عرض مشاركة واحدة
  #17  
قديم 06-10-2011, 09:36 PM
رود
زائر
 
المشاركات: n/a
افتراضي

المهن والحرف

هناك العديد من المهن والحرف التي كانت سائدة وموجودة في المجتمع الكويتي القديم والتي كان الناس يعتمدون عليها في مجتمع ما قبل النفط والتي اندثرت بفعل التطور والتقدم الذي حصل في المجتمع الكويتي ولم يبقىلهذه الحرف أي أثرأو وجود يذكر في المجتمع الكويتي الحديث بحيث أن الجيل الحالي لايعرف أي شئ عن هذه المهن

فقد كان أصحاب هذه المهن وأغلبها مهن حرفية وليست بضائع تباع وتشرى يطوفون السكيك والطرق يعرضون مهنهم على الناس بحثا عن لقمة العيش في مجتمع يسوده الفقر المدقع وهذه بعض المهن التي أندثرت ولم يبقى لها أثر في المجتمع الكويتي الحديث وهي :-

1-المطرب أو (المنادي ):-

بسبب عدم وجود أية وسيلة من وسائل الاعلام في المجتمع الكويتي القديم مثل الصحافة والراديو والتلفزيون فلا بد من أن تكون هناك وسيلة للاعلان يتم تبليغ الناس عن المعلن سواء كان المعلن اعلان رسمي من قبل الدولة او كان أعلان تجاري أو أجتماعي ولذلك فقد كان هناك أشخاص يمثلون هذا الدور الذي تلعبه وسائل الاعلان والاعلام وهولاء هم اشخاص من أهل لبلد يعرفون طرقها ومسالكها أمتهنوا هذه المهنة في أن يكونوا هم أجهزة الاعلان الرسمية في البلاد فقد كانوا يسيرون في الشوارع وينادون عن الاعلان عن البضاعة أو السلعة و ألاعلان الرسمي من قبل الجهات الرسمية والتي تريد أن تعلن عنه أوتنشره هذه الجهات الرسمية على الناس في المجتمع أو أن يكون هناك شئ مفقود من بعض الناس يريدون البحث عنه أو الاستدلال علية فيندبون هذا (المطرب ) وبأجر محدد في أن يسير في الشوارع ليعلن على الناس وبصوت عالي ومرتفع عن هذا الشئ المفقود أو العكس قي أن يكون شخص وجد شئ مفقود ولا يعرف صاحبه من يكون فيندب هذا الشخص ليخبر الناس بأن لديه شئ مفقود وعلى صاحبه أن يتوجه الى فلان الموجود في المكان الفلاني ليتسلم ماهو مفقود منه ويعلن بأن الحلاوة له أي أن المكافأة تكون (للمطرب ) وهذا (المطرب) يردد الكلمات التالية : ( بعد أن يحدد له مبلغ معين من المال يعلن عنه و يكون صاحب هذا الشئ المفقود حدده مكافأة لمن يجد هذا الشئ وليكن مثلا روبية ) فيقول :-

( يا من عين الضالة والحلاوة روبية والعقلان على الله )

2- النكاس :

النكاس هذه هي من المهن التي أندثرت وزالت تماما ولم يعد لها أثر بل أن كثير من الناس لم يسمع عن هذه المهنة والنكاس هو رجل يدور في الطرقات ومهنته هي أن يجعل حجر الرحاة الذي يستخدم في طحن الحبوب والبهارات في البيوت الكبيرة أن يجعله خشن حتى يمكن أن يطحن بسهولة فحجر الرحاة مع كثرة الاستعمال يصبح سطحه أملس فلا يستطيع أن يطحن الحبوب المراد طحنها ولذلك يقوم النكاس بتخشين سطح الحجر وذلك بستخدام مطرقتين صغيرتين بطرق حجر الرحاة حتى يعود خشن مرة أخرى ويمكن أستعماله من جديد في طحن الحبوب

3- زري عتيج:

