عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 17-09-2010, 11:09 AM
الصورة الرمزية أدبنامه
أدبنامه أدبنامه غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Feb 2010
الدولة: في كل مكان يذكر فيه اسم الله
المشاركات: 284
افتراضي توثيق معركة الجسور

جريدة الأنباء
الأحد 2 نوفمبر 2008
-------------------------
معركة الجسور من أهم معارك الجيش الكويتي ضد القوات المحتلة وتدوين الرواية الشفوية للمشاركين فيها فن له كتب تدرس بالجامعات

---------------------------
دعوة الجمعية التاريخية الكويتية ارتكزت على الدعوة لتوثيق وكتابة وجمع مفردات تاريخ الكويت الحديث والمعاصر، ولاشك أن تاريخ الكويت العسكري وأحداث الاحتلال والتحرير من الجوانب المهمة التي يجب أن نوليها العناية والدراسة، ومن هذا المنطلق، تفرد الجمعية التاريخية الكويتة مقالا عن تاريخ الكويت العسكري لمعركة الجسور لإلقاء الضوء على جانب من جوانب تاريخنا العسكري البطولي كما يراها المختصون.

معركة واحدة وثلاثة أسماء
تأتي معركة الجسور أو معركة اللواء 35 أو معركة الأطراف كواحدة من أهم المعارك التي خاضها الجيش الكويتي في يوم الثاني من أغسطس 1990، أثناء تصديه للقوات العراقية الغازية.

ويرجع تعدد التسميات إلى أنها قد حدثت في محور المطلاع ـ الاطراف فسميت بمعركة الاطراف، والمكان عقدة مواصلات تتقاطع فيه عدة جسور فسميت ايضا بمعركة الجسور، وقد خاضها اللواء الكويتي الخامس والثلاثون الذي سمي بعد التحرير باسم لواء الشهيد المدرع 35 فسميت معركة اللواء 35، وتأتي أهمية المعركة من الموقف البطولي الذي أظهره منتسبو اللواء في ذلك اليوم أمام قوات لا قبل لهم بها، حيث قاوم أبطال اللواء فرقة عراقية مما يعني وقوفهم لمدة 6 ساعات أمام قوة يبلغ عددها 3 أضعاف عددهم موقفين تقدمها ومانعين وصولها الى العاصمة عن هذا الطريق.

وقلما يخلو كتاب او مقال عربي او اجنبي يتعرض للاحتلال العراقي للكويت 1990 من ذكر معركة الجسور، بل إن معركة الجسور قد تعدت أدبيات الاحتلال العراقي المكتوبة لتصبح لعبة من العاب الحرب تباع على شكل أقراص مدمجة يعرفها هواة الألعاب الإستراتيجية، لما فيها من معضلات وتحركات جسورة قام بتنفيذها منتسبو اللواء الكويتي 35، بل ان أسماء ضباط اللواء الحقيقيين قد دخلت هذه اللعبة.

كيف جرت معركة جال الأطراف اللواء 35؟
في الساعة 50045 بعد الفجر 2 أغسطس 1990 تمركزت قوات اللواء 35 في مواقع دفاعية عند منطقة «غار» جنوب تلال الاطراف، شمال الجهراء، وتم الاشتباك مع قوات العدو المتقدمة على محور المطلاع ـ الاطراف المتجهة إلى الطريق الدائري السادس، واستمرت هذه المعركة 6 ساعات تكبد فيها العدو خسائر فادحة مما اجبره على الانسحاب واستمرار القصف المدفعي.


