عرض مشاركة واحدة
  #7  
قديم 23-11-2010, 10:16 AM
الصورة الرمزية bo3azeez
bo3azeez bo3azeez غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Mar 2010
الدولة: ديرة بو سالم
المشاركات: 461
افتراضي المستشار الرفاعي بصمة في القضاء الكويتي

بقلم : القاضي فارس عبدالوهاب الفهد

رحل عن دنيانا الفانية الى دار البقاء الخالدة احد اقطاب القضاء الكويتي ورموزه هو المستشار محمد السيد يوسف الرفاعي سليل الدوحة الهاشمية الحسينية، تلك الاسرة التي قدمت للكويت رجالا عظاما ساهموا في نهضتها وتقدمها، كما قال الشاعر:
«ومن تلق منهم تقل لاقيت سيدهم
مثل النجوم التي يهدي بها الساري»
وانه من الواجب عليّ ان اعرف القراء الكرام بكلمات وجيزة عن الفقيد، فقد كان رحمه الله احد اقطاب هذا البيت الميمون واحد رجاله العاملين على خدمة الكويت، نشأ في اسرة دينية فتعلم القرآن واتم حفظه في الثامنة من عمره، ثم اكمل المرحلة الابتدائية فالثانوية، ثم درس القانون بكلية الحقوق في جامعة بغداد، وعمل بعد تخرجه في سنة 1959في وظيفة حكومية في ديوان الموظفين ومكث فيه لمدة خمسة اشهر، ثم رشحه الدكتور عبدالرزاق السنهوري ــ الذي استعانت به دولة الكويت لصياغة قوانينها ــ والمحامي حمد العيسى ـ الذي كان رئيساً لديوان الموظفين سابقا ـ ليكون قاضيا، فنزل عند رغبتهما ولبى مطلبهما وصار قاضيا في تاريخ 1959/6/17، وهو بذلك يكون اول قاض كويتي يحمل شهادة الحقوق، وتدرج في مناصب القضاء حتى صار اول رئيس للمحكمة الدستورية في عام 1973، ثم رئيسا لمحكمة الاستئناف العليا واول رئيس للمجلس الاعلى للقضاء في عام 1979، ثم اصبح رئيساً لمحكمة التمييز منذ سنة 1991 حتى تقاعد في عام 2000 بعد اكثر من اربعين عاما قضاها على منصات القضاء ومحراب العدالة. وكان بالاضافة الى ذلك رئيسا للجنة صياغة واعداد مشروع القانون المدني الحالي، وساهم في صياغة مشروع القانون المدني لدولة البحرين بناء على طلب وزارة العدل البحرينية، كما كان رئيسا للجنة مراجعة القانون المدني وقانون الجزاء في اللجنة الاستشارية العليا للعمل على استكمال تطبيق احكام الشريعة الاسلامية. وله الكثير من النشاطات العلمية، وشارك في العديد من المؤتمرات واوصى المجلس الاعلى للقضاء بعد تقاعده بالاستفادة من خبراته لدى الجهات العليا.
عرف عنه دماثة اخلاقه، وتواضعه الذي غرس محبته في القلوب، وسعة علمه، كان وقورا مهابا ذا عقل رزين وحلم واناءة وسخاء وكرم، امتاز بالسكون والهدوء وحسن المعاشرة. كان حريصا على رفع شأن القضاء واعلاء مناره، كماكان يرنو الى مزيد من الاستقلالية للقضاء، ناصحاً ابناءه القضاة بالتحلي بالصبر في ممارسة العمل القضائي وبالعلم والمعرفة.
رحم الله الفقيد واسكنه فسيح جناته وبفقده رزىء القضاء بأحد شيوخه ومؤسسيه الاوائل. وارى انه من الواجب والعرفان ورد الجميل ان يتم تكريمه باطلاق اسمه على احدى قاعات محاكم التمييز التي قضى فيها جل عمره، او على احدى المدارس او الشوارع.
__________________
تهدى الامور بأهل الرأي ماصلحت
*****************
فان تولوا فبالاشرار تنقاد
رد مع اقتباس