الموضوع: جزيرة فيلكا
عرض مشاركة واحدة
  #2  
قديم 22-03-2008, 05:07 PM
الصورة الرمزية ikarus princess
ikarus princess ikarus princess غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Mar 2008
المشاركات: 18
Arrow جزيرة فيلكا-الجزء الثاني


فيلكا أصل التسميه :.

أرجع بعض الدارسين والمؤرّخين لفظة فيلكا الى عدة لغات ، فمن قال : أن أصلها يونانيّه قديمه محرّفه عن كلمة ( فيلكس ) وتعني الجزيره السعيده ، والبعض قال : أن أصلها برتغالي ومنحدره من كلمة ( فليشا ) البرتغاليّه ومعناها الهواء النقي ، ومن قال : أنها تدعى قديماً بجزيرة ( أفانا ) والجزيره البيضاء .

وظلّت هذه التسميات والتكهّنات غير مؤكّده بالدليل القاطع حتى وصول البعثه الدانماركيّه للتنقيب عن الآثار الى الجزيره 1958م ، واستدلّت البعثه عن إسم الجزيره القديم من خلال حجر أثري عثرت عليه وهو عباره عن رساله طويله مرسله الى مسؤلي المعبد في الجزيره عُرِفَ من خلالها أن أسمها ( إيكاروس ) واستدل أيضاً من خلال كتابات بعض المؤرّخين اليونانيّين أن الإسكندر هو الذي أمر بإطلاق هذا الأسم عليها إسوه بجزيره في بحر إيجه تعرف بهذا الإسم أو قريباً منه .

وبذلك تأكّد أن لفظة فيلكا ليست يونانيّه ، ولم تكن تطلق على الجزيره في تلك العصور ، هذا بالنسبة الى إسمها القديم .

فيلكا لفظه ذات أصول عربيّه :.

أما في ما يخص لفظة فيلكا أو ( فيلجه ) كما يلفظها الأهال ، فقد أتّضح لي من خلال البحث والمقارنه بين لفظة فلج العربيّه ومعناها الماء الجاري ولفظة ( فيلجه ) ، أن هذه التسميه ذات أصول عربيّه مأخوذه من طبيعة أرض الجزيره الخصبه ، وربّما كانت تلفظ قديماً ( فليجه ) بتقديم اللام على الياء وتعني الأرض الطينيّه المستخلصه للزراعه ، ولكن لصعوبة النطق حُرّفَتْ مع الزمن الى ( فيلجه ) وجرت على ألسنة الناس .

فقد كانت الجزيره في عهد الإسكندر وما بعده بعدّة قرون عباره عن غابه تغطّي أرضها أنواع كثيره من الأشجار المثمره وغيرها ، وكانت بها عدّة أفلاج للمياه تتخلّل أرضها ، ولا يستبعد أن أسمها أشتق من تلك الأفلاج فَسُمّيَتْ ( فيلجه ) .

وأقدم نص عربي وصل إلينا كتبت فيه لفظة فيلكا بالألف الطويله ، مخطوط كتاب ( الموطأ ) للإمام / مالك .. كتبه أحد علماء الجزيره في القرن السابع عشر الميلادي وبالتحديد في عام 1682م .

فيلكا ما بين حضارة دلمون والرافدين :.

موقع جزيرة فيلكا الهام في الممر المائي الأستراتيجي ما بين حضارة وادي الرافدين شمالاً وبقيّة مناطق الخليج جنوباً ، جعل منها مركزاً لعبور السفن التجاريّه القادمه من وإلى وادي الرافدين من جهه وبقيّة موانئ بلاد دلمون ( البحرين ) وعُمان وصولاً الى وادي السند .

وهناك عدّة أسباب أخرى هامّه ساهمت في إبراز مكانتها التجاريّه والتاريخيّه مثل : توفّر آبار مياه الشرب بكثره حول سواحلها وبعمق قليل ، بالإضافه الى وفرة المواد الغذائيّه مثل الزراعه وصيد السمك ، وتمتّعها بسواحل رمليّه هادئه وشواطئ محميّه من هبوب الرياح ، مما جعلها ملاذاً للسفن التجاريّه في غدوها ورواحها ، وبذالك إنتعش التبادل التجاري بينها وبين الموانئ القريبه منها مما ساعد على قيام وأزدهار حضاره عريقه على أرضها ، وأتّخذت موطن إستقرار بشري ثابت منذ آلاف السنين ويذكر المؤرّخ اليوناني ( آريان ) : أنها كانت في عهد الإسكندر مغطّاة بالأشجار الكثيفه ، وتعيش على أرضها الغزلان والظباء البريّه بكثره .


المصدر : كتاب / الجزر الكويتيّه .. تاريخها .. خصائصها – الطبعه الأولى 2005م ، المؤلف / خالد سالم محمد .
رد مع اقتباس