فقرأت ليلى العثمان وتأثرت ب(وسمية) وهي (تخرج من البحر) ومن هنا تملّكها هاجس البحر والتراث وبيوت الطين وأصبح قلبها منذ ذلك الوقت مكاناً مسكوناً بأصوات البحارة وغناء (اليامال).

وفي ختام البحث يعرض الأستاذ الأديب ناصر كرماني (الفن الجريء) وقد عمل الأديب تارة ممثلاً وتارة بين التأليف والإخراج والتحصيل الأكاديمي.

وربما بسبب انشغاله الدائم بعمله كأمين عام لجائزة مؤسسة البابطين للإبداع الشعري في التسعينات انحصرت العروض المسرحية الملتزمة على نتاجات طلبة معهد الدراسات الدرامية والمسرحية وطموحات بعض الشباب في المهرجانات وللأسف فإن الأدب والفن والثقافة لم تكن من أولويات برامج الدولة كما كان في الماضي.

وهكذا تجولنا في أفياء المسرح الكويتي حيث وضع أدباء الكويت بصماتهم على مفاتيح الحضارة العربية والعالمية بنتاجاتهم الملفتة للانتباه مما جعل الكويت درة الخليج العربية في هذا المضمار، وقد بلغ عدد المشاركين في هذا الكتاب عشرين أديباً أدلوا بآرائهم ووجهات نظرهم من أجل غد مسرحي مشرف، كما بلغت صفحات الكتاب 163 صفحة من القطع الكبير وصدر البحث عام 2006 يوليو العدد 273.

رد مع اقتباس