عرض مشاركة واحدة
  #3  
قديم 23-02-2010, 09:40 PM
الصورة الرمزية أدبنامه
أدبنامه أدبنامه غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: في كل مكان يذكر فيه اسم الله
المشاركات: 284
افتراضي الشيخ يوسف بن عيسى القناعي (1393هـ - 1973م)

منقول : مجلة الوعي الاسلامي
هو مصلح الكويت الكبير الشيخ يوسف بن عيسى بن محمد بن حسين بن سلمان بن علي بن محمد بن سري القناعي.
وينتسب - رحمه الله تعالى - إلى أسرة عربية كبيرة من أسر الكويت، وهي «أسرة القناعات»، والأسرة ينتهي نسبها إلى بطن الزقاعين من قبيلة «السهول».
مولده ونشأته
ولد الشيخ يوسف بن عيسى في مدينة الكويت سنة 1296هـ - الموافق 1876م، في عهد الشيخ عبدالله الصباح.
تكوينه العلمي
المرحلة الأولى
بدأ الشيخ في سن السابعة من عمره حفظ القرآن الكريم، على يد الملا دخيل الجسار، وبعد الانتهاء من حفظ القرآن الكريم وختم قراءته أخذ يستكمل مبادئ العلوم السائدة في مجتمعه، فتعلم الخط ومبادئ الحساب عند السيد عبدالوهاب بن السيد يوسف الرفاعي، وعند الشيخ عبدالوهاب الحنيان في سنة 1893م، وكان الشيخ يوسف في بعض الأحيان ينوب عنه في إعطاء الدروس، ولم يكن الشيخ عبدالوهاب يأخذ منه شيئاً مقابل الدروس التي كان يتلقاها.
المرحلة الثانية
وهذه المرحلة تبدأ بعد أن استكمل دراسة مبادئ العلوم الأولى التي كان يتلقاها أقرانه من أطفال الكويتيين، وهذه العلوم كانت تخدم تطلعاتهم المتواضعة واحتياجاتهم العصرية، ولكن الشيخ لم يقنع بهذه العلوم الأولية، فاشتاقت نفسه الى الافضل، فبدأ بدراسة الفقه والنحو، فقرأ على الشيخ عبدالله بن خالد العدساني قاضي الكويت، في وقته متن الآجرومية، ومتن أبي شجاع في الفقه الشافعي ثم تطلع إلى التوسع في العلم فدرس على شيخ الكويت في وقته عبدالله خلف الدحيان مبادئ الفقه ومتن الآجرومية أيضاً.
المرحلة الثالثة
أ- رحلته إلى الأحساء
كانت الأحساء في ذلك العصر إحدى حواضر العلم الشرعي التي تزخر بعلماء الفقه على المذاهب الأربعة، وعلوم العربية، فتاقت نفسه الى طلب العلم في مدارس الأحساء فرحل إليها، وكان ذلك في سنة 1321هـ - الموافق (1903).
ولقد وصف الشيخ هذه الرحلة قائلاً: في سنة 1321هـ - سافرت إلى الأحساء لطلب العلم ومعي المرحوم أحمد بن الشيخ خالد العدساني، وداود بن صالح المطوع، وبصحبتنا كتاب من الشيخ عبدالله العدساني إلى شيخنا المرحوم عبدالله بن عبدالقادر مضمونه التوجيه لنا.
وقد قرأ الشيخ على شيخه الأحسائي هذا ألفية ابن مالك مع شرحها لابن عقيل، وقد حفظها حفظاً متقناً، وشرح التيسير في الفقه للعمريطي، وهو عبارة عن منظومة في الفقه الشافعي فحفظها الشيخ وأتقن فهمها.
كما قرأ على الشيخ عبدالرحمن بن صالح آل عبدالقادر كتاب «متن المنهاج» للإمام النووي في الفقه الشافعي.
وبقي الشيخ على هذه الحالة في الأحساء تسعة أشهر، قضاها في طلب العلم، وَحَصَّل في هذا الزمن القصير ما كان يُحَصَّل في عامين، ثم غادر الأحساء عائداً إلى الكويت سنة 1322هـ - الموافق (1903م).
