عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 25-02-2012, 12:16 PM
ahmedcoins ahmedcoins غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2012
المشاركات: 32
افتراضي

عملة الملك جورج الخامس (1910م - 1936م)
اعتلى الملك جورج الخامس العرش البريطاني عام 1910م إثر وفاة الملك ادوارد السابع. وقد صدرت أول عملة تحمل صورته للتداول بالهند عام 1911م حيث سكت منها نفس الفئات السابقة، بالإضافة إلى فئة "المهر" الذهبي عام 1918م (الذي يساوي 15 روبيه) وفئة الجنيه الذهبي التجاري الصادر في نفس العام. وقد تم إدخال بعض التعديلات الأساسية على عدد من الفئات ومنها فئة الآنتين التي سكت على شكل قطعة مربعة مصنوعة من خليط النحاس والنيكل بعد أن كانت قبل ذلك من الفضة وذات شكل مستدير. وسكت أيضا قطعة جديدة من فئة الأربع آنات من خليط النحاس والنيكل ذات شكل ثماني الأضلاع ابتداء من عام 1919م، مع استمرار سك القطعة الفضية المستديرة التقليدية من نفس الفئة. كما تم سك فئة 8 آنات من خليط النحاس والنيكل أيضا في السنوات 1919م - 1920م مع الاستمرار في سك فئة النصف روبية الاعتيادية من الفضة.
ونظراً لقيام الحرب العالمية الأولى في عهد الملك جورج الخامس فقد تكثف الوجود البريطاني في الخليج وتوسع وازداد نفوذاً مما أدى إلى تقلص النفوذ العثماني والبلدان المتحالفة معه وميول الناس إلى تفضيل العملة الهندية التابعة للتاج البريطاني على العملات الأخرى. ويبدو أن الروبيه الهندية في عهد الملك جورج الخامس قد أصبحت فعلياً- وكنتيجة للظروف السياسية العالمية -هي العملة السائدة للتداول في الكويت بعد أن استقر مستوى ونوع التعاون بين الكويت وبريطانيا وصار الناس - الذين كانوا يعتمدون في معظم تجارتهم على الهند- يميلون إلى التخلص من العملات الأخرى ولو بأقل من ثمنها الحقيقي.
ويذكر أن الناس بدأوا يتخلصون من الريال النمساوي - الذي تمتع بكونه أكثر العملات قبولاً في الكويت والجزيرة العربية لفترات طويلة - بالرغم من أن سعر صرفه الذي اعتمدته السلطات الإنجليزية كان متدنياً للغاية. فقد كان الريال (الذي يزن 23.4 جرام من الفضة الصافية) يستبدل بنصف روبية (التي كانت تزن ما مقداره 5.45 جرام فقط من الفضة الصافية) ، ويعني ذلك أن المواطن كان يخسر حوالي 18 جرام من الفضة من كل ريال (نمساوي) يبيعه في الصفقه الواحدة، أي حوالي 77% من قيمة الفضة بالريال الواحد . ويعود ذلك بالطبع إلى عدم وعي المواطن لما وراء تلك العملية من أرباح لخزينة حكومة الهند الانجليزية من أموال المواطن العادي الذي خاف من إمكانية فقدانه لأمواله المتمثلة في الريالات النمساوية التي لديه. ومن القصص التي تذكر أن كثيراً من الشباب الكويتي آنذاك، و"تجار الشنط" كانوا يتوجهون إلى البصرة أثناء سنوات الحرب العالمية الأولى ومعهم الليرات الذهبية العثمانية والغرانات الفضية الإيرانية لإستبدالها بالروبيات الورقية الهندية التي صدرت في تلك الفترة (فئات 5 روبيات و 10 روبيات) والعودة بها إلى الكويت محققين بذلك بعض الربح بدلاً من استبدالها في الكويت . ويذكر أن بريطانيا أدخلت الروبية الهندية للتداول في العراق بعد احتلال البصرة عام 1914م وطرد العثمانيين منها، حيث استمر التداول بالروبية إلى عام 1931م.عندما صدر الدينار العراقي.
