عرض مشاركة واحدة
  #15  
قديم 14-03-2022, 03:36 PM
الصورة الرمزية classic
classic classic غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 234
افتراضي



غرفة المراقبة الرئيسية في إذاعة الكويت عام 1963م

صفحات من تاريخ الإذاعة و ساحة الصفاة ( جريدة القبس )




اسماعيل شعراوي داخل استيديو إذاعة الكويت

* شعراوي: عملت في الإذاعة الكويتية أيام البشتختات

* حضرت إلى الكويت عام 1952 لأعمل فني كهرباء بـ 11 روبية في اليوم..

* عملت في الإذاعة والورشة العسكرية 38 سنة




( شاهد على تاريخ الإذاعة الكويتية )

ولدت عام 1933 في مدينة يافا الفلسطينية وعدت مع أسرتي إلى موطن أبي لبنان في عام النكبة
تزوجت في الكويت عام 1959 وجميع أولادي ولدوا وتعلموا فيها
كنت مسؤولاً عن التمديدات الكهربائية في الاحتفال بأول عيد وطني للكويت في الستينيات بسينما الأندلس وأحياه شكوكو وعبدالمطلب ونجاح سلام
أبي كان يملك في يافا مصنعاً للبلاط وكنتَ تشم في الشوارع رائحة الزهور والورود
لدى عملي بالإذاعة كنت أنقل صوت الشيخ عبدالباسط عبد الصمد بمسجد فهد السالم في شهر رمضان
أثناء العمل في الأحمدي كنا نسكن الخيام على طريق المقوع ومن شدة الحرارة بالصيف نضع «غوري» الشاي على الرمل فيغلي
سافرت دولاً كثيرة مثل إسبانيا وسنغافورة وماليزيا لنقل المباريات على الهواء للإذاعة والتلفزيون
شاركت في تسجيل أغانٍ للمطربين الكويتيين في شبرة الفنون بالوطية مع المرحوم حمد الرجيب
في سنة الهدامة الثانية 1954 عملت على فحص البيوت لتوصيل الكهرباء إليها وكانت مبنية من الطين
المطربة صباح أعطتني إكرامية 5 دنانير بعد انقطاع الكهرباء أثناء غنائها على مسرح الأندلس
سجلت الكثير من الحفلات الخاصة لبعض الفنانين والمطربين العرب في الكويت

تميز عموم الشعب الكويتي بعدة خصائص منها: الديانة الواحدة والرابطة الاجتماعية والتقاليد والثقافة من الاجزاء الفاعلة التي لا تتعارض مع من يعيش على ترابها، ويعمل باخلاص وشرف، الكل. وطن عاش على أرضه الكثير من أصحاب المهن والحرف لا ننساهم أبداً، في هذا اللقاء نستذكر مع من أدى واجبه ونعيد معه تاريخ الآباء والأجداد.

التقينا إسماعيل إبراهيم شعراوي (أبو شوقي) قال: دخلت الكويت عام 1952 بعد رحلة دامت أربع ساعات أقلعت من مطار بيروت وهبطت طائرتنا بمطار النزهة بشرق الشامية، وكان موقعه في ضاحية عبدالله السالم، كانت طائرتنا ذات 4 محركات، وكما علمت بقي المطار حتى عام 1962، افتتح المطار الحالي جنوب الفروانية، وكان معنا في الطائرة المرحوم عبدالله الملا صالح سكرتير حكومة الكويت الذي كان في بيروت للتعاقد مع موظفين ومهنيين لشركة النفط، كنا مجموعة وأنا من بينهم كهربائي فني تمديدات، اصطحبنا من المطار إلى مدينة الأحمدي، عملت في شركة 3K.S من عام 1952 حتى نهاية 1953.