هو رجل يسير في طرقات المدينه ويصيح باعلى صوته ( زري عتيج) ويحمل على ظهره كيس يضع فيه الزري الذي يشتريه من البيوت وهذا الزري هو عبارة عن خيوط من الذهب تخاط على البشوت أو ثياب النساء فعندما تصبح هذه الخيوط الذهبيه قديمه فأن كثير من هذه الخيوط يتغير لونها ولذلك يتم بيعها ويقوم هذا الرجل الذي يسمى (الزري عتيج) بشراء هذه الخيوط و إعادة تصنيعها وبيعها من جديد بسعر اعلى من السعر الذي أشتراه به

4- جليب أنخم :

هذه الجملة تتكون من كلمتين الكلمة الاولى هي (جليب ) وهي تعني القليب أو البئر أما الكلمة الثانية (أنخم) فهي تعني نخم ونخم هي من الكلمات الدارجة التي تستعمل حتى هذه اليوم وتعني ننظف أو نكنس المكان ولكن معناها الاجمالي أو الشامل نكنس البئر وننظفه من الاوساخ والقاذورات التي تقع فيه .
وهذه المهنة يقوم بها شخصان وعادة يكون أحد هذان الشخصان أعمى أو كفيف البصرحيث يطوفان في طرق وسكيك المدينة ينادون بصوت عالي ( جليب أنخم 00جليب أنخم ) وهما يحملان عدة العمل والتي تتكون من حبل ودلو وفي بعض الاحيان يكون معهما سلم فأذا كان هناك بيت من بيوت المدينة التي بها بئر أو بركة ماء يريدون تنظيف البئر أو البركة من الاوساخ أو أن يكون قد سقط في هذا البئر حيوان أو دجاجة ونفق هذا الحيوان في البئر فلابد من تنظيفه وإزالة الماء الذي سقط فيه الحيوان خصوصا وأن الماء الراكد الذي لا يتجدد والذي يموت فيه أي كائن حي يعتبر ماء نجس لايجوز أستخدامه من قبل الأفراد ولذلك لابد من تنظيف البئر وتغيرمائه. لذلك فأن أصحاب البيت ينادون (جليب أنخم) لتنظيف البئر .ويدخل هذان العاملان إلى البيت للقيام بهذه المهة الشاقة والصعبة بعد أن يونا قد أتفقا مع أصحاب المنزل عن الأجرة مسبقا والسبب الذي من أجله يريدون تنظيف البئر حيث ينزل الأعمى الى البئر بينما يبقى الاخر عند البئر ويرجع سبب نزول الأعمى ألى البئر إلى عدة أسباب منها :


أن المكان الذي يتم النزول فيه مظلم جدا لايمكن الرؤيا فية
أن لايرى الأعمى أية حشرات أو زواحف قد تخيفه أو تفزعه مما يؤدى إلى تركه للمكان فهو يعتقد أن المكان خالى من هذه المخلقات التي قد تتسبب في تركه العمل في هذا المكان

ويتم النزول الى البئر أما بواسطة الحبل أو عن طريق السلم إذا كان البئر غير عميق ويقوم الاعمى بتنظيف البئر ونزح مياهه بواسطة الدلو بينما يقوم زميله الاخر بسحب المياه وأفراغها في الحوش أو البالوعة أو في السكة أو في الطريق وبعد الانتهاء من هذه المهمة والتنظيف الكامل للمكان وتأكد صاحب المنزل من نظافة البئر فأن الشخص الاعمى يخرج من البئر حيث يأخذ أجرة ومن ثم يتوكل على الله ويخرج في طلب عمل غيره .