وكانت خسائره حتى الساعة 10 صباحا على هذا المحور كالتالي:
  • 25 دبابة محملة بجنود المشاة
  • 7 باصات محملة بجنود المشاة
  • 8 عربات قتال مـدرعـة
  • 3 آلـيات محملة بالذخيرة
  • أعداد غير مؤكدة من الأفراد والمعدات
وفي تمام الساعة 1 من ظهر اليوم نفسه، ظهرت قوات العدو تتحرك على محور السالمي ـ الاطراف الجهراء لنجدة القوات على محور المطلاع ـ الاطراف، فتم تغيير مواجهة قوات اللواء 35 لتدمير قوات العدو على محور السالمي ـ الجهراء، وإجبارها على الانسحاب،
ومع بداية الاشتباك أجبرت قوات العدو على هذا المحور على التوقف وتدمير جزء منها واجبارها على الرجوع، وكانت خسائره عند هذا الوقت كالتالي:
  • تدمير 6 عربات بي ام بي
  • تدمير 2 دبابة تي 72
  • تدمير 1 اسعاف
  • تدمير 1 لاند كروزر
  • تدمير 1 بي تي آر
  • جرح 39 جنديا وضابطا
  • قتل 32 جنديا وضابطا
وتجمع العدو عند الاطراف شرق في «الفريدة» واستمرت مدفعية العدو في الرماية من الساعة 730 يوم 2 اغسطس من محور المطلاع ومن محور السالمي من الساعة 1100 وحتى الساعة 1500 عندها قرر اللواء الانسحاب جنوبا للتخلص من الحصار الناري واتخاذ مواقع أفضل للتصدي للعدو.


وكانت خسائر اللواء حتى ذلك الوقت كالتالي:
  • تدمير 2 دبابة
  • تدمير 2 آلـيـة
  • استشهاد 10 عسكريين
  • جـرح 35 عسكريا
ولكن استمرار القصف المدفعي على اللواء أثناء انسحابه إلى المنطقة الجنوبية اضطر اللواء إلى الدخول إلى الأراضي السعودية لإعادة التنظيم.


هذا الوصف الموجز للمعركة كان هو أول توثيق لها في كتاب العقيد الركن د. محمد عبداللطيف الهاشم «ملاحم يوم الفداء الكويتي» في أكتوبر 1991 وقد كتبه نقلا عن الرجال الذين حضروا المعركة، وبعد مرور 8 سنوات على تلك المعركة أعاد اللواء الركن صابر السويدان ذكرها في كتاب «تاريخ الجيش الكويتي».

لقد كانت فرحة تحرير الكويت، والاعتزاز بالموقف المشهود يوم 2 أغسطس من قبل رجال اللواء دافعا لوصف ما حدث كما يجب أن يقال، حيث كان العسكريون من ضباط وافراد متآخين ويفخر كل منهم بالآخر دون تقليل لجهد واحد منهم مهما صغر او كبر، ولعل من هو أكرم منهم جميعا من بذل روحه في ذلك اليوم .

آفة المؤرخين
في عام 2007 وبعد تقاعده قام آمر اللواء 35 اللواء الركن سالم مسعود بتأليف كتاب عن أحداث معركة الجسور تحت اسم اللواء الخامس والثلاثين ودوره في معركة الجسور وتحرير الكويت، وقد اتبع في منهجيته مقابلة من شاركوا في المعركة، ولا خلاف على ذلك فالرواية الشفوية والمقابلات هي أهم مصدر لوصف المعارك في التأريخ العسكري، وتدوين الرواية الشفوية من العسكريين المشاركين في المعارك فن معروف وقائم وله أصوله وكتبه التي تدرس في الجامعات الغربية، فتأثير صدمة المعركة، ورتبة المتحدث، والفترة الزمنية التي انقضت منذ ذلك اليوم كلها أمور تدخل في الحسبان، فاختفاء مقاتل من أبطال معركة الجسور يعني ضياع شهادة تاريخية وعلينا العمل بسرعة لإجراء مقابلات مع البقية بشكل شامل وليس انتقائيا قبل أن يختطفهم الموت الذي هو حق لا فرار منه، والحق يقال ان كتاب اللواء سالم مسعود جاء ليسد ثغرة في الكتابين المشار اليهما أعلاه، حيث وردت أحداث المعركة في كتابي الهاشم وسويدان ضمن سياق عام.