كهربائي.. مصور
قال شعراوي: عملت في دائرة الكهرباء في «أم صدة»، كانت منطقة سكنية في المرقاب داخل السور مقابل مدرسة الصديق المتوسطة، من هذه الدائرة انطلقت لتمديد وصيانة الكهرباء للشرطة والجيش، وكان رئيس الشرطة والأمن العام الشيخ عبدالله المبارك الصباح، وتولى القيادة العامة للجيش والقوات المسلحة، ومن ثم نقلت إلى الإذاعة الكويتية في قصر نايف، كانت في البداية عبارة عن جهاز لاسلكي في غرفة صغيرة من غرف الأمن العام، أنا مع مجموعة من المختصين قمنا بتمديد الأسلاك وتوزيع السماعات، وأتذكر مدير الإذاعة مبارك عبدالرحمن الميال وأصبح وكيلاً للمواصلات في عام 1984 صاحب الخلق والصفات الحميدة، وصاحب إزالة الغضب الذي كان يعتبره مذموماً، ولا يعرف الكبر ويرى نفسه أنه يخدم عمله، هو ومن كان معه، كان خوفهم على عملهم ومن شيمهم التواضع الكل كانوا يصافحون الكل ولا تمنعهم مناصبهم ولا رتبهم، كان عليّ أن أذكر هذه الصفات، وكما جاء في الحديث الشريف «ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله». ومن تكبر خفضه الله، ومن اقتصد في معيشته رزقه الله.
قال: عملت معه أيام البشتختات والأسطوانات التي كانت تذاع عن طريقها، وعملت في الورشة العسكرية وأنا من الذين اشرفوا على التمديدات، وكان مدير التوجيه المعنوي المرحوم وجيه المدني، الذي كان يسلمني رسالة مختومة لأصلها بيدي للمسؤولين في التوجيه المدني في «الشدادية» أيام أزمة الصامتة مع عبدالكريم قاسم، أعطاني مسدساً من دون طلقات قال لي: لتحمي نفسك، كيف أحمي من دون رصاصات، كانت مهمتي اليومية علماً أن المسافة كانت حوالي 30 كيلومتراً بعداً عن العاصمة، وكما سمعت كانت تسمى «الجتادية» لكثرة نبات القتاد.
أضاف: عملت بعد ذلك في وزارة الارشاد والأنباء التي سميت في ما بعد وزارة الإعلام «مهندس صوت» للحق وللتاريخ علينا ان نذكر إخوة قبل ان نرتحل من هذه الدنيا، كما قال الأجداد «أناس هم أبناء، الآخرة ولا أبناء الدنيا، اتخذوا الأرض بساطاً والتراب فراشاً والماء طيباً»، منهم: أحمد محمد زين علوي السقاف أعطى الكثير في المدرسة المباركية والشرقية ورابطة الأدباء حتى وصل إلى وكيل لوزارة الارشاد والأنباء، عملت معه من عام 1962 ــــ 1965 وترقى بعد ذلك في مناصب عدة، وأذكر من خدم البلد واخوانه وغيرهم صاحب السخاء «أحمد السيد عبدالصمد» وكيل وزارة الإعلام المساعد للشؤون الإدارية والمالية، ولا ننسَ عبدالعزيز شهاب الذي جمع القلوب أثناء العمل، وعملت في النقل الخارجي مسؤولاً على الهندسة، وكان المدير مشاري سليمان السعيد، نقلنا أغلب المباريات، وخطب الجمعة، واستقبلنا الرؤساء والملوك في المطار، ونقلنا كل المؤتمرات، ودخلت بعد موافقة المسؤولين القصور والضيافات، قضيت حياتي مع هؤلاء، استفدت منهم ولم أشعر بالأذى كلهم خير ورفق ومعروف لم نعرف العداوة والحسد وكان شعارنا «الصمت الذي كان ضد جميع آفات اللسان» والآن وصل عمري (85 سنة) أنا من مواليد 1933 ولدت في فلسطين. نقلنا والدنا إلى لبنان، وحصلنا على الجنسية اللبنانية، لأن والدي لبناني الأصل، أتشرف أنني عشت على هذه الارض اعطتني الكثير ولا أستطيع أن أصف لأن البصيرة الباطنية أقوى من البصيرة الظاهرة.
قال:‍ أنا سجلت وكنت أشرف على التصوير والتسجيل في قصر مشرف على زواج الشيخ عبدالله المبارك الصباح على الشيخة سعاد، انا الذي وضعت السماعات، وأنا سجلت للمطربة الأردنية التي احييت الحفلة «سلوى» وأنا مهندس الصوت أثناء احتفالات أم كلثوم في الكويت، ومحمد عبدالمطلب وعبدالحليم حافظ، وفريد الأطرش، واعترض عبدالحليم حافظ على نظام توزيع السماعات، قلت له: هذا عملنا ونحن نعرف موضع الأصوات، ولا نريد أن يتدخل في عملنا أي واحد، أتذكر اشتكى علينا عند أحد المديرين، ولله الحمد بمحبة الإخوان وفهمهم لعملنا وضعنا كل شيء في مكانه حسب خبرتنا ومعرفتنا.
قال أبوشوقي: كان راتبي (16 روبية) كل يوم، وأنا من وضع الإضاءة على عمود قصر نايف الذي طوله أكثر من عشرين متراً موقعه مقابل الإذاعة صعدت وبدلت «اللمبة» الصالحة مكان التالفة خوفاً من اصطدام طائرة هليوكبتر بالعمود، قدم لي الشيخ عبدالله المبارك الصباح هدية 100 روبية.