عودته إلى الكويت
أقام الشيخ بعد عودته من الأحساء في الكويت عاماً كاملاً، درس فيه على بعض العلماء المتواجدين في الكويت أمثال الشيخ أحمد نور الفارسي.
رحلته إلى البصرة
كانت رحلته إلى البصرة سنة 1323هـ - الموافق (1904م). وأقام بها عدة أشهر في ضيافة خاله سالم البدر استعداداً لرحلته إلى البلد الحرام بمكة المكرمة، واتصل فيها بمجموعة من العلماء وأخذ عنهم بعض العلوم. نذكر منهم
1- الشيخ علي الحمداني، وقرأ عليه كتاب شرح الجوهر المكنون.
2- الشيخ السيد عبدالعزيز الناصري.
3- الشيخ عبدالعزيز التكريتي، قرأ عليه الشافية لابن الحاجب.
4- الشيخ مصطفى الحافظ، درس عليه شرح السيوطي على الألفيه.
رحلته إلى مكة المكرمة
كانت نفسه تتوق إلى مكة المكرمة حيث مركز العلم، ومجمع العلماء، فقرر السفر إليها حاجاً في 23 من رجب 1323هـ - الموافق 23 من سبتمبر (5091).
وقد وفق الله شيخنا في مقصوده فالتقى بمجموعة من العلماء الأجلاء الذين كان لهم الفضل في بناء شخصيته العلمية. ومن أبرز هؤلاء العلماء الذين التقى بهم وأخذ عنهم
1- الشيخ شعيب المغربي، وهو من كبار علماء مكة المكرمة، وقد أدرك الشيخ يوسف معه شرح البخاري كما درس معه متن الفية ابن مالك، ودرس على يده شرح السلم في المنطق إلى أن أكمله.
2- الشيخ يوسف الأفغاني، قرأ عليه كتاب شرح الجوهر المكنون، وشرح السيوطي على ألفية ابن مالك في النحو.
3- الشيخ عمر باجنيد قرأ عليه شرح المنهاج.
4- الشيخ عبدالكريم الداغستاني، وقرأ عليه جمع الجوامع، وتفسير البيضاوي.
5- الشيخ عبدالله السناري، أخذ عنه علم التجويد.
6- الشيخ سعيد اليماني، قرأ عليه شرح الروض، وشرح جمع الجوامع.
مرحلة القراءة والاطلاع
لقد ساعدته القراءة والاطلاع الواسع في شتى محاور المعرفة، على إنارة الطريق له، ولقد أثرت فيه مؤلفات ابن تيمية وابن القيم الجوزية، ومجلة المنار الغراء أكبر أثر في إنارة السبيل أمامه.
أعماله
أولا: في مجال الإصلاح التعليمي
عاد شيخنا سنة 1325هـ - الموافق (1907م)، من مكة المكرمة وكله أمل في إصلاح التعليم في الكويت، ذلك التعليم المتواضع القائم على كتاتيب تجاوزها الزمن، فتطلع الى دفع عجلة التعليم الى الأمام، والعمل على إدخال الكويت في مرحلة التعليم النظامي، فكان له ما أراد في المدرسة المباركية، ومن بعدها المدرسة الأحمدية، حينما أراد إدخال اللغة الإنجليزية في مواد التدريس.
ويتمثل إصلاحه التعليمي في المجالات التالية:
أ- المدرسة المتواضعة
بمجرد عودته الى الكويت فتح أول مدرسة صغيرة لتعليم القرآن الكريم، ومبادئ الحساب والكتابة، واستمر في مدرسته الصغيرة بضعة أعوام يدرس فيها وحده.
ب- دوره في إنشاء المدرسة المباركية (1328هـ - 1910م).
يعتبر الشيخ يوسف أول من نادى بتأسيس مدرسة عصرية في الكويت ويرجع الفضل في إنشاء هذه المدرسة إلى ثلاثة من الفضلاء في الكويت وهم الشيخ يوسف بن عيسى القناعي، الشيخ ناصر المبارك الصباح، والسيد ياسين الطبطبائي، فهم أول من حث على تأسيسها، وأول من رغب الجمهور في الإنفاق في سبيلها، وقد كان لآل خالد الكرام أيضاً أياد بيضاء عليها، لا تقل عن أيادي من سواهم، وله الفضل في الإشراف على بنائها، ووضع مناهجها وإدارتها والتدريس فيها، وكان يدرس فيها علوم التجويد والصرف والحديث.
