عرض مشاركة واحدة
  #5  
قديم 06-10-2011, 08:58 PM
رود
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

السور الثالث :

لقد بقيت الكويت مدينة مفتوحة لجميع الوافدين دون سور يحميها لمدة تزيد عن (45) خمسة و أربعين عاما وهذا يعود إلى حالة الاستقرار السياسي والاقتصادي التي شهدتها المنطقة في تلك الفترة ولكن بعد هزيمة القوات الكويتية في موقعة حمض واستشهاد عدد كبير من الكويتيين في عام 1920سارعت الكويت إلى بناء سور جديد وكبير بالنسبة للكويت يحميها من هجوم أعدائها عليها وفعلا فقد أدى هذا السور بالإضافة إلى مهمة الأساسية وهي الدفاع عن الكويت وحمايتها في حالة الحرب بالإضافة إلى حمايتها من أخطار قطاع الطرق واللصوص المنتشرين في البر الذين تكثر أعدادهم ويزداد عددهم خصوصا في أيام المجاعات خاصة إذا عرفنا أن حياة البدو عموما تعتمد أعتمادا كليا على عملية غزو القبائل الأخرى ماتجنيه هذا الغزوات من مكاسب جائت نتيجة السلب والنهب و تعتبر هذه العمليه حقا مشروعا في أعراف القبائل التي تعيش في الصحراء العربية بل أن الحياة الاقتصاديه عند البدو تعتمد على هذا السلب الذي يعدركيزة الحياة الاقتصادية عند البدوى .
كما كان هذا السور ملاذ امان لتجارة البدو وقوافلهم التجاريه التي تتجه الى شمال الجزيرة العربيه ووسطها وكانت بواباته هي المنافذ التي تسهل حركة التجاره البريه للدول الواقعه في الجزيره العربيه بالاضافة الى والعراق والشام سواء كان ذلك في الاستيراد او التصدير وبدون ادنى شك فأن السور قد قلل بقدر لابئس به من اخطار عملية التهريب للبضائع المستورده او المصدر والتي تتم عن طريق البر
واننا نختلف في الرأي مع بعض الكتاب الذين يقولون بأن السور قد قلل بالارتباط الكويت مع العالم الخارجي من ناحية البر واننا نقول بأن العمليه عكسيه حيث ان السور قد نظم من عملية الارتباط التجاري في العالم الخارجي ولم يمنعها اوحتى يقللها وان كان الاتباط الخارجي مع العالم الذي كان عن طريق البحر كان اكبر بكثير من الارتباط عن طريق البر ولكن الارتباط البري كان ايضا له اهميته في الاقتصاد الكويتي الذي اعتمد على البر والبحر سواء .
لقد بني السور كما هو معروف للجميع في عهد الشيخ سالم المبارك و تم ذلك بالتحديد في اول يوم من شهر رمضان سنه 1338 هجريه الموافق 18/5/1920 لقد بني هذا السور على شكل قوسس مثله مثل السورالثاني الذي سبقه وطول هذا السور(8) ثمانية كيلومترات تبداء من البحر وتنتهي ايضا بالبحر وقد انجز في وقت قياسي جدا وتعتبرفترة بنائه فترة معجزه من حيث الامكانيات المتوفره في ذلك الوقت حيث تم البناء في فترة لاتقل عن الشهرين ولاتزيد عن الثلاثةاشهر حيث لايوجد هناك تاريخ ثابت يحد انتهاء العمل ولكن هي مجرد تقديرات من المؤرخين دونوها بناء على ماسمعوه من الكويتين الاوائل او ماقرأوه من كتب الرحاله او البعثات القنصليه البريطانيه .
لقد بداء العمل بالسور في شهر رمضان كما ذكرنا وكان العمل يتم ليلا بسبب الصيام حيث يبداء أهل الكويت العمل بعد افطارهم دون انقطاع ودون استراحه او أجازه فيبداء العمل من بعد صلاة العشاء حتى قبيل السحور وكان العمل تطوعيا دون أجر أو مقابل أو مردودا ماديا بل ان الاهالي المتطوعين هم الذين دفعوا تكاليف بنائه فقد تكفلت كل منطقه ببناء الجزء القريب منها فقد اشترك في البناء جميع اهل الكويت شيوخ وشباب والاغنياء منهم مع الفقراء لم يكن هناك فقير وغني الكل سواسيه امام الخطر الذي كان يهددهم .
فقدقام بتصمم بناء السور وخطه على الارض البناء المعروف راشد الرباح. لقد استعمل في بناء السور مواد البناء المحليه والتي كانت تستعمل في البناء في ذلك الوقت والتي هي من الطين الصلبي والطوب وحجر البحر. بالاضافه الى خشب الساج الذي كان يستورد من الهند لبناء السفن ولكن بسبب الظروف الطارئه التي حلت بالكويت فقد استخدم الخشب في بناء الابواب للسور حيث تم تصنيع الابواب في عمارة"مخازن" الصقر ودفع تكاليف تصنيعهاالمرحوم حمد الصقرمن ماله الخاص .
اماسماكة السور فقد كانت حوالى متر ونصف من الاسفل وتتناقص السماكه كلما ارتفعنا الى اعلى ويبلغ ارتفاعه حوالي أربعة امتار ام طول السور فقد بلغت حوالى ثمانية كيلو مترات
بوابات السورالثالث
يبداء السور الثالث من منطقةالوطيه ومن على البحر مباشره في اقصى الناحية الغربيه من المدينه حيث كان يوجد المقصب (المسلخ) الملاصق للسور وكان المقصب خارج السور و كان يبعد حوالى أقل من نصف كيلومتر عن مستشفى الارساليه الامريكيه ويسير السور بشكله القوسي حيث يبداء من الوطيه من عند الكنيسه الكاثوليكيه فالشاميه ثم المجاص وبنيد القار فدسمان ثم راس عجوزه حيث ينتهي السور هناك في الناحية الشرقيه من المدينه والتي تسمى راس عجوزه وهي المنطقه التي فيها الابراج حاليا وكذلك قصر دسمان . فالسور ازيل ولكن لاتزال معالمه واضحه حيث ان البوابات لاتزال موجوده ومنطقة الحزام الاخضرالحاليه هي مكان السور في السابق .

لقد كان هذا السور يتكون من الاتي :-
(6) ستة دروازات أو بوبات و(7) سبعة إغول كبيره و ابراج للدفاع والمراقبة بالاضافه الى(27 )سبعة وعشرين غولة برجا صغيرا والمسافة بين كل برج واخرتتراوح مابين المائة (100)مترا إلى (120) مائة وعشرون مترا بالاضافه الى أن جميع البوابات كانت محميه بابراج كبيره مماجعل الكويت تبدو من الخارج وخصوصا من ناحية البر وكانها قلعه كبيره
رد مع اقتباس