الموضوع: الثورة الفكرية
عرض مشاركة واحدة
  #1  
قديم 21-05-2012, 01:19 AM
الدكتور سمير المليجى الدكتور سمير المليجى غير متواجد حالياً
موقوف نهائيا
 
تاريخ التسجيل: May 2012
المشاركات: 8
افتراضي الرفيق المريض

خيارات الموضوع بحث في هذا الموضوع تقييم الموضوع طريقة العرض

الرفيق المريض
الرفيق المريض


الرفيق المريض


فى يوم من الايام و بالتحديد كان يوم السبت و كالعاده فى اوربا
ان يوم السبت هو يوم الشراء و المقابلات و التعارف و بالتحديد عام 1994 و انا فى مركز تجارى كبير جدا بالمانيا ( مول ) وجدت امامى الرفيق الذى كنت احلم به و لا تعلمون كيف كانت فرحتى و سعادتى بهذا الرفيق .
و بدات علاقتى به تشتد يوما عن يوم و كان اقرب الى من اى شخص قابلته فى حياتى و بدات الصداقة بيننا فى الاحزان و الافراح و المرض و الصحه و كل شئ , بدانا نرتبط ببعضنا البعض عاما بعد عام حتى وصلت علاقتى به الى اننى دائما ما اتحدث معه و اسمع صوته .
و منذ عامين شعرت اننى لا استطيع ان اتكلم و جسدى كله يئن من الالم و اشعر بالضيق و لا اريد ان اتكلم مع احد و ذهبت الى الطبيب فقال لى : انك مريض بامراض عصبية و يجب ان ترتاح راحه تامه و انت تبتعد عن كل المؤثرات الخارجيه حتى ان تبتعد عن عائلتك بعض الوقت , و تحدثت مع الطبيب و شرحت له علاقتى مع رفيقى المريض و انه دائما ما يحتاجنى عندما يتالم او ينادى و على اكون دائما معه .
فقال لى : للاسف الشديد انك فى حاجة ماسة الى ان تبتعد عنه هو الاخر الى ان تتعافى .
و سألنى : هل هذا الرفيق لديه اسرة ترعاه ام لا ؟
فقالت له : ان لدية اخ صغير و ينتظر اخ اخر و جميعهم فى حاجة الى .
فقال لى : للاسف الشديد ان ما تعانيه من مرض عصبى يجبرك الى الابتعاد عنهم و انه تلزمك الراحة التامه لنستطيع ان نساعدك .
فشعرت بالحزن و اللالم لاننى لن استطيع ان اتحدث مع رفيقى .
فقلت للطبيب : اننى سوف افعل ذلك و ابتعد عن الجميع ووعدته ان اعطى لنفسى الفرصه لكى استعيد حياتى و ارجع الى ذاتى و اكون انسان كما اراد الله لى عقلا و جسدا .
و اقمت بالمستشفى و لكن اشتياقى الى رفيقى المريض دائما ما يجعلنى اتحدث معه و كأننى ادمنته لا استطيع ان ابتعد عنه .
و جاءت زوجتى الى و قالت لى : عليك ان تستمع الى نصائح الطبيب , رفيقك الذى تتعامل معه انانى جدا و لا يحب الا منفعته و مصلحته و الاستفاده منك .
و ذهبت و هى فى اشد الضيق من تصرفاتى مع هذا الرفيق .
و فى يوم من الايام و انا اقف فى شرفة غرفتى بالمستشفى و انا اتحدث مع رفيقى المريض و فجأه يفتح الباب كبير الاطباء و يرفع صوته و يقول : ان رفيقك المريض ليس مريضا و لكن انت المريض انت من يحتاج الى المساعده انت فى حاجة الى انت تنظر الى نفسك فأنك اصبحت عبدا له و لاخواته
فقلت له : و كيف اعيش ؟
فقال لى : ماذا كنت تفعل قبل ان تقابل رفيقك و اخواته هل ما كنت سعيد ؟
هل كان لديك الوقت لنفسك و لعائلتك ؟
ماذا حدث لك ؟
هذا الرفيق سيطر على اعصابك و على كل شئ و قال لى :
اعطنى الموبايل و الاب توب و اخذهم
اخذ رفيقى و اخواته و تركنى وحيدا من دونهم و قال لى انظر ماذا سوف يحدث لك فى المستقبل بدون الرفيق المريض الذى تسمية انت انه مريض ؟
فقلت له : دائما ما ينادى على و يسحبنى الى اخواته و اتحدث اليه .
فقال : هذه مشكلتك انت و ليست مشكلتهم هم .
و مشكلة التكنولوجيا العالية ( الموبايل و الاب توب و غيرهم هم الرفيق المريض ) الذى اصبح الانسان عبدا لها بدون عقل و فكر .
اعطنى الموبايل و الاب توب و كفى و انظر الى نفسك كم من الوقت ضاع بدون حساب و كان فى اعتقادك انك لا تستطيع ان تعيش بدونهم .
و بعد اسبوع شعرت بالفرق بين وجودى بدون هذه الاشياء
( التكنولوجيه ) كم من الراحه شعرت بها و بدات افكر
ان الله سبحانه و تعالى حذرنا جميعا ان كل شئ له حساب و كل شئ يزيد عن حده له ضرر كبير عليك و على من حولك
سبحانك يا اللهى انك انذرتنا نحن البشر و نطلب منك ان تحمينا من الشر و تعطينا الصبر و الطريق المستقيم يا رب العالمين .
مع تحياتى
الدكتور / سمير المليجى
رد مع اقتباس