جـ- دوره في إنشاء المدرسة الأحمدية (1339هـ - 1921م).
أراد الشيخ يوسف إدخال تعليم اللغة الإنجليزية ومادة الجغرافيا والعلوم العصرية في المدرسة المباركية، وعد ذلك من إصلاح التعليم الذي ينشده هو وزميله مؤرخ الكويت عبدالعزيز الرشيد، وقيل: إن حاكم الكويت في وقته الشيخ أحمد الجابر الصباح حثه على ذلك.
د- دوره في البعثات العلمية (1343هـ- 1924م).
سعى الشيخ جاهداً من أجل إرسال الشباب الكويتي لاستكمال دراسته في بعثات علمية خارج الكويت لإيمانه أن الشباب المؤمن الواعي هو ذخيرة المجتمع وحصن المستقبل الناهض، وتحققت مساعيه بإيفاد أول بعثة تعليمية إلى العراق سنة 1343هـ - الموافق 1924م، وكانت مكونة من ستة طلاب هم:
الشيخ فهد السالم الصباح، وسليمان محمد العنزي، ومحمود عبدالرزاق الدوسري، وخالد سليمان العدساني، وأحمد عمر العلي، وعبدالكريم محمد البدر.
هـ - دوره في تأسيس مجلس معارف
وفي أكتوبر 1936 أصدر الشيخ أحمد الجابر أمرا بتشكيل مجلس للمعارف يتولى شؤون التعليم، فأجريت الانتخابات، وتكون المجلس من اثني عشر عضوا برئاسة الشيخ عبدالله الجابر الصباح، وانتخب الشيخ يوسف بن عيسى مديراً فخرياً للتعليم، وعبدالملك الصالح سكرتيراً وأميناً للصندوق.
و- دوره في تأسيس المكتبة الأهلية
في أعقاب تأسيس المدرسة الأحمدية سنة 1921م، رأى مجموعة من أبناء الكويت ومن بينهم الشيخ يوسف ضرورة إنشاء مكتبة أهلية عامة تضم بين جنباتها من الكتب النافعة العديدة ما يهذب العقول وينير الأذهان، وبفضل جهود الشيخ ومن معه من رجال الكويت فتحت المكتبة أبوابها للقراء سنة 1341هـ - الموافق 1923م، فتبرع لها كثير من الأهالي بالكتب والأموال، كما تم نقل كتب الجمعية الخيرية إليها.
دوره في الحياة النيابية والسياسية
أ- سعيه إلى تأسيس مجلس الشورى 1921
انطلاقاً من مبدأ الشورى الذي هو أساس التعاون والتناصح بين الحاكم والرعية، وأن الله سبحانه وتعالى قد أمر نبيه بالمشاورة وهو النبي الذي لا ينطق عن الهوى تعليماً لأمته كي يقتدى بسنته، ولما كانت الكويت تسير في سلم التطور السياسي، طالب الشيخ يوسف الذي آمن بالشورى وأهميتها في استقرار البلاد، ومن معه من خيار أهل الكويت، بمبدأ الشورى وتأسيس مجلس خاص بها، وتنظيم الحكم في البلاد، وقد عرض الأمر على الشيخ أحمد الجابر أمير البلاد سنة 1922م فوافق على ما طلبوا وعاهدهم على ألا يبرم أو ينقض أمراً إلا بعد موافقة المجلس الشوري، وقد تشكل المجلس من اثني عشر عضوا منهم الشيخ يوسف.
ب- دوه في إنشاء المجلس البلدي
لقد كانت فكرة إنشاء البلدية فكرة رائدة نحو التطوير في الخدمات والتخطيط المدني المنظم، ولا عجب إذا كانت هذه المؤسسة هي من أفكار شيخنا رحمه الله تعالى، حيث يرجع الفضل بعد الله تعالى إلى مساعيه الحميدة في إنشائها ووقوفها لتأدية دور البناء والإصلاح.

