عرض مشاركة واحدة
  #16  
قديم 11-04-2022, 01:07 PM
الصورة الرمزية classic
classic classic غير متواجد حالياً
عضو مشارك فعال
 
تاريخ التسجيل: Jul 2008
الدولة: الكويت
المشاركات: 234
افتراضي




التاكسي في ساحة الصفاة وتبدو أنوار الإضاءة ليلاً
تشع من مبنى الأوميغا

( رمضان المبارك شعاع الصفاة )

في الأول من مايو 1952 تم إضاءة الأنوار الكهربائية في ساحة الصفاة

للمرة الأولى وكان وقتها صادف دخول شهر رمضان نورٌ على نور

أضحت الصفاة كأنها كوكبٌ دُري تنتشر فيها زجاج المصابيح في المقاهي حيث يتجمع الأهالي .

(للَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ – الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزجاجة
كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ

وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ

سورة النور




وفي رمضان تمتلئ ساحة الصفاة ببائعات الباجلة والنخي والغريبة

والمقاهي البسيطة المتنقلة للشاي ب( ليتات الغاز) وتُزال بعد إنتهاء الشهر الفضيل




أخذت صورة الشارع الجديد من ساحة الصفاة وتظهر عواميد الكهرباء

في خطوط الجهد العالي لنقل الطاقة الكهربائية


وقد كانت القوافل والباعة الذين يبيعون بضاعئهم في ساحة الصفاة في ( الأربعينات )

يعبرون الشارع الجديد أو شارع عبدالله السالم كما أطلق عليه بعد ذلك

من الصفاة إلى الميناء حيثُ ترسوا السفن التي تأتي بالبضائع




وكانت المباني في هذا الشارع لاتزيد عن طابق واحد

كما كانت هناك مقاهي فوق سطوح المباني لإستقبال الزبائن وتشاهد في هذه الصورة

النادرة من الأرشيف التي تحتوي المحلات التجارية في البنيان المرصوص

المتلألئة من أضواء المصابيح واللمبات القديمة كأنهم لؤلؤ منثور .




أهل الكويت كانوا يبدؤون الاستعداد لقدومه مع بداية شهر شعبان؛ من خلال تجهيز المواد الغذائية التي تكفي الشهر بالكامل،

وأبرزها التمور التي كانت تجلب من البصرة، والأرز الذي يجلب من الهند، و

بحلول 15 شعبان يبدأ دق الهريس والجريش في احتفالية تسهر فيها النساء والأطفال حتى الفجر.

من بين الاستعدادات المبكرة ترميم الدواوين وحمل الأواني والقدور الكبيرة على الجمال ونقلها من مخازن البيوت الكبيرة إلى سوق الصفافير الخاص بتلميع الألومنيوم؛ من أجل تجهيزها لطبخ ولائم الإفطار التي كانت توزع في الأسواق والدواوين وعلى الفقراء وفي بيوت الوقف.

أهزوجة "الكريش"
وقبل نهاية شهر شعبان بأيام كانت نساء بعض الأسر الفقيرة يطفن الشوارع مرددات أهزوجة "الكريش" (القريش)، وتلفظ بالكاف أي الكريش؛ وهو اليوم الذي يسبق حلول شهر رمضان المبارك، لتذكير التجار بمساعدتهم خلال رمضان ومن بين كلماتها:

أمس الضحي مرنا المحبوب.. ليلة سعد يوم لاقاني

قلنا وش عناك.. قال عليك يا شوق ولهان

القريش عنكم مذكور.. يعني له الضيف والعان (المحتاج).


إن يوم 30 شعبان -ويسمى يوم "الكريش" (القريش)- كان يشهد كرنفالا للعطاء بوصفه آخر أيام الفطور، إذ يتم تجهيز وجبة الإفطار في بيت كبير العائلة، ويحضر الجميع للأكل بهدف التهيئة لرمضان.

كما يشهد اليوم ذاته تنظيف البيوت وغسل الأواني والملابس والحصير؛ لأنه لم يكن من المعتاد ذهاب أحد إلى البحر لغسيلها خلال شهر رمضان.

ومع قرب المساء يبدأ التهليل والتكبير، حتى إذا فرغ الجميع من صلاة المغرب خرجوا مباشرة خارج المسجد لرؤية الهلال واستطلاعه؛ إذ كانت كل البيوت عبارة عن طابق واحد وبلا إضاءة مما يسهل الرؤية.

طقوس رمضانية كويتية
واللافت أن النساء كن يحضرن صلاة التراويح في المساجد، إذ يوضع لهن حاجز يفصلهن عن الرجال. أما الدواوين فكانت تبدأ باستقبال ضيوفها من بعد صلاة الفجر وحتى قبيل المغرب، فيما تخصص الفترة المسائية للزيارات العائلية والجيران.