وفي عام 2007 اصدر المقدم الركن ناصر فهد الدويلة كتابا بعنوان «ردة الفرسان تفاصيل معارك الغزو والتحرير» وهو كتاب شيق ومثير بما تعنيه الكلمة من معنى فالمؤلف شخصية غير عادية ومقاتل عنيد من طراز فريد، حيث جاء كتابه أكثر جرأة في طرحة وفي تسمية الأشياء بأسمائها مقارنة بكتاب اللواء سالم مسعود الذي ظهر وكأنه أسلوب تقريري.

المفارقة في الأمر والدافع لتدوين هذه السطور هو أن المؤلفين الاثنين قد شاركا في المعركة نفسها، لكن المشكلة هي أن سالم مسعود تجاهل جملة وتفصيلا ما قام به المقدم ناصر الدويلة من دور في معركة الجسور ولم يقابله ضمن من قابلهم في كتابه، رغم ان عدة كتاب قد تعرضوا للعملية الخاصة التي قادها المقدم ناصر خلف خطوط العدو واسترجع مدرعات كويتية، كان لها دور في عملية التحرير رغم انف العراقيين، بل انه أوضح عدة أمور نقض فيها العديد من الروايات التي قال بها اللواء مسعود في كتابه ومنها من هو صاحب فكرة وقرار الخروج للسعودية حفاظا على السلاح، ولا شك في أن هذا الأمر ليس سابقة بين المؤرخين أو بين من يدونون مذكراتهم من العسكريين، فلم تأت مذكرات الفريق خالد بن سلطان المعروفة باسم مقاتل من الصحراء إلا للرد على مذكرات الجنرال شوارزكوف التي قلل فيها من دور خالد بن سلطان قائد القوات العربية في سيناريو مشابه لما تم بين سالم والدويلة، ومما يأسف له في موضوع الضابطين الكويتيين هو انه وصل إلى حد التهديد برفع قضايا في المحاكم والاتهام بالجبن والفرار من المعركة بعد فاصل من التراشق في الصحف بمقالات تقلل من حجم الانجاز الذي تم من قبل الطرفين وهما سالم مسعود كآمر للواء او ناصر الدويلة كضابط رفض ترك سلاحه للعدو، لقد طغت أهواء الطرفين على حقيقة ما جرى وتم تجاهل دور كل منهم في أدبيات الآخر، ليصب كل ذلك في خانة التقليل من معركة الجسور، حيث حولها الطرفان من معركة انتصر فيها جمع كويتي صغير على جمع بعثي كبير، كما قال الهاشم وصابر الى مهاترات بشكل مشين، رغم أن كلا الطرفين لا يملكان أدوات المؤرخين أكاديميا، لكن دورهم في المعركة وضع على كاهلهم حفظ ذكراها، فلم يتم ذلك في أحسن صورة وأبهى سطور.

فأين الشعور بحرمة التقليل من ذلك النهار؟
إكراما لشهداء معركة الجسور وكيف يتم تحطيم أمر نظر إليه غيرنا بإعجاب؟!
ويبقى سؤال مهم وهو أين المرجعية في ذلك؟

--------------------------------------------
روابط:
1- جريدة الانباء: الرابط
2- صفحات تاريخنا في ملف ( PDF ) (يرجى مراجعة الرابط - شرقاوي)
__________________
سبحان الله وبحمده سبحان الله العظيم

ادبنامه لوطرقت الارض شرقا او جنوبا في تهامه لن تجد للاسم ذما يفرض الاسم احترامه غايتي ان ابقى دوما في جبين العز شامه
الآرض تحيا اذا ما عاش عالمها متى يمت عالم منها يمت طرف
كالأرض تحيى أذا ما الغيث حل بها وأن أبى حل بها التلف

التعديل الأخير تم بواسطة شرقاوي ; 17-09-2010 الساعة 01:31 PM. سبب آخر: نقل ومراجعة وتعديل
رد مع اقتباس