عرض مشاركة واحدة
  #4  
قديم 12-12-2009, 10:11 PM
شيخ الشباب شيخ الشباب غير متواجد حالياً
عضو مشارك
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 124
افتراضي

الراحل د. عبد الله العتيبي الشاعر الراحل عبد الله العتيبي قيثارة غنت الوطن

الشاعر عبد الله محمد العتيبي الذي يصادف اليوم 15 يناير ذكرى وفاته، كان أحد المنارات الثقافية في الكويت، بجهده الأكاديمي واسهاماته الابداعية ومشاركاته في الفعاليات الثقافية داخل وخارج الكويت وقد اهتم العتيبي في حياته بالحركة الشعرية فكتب عن خليفة الوقيان، ويعقوب السبيعي، وعبد الله سنان، وفهد بورسلي، وعن فن القلطة ( فن المفاخرة الذاتية) وأيضا عن القضايا الاجتماعية في الشعر، وأثر البحر، وكتب عددا من الملاحم التي تغنت بالوطن، مثل: ملحمة ( الزمان العربي) واوبريت ( ميلاد أمة) الذي اشترك في كتابته مع الشاعرين يعقوب السبيعي وخالد سعود الزيد، واوبريت (قلادة الصابرين) و( أنا الكويت)، وكان آخر ماكتبه قبل وفاته قصيدة طويلة بعنوان ( قال المعنى) كتب مقدمتها د. سليمان الشطي. وقد استطاع العتيبي بمنجزه الشعري أن يشحن كلماته بعاطفته الوطنية الجياشة واحساسه الدافق وبما آمن به من ارتباط الانسان بالأرض.

ولد الشاعر عبد الله العتيبي عام 1942، أتم تعليمه الأولي في مدارس الكويت، وأكمل جميع مراحل الدراسة الجامعية في جامعة القاهرة، حيث حصل عام 1970على ليسانس لغة عربية وآدابها،. وفي عام 1974 حصل على الماجستير في الأدب العربي عن رسالته «شعر السلم في العصر الجاهلي». وفي عام 1977 حصل على الدكتوراه في الأدب العربي بمرتبة الشرف الأولى، وعنوان الرسالة «الحرب والسلم في الشعر العربي من صدر الاسلام الى نهاية العصر الأموي».

تدرج العتيبي في السلك الوظيفي في جامعة الكويت وكان عميدا لكلية الآداب، شغل منصب نائب رئيس مجلس ادارة وكالة الأنباء الكويتية «كونا». وهو عضو اللجنة العليا للمعاهد الفنية. والأمين العام لرابطة الأدباء في الكويت، وعضو المجلس الوطني للثقافة والفنون والآداب، وعضو لجنة جوائز الدولة. اشترك في معظم الأسابيع الثقافية الكويتية في بعض البلدان العربية. شارك وساهم في معظم المؤتمرات، والأنشطة الثقافية، والأمسيات الشعرية داخل الكويت، وخارجها. كتب الشعر الفصيح، والشعر الغنائي بالفصحى والعامية وكتب أجمل الأغاني الطويلة والملاحم والأوبريتات التي استلهمها من التراث الفني الشعبي الكويتي.

من مؤلفاته:

1 - كتاب «شعر السلم في العصر الجاهلي» صدر عام 1975.

2 كتاب الشاعر عبد الله سنان دراسة ومختارات بالاشتراك مع الأستاذ خالد سعود الزيد صدر عام 1980.

3 - كتاب «دراسات في الشعر الشعبي الكويتي» صدر عام 1984.

4 - ديوان بعنوان «مزار الحلم» صدر عام 1988.

5 - ديوان «طائر البشرى» من أغاني الوطن المقاومة والتحرير صدر عام 1993.

شهادات في الراحل

عبد الله العتيبي

رثاه أهل الثقافة والفن والأدب والاعلام في الكويت اعترافاً بفضله وشهادة منهم لحبهم له ومنزلته في قلوبهم. فهو رمز القصيدة الوطنية، احتفل في كل مناسبات الكويت، وسجل كل أحداثها في قصائد مبدعة.