عرفت الكويت مدفع الإفطار في العام 1859، وكان الأطفال يخرجون إلى مكان وجوده على البحر عصر كل يوم، أما "بو طبيلة" (المسحراتي) فكان يمر في الأحياء وبالقرب من البيوت قبل أذان الفجر مرددا "يا نايم وحد الدايم قوم اتسحر بالسحور"، وكان السحور في الغالب عبارة عن تمر وأرز باللبن.


ليلة القدر واستعدادات العيد
شهدت الكويت قديما اهتماما كبيرا بإحياء ليلة القدر؛ إذ كانت المساجد تعج بروادها في ليلة 27 رمضان، كما حرص المحسنون على تزويدها بالتمور والفطائر والمشروبات ومنها الشاي والقهوة.

وفي الأيام الأخيرة كانت استعدادات العيد تشمل شراء الملابس الجديدة للكبار والصغار الذين كانوا يرتدون "الدشاديش"، بينما ترتدي الفتيات "البخنق"، وكان بعض الأغنياء يقومون بتوزيع الملابس قبل العيد على الفقراء والأيتام، بل إن بعض تجار الأقمشة كانوا يخفضون السعر حين يعلمون أن الملابس ستقدم للمحتاجين.





كشخة العيد .. في ساحة الصفاة


يذكر الأستاذ يوسف الشهاب في كتابه من قديم الكويت :

عيد الأمس في الخمسينات والستينات كان فرصة للذهاب في ساعات الضحى إلى مطاعم الكباب والعيش ليتناول

مايرغب به الزبون وبسعر لا يتعدى روبيتين كانت تلك المطاعم منتشرة في الصفاة والشارع الجديد إلى جانب مطاعم سوق الحلوى

وحين ينتهي الصغار من تناول الطعام في أحد المطاعم الإيرانيةأو السورية يومها يتوجهون إلى ساحة الصفاة التي يتواجد

فيها بعض المصورين مع كاميراتهم القديمة التي يتدلى بها قماش أسود على شكل ذراع وحين تحميض الصورة

يسلمها إلى صاحبها بسعر روبية .

حلوة أيام العيد القديمة فيها البراءة الممزوجة بالترفيه في المراجيح أو الديرفة كما يطلق عليها بالعامية

صورة لاتزال في ذاكرة من عاش تلك الحقبة الزمنية كما في هذه الصورة التي التقطت إلى جانب باقة ورد لأحد المصورين

في ساحة الصفاة عام 1961م

ويبدو من اليسار ناصر عبدالوهاب الشهاب

وفي الوسط عبدالكريم ابراهيم المرجان

ثم يوسف أحمد الشهاب في ساحة الصفاة

وصف الطبيب الراحل أحمد الخطيب رحمه الله مدفع الإفطار في رمضان بساحة الصفاة :

كنت أرى أن الشرطي "بو بريج" ينتظر طوب (مدفع) الإفطار في رمضان ليُنزل العلم من على سارية مقر الشرطة أمام بيتنا ثم يهرول مسرعاً لتناول الإفطار فى بيته، فاقترحت عليه أن يترك لي مهمة إنزال العلم ليتسنى له الإفطار مع عائلته ولا يتأخر عليهم خصوصاً أن مقر الشرطة أمام بيتنا، فوافق وشكرني على ذلك فأصبحت أقوم بمهمة الشرطي وأنزل العلم بدلاً منه كل يوم.

وكنت لا أتردد في مساعدة زملائي الطلبة على حل واجباتهم الدراسية، فقد كنت دائماًً الأول في صفي.

( المصدر كتاب الكويت من الدولة إلى الإمارة )

الباحث الفلكي الدكتور صالح العجيري إن أهل الكويت قديما كانوا يترقبون ويستعدون لشهر رمضان المبارك منذ بداية شهر رجب.

وأضاف العجيري في مقابلة مع مجلة (الدريشة) الفصلية الصادرة عن وكالة الانباء الكويتية (كونا) في عددها الرمضاني ان شهر رمضان أو العيد قديما كانا يأتيان أحيانا في موسم الغوص والناس في البحر فيعود الرجال إلى بيوتهم لإكمال صيام شهر رمضان ومن ثم يرجعون إلى البحر بعد انقضاء العيد وهو ما يطلق عليه (الغوص غوصان) لأنهم يغوصون مرتين في الموسم الواحد.


