عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 11-03-2008, 10:39 AM
المتقصي المتقصي غير متواجد حالياً
عضـو متميز
 
تاريخ التسجيل: Feb 2008
المشاركات: 82
افتراضي كتاب ( معركة الصريف بين المصادر التاريخية والروايات الشفهية ) فيصل السمحان

السلام عليكم ورحمة الله ....

إخواني الكرام ......يعتبر كتاب (معركة الصريف بين المصادر التاريخية والروايات الشفهية) لفيصل السمحان، إضافة قيمة لتاريخ بلدنا الحبيب .... الذي استقى معلومات قيمة من جده النوخذة/ علي بن سلطان السمحان رحمه الله الذي شارك في هذه المعركة التاريخية.... وفيما يلي تقرير عن هذا الكتاب القيم من جريدة الوطن:


من أقوى الملاحم العسكرية التي أثبتت التحالف الرائع بين آل صباح وآل سعود


معركة الصريف بين المصادر التاريخية والروايات الشفهية لـ فيصل السمحان




كتب طلعت الغرياني:

كثيرة هي الاحداث التي يتهرب منها الأخرون ويحاول البعض تناسيها او محوها من ذاكرتهم وذاكرة الاجيال من بعدهم وذلك اما لانهم يجهلونها او يجهلون نتائجها او لانها تمثل لديهم ذكرى حزينة مؤلمة، او لانهم ينظرون اليها من زاوية ضيقة، لكنهم جميعا مخطئون. وذلك ان كثيرا من الاحداث التاريخية المؤلمة قد تكون مفتاحا ومقدمات لنتائج مبهرة تثمر الخير والفضل الكثير.

ومعركة «كالصريف» بقيت اثارها ماثلة امام الاجيال وفي ذاكرة الرجال رووها لمن بعدهم لانها معركة ارتبطت بجيل من اجيال الكويت والجزيرة العربية، انه التاريخ الذي حفره الاجداد بأظفارهم وكتبوا احرفه بمداد دمائهم وعرقهم وسطرت ايامه بصحائف اعمالهم ووضعوا لبناته للاجيال من بعدهم حتى غدا شمسا ساطعة يغيب بضوئها كل ظلام. ان معركة الصريف من اقوى الملاحم العسكرية التي وقعت بين القوى المحلية في نجد والخليج العربي وظلت نتائجها تدوي عبر التاريخ ومهما لحق بأهل الكويت بشكل خاص وغيرها بشكل عام من مآس والام ومارافقها من فظائع، واحزان الا انها مهدت لحقبة مهمة من تاريخ الكويت والجزيرة العربية.

بهذه السطور قدم الكاتب فيصل بن عبدالعزيز بن علي السمحان كتابه الجديد «معركة الصريف بين المصادر التاريخية والروايات الشفهية» الذي صدر حديثا عن مكتبة الكويت الوطنية ويقع في 183 صفحة من القطع المتوسط وتضم قائمة موضاعاته ثمانية فصول ومقدمة وتمهيد ولمسة وفاء لابي جابر الشيخ مبارك الصباح الذي حفظ كيان الكويت بعد الله عز وجل في مواجهة عواصف الغدر والطمع، ولجده النوخذة «علي بن سلطان السمحان الذي خاض الحروب لله ثم لأجل الكويت التي يحبها ويحملها في قلبه، ولموضي بنت عبدالله البسام التي اخترقت جدار الخوف والفاقة والاهوال بشجاعتها، وايمانها بالله عز وجل، ولجميع الجنود والشهداء بإذن الله من الكويتيين وغيرهم في معركة «الصريف» الذين سقوا بعرقهم ودمائهم صحراء نجد فأنبتت الأمن والعدل والخيرالكثير.. رحمهم الله جميعاً