أما آخر أعماله فهو قصيدة طويلة بعنوان (قال المعنى) قدم لها الدكتور سليمان الشطي فقال:

(قال المعنى) العمل الأخير الذي أنجزه قبل وفاته بشهر واحد فقط، يريد به أن ينظم روح مجتمعه وتاريخه الاجتماعي شعراً لخص فكرته في اشاراته الى أنه سيرة ذاتية لمواطن كويتي، وقد وصف التصاق هذا المواطن «المُعنى» بديرته قائلاً عنها بأنه:

شرب الدموع بحزنها

وبعيدها رقصت جياده

ولا يصدق هذا الوصف كصدقه على الدكتور عبد الله العتيبي نفسه». فقد كان قيثارة الوطن بأشعاره الوطنية التي سوف تبقى خالدة خلود الكلمة الشعرية الوطنية، التي كانت نبراساً لنا في المحن، وسوف يبقى صداها في نفوسنا أبد الدهر.

يمكن النظر الى المرحوم الدكتور الشاعر عبدالله العتيبي بوصفه أحد أهم ممثلي جيل الشعر الثاني في الكويت على اعتبار أن الجيل الأول للشعر هم أولئك الذين حرصوا على ارساء قواعد الشعر العربي التقليدية في الكويت بمدارسه ومقاصده المختلفة.

ان جيلا شعريا ينتمي اليه د. عبدالله العتيبي قد عايش الكويت في واحدة من أهم فتراتها التاريخية ونعني بذلك انتقال الكويت من المجتمع الصغير والبسيط الى مجتمع عصري ناهض ومتطور وذلك بعد أن منّ الله على الكويت بعائدات وخيرات النفط.

لقد جسدت أعمال الشاعر عبدالله العتيبي الشعرية مختلف المراحل الاجتماعية التي مرت على الكويت وقد اتسمت بلغتها الشعرية الجزلة وبصدقها الفني وقدرتها الفائقة على التقاط الهم اليومي ونشره على مظلة الشعر الواسعة خاصة وما عُرف عن الشاعر بارتباطه بقضايا وحوادث وطنه وعشقه المنقطع لكويته.

نحن نبني هياكل النور لكن

كم ضياء بنا وأدنا انبثاقه

كلما لاح في سمانا هلال

واستوى بدره صنعنا محاقه

ايه يا صوتنا القديم أغثنا

قبل أن ندمن الدجى وانغلاقه

أمن التائهين ترجو دليلا؟

ومن البكم تستمد الطلاقة

انه الوهم يا حداة المطايا

ليس في الركب أحمد يا سراقة

قال عنه د. حمد عبدالله الهباد:

في شعر العتيبي الغنائي الذي امتلك مقومات التنوع في بحور الشعر ضمن أدبيات القصيدة في تشطير الأبيات بعكس القصيدة العمودية الملتزمة ببحر ووزن واحد لأبياتها. وبالتالي فهو تعبير موسيقي يسبق ولادة البيت ويصاحبها لأنه وزن موحد للقصيدة. وتتنوع مؤلفاته في الغناء العاطفي مثل أغنية «يا دمعتي» التي لحنها أحمد باقر وغنتها علية التونسية، «ولا يا قلبي»، و«سرى الليل يا قمرنا»، وفي الأغاني الوطنية وهي سبع ملاحم وثلاثة أوبريتات (هي: أنا الكويت، أهل الكويت، قلادة الصابرين).

وقد صنفت هذه الاغاني باعتبارها أعمالا وطنية لحنها فنانون مثل «خماري شيلو الغناوي»، «واحنا الخطاوي»، و«بالخير يللي»، وعرضة برية بعنوان «اهل الديرة»، وأغنية «يا شموس»، وأغنية «اعزف يا شاعر»، ولوحة المملكة العربية السعودية، ولوحة دولة الامارات، ولوحة مملكة البحرين، ولوحة سلطنة عمان، ولوحة الأردن، ولوحة تونس، ولوحة جيبوتي، ولوحة السودان، ولوحة سوريا ولوحة بغداد، ولوحة فلسطين «وهذه اللوحات من ألحان غنام الديكان وغناء شادي الخليج»، وأغنية «يا نجمة العيد»، وأغنية «يا الله يا الله»، وأغنية «هللي يا كويت»، وهي من ألحان مرزوق المرزوق وغناء فرقة التلفزيون.