عملية دق الهريس التي تقوم بها النساء قديماً قبل رمضان

واستذكر العجيري مقدمات لشهر رمضان من أهمها الاحتفال بدق (الهريس) قبل قدوم الشهر الفضيل بنحو ستة أيام حيث كانت نساء الحي يجتمعن ويتعاون لدق (الهريس) ب (المضرابة) الخشبية ذات العمود الطويل حيث تقوم نساء (الفريج) اي الحي برش القمح بالماء ومن ثم يدقنه من أجل إزالة القشرة.

وأشار إلى أن رؤية الهلال كانت تتم من قبل رجال يتم اختيارهم لهذه المهمة عند الخليج إذ لم يكن هناك تلوث بيئي أو ضوئي وبعد رؤية الهلال يتم إبلاغ القاضي من خلال الشهود ومن ثم يبارك الناس بعضهم لبعض بالشهر الكريم.
وأكد أن الناس لم يكونوا يأكلون (الهريس) إلا في رمضان وحصرا مساء الخميس ليلة الجمعة وهو ما كان يسمى ب (النافلة) كما يقوم الناس بتوزيعه على الجيران والأقارب وكانوا سعداء جدا بذلك.
وحول الاحتفال بالقرقيعان قال إن الاحتفال بهذه العادة القديمة والمستمرة حتى أيامنا هذه يكون في ليالي 13 و14 و15 من شهر رمضان فقط ولأنه لم تكن هناك كهرباء فكان الأطفال يخرجون في الليلة المقمرة بطبلة أو بالإناء وهم يلبسون لباس الغوص الأسود ويتم توزيع الحلوى عليهم.
ويستذكر الباحث الفلكي العجيري من عادات رمضان قديما لعب الأطفال قبل غروب الشمس وأذان المغرب في الشارع فإذا ما سمعوا صوت (الواردة) أي مدفع الإفطار بدأوا بالصراخ كنوع من إعلام أهالي الحي بحلول موعد الإفطار.

وكشف أن الناس كانوا يصلون صلاة القيام (التراويح) 20 ركعة وتم اختصارها إلى ثماني ركعات لاحقا وكان إمام المسجد يضع سراجا (سكندري بولغاز) أمامه لكي يقرأ من المصحف الذي يضعه إلى جانبه أو يقرأ مما حفظه.

وقال انه قبيل نهاية شهر رمضان بيومين يتم توزيع زكاة الفطر وهي عبارة عن (أرز أو قمح أو تمر) وكانت (العديلة) ممتعة فالرجل يشتري الميزان من السوق ويزن (الشعير أو القمح أو التمر) والأولاد حوله ويقومون بتوزيعه على البيوت ولا يقتصر الأمر على أولاد صاحب البيت ولكن أولاد (الفريج) أيضا يشاركونهم فرحة وزن الزكاة.

وحول الاستعداد ليوم العيد أوضح أن ملابس العيد يجب أن تكون جديدة وهي عبارة عن (دشداشة) للرجل في حين أن النساء يشترون (الملفع) وثوبا جديدا والبنات يضعن (الحنة) على ايديهن وكان الأولاد يضعون ثياب العيد (الدشداشة) إلى جانب وسادتهم قبل النوم في ليلة العيد.

واضاف انه في السابق لم تكن هناك بنوك في الكويت وكانت النساء يلجأن إلى شراء الذهب لحفظ الأموال (محزم - مرتهش - هامة..) وهذا الذهب معد للاعارة للنسوة اللاتي لا يمتلكن الذهب من أجل العيد.

وتابع أنه بعد استطلاع هلال شوال بإتمام الصيام 30 يوما أو رؤية الهلال يذهب الناس لصلاة العيد ويكون إبلاغ الناس بيوم العيد من خلال المدفع.

واعتبر أن (العيدية) في السابق كانت أفضل بكثير من الآن وكانت تسبب الفرحة الكبيرة للأطفال وهي عبارة عن (بيزة) أو (بيزتين) وهي العملة الكويتية القديمة.

وعن ألعاب الأطفال قديما قال "كانت هناك الأرجوحة وهي عبارة عن صندوق من خشب وحبال ولم تكن السيارات موجودة بشكل كبير مثل الوقت الحالي وكان يوجد رجل عنده (لوري) يقف في ساحة الصفاة وكل طفل يحضر بيزته ويركب في (اللوري) إلى الدروازة ومن ثم يعود إلى الصفاة والأطفال فرحون جدا".


وأشار إلى أن الناس كانوا سعداء ومتحابين مستسلمين لقضاء الله وقدره ويقفون إلى مجانب بعضهم بعضا فإذا وقع حريق في أحد البيوت أو المحال يسارع الناس إلى المساعدة في إطفائه حتى انهم كانوا يساعدون بعضهم بعضا في بنائه.