الأحمدي.. أول مدينة
وتحدث أبوشوقي عن أول مدينة عاش فيها عند وصوله الكويت، قال: مدينة لا مثيل لها من الجمال والخضار والنظافة والهدوء والسكينة، كانت مميزة. واصلنا طريقنا من مطار النزهة نحو الأحمدي لم تنحرف سيارتنا على الرغم من وجود القار (الأسفلت) لكن الأرض كانت صلبة ولم نشاهد الغبار، والسيارات كانت قليلة جداً، كنا نشاهد مجموعة من أنابيب النفط.
أضاف: سكنت في خيمة نصبت لي ومن معي من الكهربائيين، كان موقعها بالقرب من مكتب K.O.C. كانت مدينة الأحمدي بالنسبة للكويتيين بعيدة وكان الطبيب المعالج في الموقع الجنوبي. كان يقطنها عمال شركة النفط وفيها مستشفى المقوع أنشئ عام 1948، عرفنا ان هناك «مقوع شرقي» سكنية شرق العاصمة، موقعها داخل السور قرب سينما الحمرا والفردوس، والآن بالقرب من برج الحمراء وكما سمعنا ان أرضها يحرق فيها الجص (طين أبيض يحرق بالنار) وسميت الأحمدي لأنها شيدت في زمن الشيخ أحمد الجابر الصباح.
قال: الأحمدي أسواقها عبارة عن بسطات والعربات التي تدفع باليد، كل طلباتنا كانت متوافرة في هذه السوق، والناقص كان المسؤولون على اتصال بالمرحوم عبدالله الملا صالح عن طريق اللاسلكي، وكنا ننتقل من الأحمدي إلى ساحة الصفاة في (أبوعرام) سيارة نقل يعرف بالباص أو الأتوبيس، وكنا نعتقد ان اسم أبوعرام جاء لاسم صاحبه، وبعد سنوات عرفت من الاخ جاسم عباس ان الاسم نسبة إلى تعرم شكله والعرام هو الانتفاخ في الشكل، أي التجويف بداخله.

محطات في تاريخ الإذاعة

- الإذاعة الكويتية تأسست عام 1951م.
- قدمت الإذاعة نشرات الأخبار لأول مرة عام 1960م.
- أول مذيع كان مبارك الميال، وأول من قال: «هنا الكويت».
- أول صوت نسائي سمع من إذاعة الكويت صوت أمينة الأنصاري عام 1960م.
- تلاشت لعبة الداما بعد ان كانت حماسية.
- غوان اسطوانة «لقطة تركية» وهي اسطوانة غنائية.
- تدار الاسطوانات في الإذاعة الكويتية بواسطة البشتختة بداخلها ماكينة صغيرة، والصوت من البوق.

الأسواق والصفاة
عند وصولنا إلى ساحة الصفاة كنا نقضي ساعات طويلة من يوم الجمعة صباحاً إلى قبل الغروب بين مطعم عبدالمجيد رمضان، وقهوة الكمال، وقهوة عباس بوتقي اشكناني تطل على الساحة، كنا ندخل من بوابة البريعصي (الشعب)، والمسافة بين الأحمدي والكويت حوالي ساعة واحدة، كنا نقضي أوقاتنا أيضاً بين الأسواق القديمة الغربللي والسلاح وسوق واجف، وخاصة سوق التمر والدهن، وأتذكر صاحب البسطة في سوق السلاح، كلما وصلنا ناحيته يصيح علينا «شاي أسود ببلاش»، والحلاق بالقرب من قهوة «الدلالوه»، وأهم ما نشتريه «الفستق»، والسبال (فول سوداني) كان يحمص بالنار، وهناك من كان يحمصه مع رمل البحر يسمى سبال محمص مملح، وأتذكر المكسرات، التي كانت منتشرة في الأسواق باجلّة محموس، حبة خضرة، حب بطيخ، نكل، عنجكك.
وأما الحلويات، فلنا ذكريات معها، خاصة في شهر رمضان، وفصل الشتاء، منها: برميت حار، حلاوة سبال، خنفروش، زلابية، لقيمات، بيض الصعو، سمسمية، عنبرية.
وأما البلح فكنا نأخذه من الفحيحيل أو سوق الخضرة في الكويت، أجود الأنواع:‍ برحي، سعمران، حلاوي خلاص، سلوك، أشكر.