حقبة تاريخية

ويسلط الكتاب الضوء في فصله الاول على حقبة تاريخية هامة من تاريخ الكويت المعاصر، وكيف انها كانت لها مكانة هامة تتزاحم حولها قوى محلية ودولية كبرى في سباق محموم إما للهيمنة وبسط النفوذ عليها لما يمثله موقعها من أهمية حيث كانت تتمتع بموقع جغرافي هام فهي مفتاح ما بين النهرين ووسط بلاد العرب وتمثل انشط موانئ الخليج التجارية في الثغر التجاري للمناطق الداخلية الذي تمر عبره صادراتها ووارداتها وسوق الصحراء الذي يفد اليه الاعراب لبيع مواشيهم وشراء الأغذية والأسلحة فتمتعت نتيجة لذلك بثراء نسبي لابد أنه أثار طمع الزعماء الاقوياء في المنطقة أو لكسب ودها والتحالف معها في ذلك الوقت الذي آل فيه الحكم لرجل قوي مثل الشيخ مبارك الصباح.

دراسة المعركة

ويتناول الفصل الثاني دراسة معركة الصريف بأسبابها ووقائعها ونتائجها واستمد المؤلف ذلك من بعض المصادر التي تحدثت عن هذه المعركة بروايات متوافقة احيانا ومتناقضة احيانا اخرى محاولا التركيز على الروايات الشفهية في بعض المراحل ممن خاض غمار هذه المعركة مثل «النوخذة» علي بن سلطان السمحان الذي اجاد واولى بمعلومات قيمة عن المعركة..وازال الكثير من النقاط الغامضة والمبهمة من هذه المعركة الكبيرة وبوصف دقيق منقطع النظير وبصراحة متناهية حيث كان هو المنظار الموثق والدقيق الذي اولى بتفاصيل المعركة لحظة بلحظة وساعة بساعة منذ خيوط الصباح الاولى وحتى ساعة وقوع هجوم جيش ابن صباح والاشتباك وسقوط القتلى والجرحى وصمود الجيش الكويتي لعدة ساعات متواصلة ولحظات وقوع الهزيمة والفوضى والبلبلة التي رافقتها.

علاقات متينة

وابرز الفصل الثالث قوة التحالف والعلاقات المتينة التاريخية بين حكام الكويت من آل صباح والحكام السعوديين والتي تكللت باسترداد الملك عبدالعزيز بن سعود لعاصمته «الرياض» وتأسيس المملكة العربية السعودية وتوحيدها واستقرارها وتنامت هذه العلاقة وأثمرت وقوفا صلبا لابناء الملك عبدالعزيز الى جانب الكويت والكويتيين ابان جنون الثاني من اغسطس حتى استردت الكويت حريتها بفضل الله ثم بالجهود الخيرة لابناء الملك عبدالعزيز.

وجاء الفصل الرابع متناولا ابراز تفاصيل دقيقة متعلقة بالجيش الكويتي في تشكيلاته وتحركاته في نجد وعدده وعدته حتى ساعة وقوع المعركة وما بعدها والرسائل التي كان يبعثها الشيخ مبارك لحلفائه ليستدعيهم وحملها مجموعة من المقاتلين الكويتيين برفقة فيصل الدويش.

معاناة ومشقة

واوضح الفصل الخامس المعاناة والمشقة التي تكبدها الكويتيون في صحراء نجد في احوال جسدية ونفسية وجوية سيئة الاهوال، واعداؤهم يلاحقونهم لقتلهم وتخفى بعضهم والقبض على البعض الاخر ووصف عمليات الاعدام والهروب والتخفي وعدد القتلى والشهداء باذن الله تعالى .. في اغرب ما كتب من تاريخ الحروب في عالمنا المعاصر.

بينما تناول الفصل السادس وصف الحالة الاجتماعية واللهجة المحلية السائدة ومفرداتها في تلك الحقبة حيث حرص المؤلف على الابقاء على هذه اللهجة ممثلة برواية علي السمحان والمفردات التي استخدمها و شرح معانيها مع ملاحظة ان غالبها ينتمي الى الفصحى ووصف البساطة التي يتصف بها الناس في ذلك الوقت.