5- الجاروخ

التجارة

التجارة في الكويت لم تقتصرعلى التجارة الداخلية أو على هذه الاسواق التي ذكرناه هنا بل كان جل أعتمادها على التجارة الخارجية او التجارة الدولية والاقليمية على وجه الخصوص وعلى المناطق القريبة منها وتحتاج التجارة الدولية لكي تنجح وتزداد الى العديد من الامور الهامة وياتي في مقدمتها المواني وصناعة السفن ولهذا فان الكويت سهلت هذه المهة "وضربت عصفورين بحجر واحد" كما يقال في المثل المعروف فقد سمحت في أنشاء المواني الخاصة للتجار وأحواض بناء السفن وجاء هذا كله في مكان يعرف على الساحل بالنقعة أو النقع والنقع هي جمع لكلمة نقعة وهي كلمة عربية تعني أن يوضع الشئ في الماء لفترة طويلة ولكنها تعني هذه الكلمة هنا هو حوض لبناء السفن الخشبية بالمفهوم الحديث الميناء الصغير أو المرسى المحاط بسور مبني من الصخور البحرية له منفذ تدخل وتخرج منه السفن والهدف الاساسي لوجود هذا السور هو أن يكون مصد للامواج التي عادة ما تضرب الشواطي ويكون موقع النقعة على الشاطئ مباشرة ويكون أرتفاع السور دائما أعلى من منسوب مياه المد العالي للبحرحيث يترتفع منسوب المياه الى (4) أربعة أمتار وهو ما يعرف محليا ( بماية الهلال ) ولذلك فأن النقع تعتبر هي ملجأ أمن يحمي السفن من أمواج البحر وهذه النقع هي مواني خاصة مملوكة لاصحاب السفن وقد قام أصحاب السفن في بناء هذه المراسي على نفقتهم الخاصة كما أنهم يتولون صيانتها وأصلاحها كلما دعت الضرورة الى ذلك وهدفهم ألاساسي من ذلك أنشاء مواني تجارية خاصة لاستقبال السفن العائدة من البحر تستطيع السفن فيها من أن تفرغ حمولتهاويعاد تحميلها بالبضائع المراد تصديرها للخارج أو خروج السفن للبحر سواء كان للغوص أوصيد السمك بالأضافة الى أنها المكان المخصص لبناء السفن الجديدة وهي أشبه ما تكون بمصاتع للسفن الجديدة وأحواض للأصلاح السفن وصيانتها وهذه النقع متواجدة على طول شاطئ مدينة الكويت كلها من منطقة الشرق الى منطقة القبلة حيث يتم في النقع بناء وأنزال السفينة الى البحر بعد أتمام بنائها وبعد أن تكون صالحة للأبحار ولاتكون السفينة جاهزة لدخول البحر إلا بعد أن يتم لها ثلاث عمليات رئيسية وهامة هي كما يلي :

1- الكلفات : -

الكلفات هي من العمليات الرئيسية التي تحتاج لها السفينة وهي عبارة عن أدخال خيوط سميكة من القطن مشبعة (بالصل ) الذي هو عبارة عن زيت السمك ذو رائحة زفرة وقوية ويتراوح سماكة هذه الخيوط ما بين 1سم – 2سم ويتم أدخالها بين جميع الواح الخشب لجسم السفينة الخارجي

2- الشونة : -

هي مزيج من الودك وهو عبارة عن شحوم حيوانية يتم طبخها بالنار وعندما نتصهر هذه الشحوم كليا وتصبح في حالة سائلة يتم خلطها مع الجبس أو كما تسمى محليا (النورة )ويحرك هذا الخليط بقطعة خشب كبيرة ثم بعد ذلك يبرد هذا المزيج ويدهن به الجزء السفلي فقط من السفينة الغاطس بالماء حتى يكون عازلا يمنع تسرب الماء الى داخل السفينة وعندما يجف يصبح شديد التماسك مع الخشب والشونه يكون لونها أبيض الذي تأخذه من لون الجبس

3- دهان الصل : -

الصل هو عبارة عن صبغ لونه بني فاتح يستخرج من السمك أثناء تجفيفه حيث يخرج زيت السمك أثناء عملية التجفيف فيجمع ويوضع في علب من الصفيح ويصدر من جنوب اليمن ومن محافظة المهرة حاليا ومن منطقة سيحوت المطلة على بحر العرب والذي يستورد من هناك و بعد ان تتم عملية الشونة السابق يتم دهن جسم السفينة كلها وكذلك سطحها بهذا الصل فيعطي هذا الدهان للسفينة نظارة و لونا لامعا وبراقا كانه صبغ وهو في الوقع يحمي خشب جسم السفينة الخارجي من ملوحة ماء البحر
رد مع اقتباس