أحمد سالم مقدم برنامج " وعند جهينة الخبر اليقين "

بعد وصوله إلى الكويت عام 1963م

على أن الخبر اليقين أيضًا هو أن صاحبنا لم يكتفِ بقراءة الأخبار، وإنما كانت له أدوار في إعداد وإخراج وتقديم العديد من البرامج الإذاعية والتلفزيونية من تلك التي ميزت الجهاز الإعلامي الكويتي وظلت محفورة في ذاكرة المستمعين والمشاهدين في منطقة الخليج لسنوات طويلة. فمن من جيل السبعينات والثمانينات لا يتذكر ــ على سبيل المثال ــ برنامجه الأشهر «وعند جهينة الخبر اليقين» (برنامج كان يعتمد على النوادر والقصص الطريفة، قبل تحديثه واعتماده على أخبار الابتكارات العلمية) من إعداد سليم سالم وإخراج عبدالأمير التركي، والذي ظل يقدمه على مدى أكثر من ثلاثة عقود منذ عام 1973 بالإشتراك مع الممثلة والمذيعة المصرية ناعسة الجندي؟، علمًا بأن هذا البرنامج الأثير قدمه ابتداء المذيع الأردني أسامة المشيني مع ناعسة الجندي لمدة ستة أشهر، وحينما سافرا للولايات المتحدة استلم أحمد سالم الدفة وظل يقدمه إلى أن عادت الجندي لتنضم إليه.

ومن منا لا يتذكر برنامجه الآخر «نافذة على التاريخ» الذي بدأ في تقديمه منذ الثمانينات؟ وكان يكتب حلقاته «درويش الجميل»، ويشارك فيه نجوم الفن الكويتي من أمثال: غانم الصالح وسعاد عبدالله وعلي المفيدي وأحمد السلمان ومريم الصالح وأحمد الصالح وجاسم النبهان وإبراهيم الصلال وباسمة حمادة وجمال الردهان ونور الهدى صبري وعبدالإمام عبدالله. ومَنْ مِن الذين ولدوا في الخمسينات وعاصروا مخاضات استقلال الكويت لا يتذكر برنامج «قاتل الأحرار»؟ الذي ظل صاحبنا يقدمه من الإذاعة إبان حقبة مطالبة الزعيم العراقي الراحل عبدالكريم قاسم بضم الكويت والتي امتدت من عام 1961 إلى عام 1963، وكان البرنامج يحظى بتشجيع ومتابعة شخصية من وزير الإرشاد والأنباء آنذاك المرحوم الشيخ جابر العلي الصباح لما كان له من دور مهم وحيوي ومؤثر في توجيه الرأي العام الكويتي وبث روح الحماسة والوطنية في نفوس الكويتيين. ومثله برنامج «حقيقة الأخبار» الكوميدي الذي كان يقوم فيه الفنان نجم عبدالكريم بتقليد صوت الزعيم عبدالكريم قاسم، وكان أحمد سالم هو الواقف خلف أعمال المونتاج.


ولد أحمد سالم محمد خالد القصاب الشهير بـ«أحمد سالم» في مدينة طرابلس بشمال لبنان في الأول من يناير/‏كانون الثاني عام 1934 لأسرة كان ربها يعمل إمامًا لأحد مساجد المدينة وربته سيدة بيت محافظة. درس مرحلتي التعليم الابتدائي والمتوسط بمدرسة الشباب في طرابلس، وكان ممن زاملهم في هذه المدرسة الفنان اللبناني ماجد أفيوني المعروف عنه شغفه العارم بالتمثيل منذ سنوات دراسته الابتدائية.