وتجدر الاشارة هنا إلى بعض الأحدث الاقتصادية التى شهدتها الكويت في تلك الفترة والتى تستحق الذكر، لتأثيرها المباشر على معيشة المواطنين ومنها "سنه الطفحة" عام 1912م والكساد الاقتصادي في الثلاثينات. فقد شهدت الكويت عام 1912 أثناء فترة حكم الملك جورج الخامس للهند والبدء باستخدام العملة التي تحمل صورته، انتعاشا اقتصاديا كبيرا نتيجة لوفرت اللؤلؤ وارتفاع أسعاره عالميا، مما أدى إلى ازدهار التجارة وارتفاع مستوى المعيشة في الكويت وتوفر الأموال بصورة لم يسبق لها مثيل، حيث ازداد دخل البحارة والمشتغلين بالتجارة بصورة كبيرة، مما انعكس على الوضع المعيشي ككل في الكويت. ويذكر بعض الذين عايشوا تلك الفترة أن الناس كانت تسير بالأسواق وجيوبها مليئة بالروبيات الفضية والليرات الذهبية التي كانت أصوات "خرخشتها" تسمع وهي في الجيوب . لكنه ومع قدوم الثلاثينات بدأ الكساد يعم العالم مما أثار على الأوضاع الاقتصادية في الكويت وبلدان الخليج الآخرى. ويروي عدد من كبار السن أن فئة "الآردي" - وهي أصغر فئة من العملة الهندية - كانت تعتبر المؤشر الذي يدل على المستوى الاقتصادي لبلدان المنطقة، ومنها الكويت، في أى فترة من الفترات. فقد كانت تلك الفئة - التى تعادل جزء واحدا من 192 جزء من الروبية - من الفئات التي استخدمت في الكويت منذ الأيام الأولى لدخول الروبية للتعامل في الكويت في منتصف القرن التاسع عشر، عندما كانت الأسعار في أدنى مستوياتها. لكن تلك الفئة اختفت لفترة طويلة فيما بعد عندما انتفت الحاجة إلى استخدامها نتيجه لتضخم الأسعار مما جعل فئه "البيزة" أصغر الفئات المستخدمة. وعندما عم الكساد الاقتصادي معظم بلدان العالم في الثلاثينات، أعيد استخدام "الآردي" في الكويت مرة آخرى في عام 1932م، بعد أن اشتكى الناس من عدم وجود عمله صغيرة تستخدم لتلبية حاجاتهم المعيشية المحدودة وخاصة بالنسبة لفئات المجتمع الفقيرة فقد أصبح مثلا سعر الثلاثة أرغفة من الخبز آنذاك يعادل بيزة واحدة، وكان من يحتاج إلى رغيف واحد يضطر لشراء ثلاثة أرغفة بالبيزة، مما جعل محدودى الدخل يتحملون مالا يستطيعون من تكلفة مالية، نظرا لأضطرارهم شراء بعض المواد الزائدة عن حاجاتهم. لذلك طلب الشيخ أحمد الجابر أمير الكويت آنذاك من الحكومة البريطانية جلب فئه الآردي من الهند فاستجابت له، وتم جلب صناديق خشبية تحتوى على كميات كبيرة من هذه الفئة وتم توزيعها على الدكاكين والمحلات بهدف نشرها بين الناس وقد قامت بلدية الكويت - التي كانت حديثة العهد آنذاك - بهذه المهمة حيث كان مندوبها يجوبون الأسواق ويمرون على الدكاكين لصرف الروبيات "بالأواردي ". وقد خفف ذلك الأجراء الوضع على الناس، واستمر استخدام "الآردي" إلى نهاية الأربعينات تقريبا، عندما بدأ التضخم يعم البلاد مع تدفق الدخل من النفط .
صدور الفئات الورقيه لأول مره
من الأحداث التي شهدتها فترة حكم الملك جورج الخامس إصدار الفئات الورقية من النقد لأول مرة والتي أدخلت إلى الكويت أثناء الحرب العالمية الأولى خلال عهد الشيخ سالم المبارك. وكان رد فعل الناس في البداية متحفظاً في قبول تلك العملة حيث اعتادوا على الاحتفاظ بالقطع الفضية والذهبية التي تحمل معها قيمتها "الحقيقية" من تلك المعادن الثمينة. لكنه سرعان ما اعتاد الناس على ذلك بعد أن تعرفوا على الميزات الكثيرة التي تقدمها تلك الأوراق النقدية. أما الفئات الورقية التي صدرت وتم تداولها في الكويت لأول مرة فكانت فئة الروبية والروبيتين والخمس روبيات والعشر روبيات والمائة روبية. وكانت تلك الأوراق النقدية تحمل صورة الملك جورج الخامس على أحد وجهيها. أما الوجه الآخر فكان يحمل بعض الرسومات أو المناظر من البيئة الهندية. وقد صدرت الفئات الورقية باسم حكومة الهند (Government of India).
رد مع اقتباس