عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 10-03-2008, 05:43 PM
IE IE غير متواجد حالياً
مشرف
 
تاريخ التسجيل: Jan 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 2,661
افتراضي

كنت قد كتبت بحثين عن علي النقي وعلاقته بتجارة الاسلحة وذلك في مجرى الحديث عنه والبحث الاخير كتب يوم الخميس 5/ذي الحجة/1423هـ الموافق 6/2/.2003
ونظرا لاهمية تجارة الاسلحة في اول القرن الماضي واواخر القرن التاسع عشر ولان السلاح في تلك الحقبة بالنسبة للكويتيين كأنه ابنهم لهذا اردت اتمام هذه الاطلالة.
كان الكويتيون وغيرهم من ابناء الخليج لا يمكن ان تذهب بسفينتك الى السفر للهند وغيره او الغوص او حتى الطواشة وهو شراء القماش اللؤلؤ من الغواصين الا ويكون معك سلاح لانك مطمع بكل تأكيد معك كمية من الربيات والأريال مفردها ريال لكي تشتري اللؤلؤ فانت معرض للنهب والسرقة فهذه البندقية تحميك من الاعتداء عليك.
كانت الحملات التجارية المتجهة الى نجد والشام لا بد وان تحمل سلاحا معها كذلك الكويتيون الذين يسكنون في (القصور) سواح الكويت كل بيت به على الاقل ثلاث بنادق وهكذا في نجد والعراق وايران وبقية بلدان الخليج لان السلاح البندقية تجعلك في مأمن واطمئنان وراحة بال حتى الحيوانات الضارية من ذئاب وغيرها تكون البندقية الوقاية من هؤلاء. وعليه فقد انتشرت تجارة الاسلحة والمتعاملون بها .
1 ـ كان من ابرزهم كثيرون كما قلت سابقا لكن في اول القرن الماضي كان السيد اسحاق ابراهيم الهاجري الذي توفي منذ امد بعيد وبالامس القريب قبل العيد بثلاثة ايام توفيت ابنته البكر السيدة سارة اسحاق ابراهيم الهاجري والدة الفاضل الاستاذ عبد الله ابراهيم المفرج الوزير السابق.
كان المعروف عن اسحاق الهاجري بانه من امهر من عمل في هذه المهنة تجارة الاسلحة التي كان يتعاطاها مع ايران وغيرها وقد سافر الى اماكن كثيرة لهذه التجارة.
2 ـ الشخصية التي نحن بصددها وهو السيد (علي نقي) وعلي نقي عرف في الكويت قديما بالسيد علي نقي بن محمد كراشي تاريخيا ان (علي نقي هو علي نقي بن محمد بن فلاح بن العبد العالي الحسيني الثقفي وينتهي نسبه الى محمد بن القاسم الثقفي).
كانت اسرة علي نقي قد انحدرت من فارس في القرن التاسع عشر: المعروف ان كثيرا من الاسر العربية قد وصلت الى فارس في وقت متقدم والذي يلقي نظرة على التاريخ يجد الامام البخاري والامام مسلم والامام احمد بن حنبل وكثيرون غيرهم ومن الشعراء ولدوا في هذه البلاد فارس.
والمعروف ان محمد بن القاسم بن محمد بن الحكم بن ابي عقيل الثقفي فاتح السند ـ قبل ان يفتح السند كان ببلاد فارس على رأس الجيوش في طريقه الى الري فأقام في شيراز وزحف الى مكران وفتح قنزبور وارمائيل والديبل واستسلم اهل البيرون وما بعدها الى ان بلغ مهران ـ هذا هو محمد بن القاسم الثقفي الذي اقام في ايران فارس اقام الثقفي في بلاد السند ومنها كراش وهي الديبل فهل جاءت اسم اسرة السيد (علي نقي بكراش) من هذا الباب ربما ذلك الاسم الذي تعارفوا عليه في الكويت حيث كان يعتبر جدهم في هذه المنطقة كراش اليوم.