بعد أن نال صاحبنا شهادة المرحلة المتوسطة شجعه المطرب اللبناني المعروف محمد سلمان على الالتحاق بنادي التمثيل والموسيقى في طرابلس مع أخته غير الشقيقة فاطمة سالم القصاب الشهيرة بـ«سهام رفقي»، وهي مطربة وممثلة ذاعت شهرتها في الأربعينات، خصوصًا بعد ظهورها في ثلاثة أفلام مصرية (البريمو، عودة الغائب، الزناتي خليفة) وتسجيلها أغانٍ بدوية شهيرة مثل «يا أم العباية» و«حول يا غنام»، وأغانٍ وطنية مثل «يا فلسطين جينالك».

وهكذا رتبت الأقدار لأحمد سالم أن يبدأ مشوار حياته ممثلاً مسرحيًا وهو شاب في مقتبل العمر، حيث شارك في مسرحية أدى فيها دور شرطي يلقي القبض على أحد المجرمين. حدث هذا قبل أن يتحول إلى ممثل إذاعي يقدم التمثيليات من إذاعة دمشق. وكانت البداية من خلال اشتراكه في تمثيلية بعنوان «جميل بثينة» استغرقت بروفاتها وعملية تسجيلها على إسطوانة (33) نحو 45 يومًا، تلتها مشاركته في تمثيلية أخرى بعنوان «عاصفة على الحدود».

ويبدو أن الرجل لم يكن مرتاحًا في عمله مع الإذاعة السورية، فتركه وانتقل للعمل في إذاعة الشرق الأدنى من بيروت التي وجد فيها مدرسة مثلى لترسيخ مواهبه وصقلها، بدليل بقائه فيها لسنوات طويلة إمتدت حتى عام 1956 حينما قرر العاملون في هذه الإذاعة البريطانية أن يتركوا وظائفهم احتجاجًا على العدوان الثلاثي على مدينة بور سعيد المصرية. خطوته التالية كانت الانتقال في العام ذاته إلى المملكة العربية السعودية لوضع ما تعلمه في إذاعة الشرق الأدنى من مهارات إذاعية وخبرات وتجارب في التمثيل والإخراج تحت تصرف إذاعة جدة، حيث تولى في الأخيرة وظيفة مذيع ومخرج، وزامل مذيعين سعوديين معروفين مثل عباس فائق غزاوي وبكر يونس ومذيعين فلسطينيين مثل نجدات المحتسب وغانم الدجاني وشريف العلمي وعارف شعث. وخلال عمله في الإذاعة السعودية تعاون مع المذيع والممثل اللبناني رشيد علامة في تحويل كتاب «الأرض المفقودة» إلى مسلسل من ثلاثين حلقة إذاعية، كما أخرج تمثيلية إذاعية بإسم «الكنز»، وأعد برنامجًا خاصًا للقوات المسلحة تحت اسم «ركن الجيش».

وتقول سيرته الذاتية المنشورة إنه في عام 1960 قرر أن يجرب حظه في مكان آخر، فانتقل مع المذيع الفلسطيني شريف العلمي من السعودية إلى الكويت، وذلك بتشجيع من الموسيقار الفلسطيني «نجدات المحتسب» الذي كان قد استقال من عمله في إذاعة جدة وذهب إلى الكويت قبلهما. ولأنه لم يكن يعرف أحدًا في الكويت فقد أسكنه زميله المحتسب» معه مؤقتًا بمجرد وصوله الكويت في أحد أيام شهر سبتمبر القائض من عام 1960. وفي اليوم الثاني من وصوله قاده المحتسب إلى إذاعة الكويت حيث التقى بمديرها آنذاك محمد الغصين، وكبير مذيعيها حمد المؤمن ومراقبها العام الفلسطيني مصطفى أبوغربية. ومذاك راح يعمل بوتيرة متصلة ودون كلل أو ملل كقارئ لنشرات الأخبار أو كمذيع ربط إلى أن جاء يوم الاستقلال في التاسع عشر من يناير 1961 الذي استنفر فيه الرجل كل قواه وخبراته للدفاع إعلاميًا عن حياض الكويت ضد الادعاءات العراقية. وفي عام 1965 تقرر نقله إلى قسم التمثيليات ليكون نائبًا لرئيسته أمينة الأنصاري وليساهم في تطوير القسم وتزويده بكتاب ومعدين متمكنين. وهو لئن قام بالمطلوب منه في هذا القسم خير قيام، فإنه أشبع من جهة أخرى شغفه القديم بالتمثيل، حيث قام بأداء أدوار «أبونواس» و«أبو العتاهية» و«أبوالطيب المتنبي» في عدد من المسلسلات الإذاعية التي لطالما افتخر بها أمام أصدقائه. أما في عام 1973 فقد كان على موعد مع ترقية وظيفية جديدة تمثلت في تعيينه رئيسًا لقسم الإخراج بالإذاعة الكويتية.