أهل نجد وعنيزة وبريدة

وفي الفصل السابع سلط المؤلف الضوء على موقف أهل نجد بشكل عام وأهل عنيزة وبريدة بشكل خاص ومساندتهم لافراد الجيش الكويتي والتعاطف معهم واستضافتهم وتشجيعهم والتكتم الشديد في هذا الامر والدعاء لهم بالتوفيق واخفائهم عن أعين سرايا ابن رشيد ومنهم امرأة تزعمت مجموعة من النساء قمن بعملية اخفاء ابناء الكويت بطريقة منظمة في بيوتهن وبيوت اقاربهن في بيوت الطيب والكرم في شجاعة واقدام قلما يشهد التاريخ بمثله في وقت ساد فيه الخوف والرعب والصمت وفي وقت تطايرت فيه رؤوس الأسرى ورفعت راية الظلم ونكست راية العدل والشفقة والرحمة في قصة -كما يقول المؤلف- لو كتبت لظن قراؤها أنها قصة من قصص الخيال الأدبي أو رواية من أحلام شاعر!. وفي الفصل الثامن والأخير تصحيح الخطأ التاريخي الذي وقع فيه المرحوم عبدالله بن خالد الحاتم -رحمه الله- في كتابه «من هنا بدأت الكويت» والذي يعتبر من المصادر الهامة لتاريخ الكويت المعاصر.. حيث ذكر طرفا من رواية علي بن سلطان السمحان لكنه وقع في لبس وخلط بين قصة علي السمحان،«أبوحسين وراشد بن مبارك بن صقر أبوسماح» الذي نجا ايضا من القتل ولعل ذلك كان بسبب التشابه في الاسماء وأن كلا منهما قد نجا من الموت بأعجوبة.

ويقول المؤلف فيصل السمحان : «ان الروايات التاريخية التي استعنت بها ليس لي الحق البتة في أن اتصرف بها أو أحدث تغييرا في انشائها إلا أنني وجدت نفسي مضطرا في بعض المواضع إلى عدم نقل ما رأيته من عبارات أو الفاظ غير لائقة قد تمثل طعنا اوتجريحاً غير لائق لجهة معينة أو لافراد بعينهم وهي كثيرة في المصادر التاريخية والروايات الشفهية واكتفيت بما هو مهم منسوباً الى اصحابه لبيان الحقيقة دون أي تصرف في الالفاظ التي ابقيتها وهو ما تتطلبه الأمانة العلمية».

عدة وقفات

وللمؤلف ايضا عدة وقفات في خاتمة كتابه حيث يقول:
ـ أولئك هم أهل الكويت الابطال على الرغم من ظروف الحياة الصعبة، وهكذا كانت الكويت حين لم يكن تعدادها يتجاوز 35.000 الف نسمة.
- هكذا كان التحالف الرائع بين ابن صباح وابن سعود وأهل الكويت وأهل نجد .. حتى ساد الأمن والازدهار في ربوع جزيرة العرب.
- لقد رحلت أيام «الصريف» وانتهت تلك البعثة ولم يعد منها إلا الذكريات وبقيت الاخوة الاسلامية ترفرف ويستظل بها الجميع.. وعم العلم ارجاء البلاد ومحي الجهل واندرس ودفنت الاحقاد وتصافت الانفس.
- جميع القبائل والاسر هم اخواننا واحبتنا لهم ما لنا وعليهم ما علينا.. ممن ذكرنا في هذا الكتاب وممن لم نذكر متحالفين أو متخالفين في الماضي، وأبناؤهم مواطنون صالحون ولهم كل الود والتقدير.


تاريخ النشر: السبت 19/1/2008

المصدر: جريدة الوطن
رد مع اقتباس