توليه القضاء
بعد وفاة الشيخ عبدالله الخلف الدحيان طلب الشيخ أحمد الجابر الصباح من الشيخ يوسف أن يتولى منصب القضاء لأنه تعين عليه ذلك، وتعذر الشيخ بالتجارة التي جعلها حجة لعدم توليه القضاء ولمعرفته بخطورة هذا المنصب، ونتيجة لإصرار الشيخ أحمد الجابر قبل المنصب ولكن بشرط أن يكون ذلك لفترة مؤقتة إلى حين العثور على قاضٍ آخر وعلى ألا يأخذ عليه أجرا.
مجلسه (ديوانيته)
عرف المجتمع الكويتي منذ القدم الديوانيات التي أصبحت سمة من سماته، والديوانية تتشكل بتشكل صاحبها وروادها، ولقد تأثرت ديوانية الشيخ يوسف به فأصبحت ديوانية علمية تعليمية ثقافية، واتسمت بهذه الاتجاهات في جميع أطوار حياة صاحبها.
فقد كان مجلسه (ديوانيته) في أول حياته يغلب عليه الطابع التعليمي، حيث كان روادها تلاميذ يأخذون من الشيخ الدروس الفقهية.
إنتاجه العلمي
أولاً: مؤلفاته المطبوعة
1- المذكرة الفقهية في الأحكام الشرعية.
2- الملتقطات (حكم وفقه وأدب وطرائف).
3- صفحات من تاريخ الكويت.
ثانياً: مؤلفاته المخطوطة
ذكر الشيخ أحمد الشرباصي في تاريخه عن الكويت نقلاً عن مقابلة مجلة الرائد مع الشيخ يوسف: أنه ذكر في المقابلة معه أن له «رسالة في حكم النوط»، و«رسالة في التحكيم بين الشيخين عبدالله خلف ومحمد عبدالقادر الهلالي، في مسائل فقهية حصل فيها نزاع بين الاثنين».

إنتاجه الشعري
لم يكن الشيخ يوسف شاعراً بمعنى الكلمة، وإنما كان نظمه للشعر لا يتجاوز الأبيات والمقطوعات منه، بما يعبر بها عن أحاسيسه تجاه قضايا المجتمع، أو بما يبث من آرائه عن طريقها. وسوف نعرض نموذجاً من شعره ومن خلاله نتعرف على شخصية الشيخ، وآرائه.
مدح للرسول (صلى الله عليه وسلم)
يارحمة للعالمين ويامنارا للهدى
ياصاحب الخلق العظيم وبحر جود بالندى
ماذا يقول الواصفون بوصف حسنك مذ بدا
وبما يقول المادحون بشعرهم إذ اشدا
فالله زادك بالثنا وكفى بربك مسعدا
أهدي اليك فريدة ويعوقها طول المدى
فعسى الأثير بحملها يكون عني منشدا
وعسى القبول يزفها إليك ياعلم الهدى
شوق إليك يهزني مامر ذكرك بالندى
ويصدني عن هجرتي ألَمُ ألَمَّ فأقعدا
من تلاميذه
1- الشيخ سالم بن مبارك الصباح، حاكم الكويت من (1917 - 1921م) فقد قرأ عليه النحو.
2- الشيخ عبدالله السالم الصباح، حاكم الكويت (1950 - 1964م)، الذي قرأ عليه النحو.
3- الشيخ محمد بن محمد صالح التركيت.
وفاته
فجعت به الكويت ظهر يوم الخميس 5 جمادى الآخرة 1393هـ الموافق السادس من يوليو سنة 1973م عن عمر يناهز 96 عاماً وهو في جلال الشيخوخة، بعد أن قدم الكثير من صحته ووقته وماله من أجل وطنه وأمته، وقد خرجت الكويت عن بكرة أبيها تشيعه إلى مثواه الأخير رحمه الله رحمة واسعة وأسكنه فسيح جنته.
وللاطلاع على مقتطفات من مؤلفاته اضغط هنا
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

ادبنامه لوطرقت الارض شرقا او جنوبا في تهامه لن تجد للاسم ذما يفرض الاسم احترامه غايتي ان ابقى دوما في جبين العز شامه
الآرض تحيا اذا ما عاش عالمها متى يمت عالم منها يمت طرف
كالأرض تحيى أذا ما الغيث حل بها وأن أبى حل بها التلف
رد مع اقتباس