ومما لا جدال فيه أن محطته الكويتية كانت المحطة الأبرز والأطول في حياته، بل الأغزر لجهة الإنتاج. ففيها اشتهر وتعملق إذاعيًا وتلفزيونيًا من خلال تقديم ثمة برامج متميزة. فإضافة إلى نشرات الأخبار وما عددناه آنفًا من برامج متنوعة راقية، قدم الرجل برامج أخرى مثل: مكارم الأخلاق، همسات الليل، مجالس العرب، النبأ الحق، القدس لنا، نجوم القمة، سهرة المقعد الخالي الأسبوعية، ناهيك عن برنامج «حدث في مثل هذا اليوم» الذي يستعرض الأحداث السياسية والثقافية والاجتماعية والبيئية بشكل يومي حسب التاريخ الذي وقعت فيه، ويُعرض من على شاشة أغلب محطات التلفزة العربية بصوت أحمد سالم «الرخيم». وفي محطته الكويتية زامل أكثر نجوم الأعمال الإذاعية والتلفزيونية والمسرحية شهرة وصيتا. وفيها حصل على جائزة الإبداع في مسابقة القدس لمهرجان الإذاعة والتلفزيون عن تقديمه لبرنامج «القدس لنا» والذي حصدت إذاعة الكويت من خلاله الجائزة الذهبية. وفيها أيضًا عاش حياة الاستقرار والهدوء وسط محبة واحتفاء زملائه حتى تاريخ وفاته صبيحة التاسع من سبتمبر/‏أيلول سنة 2012 بمستشفى مبارك عن عمر ناهز الثامنة والسبعين، وذلك على إثر تدهور صحته بسبب معاناته الطويلة من أمراض القلب.


قلنا إن اسم أحمد سالم ارتبط ارتباطًا وثيقًا ببرنامجه الأكثر شهرة «وعند جهينة الخبر اليقين»، و تشير المقالات التي كتبتْ في رثائه إلى جهينة وأحوالها من بعد فقد فارسها. فعلى سبيل المثال كتبت صحيفة سبر الإلكترونية (9/‏9/‏2012) تحت عنوان «جهينة تنقل الخبر اليقين بوفاة أحمد سالم» ما يلي: «ما الذي ستقوله جهينة بعد رحيل فارسها وأحد رواتها وناقلي أخبارها الثقات؟ جهينة التي ظلت منذ العصور الغابرة على وئام مع التاريخ، ها هي اليوم تتلحف بالحزن، وتصمت عن الحديث بعد أن فجعت بوفاة ابنها البار المذيع القدير أحمد سالم (....). أما التاريخ فسيغلق نافذته حدادًا على الصوت الرخيم الذي سكت بعد أكثر من ثلاثة عقود أمضاها يسرد أحداثه على مستمعي إذاعة الكويت، وينقل أدق التفاصيل عن الممالك والملوك والأمراء والوزراء والولاة والشعراء والأدباء والمحدثين».

من الأعمال الدرامية التي أخرجها أحمد سالم لصالح الإذاعة الكويتية مسلسلات: وراك وراك/‏1976، زواج بالكمبيوتر/‏1983، من طاع ضاع/‏1987، بومرزوق/‏1987، مخروش طاح بكروش/‏1991، الآنسة أم علي/‏1995، وضاعت الأندلس/‏2011.




الأمير الراحل صباح الأحمد و الشيخ عبدالله الجابر الصباح في تدشين محطة الإذاعة الجديدة عام 1972م




من ذاكرة الأخبار

نشرت القبس في عددها الصادر 7 يناير 1974م

المرفق فيها صورة ( سوق السالمية القديم وأجهزة الراديو المسروقة )

مع خبراً أمنياً بالقبض على عصابة ارتكبوا 18 حادثة

سرقة بمناطق مختلفة بمحافظتي العاصمة وحولي

وتنوعت مسروقاتهم بين الراديوهات والمسجلات والساعات

والبشوت والغترات