عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 09-06-2009, 11:15 PM
عبدالله الجسار عبدالله الجسار غير متواجد حالياً
عضو
 
تاريخ التسجيل: Feb 2009
المشاركات: 59
افتراضي

و لو أني أعلم أن المرحوم بشر الرومي لن يزيده مدحا ما سأذكره لغناه عنه و إنما هي حقائق يجب ذكرها
سمعت عن جدي رحمه الله هذه القصة و أحب إيرادها كنموذج من أخلاق أهل الكويت :

كان هناك طواش بحريني يدعى " عبدالله بن السـِّوْ " ( بكسر السين المشددة و تسكين الواو ) و كان يجوب البحر فيمر على السفن عله يجد من يريد بيع لآلئه و كان يشتري من سالم - الكبير - و محمد ابني بشر الرومي ( و كان أحمد حينذاك صغيرا ) و في أحد الأيام اراد أن يشتري منهما لآلئا فقالوا له
بـ 8000 روبية إلا أنه أرادها بـ 7500 روبية فرفضا فذهب
ثم عاد كي يساومهما من جديد فلم يجدهما و سأل عنهما فقيل له إنهما عادا الى الكويت
فلما وصل الكويت نزل عليهما ففرحا لأنهما عرفا أنه يريد اللآلئ فسامها بـ 7500 روبية فرفضا الا أن يبيعا بـ 8000 روبية
فأذن المؤذن لصلاة العصر حينها فسأل عن الحمام ليتوضأ فدلياه عليه و جلسا في الديوان يتناقشان فقال سالم لمحمد : يا اخي خلنا نبيع بـ 7500 روبية ترى " مِن حَدْ لـَـدْ " ( أي من حد على السعر خاصمته البيعة و لم تتم ) فقال محمد يا اخي احنا بنحده إن رضا و إلا بعناه بسعره
و كان والدهما بشر الرومي يسمع كلامهما ، فلما خرج عبدالله من الحمام ذهبوا جميعا للمسجد - فلما قضيت الصلاة سبق سالم و محمد والدهما و عبدالله الى البيت
فقال بشر الرومي لعبدالله " ترى العيال يبون يبيعونك على سعرك ، لا تقط روحك عليهم "
فقال عبدالله : الله يكتب اللي فيه الخير
فلما رجع عبدالله الى البيت قال لهما : يا جماعة ، مجلس الخيار انحل و انا الحين الصراحة ما ابي الا بـ 7000 روبية ، فقالا : اي ليش ، مساع تبيها بـ 7500 روبية ، فقال هذا اخر قرار و اذا الله كاتب لي اشتريهم شريتهم ، فقالا : لا خلاص ما الله قاسم
فلما هم بالذهاب قال سالم لمحمد : يا معود بيعه خذ الشورة مني بيعه " فقال محمد : يا عبدالله خلاص الله يفتح عليك - اي بعناك - ، فقال : عيل خلوني أجيب فلوسي
فذهب و قال لصاحب له في المركب جيب لي 7000 روبية و خليك قريب مني
فرجع الى المنزل و أعطاهما الـ 7000 روبية و رأى الكآبة عليهما - اذ 500 روبية لم تكن مبلغا قليلا - و قال لهما : يا معودين هذي بعد ما فيها جزع انا الله كاتب لي اربح 500 روبية و انتوا الله قسم لكم تخسرونها و إن شاء الله تتعوضون بغيرها ، فقالا : لا ان شاء الله ما فيه جزع - و كان الحزن باديا عليهما -
فقام عبدالله و سلم عليهما و لما خرج أشر بيده لصاحبه فأحضر له 1000 روبية - على اتفاق سابق بينهما - و أعطاهما الألف و قال :
شوفو ترى اللي يحصل له على ابو مثل ابوكم هذا هو الربحان في الدنيا ، تر ابوكم قال لي عن الحوار اللي دار بينكم و انا كنت ناوي اشتري منكم بـ 8000 روبية من يوم رحت المسجد و قلت إن التجارة مع هالأجواد لا بد انها رابحة و هذي يبا الألف الثامنة

رحم الله رجالات الكويت و رحم عبدالله بن السو على هذه الأمانة
رد مع اقتباس