قال عنه الدكتور الشاعر خليفة الوقيان

ان الشاعر عبدالله العتيبي كان من أوائل المجددين الذين كتبوا قصيدة التفعيلة، فضلا عن تجديده في اللغة الشعرية والصورة الشعرية، وأكد أن حسه الموسيقي برز في وقت مبكر. كذلك قال ان العتيبي كتب باللغة الفصحى لتطوير الفنون الشعبية، كما في فن العرضة، فأرسى بذلك قواعد مدرسة أصبحت ظاهرة في مجال الأوبريتات على المستوى العربي، ومن فضائلها أنها طورت الفصحى، لتستوعب الفنون الشعبية، فأبحاث العتيبي في الأدب الشعبي غير مسبوقة، وأشار خليفة الى أن وصف الشاعر بأنه غنائي يعني أنه وجداني، بينما كتب العتيبي شعرا في السياسة والمجتمع وغيرهما، والأصح أن يوصف بأنه كتب شعر الغناء.

طائر البشرى

تنبأ الشاعر عبدالله العتيبي بتحرير الكويت من الاحتلال بهذه الأبيات:

بنصر بلادي جاءني طائر البشرى

فصارت ضلوعي للكويت ربابة

وصارت حروفي للكويت سنابل

توغلت في ذاتي فابصرت ديرتي

فسالت دموعي فوق رمل عشقته

بلادي بلاد طهر الحب قلبها

بلادي اذا اشتدت على الناس كربة

رجال بنوها وهي صحراء بلقع

بلادي حماها من قديم رجالها

الى ان اراد الله اخر سعيهم

بلادي وان كانت بلادا صغيرة

سيخرج من تحت الرماد محلقا

لقد علمته الريح سر اختلافها

بنصر بلادي جاءني طائر البشرى

رجعنا وكان الرجوع مقدرا

واسمع شادي في سماها مغردا

فجدد شوقي للغنى مرة اخرى

تترجم شوق الناس للفرحة الكبرى

اذا فاتها الاعصار من بعد قفرا

فاطفأت في اسيافها مهجة حرى

وعانقت ارضا قد وهبت لها العمرا

فما نقضت عهدا ولا اضمرت غدرا

تكون منارا للسنا يرشد الحيرى

وقد طوفوا من اجلها البر والبحرا

وقد ركبوا من اجلها المركب الوعرا

جميلا فصار الرمل من تحتهم تبرا

ولكنها بالحق قد كبرت قدرا

لآفاق آت نحن في سره ادرى

وسر غيوم ترسل المزن والقطرا

فجدد شوقي للغنى مرة اخرى

فليس لقب لا يغني لنا عذرا

يعيد صدى التاريخ في حلة اخرى

الشعر الغنائي

أغنية عوض الدوخي «ياساهر الليل»

من كلمات الشاعر عبد الله العتيبي وألحان أحمد باقر، اتفق الجميع على أن الأغنية من أبرز الأعمال الغنائية البحرية المطوّرة والتي لا تزال تُذاع حتى الآن وتحتفظ بمستواها الفني، تقول كلماتها:

آه يا ساهر الليل مثلي ما تنام

والله ذكرتني بالأحبة يا حمام

يانايمين في الهوى زاد العتاب

ما تدري أن الهوى ليله عذاب


«سرى الليل» لعبد الكريم عبد القادر

من تأليف د. عبدالله العتيبي، ساهمت الأغنية في ظهور عبد الكريم عبدالقادر فتألق على الساحة الغنائية الكويتية،

تقول مقدمتها:

سرى الليل يا قمرنا وناديك بسهرنا

وأنا أخاف ياقمرنا خذاك الليل والهوى

لياليك دنيانا وعناويك نجوانا

أمانيك سلوانا لك الشوق ودانا


«لا يا قلبي» لشادي الخليج

أغنية الدكتور عبد الله العتيبي للمغني شادي الخليج وألحان أحمد باقر سجلها الثلاثي الفني حين كانوا يدرسون في القاهرة عام 1964:

لا يا قلبي أنا تكفيني ابتسامة من حبيبي

والا نظرة والا كلمة حلوة تطفي لي لهيبي

لا يا قلبي...

لا يا قلبي خايف أكشف حبي له وأشرح غرامي

لا يا قلبي يبعد عني ويزعل من كلامي
رد مع اقتباس