3 ـ وانا اتابع موضوع الاسلحة التي ذكرناها في اول الحديث وانا اقرأ في الكتاب الكبير للوريمر التاريخي اجد في صفحة (3620) يقول عن الكويت وقد استمر ارسال الاسلحة والذخائر بصورة نشطة من مسقط الى الكويت ارسل بعضها بطريق السفن الشراعية والبعض الآخر بواسطة الملاحة في الفترة الهامة بالرغم من توقيع الشيخ للاتفاقية في عام (1900) وقد انزلت السفينة (ثروفر) الروسية خمسة وعشرين صندوقا من الاسلحة في الميناء وفي الشهر نفسه انزل (بومين) قادمين من مسقط شحنة من الاسلحة قدرت بـ (3000) بندقية بذخيرتها في نفس الميناء (وقد نقل الخبر عن وصول (4500) بندقية و(1500) صندوق من الذخائر الى الكويت بطريق البحر في فبراير عام (1906) وفي هذه الظروف صرحت حكومة صاحبة الجلالة بمعاتبة الشيخ في موضوع تجارة الاسلحة وذلك بعد استشارة السفير البريطاني في القسطنطينية الذي لاحظ حرية استيراد الاسلحة الى الكويت مفتوحة للاتراك وبناء عليه فقد اثار الموضوع مع الشيخ الكابتن (س ج كوكس) الوكيل السياسي في ابريل عام 1906 الا ان الشيخ قابل هذا الزجر بشعور سيىء منكرا وجود اية تجارة لها اهمية فظهرت علامات الاستياء وعدم الرضى وبأن ذلك غير لائق فيما يتعلق باهمية الصداقة السياسية للضغط اكثر من اجل المراقبة الشديدة للمنع في عام (1900) .
هذه الفقرة من الكتاب الذي اوردها الوريمر تظهر لنا متابعة السلطات البريطانية لمتابعة قصة خروج السفينة التي كان ربانها (عباس بن نخي) وصاحب السفينة ابن معرفي وصاحب البضاعة الاسلحة (علي النقي) رأينا مدى متابعة السلطات البريطانية لمراقبة الخليج وغيره وانه عندما وصلت سفينة المراقبة البريطانية الى الكويت ولم تجد بيدها دليلا ماديا تعتمد عليه حول وصول السفينة الى الكويت لانها فتشت السواحل كلها فلم تجد اثرا على ذلك.
لكن مع ذلك لم تترك الموضوع يمر بل سجلت الموضوع والذي يقول فيه انه (قد نقل الخبر) عن وصول (4500) بندقية و(1500) صندوق حيث سجلوها بسجلاتهم بانها خرجت من مسقط والمظنون انها وصلت الكويت ومع ذلك تباحثوا مع الشيخ مبارك بهذا الموضوع.
هذه قصة مغامرة لرجال كويتيين اوفياء طرحنا قصة احدهم وهو المرحوم (علي النقي) ذلك المغامر الذي جاب البحار هنا وهناك هذه امثولة لرجل من رجالات الكويت مضى مع التاريخ لكن ما صنعوه للتاريخ ما صنعوه لحماية هذه البلاد وما شاركوا فيه من زاويتهم وهي شراء الاسلحة ونقلها الى الكويت هي جزء من الدفاع عن هذا الوطن ولولا هؤلاء وغيرهم من المخلصين لربما لا يكون آباؤنا واجدادنا يلاقون الامان ان الذين يحاربون في معركة الجهرة. وان الذين يشاركون في بناء السور والذين جلبوا الاسلحة صحيح انهم يستفيدون ماديا لكن يدخلون الامان في نفوس صاحب السفينة وصاحب المزرعة وراعي الغنم عندما يكون السلاح متواجدا بين ايديهم لهذا نقول يرحمهم الله على اعمالهم وجزاهم الله خيرا لحماية هذه البلاد العزيزة.


تاريخ النشر: الخميس 20/2/2003
__________________
"وَتِـــلـْــكَ الأيّـَــامُ نُـــدَاوِلـــُهَـــا بـَـيـْـنَ الـــنَّـــاسِ"